توقدي أيتها الشعلة المتوهجة

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

توقدي أيتها الشعلة المتوهجة

مشاركة بواسطة sshibamy »

توقدي أيتها الشعلة المتوهجة
ان عصرنا هذا يتميز عن جميع العصور السابقة بميزات كبيرة وعظيمة , انه عصر ( اقتحام الفضاء ) وعصر( تكنولوجيا الاتصالات ونقل المعلومات ) وعصر ( الجينوم وهندسة الجينات والتحكم بالخلية الحية ) . في عصرنا هذا تحدث المعجزات , نحن نملك الحقيقة فكيف نتبع من لم يملكها ؟ وكيف نقتدي به ؟
نحن نعيش الألفية الثالثة وانجازات الحداثة في الهندسة الوراثية والتلاعب بالجينات وإنتاج أجنة التناسخ واكتشاف أشعة الليزر في تشخيص الأمراض وعلاجها وزرع الأجنة خارج الرحم، ناهيك عن الثورات الهائلة التي حدثت في مجال معرفة نشوء الكون واصله من خلال أساليب مستقلة لمعرفة تاريخ أقدم النجوم والقفزات العلمية المذهلة في مضمار الحاسوب والبرمجيات والاتصالات والمعلومات.... الخ
إن مسيرة الإنسانية وصلت غايتها من خلال العلم والمعرفة بدرجات متفاوتة من النجاح (النظام العشائري) ثم (القبلي) ثم (نظام المدينة – الدولة) ومؤخراً (نظام الأمة – العالمية)
ولعل أكثر ما يشغل بالنا الان في القرن الواحد والعشرين هو هل كل هذه الأديان على حق، أم على باطل، وكيف لنا أن نعرف الحق من الباطل ونميز أياً من هذه الأديان هو الدين السماوي الذي اراده الله ولا يزال يريده، والذي لم تلعب به يد التحريف ولم تنقضه أصابع الزيادة والنقصان..
ولكن... وإذا أخذنا على عاتقنا مسؤولية البحث عن الحقيقة والنظر في هذه الاديان المتشتتة للتميز بين غثها وسمينها، وتأملنا بكل تجرد وموضوعية لوجدنا ان هنالك تنوعاً هائلا بين البشر في الأفكار والمعتقدات، فمن الهند وبوذا والصين وكونفوشيوس إلى الغرب والشرق والمسيحية وفلسطين واليهودية مرورا بالجزيرة العربية والإسلام، هذا فضلاً عن آراء الفلاسفة وأفكار المصلحين ونظريات العلماء التي لا حد لها ولا حصر.

ما هي حقيقة الدين؟ من أين تبدأ حدوده، وإلى أين يمكن أن تصل مراميه؟ وهل الدين غاية محققة أو تتحقق، أم أنه وسيلة مشاعة وطريق يجب أن يوصل لشيء ما؟
نرقِّعُ ديننا بتمزيق دنيانا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقعُ

ولبلوغ الإنسانية هدفها يستلزم حدوث تحول شامل في النظام العقائدي والديني الراهن ليصبح نظاماً قادراً على استيعاب التعددية الموجود في الجنس البشرى بصورة شاملة والاستفادة الكاملة من المجال الواسع لمختلف المواهب والمعارف والعلوم التي طورتها الآف السنين من الخبرات العلمية والتجارب الإنسانية المتراكمة .
لقد تحول الخطاب المُوجّه من الإنسان إلى الله، إلى خطاب مُوجّه من الله إلى الإنسان عبر الإنسان وهو تأكيد للرابط بين الله والإنسان، والعلم والمعرفة أصبحت الآن هو وسيط روحي بين الله والإنسان (وحي ورسالة الهية)، وهو الحقيقة الذي دعا لها جميع الأنبياء سابقا والتي تُحققُ تجسّدها الأكمل في الحقيقة بمعرفة الله والفناء فيه وسلوك الطريق إلي مدينة التوحيد.

هذا هو الدين.. و هو أكبر بكثير من أن يكون أسم أو حرفة أو وظيفة أو بطاقة أو مؤسسة أو زيا رسميا.

ومن الغريب حقا ؛ أنة على الرغم من التقدم العلمى والتقدم التكنولوجى الذى أحرزه الإنسان فى كل المجالات تقريبا ، وكذلك تحسن إدراكات الإنسان بدرجة ملحوظة وفهمه الآن للنظريات العلمية الكبرى التى قاربت أن تدخل ، أو دخلت فعلا ، جذورها ونتائجها فى حيز الفكر الغيبى ، أو ما يسمى بحيز الخيال العلمى ، إلا إننا نجد أن هذا الإنسان يقف ويغلفه العجز الكامل والحيرة الشديدة أمام " القضية الدينية " ، حيث ما زال الإنسان مترددا بين قبولها على إنها " قضية حقيقية " فعلا ، أم إنها مجرد " قضية وهمية من صنع خيال الإنسان وفكره " تعكس ضعفه المتناهى أمام هذا الوجود الغير متناهى

يجب على الدين الحيّ والمتكامل جداً أن يكون قادراً أن يغرس في الإنسان روح الاكتمال. وعندما يحين الوقت لخروج إنسان من محدودات حياة القاصر ويبلغ سنّ الرشد، يكون جهازه العصبي قد أصبح جهازاً عصبياً متطوراً بالكامل لإنسان. وعندما يحين ذلك الوقت يتوجب عليه أن يكون قد اكتسب، وبإتباع إيمانه، منزلة اكتمال الحياة. أما بقية حياته يجب أن يعيشها في مثل ذلك الاكتمال.
سيكون الدين الحيّ والمتكامل ذلك الذي يكون كل إنسان فيه إنساناً مدركاً لوعي الله، وإنسان يعيش القيم الكاملة للحياة، وإنسان الله – ويكون السماوي على شكل الإنسان على الأرض.
إنّ هذة البصيرة في متناول الناس الآن وهي الفرصة المتاحة لهم لكي يكتسبوا في داخل أنفسهم حالة الحياة المتكاملة بالاختبار المباشرة للوعي المطلق للكينونة القدسية.
إن الدين الذي يعطي إلى الناس رسالة فعل الخير لكن يخفق في تطوير وعيهم ويخفق في رفعهم للعيش في حياة ممتلئة بالخير بطريقة طبيعية يكون مجرّد دين بالكلام.
إن الديني الذي يستحقّ اسمه يجب أن يكون له قيمة عملية حقيقية. ويجب أن يضع الإنسان مباشرة في طريقة الحياة المليئة بكلّ الخير والخالية من الشرّ.


الطفل لا يستطيع أن يكون إلا حقيقة ذاته
لا نسخة عن أي شخص آخر...
وكل ما يحاول تقليده سيبقى وهماً مزيفاً...
فلنستيقظ من عتمة الجهل إلى نور العقل
ونتعرّف على أنفسنا...
من أنا؟... ولماذا أنا هنا؟
و مَن عرفَ نفسه عرفَ ربه
توقدي أيتها الشعلة المتوهجة
وسّع يا صديقي من إدراكك للكون كي يصبح ذاك البحر الذي تصب فيه جميع الأنهار الفكرية والروحية.
وتأكد يا صديقي أن البحر الحق لا يخاف الجداول ولا الأنهار, بل يحتويها كما يحتوي الأب أبناءه.
و تأكد يا صديقي أن البحر أزلي طاهر لا تتكاثر فيه حشرات مص دماء الشعوب, و لا ديدان الحقد العنصري.
كن يا صديقي قطرة من بخار ماء هذا البحر, و أهطل على الأرض العطشى, اسقِ الطيور و الأشجار, و سر عبر جميع أنواع و ألوان التربة و لا تتلون بها . و إياك إيّاك أن تسكن في البرك و المياه الضحلة, فتستنزفك الديدان والحشرات. و عد سريعاً إلى قلب الله الذي يفاخر بك سكان الأرض والسماء.
ابحث يا صديقي عن المنزل الذي ينقي لك جسدك وفكرك و نفسك.
نظف يا صديقي جسدك من الكثافة ومن التعلقات التي تشدك إلى قاع العالم السفلي.
طهر يا صديقي عقلك من الأفكار التي تعيق استشراقك الروحي و انغماسك في الأنوار العلوية، ودرّبه دوماً على استبصار أحداث الوجود، كموضوعات وجودية واجبة الحدوث.
أبصر نفسك يا صديقي كجوهرة في تلك الموضوعات لتتقبل الأحداث بحكمة و احترام مهما جرّت عليك من مصائب وآلام.
إن عشقكَ لي الذي - هو عشقي لك –– قد أوقف دواليب الكون، فتداعتْ عليَّ أسرارُك – التي هي أسراري، فعانق عالمي – الذي هو عالمكَ

على المؤمن أن يصبح نسراً
واسع الجناحين
يعيش على الأرض
لكنه ينتمي إلى السماء
يستخدم الأرض كمسكن مؤقت
لا كهدف له! بل كوسيلة فقط
لا كنهاية للحياة!
بل كمكان للنوم في الليل
عيناه مثبّتتان دائماً على السماء اللامتناهية واللامحدودة

راقب كل هذه الأشياء...
استمر بمراقبة فكرك وقلبك.
هذا ما يجب أن تفهمه
وهذا هو الكتاب الذي يجب أن تفتحه
أنت كتاب غير مفتوح بعد.
كلما ذهب المرء بعيداً داخل نفسه كلما زاد نضجه.
وكل نفس تكشف نفسها أمام مرآة ذاتها

بالاعتذار من أنفسنا أولا نستطيع أن نرجع لمساحة السلام أو للجذور النورانية التي بداخل أنفسنا ، بهذا السلام ينتفي الزمان....... وسلام النفس أعلى و أسمى مقام
كل خطوة أحرزتها على درب الرقي اللانهائي هي جبل من نور.
وكل خطوة تتخذها إنما تزيد من علو هذا الجبل.
وكل تقدم إنما يظهر بُعد الغاية أكثر، فاسع إلى الحكمة الأزلية دوماً،
ولا تيأس من تحقيقها. توقدي أيتها الشعلة المتوهجة في الداخل أكثر فأكثر لتفضي برقع الليل،
ولتنمو النفس في الروح متحررة من سيد الظلام.
ايها الساكن فينا إن لك نورا في قلوبنا فلا تبخل علينا
وكُن جميلاً ترى الوجود جميلا...
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
سمفونية السمو
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 226
اشترك في: الأربعاء 8-5-2013 7:16 am
البرج: الجدي
الجنس: انثى

توقدي أيتها الشعلة المتوهجة

مشاركة بواسطة سمفونية السمو »

بارك الله فيك واحسن اليك على هذا الطرح الموفق

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“