الـعـِلم قبل الــمـعرفــة ام الــمعــرفة قبل الـعِلـم ؟؟؟!!!

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

الـعـِلم قبل الــمـعرفــة ام الــمعــرفة قبل الـعِلـم ؟؟؟!!!

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


للإنسان ميل طبيعي إلى الاستطلاع والبحث، بهدف التعرف على ما يحيط به من
ظواهر وفهم كنهتها، إلى جانب سعيه إلى فهم ذاته وطبيعته البشرية. حيث أن
تاريخ المعرفة الإنسانية يضرب بجذوره في بدايات الأولى للوجود الإنساني. أن
مسيرة الفكر الإنساني تمضي لتنحصر في مضمون أساسي واحد هو البحث عن إجابة على
السؤال الكبير الذي واجهه الإنسان وهو:
ما هي الحقيقة؟ وأين تكمن؟ وما هو المعنى الذي تتجسد به كي تعبر عن نفسها من
خلاله؟
فالإنسان يسعى دائما للبحث عن الحقيقة، في حين إن هذه الحقيقة تختفي تحت ركام
هائل من الظواهر والأحداث التي ترفض أن تهب نفسها له دون جهد ونشاط فكري منظم
من قبله.

وبذلك فالإنسان عرف قبل أن يعلم، ففي بداية وجوده الأول لم يكن هذا الإنسان
يطلب علما، إنما كان يبحث عن معرفة تؤمن له حياته واستمرار وجوده. فكانت
معرفة من اليد إلى الفم كما يصفها جون ديوي. كانت معرفة براجماتية تستثمر
التفاعل بين الإنسان والبيئة، من اجل استمرار الحياة ومقاومة عوامل الفناء
التي كانت تحيط به من كل جانب، وذلك من خلال زيادة مظاهر الرفاهية وتقليل
عوامل الضرر والفناء. فالتفكير الإنساني محكوم بالحاجة التي تحدث فيه توترا،
يدفعه ذلك التوتر للبحث عن وسائل وطرق لتقليل من شدته، وذلك من خلال تلبية
تلك الحاجات ومحاولة سدها أو أشباعها. فكانت المعرفة واقعية قبل أن تكون
نظرية، وإلى جانب كونها ذات طابع اجتماعي، فهي معرفة تاريخية ارتقائية تسير
من الجهل إلى المعرفة، وهي بذلك تغتني وتطور تاريخيا. فالمعرفة الإنسانية
معرفة جدلية ديناميكية تراكمية ارتقائية.
وبذلك فان المعرفة سبقت العلم، فالإنسان لم يكن في بداية وجوده يبحث عن كيفية
حدوث الظاهرة، وما هي أسبابها؟ بقدر ما كان يبحث عن ما توفره له هذه المعرفة
من مطالب وحاجات تؤثر تأثيرا مباشرا على بقاءه. وبذلك أصبح البحث عن الأسباب
والكشف عن العلاقات وإدراكها قيمة ثانوية أو ضربا من الرفاهية التي لا فائدة
منها، إذ لم تكن معرفة القوانين الطبيعية والجزم بصدقها من عدمه من الأولويات
المطروحة في سياقات حياته وتفكيره، بل كانت هذه المعرفة بالنسبة له مجرد
وسيلة لاستمرار وجوده.
ولكن مع تقدم المسيرة الإنسانية الحضارية والمعرفية وتطورها، بدأت تبرز
اهتمامات الإنسان بالبحث عن الأسباب والعلاقات التي تختفي وراء الكثير من
الظواهر والأحداث التي يتعايش معها، والتي لها الأثر الأكبر ببقاء واستمرار
وجوده على هذه الأرض. وبذلك انتقلت المعرفة وتبلورت إلى مجموعة من الأحكام
والأفكار والتصورات التي تحكم عقول البشر، والتي تيسر لهم التوصل إلى كنهه
العلاقات الشاملة والضرورية التي تتيح لهم تفسير أسباب حدوث الظواهر على هذا
النحو وليس على نحو آخر، بل وتمكننا من التنبؤ بمسيرة تطورها مستقبلا.
فالمعرفة هي إدراك الأشياء وتصورها، وهي تستعمل في التصورات، بينما يستعمل
العلم في التصديقات. لان من شروط العلم أن يكون محيطا بأحوال المعلوم إحاطة
تامة. إذ أن للعلم شروطا لا تتوافر في كل معرفة، فكل علم معرفة وليس كل معرفة
علما. وطالما أن المعرفة من نتاج العقل البشري فإنها خاضعة للطريقة التي يدرك
بها هذا العقل تلك المعلومات. فالإنسان يدرك من خلال نسق من تحيزاته وتعصباته
ومن خلال ميوله وخبراته السابقة (إطاره المرجعي).

من كل ما تقدم يمكننا القول أن المعرفة اشمل واعم المفاهيم التي تصف ما لدى
الإنسان من خلفيات نظرية ومعرفية وأفكارا ووجهات نظر وخبرات علمية وعملية
يستطيع الاستفادة منها عند الحاجة. إضافة إلى إن المعرفة تعني قدرة الفرد على
تحديد نوع العلاقات بين الأشياء الموجودة في هذا العالم الموضوعي عن طريق
تحليل المعلومات المستلمة بواسطة الحواس المختلفة لغرض فهمها، أو بمعنى آخر
أن المعرفة هي الخطوة المنظمة في محاولة الفرد معرفة العالم من حوله، وهي
تقوم على تحديد خطوات الإدراك والفهم والمحاكاة العقلية. وبذلك فهي الصورة
الذاتية للظواهر والأشياء والعلاقات الموضوعية الخارجة عن وعي الإنسان، وهي
في ذات الوقت عملية أزلية متواصلة وغير متناهية لما هو أكثر دقة وما هو حقيقي
عن الواقع في عقل الإنسان.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

الـعـِلم قبل الــمـعرفــة ام الــمعــرفة قبل الـعِلـم ؟؟

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

أخذ العلم مفهوماً جامعاً لمعاني كثيرة ذلك لأن العلم أو المعرفة علاقة بين عالم ومعلوم، وبين ذات عارفة وموضوع معروف. فهو من جهة ما ذاتي ومن جهة أخرى موضوعي أي له موضوع متحقق في الخارج. ثم العلم أو المعرفة ـ عند من يرى ترادفهما ـ درجات تبدأ من الاتصال الحسي إلى التجريد العقلي، إلى المرور في مراحل الحفظ والتفكير، وهو كذلك حدس داخلي أو معرفة مباشرة وجدانية وهو كذلك إدراك للجزئيات، كما أنه إدراك للكليات، إدراك للبسيط كما هو إدراك للمركب. وله طريق حسي وطريق عقلي وقلبي، وبعضه كذلك إدراك بديهي لا يحتاج إلى دليل ونظر وكسب.

وبعضه الآخر كسبي يحتاج إلى النظر والاستدلال. والمعرفة كذلك علم من جهة، وعمل من جهة أخرى. وللعلم درجات من حيث الشك والظن واليقين فيه حركة للفكر في المعقولات كما أن فيه انقداح فكر وخاطر، وسرعة بديهة وذكاء، وقد يكو العلم علماً مجرداً سطحياً، كما قد يكون علماً مستغرقاً عميقاً أو فقها.


لذلك كله، نجد أن للعلم أو المعرفة مترادفات كثيرة، وإن كان كل لفظ مرادف، له علاقة العلم الشامل من جهة ما. وقد استقصينا هذه الألفاظ المرادفة، من خلال اللغة والاستعمال، ومن خلال بعض آيات القرآن الكريم. من هذه الألفاظ المرادفة للعلم والمعرفة الألفاظ التالية:


1_ الشعور:

الشعور في اللغة من شعر بمعنى علم وفطن ودرى. والمشاعر هل الحواس.
والشعور: علم الشيء علم حس. والشعور في الأصل اسم للعلم الدقيق، وأطلق بعض المفسرين الشعور على إدراك المشاعر أي الحواس الخمس. ويرى صاحب المنار أنه إدراك ما دق من حسي وعقلي وقد عرفه الرازي بأنه مرادف للعلم وأنه إدراك بغير استثبات، وأنه أول مراتب وصول العلوم إلى القوة العاقلة، وكأنه إدراك متزلزل، ولهذا لا يقال في الله تعالى إنه يشعر بكذا بل إنه يعلم كذا".

والشعور عند علماء النفس: إدراك المرء لذاته أو لأحواله وأفعاله، إدراكاً مباشراً وهو أساس كل معرفة، وللشعور مراتب متفاوتة الوضوح أهمها الشعور التلقائي التأملي.

أما الشعور التلقائي فهو الإطلاع الحدسي المباشر على أحوال النفس، أو مجرد الإدراك الخاطف لما يطرأ عليها. فكأن هذا الإدراك تسجيل للواقع كما هو، وكأن الرائي فيه لا يختلف عن المرئي في شيء.

والشعور التأملي وهو أوضح وأدق من الأول، وأعمق غوراً منه، لأنه يقتضي التفريق بين الرائي والمرئي، وبين العالم والمعلوم، ومتى بلغ الشعور هذه المرتبة، استطاع المدرك أن يقرأ ما في نفسه، وأن يحلل موضوع معرفته وأن ينقله إلى غيره.

وقد يطلق الشعور على ما يكشف به المرء عن وجوده الحقيقي، أي على مجموع الأحوال التي يشعر بها، ويسمى هذا الشعور بالشعور الذاتي أو بـ(وعي الذات).
أو يطلق على مجموع الأحوال النفسية المشتركة بين عدة أفراد ويسمى شعوراً جمْعيّا.
وجملة القول أن الشعور هو الظاهرة الأول للحياة العقلية أو هو ما تتميز به الظواهر النفسية عن الظواهر الطبيعية. وله عدة مظاهر هي: الحضور الذهني أو الإدراك المباشر، والأثر المركزي للتنبيه الحسي، والقدرة على الاختيار، وإدراك علاقة المدرك بالعالم الخارجي، وقدرته على التأثير فيه.

وقد وردت كلمة الشعور بهذا المعنى المرادف للعلم في القرآن في ثلاثة وعشرين موضعاً. منها قوله سبحانه:

{وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ} 1. {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ} 2 . {أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} 3 . {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لا يُؤْمِنُونَ} 4 .


2_ الإدراك:
وهو اللقاء والوصول. فيقال أدرك الغلام وأدركت الثمرة. قال الله تعالى: {قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ} 5. فالقوة العاقلة إذا وصلت إلى ماهية المعقول وحصلتها كان ذلك إدراكاً من هذه الجهة. أو هو إحاطة الشيء بكماله. ولذلك قال الله تعالى: {لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ..} 6 .

ويطلق الإدراك كذلك على مجموعة معان تتعلق بالعلم هي:

ما يدل على حصول صورة الشيء عند العقل سواء كان ذلك الشيء مجرداً أو مادياً، جزئياً أو كلياً، حاضراً أو غائباً، حاصلاً في ذات المدرك أو آلته.

ثم إن الإدراك إذا دل على تمثُل حقيقة الشيء وحده، من غير حكم عليه بنفي أو إثبات سمى تصوراً، وإذا دل على تمثل حقيقة الشيء مع الحكم عليه بأحدهما سمى تصديقاً.

والإدراك بهذا المعنى مرادف للعلم. وهو يتناول جميع القوى المدركة، فيقال إدراك الحس، وإدراك الخيال، وإدراك الوهم وإدراك العقل.

ويحدد بعض الفلاسفة الإدراك بالإدراك الحسي وحده، وحينئذ يكون أخص من العلم وقسماً منه، وبعضهم يوسع معناه فيطلقه على حضور صورة المشعور به، ويكون عندئذ حالة عقلية.
3_

التصور:

قال الرازي: "إذا حصل وقوف القوة العاقلة على المعنى وأدركه بتمامه فذلك هو التصور" وهو لفظ مشتق من الصورة، ولفظ الصورة حيث وضع فإنما وضع للهيئة الجسمانية الحاصلة في الجسم المتشكل، إلا أن الناس لما تخيلوا، أن الحقائق المعلومات تصير حالة في القوة العاقلة، كما أن الشكل والهيئة يحلاّن في المادة الجسمانية، وأطلقوا لفظ التصور عليه بهذا التأويل. وأطلق لفظ التصور قسماً من أقسام العلم وقسيماً للتصديق، إذا كان حصولاً لصورة الشيء في الذهن قبل الحكم عليه بنفي أو إثبات وهو ما سماه صاحب الشمسية بالتصور فقط، إذ قال: "العلم إما تصور فقط، وهو حصول صورة الشيء في العقل وأما تصور معه حكم، وهو إسناد أمر إلى آخر إيجاباً أو سلبا، ويقال للمجموع تصديق".


4_ الحفظ:

وذلك؛ إذا حصلت الصورة في العقل وتأكدت واستحكمت، وصارت بحيث لو زالت لتمكنت القوة العاقلة من استرجاعها واستعادتها، سميت تلك الحالة حفظاً. ولما كان الحفظ مشعراً بالتأكيد بعد الضعف، لا جرم لا يسمى علم الله تعالى حفظاً، ولأنه إنما يحتاج إلى حفظ وما يجوز زواله ولما كان ذلك في علم الله محالاً، لا جرم لا يسمى حفظاً.


5_ التذكر:

الصور المحفوظة إذا زالت عن القوة العاقلة، وحاول الذهن استرجاعها فتلك المحاولة هي التذكر، والتذكر سر لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، ذلك أن "التذكر صار عبارة عن رجوع تلك الصورة المنمحية الزائلة، فتلك الصورة، إن كانت مشعوراً بها، فهي حاضرة حاصلة، والحاصل لا يمكن تحصيله، فلا يمكن حينئذ استرجاعها. وإن لم تكن مشعوراً بها كان الذهن غافلاً عنها، وإذا كان غافلاً استحال أن يكون طالباً لاسترجاعها، لأن طلب ما لا يكون متصوراً محال. فعلى كلا التقديرين يكون التذكر المفسر بطلب لاسترجاعها ممتنعا، مع أنا نجد من أنفسنا أنا قد نطلبها ونسترجعها. وهذه الأسرار إذا توغل العاقل فيها وتأملها، عرف أنه لا يعرف كنهها، مع أنها من أظهر الأشياء عند الناس، فكيف القول في الأشياء التي هي أخص الأمور وأعضلها على العقول والأذهان.

6


_ الفهم والفقه:

الفهم: (تصور الشيء من لفظ المخاطب. والإفهام هو أيضاً المعنى باللفظ إلى فهم السامع).

والفقه: (هو العلم بغرض المخاطب من خطابه. يقال: فقهت كلامك أي وقفت على غرضك من هذا الخطاب). ثم إن الكفار لما كانوا أرباب الشهوات والشبهات، فما كانوا يقفون على ما في التكاليف الربانية والآيات القرآنية من المنافع العظيمة لهم، ولذلك، وصفهم الله تعالى بعدم الفقه، فقال سبحانه: {فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} أي لا يكادون يقفون على المقصود الأصلي والغرض الحقيقي.

ويلاحظ في الفقه أنه أثر علمي في النفوس وأنه من جهة الخطاب كما يلاحظ فيه كذلك أنه ليس مجرد العلم، وإنما هو العلم المؤثر في النفس الدافع للعمل، ولذلك سمى علم الفروع فقها لأنه علم بالأحكام الشرعية الفرعية العلمية المكتسبة من الأدلة التفضيلية. فالعلم والفقه وإن اجتمعا بمعنى واحد وهو الإدراك والعرفان إلا أن المتبادر من العلم تيقن المعلوم، والمتبادر من الفقه تأثير العلم في النفس الدافع للعمل ولذلك وصف الله تعالى المنافقين بأنهم لا يفقهون ولا يعلمون، إذ قال سبحانه: {وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ} . وقال عز وجل: {وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}

كما يلاحظ أن الفقه من حيث هو الإصابة والوقوف على المعنى الخفي الذي يتعلق به الحكم، عام مستنبط بالرأي والاجتهاد، ويحتاج إلى النظرة والتأمل، لهذا لا يجوز أن يسمى الله تعالى فقيها، لأنه لا يخفى عليه شيء, ومن ثم فالفقه أحد أقسام العلم إذ هو علم كسبي أو استدلالي.


7_ العقل:

وهو العلم بصفات الأشياء من حسنها وقبحها وكمالها ونقصها، فإنك متى علمت ذلك، ما فيه من المضار والمنافع، وصار علمك بما في الشيء من النفع داعياً لك إلى الفعل، وعلمك بما فيه من الضرر داعياً إلى الترك، فصار ذلك العلم مانعاً من الفعل مرة ومن الترك أخرى، فيجري ذلك العلم مجرى عقال الناقة. وذلك المعنى مناسب لأصل معنى العقل في اللغة إذ يدل على المعرفة، فتقول: ما فعلت كذا منذ عقلت. وعقل فلان بعد الصبا: أي عرف الخطأ الذي كان عليه.


8_ الدراية والروية:

الدراية هي المعرفة الحاصلة بضرب من الحيل، وهي تقديم المقدمات واستعمال الرويّة، والروية: هي ما كان من المعرفة بعد فكر كثير
.

9_ الحكمة:

للحكمة معان كثيرة. منها: العلم والتفقه. وما يمنع من الجهل. ووضع الشيء موضعه الصحيح. ومعرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم. والإصابة في القول والعمل فلأنها الإصابة في تقدير الأمور النظرية فهي بمعنى العلم، ولأنها الإصابة في الأمور العملية التي تحتاج إلى سداد الفكر والعلم فهي بمعنى الفقه. ومنها يقال: أحكم العمل إحكاماً إذا ما أتقنه. ثم حدت الحكمة بألفاظ مختلفة فقيل: هي معرفة الأشياء بحقائقها، وهذا إشارة إلى أن إدراك الجزئيات، لا كمال فيه، لأنها إدراكات متغيرة، فأما إدراك الماهية فإنه باق مصون عن التغير والتبدل.

قال الله تعالى: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}

{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً)


10_ كما أطلقت ألفاظ أخرى ويراد بها العلم منها:

البديهة: وهي المعرفة الحاصلة ابتداء في النفس لا بسبب الفكر، كعلمنا بأن الواحد نصف الاثنين والأوليات: وهي البديهيات.

والكياسة: وهي ما يدل على تمكن النفس من استنباط ما هو أنفع.

والخبرة: وهي معرفة يتوصل إليها بطريق التجربة. وهي من قولهم: ناقة خبرة، أي غزيرة اللبن، فكأن الخبر هو غزارة المعرفة.

والرأي: وهو إحاطة الخاطر في المقدمات التي يجري منها إنتاج المطلوب.

والفراسة: وهي الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن. وقد نبه الله تعالى عل صدق هذا الطريق بقوله: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين)، (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم في لحن القول) واشتقاقها من قولهم: فرس السبع الشاة، فكأن الفراسة اختلاس المعارف.

وضرب من الفراسة يكون بصناعة متعلمة، وهي الاستدلال بالأشكال الظاهرة على الأخلاق الباطنة. وقال أهل المعرفة في قوله تعالى (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه). إن البينة هي القسم الأول وهو إشارة إلى صفاء الروح. والشاهد هو القسم الثاني وهو الاستدلال بالأشكال على الأحوال


صورة العضو الرمزية
فاطمة الزهراء
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 206
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

الـعـِلم قبل الــمـعرفــة ام الــمعــرفة قبل الـعِلـم ؟؟

مشاركة بواسطة فاطمة الزهراء »

موضوع اكاديمي مطول
جمع وحلل مفهوم العلم والمعرفة وتفرع الى معان اخرى متعددة وهادفة
شكرا عزيزتي على اختياراتك

السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

الـعـِلم قبل الــمـعرفــة ام الــمعــرفة قبل الـعِلـم ؟؟

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

اهلا وسهلا بك اختي العزيزة نورتي

أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“