كتاب الدراشا المنسوب للنبي يحيى بن زكريا مبارك اسمه

كل ما يخص الكتب المتنوعة
صورة العضو الرمزية
محب روحاني
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 66
اشترك في: الجمعة 17-2-2012 9:27 am
البرج: الحمل
الجنس: ذكر

كتاب الدراشا المنسوب للنبي يحيى بن زكريا مبارك اسمه

مشاركة بواسطة محب روحاني »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام على شيخنا الفاضل ابا شمس المحسن , الذي هو بحق وحقيقة مثال لاخوان الصفا وخلان الوفا , شهادة ومعرفة شخصية بهذا المنتدى والموقع الكريم طيلة عدة سنوات .

قرأت حوار دار بين فضيلة الشيخ وبعض الاخوات الاعضاء , ورد فيه كلام عن الزواج في المجتمعات الشرقية , ومعنى الاسلام عند بعض المتأسلمين .
بالنسبة للزواج في مجتمعاتنا فهو بالاسم وحسب الشكل والظاهر , زواج ينشأ نه اسرة !ولكنه بالحقيقة اغتصاب ينتج منه مجموعة من الاسرى يعيشون في جو مشحون مكهرب بالعداوة والبغضاء , والسيادة البدوية للرجل على المرأة , التي هي ام لهذه الاسرة , لكنها تعامل ليس معاملة الجواري فحسب لكن معاملة الحيوان .
صديق عرفته عن طريق الصدفة منذ زمن , وبعد فترة معينة , زارتني على خفية زوجته مع اكبر ابناءها وهي تشتكي من سوء معاملة زوجها وابو اولادها لها (علما ان اعمارهم في الستين) وقالت بالنص : ان ابسط كلمة يخاطبني بها هي : آني المرأة وقوندرتي (حذائي) عندي سوى , وترجتني كثيرا وهي خائفة مرعوبة ان انبه زوجها حتى يغير معاملته لها دون ان اخبره بانها زارتني لهذا الشأن , وقالت ان زوجها لايسمع كلام بشر , لكنه بعد ان تعارف معك تغير الكثير من اخلاقه ومعاملته مع اقاربه وجيرانه , لكنه لازال على عشرته القديمة معي !؟
والسبب واضح معلوم , فان كبرياءه وغروره الاجوف التي نشأت في نفسه منذ شبابه , ان الرجل يجب ان لايسمع كلام المرأة , ويجب ان يفرض مهابته وكلمته عليها , ويجب ويجب ..
فهذه المعتقدات الراسخة في عقله الباطن يصعب عليه تركها والتحرر منها بسهولة
وكأن المرأة ليست جزء من نفس الرجل , والنصف الثاني من انسانيته التي لايكمل الا بها :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الروم : 21]
بل كأن المرأة شيطانة , او كما يقول الكثير من الجهلة , ان الله تعالى قال عن النساء : ان كيدكن عظيم !؟ فهم يشرعون حكمهم على المرأة بهذه الاية !
في حين ان هذا ليس كلام الله تعالى بل هو كلام بشر , كلام انسان حضر واقعة زليخا مع يوسف عليه السلام , فقال موجها كلامه لزليخا : انه من كيدكن ان كيدكن عظيم , ومتى كان كيد المرأة عظيم وهي مخلوقة عاطفية اساسا يرضيها كلمة طيبة تسمعها وتغفر وتنسى اساءة من اساء اليها مهما عظمت , فالمرأة هي مخزن ونبع العاطفة والحنان .
والشئ بالشئ يذكر , نسمع كثير من الناس يذمون الملوك ! وحجتهم في ذلك اوهن من بيت العنكبوت , يقولون ان الله يقول عن الملوك : ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها ... في حين ان هذه الكلمة نقله القرآن الكريم على لسان بلقيس , وهي تقصد به سليمان عليه السلام (للعلم بلقيس نفسها كانت ملكة , فهي بكلامها تناقض نفسها بنفسها , فهذا كلام صادر من انسان خائف مرتبك) . فهل ياترى كان سليمان الحكيم عليه السلام كما زعمت زليخا ؟ وانظر لاخر القصة كيف اسلمت نفسها لنبي الله تعالى وقالت ( اني اسلمت مع سليمان لله رب العالمين)

نرجع لكلامنا عن الزواج في المجتمعات الشرقية والعربية منها خاصة , حين ياتي الشاب لخطبة الفتاة , تراه حريصا على ان يظهر نفسه بصيغة الانسان المهذب المحترم طالبا ان يتشرف بموافقة وقبول اهل العروس , لكنه ما ان يتزوجها , ولانكاد نجتاز شهر العسل , حتى يكشر عن انيابه ويظهر على عقليته الجاهلية المتخلفة , باعتبار انه رجل والرجال قليل , وكلمته يجب ان تكون مسموعة , وهكذا يبدأ مسلسل احتقاره لزوجته وام اولاده !
وحين ينشأ الاولاد ويتربون في هذا الجو الجحيمي , ياترى هل سيربطهم رابطة الاخوة والالفة والمحبة , ام ان المرض سيعديهم ويسري اليهم , فترى الاخ يعادي اخاه واخته وكانهم ليسوا من اسرة واحدة , كأنهم لااخوان ولااخوات !؟ اين الاسرة القرآنية الاسلامية (وجعلنا بينكم مودة ورحمة) ؟ انه كلام نقرأه ونسمعه لكن لانلمسه ولانراه , مجتمعنا مجتمع منافق ذو وجهين , مجتمعنا يعاني من ازدواج الشخصية , فبالكلام كلهم علماء جهابذة , وبالفعل تراهم جاهليين جاهليتهم لاتقل عن الجاهلية الاولى , ان لم يتوفقوا عليهم اضعافا مضاعفة .

اما بالنسبة للاسلام , وكلام ذلك الشخص المتأسلم مع فضيلة الشيخ على الفيس بوك , وانه احتج بآية (ومن يبتغي غير الاسلام دينا فلن يقبل منه ) !؟
اولا نقول لذلك الجاهل , وامثاله وكل من لف لفه , وهم اليوم الاغلبية الساحقة , في هذه المجتمعات المتخلفة الجاهلية , اتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ؟
ليرجع ويقرأ تمام الاية وماقبلها ليفهم المعنى والمقصد الذي عناه واراده الحق تعالى :
((أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ{83} قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{84} وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ{85}
نحن مسلمون بمعنى الايمان بما انزل على الانبياء المذكورين عليهم السلام جميعا , فامة ابراهيم مسلمة وامة موسى مسلمة وامة عيسى مسلمة وامة محمد مسلمة , عليهم جميعا افضل الصلاة والسلام .
ان الانبياء جميعا دينهم واحد , وهو مكارم الاخلاق , فلايهمنا بشئ ان صلى الانسان في بيته او صلى في الجامع او الكنيسة او البيعة او المعبد الهندوسي او البوذي , صلاته بينه وبين ربه , الذي يهمنا هذا الانسان هل يسلم الناس من شره ؟ هل هو انسان مسلم ام مجرم معتدي اثيم , لانه انما المسلم من سلم الناس من لسانه ويده .
قرأت كتاب الهندوس المقدس وتعاليم بوذا وتعاليم كونفوشيوس وتعاليم انبياء الرومان والاغريق , وهي تتفق جميعا في المضمون والجوهر , وتدعو لفعل الخير ومجانبة الشر , او كما قال بوذا عليه السلام لتلامذته في ثلاث كلمات :
1- لاتتسبوا في وقوع الالام (لاتفعلوا المنكرات , لاتعتدوا على الناس)
2- اسعوا لرفع الالام من بين الناس (كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام : من كفارات الذنوب العظام , وفي لفظ آخر , افضل الاعمال : اغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب)
3- امنعوا وقوع الالام ( الوقاية خير من العلاج , واصل كلمة التقوى هي من الوقاية , اي توقي معصية الله تعالى )
فهذه هي نفسها تعاليم الدين الاسلامي , لكن بالفاظ مختلفة .
ومن يقرأ تعاليم المسيح وحكم وامثال سليمان الحكيم عليهما السلام , سيجد روح القران الكريم وتعاليمه , بكلمات والفاظ متعددة مختلفة , فكل الطرق تؤدي الى روما .
خلاصة القول الاسلام هو فعل الخير للناس ومساعدتهم وارشادهم والاحسان اليهم , كائنا من كانوا , من اي دين او مذهب او عرق وجنس , وعدم الاعتداء عليهم :
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
مسلما كان ام مسيحي ام يهودي ام ...
نحن اليوم مسلمون لانا ولدنا من عائلات مسلمة , ولو كنا في اوربا لكنا مسيحيين , ولو ولدنا في اسرائيل لكنا يهود , وبين الجميع يوجد ناس متخلفين متحجري العقول ميتي الضمائر , ويوجد ناس معتدلين حكماء , فالمتطرفين من اليهود الى اليوم ينظرون للعرب نظرة متخلفة ترجع لزمن نزول التوراة يوم كانت الشعوب العربية تعبد البعل وماشابه من الاصنام , ويسيرون على تلك الاحكام التي عفى عليها الزمن , بعدم جواز زواج الاسرائيلية من العربي !؟ وانما هذا الحكم كان في زمانه وقد مضى ذلك الزمان والعرب اليوم اصحاب ديانة سماوية ولم يعودوا مشركين حتى لايحل زواج اليهودية منهم , هذا تحجر عقلي . كذلك بعض المسلمين المتطرفين المتمسكين بآية ( لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ...) فاولئك اليهود الذين عنتهم الاية حاربوا الرسول فقتل قسم منهم وجلي آخرون واخرجوا من ديارهم , فحكم الاية تخص القوم الذين نزلت فيهم الاية وليست مطلقة جميع الازمان .
كما يتوهم المتطرفون من المسلمين اليوم , او كما توهم متطرفي اليهود في شأن العرب .
ان المجتمع الانساني اسرة واحدة , فالمسلم من سلم الاخرون من لسانه ويده , والمؤمن من احب الخير لاخيه الانسان كائنا من كان , وكره لهم الشر كما يكرهه لنفسه .
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 64]
الاسلام هنا يعني المساواة بين بني البشر , فلا انتم اسياد لنا ولانحن نرتضى ان نكون عبيدا لكم , ولانحن اسياد لكم ولا انتم ترضون ان تكونوا عبيدا لنا , وعقلية السيد والعبد بمعنى انا صح وانت على خطأ , انا حق وانت على باطل , هذه عقلية الاستكبار والمستكبرين , عقلية العدو الاول للبشرية الذي قال (أنا خير منه) .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات : 13]
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
ام الامين
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 305
اشترك في: الخميس 22-8-2013 1:22 pm
البرج: العقرب
الجنس: انثى

كتاب الدراشا المنسوب للنبي يحيى بن زكريا مبارك اسمه

مشاركة بواسطة ام الامين »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جازاك الله كل خير وبارك الله فيك
الاخ الكريم محب روحاني اجاباتك خير ايضاح !
مشكور (لا فضّ فاك )كل الاحترام والتقدير

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”كتب متنوعة“