شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

حسن البيان وفصاحة اللسان يدلان على جوهر الانسان
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
Zenobia
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 3045
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: انثى
اتصال:

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

مشاركة بواسطة Zenobia »

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي
شعَرْتُ ببخارٍ شفاف يحيط بي
كم كان مُنعِشاً زكِيّاً … وكأنه مرشدٌ صامت
وأنا لازلتُ جالساً .. هادئاً … ساكناً


بدأت أكتشف وأشهدُ أن الهواء في كل مكان في الخارج ليس بفراغ …
ليس من المحتوى بفارِغ
قد كان مُفعَماً مُصقَلاً بطاقة تُغَلِّفُني وتجتاحني من الخارج
وأن هناك طاقة كثيفة تجتاحني من داخلي
لعلّهما إن التقيتا، تلك الخارجية مع الداخلية، لأصبحتا واحداً
عندها أصبحتُ ساكِناً تماماً دون حراك
وعيي مُنصّبٌّ على سكوني


أراقبُ نفَساً يدخل … ونفَس يخرج

بدأتُ باليقظة للهوّة، للمساحات تظهرُ بين نفسٍ دخَل ونفَس لم يخرج بعد …
بين نفَس خرَج ونفَس لم يدخل بعد
نفَسٌ خرج، هناك هُوّة من الصفاء
نفِسٌ دخل، هناك هُوّة من الصفاء
تلك المساحة باتت الشاطىء الذي وَجَّهتُ عيني الداخلية إليه
بدأت تراودني لحظاتٍ كنتُ أنسى بين أحضانها أن أقوم بالشهيق أو الزفير
ومساحات هي وَقَفات صامتة طويلة بين نفَس ونفَس، بدأت بالظهور
ومعها إحساس مفاجىء بأني أقع داخل شيءٍ ما …
بأنّ الهوّة والمساحة نفق يأخذني، يبتلعني ويشُدُّني
كان إحساساً مخيفاً جداً في بادىء اختباره


قد كنتُ في نقطة حساسة وصعبة بين نفَسٍ يدخل وآخر يخرج …
في تلك الهوة والمساحة
عديدة هي المرات التي تسبَّب فيها خوفي من توقُّف النَّفَس بتلاشي حالي لأفقد وعيي إلى وعي آخر أعمق
كنتُ في رحابه أسمع صوت كمَن يمرّ داخل نفق…
وكأن الفراغ، وكأن الفناء يمتصّني، يبتلعني
كان الأمر مخيفاً ولكنه مُشَوِّق جداً

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
واختبار بانتشار وتمَدُّد هدوئي وسكوني
تجارب جديدة بدأت تكشف عن نفسها
رائحة الياسمين بدأت تفوح من جسدي
رائحة ياسمين قوية فاحَت وغمَرَت المكان فبدأتُ أثمَلُ بها
جفوني باتت أثقل وأثقَل
حال ثمالة ليس كمثله حال
دخلْتُ حالة نشوة وذهول
ونُعاسٌ ثقيل بدأ يحيط بي


كنتُ أفقِد إصرار ذهني على القيام بتقنيات التأمل المعتادة يومياً
هذه الثمالة بدأت تُخرجني من روتين كل يوم
أنا في نعمة … أنا في استسلام تام
لا مزيد من الروتين


لأستسلم لنشوة الذهول تلك وأدَعها تأخذني أينما شاءت
تجربة سماعي للصوت باتت في غاية الغرابة
بدا الأمر وكأن الصوت يأتي من كل مكان
وأنا جالسٌ داخله … كالتموُّجات تدور وتطوف في حلقات من حولي
وكلّما اختبرت الصوت المحيط بي، كلما زاد وعيي لصمتي


تموُّجات الأصوات من حولي، باتت تشير لي وكأني سأفقد سمَعي
مستويات الصمت بداخلي تصبح أعمق وأعمق
صوتٌ كالهَمْهَمة بدأ يجذبني فأغرق فيه كلّي
هَمْهَمة وكأن ملايين النحلات تصدر طنيناً داخل رأسي
أحياناً، كان الصوت عالياً جداً لدرجة يستحيل معها احتماله
لكن الأمر لم يكن بيدي
ثمّ بدأت لَمْسَتي تتمَدَّد فتُعلِن عن حقيقة اللمسة
فالصخرة التي جلسْتُ عليها بات ملمَسها ريشاً من تحتي


شعرْتُ بحياة حيّة في يديّ وبلمسة ريشٍ ناعمة فيهما وعند لمسي لما حولي
بات نظري الآن مُتَّجهاً صعوداً لأعلى
والنقطة بين عينيّ، العين الثالثة كانت في حالٍ من السُّكر والثمالة
وقوة ثاقبة بدأت تجتاح جبهتي وكأنها تحفُر المكان بين عينيّ
لم يعُد باستطاعتي النظر إلى أسفل
باتت عيناي تنظران إلى أعلى، إلى السماء دوماً
وكأنها تنتظر سراً سوف يظهر أمامي
حواسي الداخلية بدأت تتمدَّد نحو الخارج وفي الوقت نفسه تتحرّك لأعماقي …
بدأت أشعر بأنها تتوحَّد … إنه لقاء التوحيد
من الداخل للخارج ومن الخارج للداخل
إحساسي بالكون بات أشفّ ما يكون …
ما من حدود ولا عوائق ولا جدران بعد الآن

تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
قد كنتُ أتَبَخَّر
بدأ جسدي يتمدَّد ويتَّسِع ويكبُر كبالون
أشعُر الآن بتيارات الهواء تتوحَّد معي وتذوب فيّ
من لا مكان ومن كل مكان
من السماء والأرض والأعشاب والأشجار والصخور والهواء
جميعها مُفعَمة بالحياة وتصُبّ حيويتها فيّ
جسدي وكأنه اختفى
بتُّ شفافاً تماماً … مكشوفاً تماماً وكأن ما من جسد بتاتاً
طبقات وطبقات، مستويات ومستويات بدأت تتكشَّف أمامي
أسعى بكل جهدي حتى أتحَكَّم بهذه التجارب
تجارب علوية لا حصر لها ولا عدّ، جميعها تتدفق وتتنَزَّل عليّ فتَدخُلني
أحتاج الذهاب إلى المرحاض … أحشائي تحتاج تصريفاً هائلاً


بدا جسدي وكأنه يحَضِّر نفسه لشيءٍ عظيم
وبدأت جميع مسامات جلدي تَرْشَح شيئاً وتقذف به خارج جسدي
شيءٌ كثيف كالعسل كان يتدفق من جميع مسامات جلدي
شيء لاصِق، حتى بات الجسد قشدي، وكأنه دَسَم … أصبح جسدي ناعماً كبشرة الأطفال
بدأتُ أختبر صعود عامودي رهيب للكونداليني، لقوة الحياة وسط جسدي
صعود طويل
سيْل سريع وجارف لحركة تصاعدية تصُبّ في السماء
بدأ رأسي يشعر بالضغط تارة، وتارة يزول الضغط عنه
كان اندفاع قوة الحياة داخل جمجمتي مؤلماً جداً
بكيتُ في أعماقي
وتمنَّيتُ لو يصل ما يحدث لنهاية
كان أكثر مما قد يحتمل أحد … هل من أحد يوقف ما يحدث رجاءً؟
كنتُ أنفجِر
بدأ المطر يهطُل
بعدها بدأ نفَسي يبدو أصفى وأصفى … مُنفَتِحاً على الوجود
جسدي بأكمله تحوَّل مسامات تتنفَّس من كل مكان
أصبحتُ النَّفَس نفْسه



سوامي راجنيش
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
سمفونية السمو
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 226
اشترك في: الأربعاء 8-5-2013 7:16 am
البرج: الجدي
الجنس: انثى

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

مشاركة بواسطة سمفونية السمو »

والله شكلك بلشتي تتيمي ب بالمفعوص سوامي راجنيش

عشتي ع الانتقاء

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
Zenobia
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 3045
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: انثى
اتصال:

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

مشاركة بواسطة Zenobia »

سمفونية السمو كتب:والله شكلك بلشتي تتيمي ب بالمفعوص سوامي راجنيش
عشتي ع الانتقاء

هو شكله يتيم به فعلا ههه
شكرا مرورك غاليتي


تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
jodaline
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 649
اشترك في: الأربعاء 18-5-2011 12:13 pm
الجنس: انثى

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

مشاركة بواسطة jodaline »

كل سطر يدعو الى التامل ووصف التجربة بديع لدرجة انه جعلنا نعتقد اننا نعيشها اختيار رائع سلمت يداك زنوبيا

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
Zenobia
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 3045
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: انثى
اتصال:

شيءٌ ما بدأ يتكَسَّر داخل جسدي ...

مشاركة بواسطة Zenobia »

شكرا تواجد و حضورك المميز غاليتي جودالين
اسعدني هذا المرور
بوركتي

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”تاملات واشعار المشتركين“