متى يشتفي منك الفؤاد المعذبُ
وسهم المنايا من وصالكَ أقربُ
فبعدٌ ووجدٌ واشتياقٌ ورجفةٌ
فلا أنت تُدنيني ولا أناْ أقرب
ولا الوصلُ مُحييني ولا الهجـر قاتلى
ولا منك إســعافٌ ولا عنـك مهــربُ
نصبتَ الهوى شَركاً عليّ فصادني
وها أناْ في شرك الهوى أتقلبُ
كعصفورةٍ فى كف طفلٍ يضمها
تذوق حياض الموت والطفل يلعبُ
فلا الطفل ذو عقلٍ يرقّ لما بها
ولا الطير ذو ريشٍ يطيرُ فيذهبُ
تذللتُ في البلدان حين سبيتني
وصارت بيَ الأمثال في الناس تُضربُ
وما لي ملاذٌ غير أنك سيدي
إذا أنت ترضاني دعِ الناس تغضبُ
فلو أنّ لي قلبانِ عشت بواحدٍ
وخلّيتُ قلباً في هواكَ يُعذّب
ولكنّما أحيا بقلبٍ مروّعٍ
فلا العيش يصفو لي ولا الموت يَحْجبُ
ولي ألف وجهٍ قد عرفت مكانهُ
ولكن بلا قلبٍ إلى أين أذهب!؟
تعلمت ألوان الرّضا خوف سخطها
وعلّمها حبّي لها كيف تغضبُ
يقولون ها قد عذبتك بحبها
ألا حبذا ذاك الحبيبُ المعذِّبُ
أأقطعُ حبل الوصلِ ؟ فالموت دونهُ !
أأشرب كأساً منكمُ ليس يُشرب؟
أأهرب حتى لا أرى لى مجاوراً
أأفعل ماذا؟ أم أبوح فأُغلبُ
فيا معشر العشاق موتوا صبابةً
وحسبك من موتٍ إذا كان مهربُ
ما راق لي من الشعر الاندلسي
