هي مـوجودة رغم محـاولتنا نفي وجودها عن طريق مسميات مختلفة !!

[السور الاعظم]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

في الميثولوجيا اليونانية اعتاد شاب جميل الوجه والمظهر اسمه نرجس أن يذهب كل يوم لينظر ويتمتع بحسن صورته على صفحة مياه البحيرة. وكان يستغرق في تأمل صورته بافتتان إلي درجة أن سقط ذات يوم في البحيرة و.. غرق!
وفي المكان الذي سقط فيه ذلك الشاب نبتت زهرة نعرفها نحن باسم "النرجس"..
وعندما مات الشاب جاءت حوريات الغابات إلي ضفاف تلك البحيرة العذبة المياه فوجدتها قد تحولت إلي مستودع لدموع مالحة..



فسألت الحوريات هذه البحيرة: لِمَِ تبكين؟!
فردت البحيرة: أبكي على نرجس.
عندئذ قالت الحوريات للبحيرة: لا غرابة فنحن أيضاً كنا نتملى من جمال هذا الشاب في الغابة.. فأنت لم تكوني الوحيدة التي تتمتع بجماله عن قرب.
فسألتهن البحيرة: هل كان نرجس جميلاً؟!
فردت الحوريات في دهشة: من المفترض أنكِ تعرفين جمال نرجس أكثر منا، فقد كان ينظر إليكِ ليتمتع هو بجماله يومياً.
فسكتت البحيرة لفترة ثم قالت: إني أبكي على نرجس، غير أني لم أنتبه قط إلي أنه كان جميلاً. أنا أبكي على نرجس لأنه في كل مرة تقولون أنتم أنه كان ينحني فوق ضفتي ليتمتع هو بجماله، كنت أرى أنا في عينيه طيف جمالي




هذه الاسطورة التي تبين مفهموم النرجسية وحب الذات تشير بشكل جداً بسيط وواضح الى ان العلاقات تقوم على تبادل المصالح والاحتياجات رغم محاولة الانسان ان ينفي هذا الشيء عن طريق مسميات مختلفة , قد يكون لان لفظة تبادل مصالح يشير ولو بشكل بسيط جدا الى مفهوم سلبي وأن المصالح غالباً ما تكون على شكل طرف مستغل وأخر في وضع حاجة , أحياناً بعض المسميات تحتاج الى اعادة تسمية لتكتسب شرعية اكثر وقبول , فعلاقة المصالح قد تكون أكثر قبول لو ربطناها بتبادل العطاء والاحتياج -ولكن ايضا لا ننسى ان لا يتعدى مفهوم التبادل الى الاستغلال المبالغ والا تتجرد من مفهوم التبادل الى مفهوم الاستغلال والانانية باقبح اشكالها

[همسة السراب]

بوركت يمناك على الطرح المبارك
ان شاء الله ماننحرم من روعة انتقائك وتميزك
شكرا

[السور الاعظم]

شكرا اختي الغالية همسة والله لايحرمني تواصلك الطيب

[محب روحاني]

شكرا لكم بارك الله فيكم
فعلا النرجسية موجودة منذ القدم وتبقى قائمة الى الابد , ولاباس بذلك ,لاباس ان يحب الانسان نفسه , وانما تقتضي الحكمة ان يحب الاخرين ايضا مثلما يحب نفسه , ويرحمهم ويكرمهم , مثلما يرحم نفسه ويكرمها .
في تجربة هذه الحياة راينا ناس جبابرة طواغيت كانت نفوسهم عزيزة عليهم جدا(نازوكة ونستلة) لكنهم كانوا يعاملون الاخرين بمنتهى القسوة والوحشية , ورايناهم حريصين على مدح وتعظيم انفسهم ليل نهار بالراديو والتلفزيون والجرائد والمجلات , بالمقابل كانوا حريصين بين الفينة والاخرى على مهاجمة الاخرين واهانتهم وابراز عيوبهم واخطاءهم ,خلافا لما امرنا الله تعالى (يغضوا ابصارهم)(ولاتجسسوا)
فمحبة النفس ليس عيبا انما العيب كراهية الاخرين واحتقارهم والتعالي والتكبر عليهم , الشئ بلشئ يذكر حين قرا لاول مرة انجيل المسيح عيسى ابن مريم العذراء عليهما السلام , اخافتني هذه الكلمة واستوقفت وتفكرت فيها كثيرا
(((لن تقدروا ان تحبوا اثنين اما الله واما المال )))
وقلت في نفسي انني اول الناس الذين يحبون الله لكني احب المال ايضا , هذه واقع الحيلة ,فكيف يمكننا فهم كلام النبي عليه السلام ؟ وبعد فترة اتضح لي المعنى (من جملة امور اخرى) وعرفت ان الذي يريده النبي من معنى هو :
مثلا شخص مريض يذهب للطبيب ,فيهتم الطبيب به من كل قلبه ويحاول ويتمنى له الشفاء صاذقا , ولايفكر اصلا في الكشفية التي سياخذها من المريض -فهذا الطبيب يحب الله وليس المال ,يعبد الله وليس المال
وطبيب اخر ياتيه المريض , اولا يسمع كلام المريض وشكواه بطرف اذانه , فقلبه لايشفق ولايهتم بحالة المريض هذا اولا , ثانيا يتمنى من كل قلبه الاتكون هذه زيارته الاولى والاخيرة للطبيب , بل يتمنى من كل قلبه ان يصبح معاميل دائمي , يروح اليوم ليرجع بكره وبعد بكره - هذا الطبيب عابد للمال وليس الله , يحب المال اكثر مما يحب الله , هذا ان كان يعرف الله اصلا ويحبه .
ارجو الااكون قد خرجت من الموضوع , فهذا الخطأ اكرره دوما ..

[السور الاعظم]

اهلا بك اخي الكريم وشكرا للمداخلة بارك الله فيك -ونعم حب النفس مهم ومن يحب نفسه اكيد يريد لها اجمل اللطائف ولايريد لها ان تهوى للحضيض ويبعدها عن كل ما يعيقها عن السمو والوصول لعالم النور -ولكن اللبس يحدث بين الانانية وبين احترام الذات وبدرجات متفاوتة بين الناس وكما ضربت حضرتك بالمثال اعلاه -وهذا حاله حال الحب فمن يحب المفروض يحب كل الناس لكن نرى انه احيانا ان من يحب يغضب اقرب الناس اليه لارضاء محبوبه وهذا نابع من حب الذات السلبي

الامام علي عليه السلام سئلوه ماذا تفضل التواجد بالمسجد ام الجنة فقال اختار المسجد فتعجبوا اصحابه لماذا المسجد والمفترض انه الجنة هي اخر محطة يصل لها الانسان العابد فجاوبهم انه الجنة فيها ارضاء لنفسي والمسجد فيه ارضاء لله --فهنا نلاحظ اسمى درجات الحب -وطبعا حب الله هو فيه ايضا حلاوة للنفس