شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْب

[عمار الكاظمي]

بسمه تعالى وله الحمد وكفى..حمدا طيبا كثيرا مباركا لا يحصاه الا هو.
اللهم صل على الحكماء والطيبين اجميعن الطيبين الطاهرين ..


قال الله تعالى (( كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ))



يقولون شجرة زيتونة وذاك يقول شجرة زيتونة وانا اقول شجرة زيتونة ولكل واحد منا في باطنه حكاية و معنى يدل على عظمة هذه الشجرة فالبعض يظنها عادية والاخر يظنها تحفة وبعض يظنها هي اصل الوجود اما انا فلي حكاية معها سأروي لك القصة في رمز فكه تفز بالكنز واذا لم تكن تعرف السباحة فلاتغوص ولاترمي بنفسك فقط الحكيم الذي اشير اليه انا في بيته تلقى تحفة لهذه الشجرة وهي معلقة على الحائط واصلها بين يديه وحكمتها في قلبه يشير هذا الحكيم دائما اليها وكأني اصفه بحبيبها كم يعشقها فهو حقا حكيم هذا الذي سرق ولفت انتباهي واحببت ان اعطي له ولو نبذة باطنية او مصداق او ظاهرية عن هذه التحفة التي بين بين يديه واذا فهمني سيعرف مقامي واذا لم يفهمني لم يوعي ما اقول وسيقول مجنون .خذ الحكمة من افواه المجنانين فبالاثنان انا فائز ولا اظن بك الا حكيما قولا وفعلا يا ابتاه.

دواؤك فيك وما تشعر وداؤك منك وما تبصر
وأنت الكتاب المبين الذى بأحرفه يظهر المضمر
وتزعمُ أنك جرمٌ صغيرٌ وفيكَ إنطوى العالمُ الأكبرُ

قصتي اليوم هي اذا صح التعبير اسميها افظل القصص وتحفة حياتي وانا دائما كتوم عن اسراري لكن اليوم الدهر جبرني ان ابوح بسر من بئر هذه الاسرار.
احد الاشخاص الحكماء بارك الله فيه دائما يشير على هذا المعنى(زيتونة,شريقة دواؤك ,دائك,.الخ)وبعد بحث طويل لم استنتج شيء عن هذه الشجرة فسئلت الله عز وجل ان يتفظل علية ولو بذرة من لطائفه عن هذه الشجرة ولو معلومة فتفظل كالعادة هو المتفظل الكريم فعرفت سرا منها وقل ربي زدني علما عنها وعن علومك حتى البس رداء العلم والحكمة وارى الاشياء بعين قلبي كي نحمدك كثيرا ونذكرك كثيرا وانت بنا ياربنا بصيرا .
الحكيم عندما سيقرأ الموظوع سيفهم وسيعرف ماذا اقصد وسيشرب من هذا الماء الصافي الذي قدمته وسيشكر الله ونرجو منه دعاء بظهر الغيب على بضاعتي المزجاة ,واما الجاهل سيقرأ وسيقول ماذا يكتب هذا والى ماذا يشير فلا فهم ولا لزم كالعادة اكل شرب نام دون معرفة.

ذات يوم وانا مستلقي في البستان ذات الحديقة الخظراء ذات المصابيح والنور المشعشع نظرت بطرفي نحو السماء فرأيتها مزينة بالنجوم فمنها اهتداء ومنها رجوم.ورأيت مقامات الخلفاء ومصابيح الظلماء فوجدتها ثمانية وعشرين وحظراتهم اثنتي عشرة نجما مضيء في السماء لتتم الاربعين وما ادراك ما الاربعين..!
فقيل لي:يافتى اتعلم ماهذه.؟قلت له كلا ,زدني علما.
قال لي:هذه منازل السالكين وينابيع الحكم المخلصين.
وقال:لما سمعت أٌنه أسر من الكتاب أماني خفت أن يقطعني عن المامي ومتكاًت الرفارف الى أن وصلنا مقام المماثل فيه تماثل السراج
وقال:هذا حظك من كوني فأين حظك من عيني.؟
قلت له.أيها المشير :المناسبة تكون بالنظير الملازم ويكون بالذات واللازم.
فقال المشير:اريد مناسبة النظير.
فقلت:في رسمي رسمك وفي نعمتي نعمتك.والاجمال احسن من التفصيل في هذا القبيل.
ثم كشف لي عن شجرة.شجرة لاتوصف كيف اصفها لحظرتك عزيزي القارئ,شجرة زيتونة التي لا شرقية ولاغربية.وهي في البستان الكلي الموصوفة بالمثلية .
فنظرت الى الشجرة فرأيت أصلها ثابت وفرعها في السماء,وثمرها بيد الات والاستواء وبين اغصانها الغراب والغربة والعنقاء وفي ذرى افنانها العقاب والمطوقة الورقاء فسلمت على الشجرة وقلت لها,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عليكي,فحيت احسن مني وقالت لي:
اسمع أيها الفتى السالك في المسالك أنا الشجرة الكلية الجامعة المثلية ذات الاصول الراسخة والفروع الشامخة غرستني يد الاحد في بستان الابد مستورة عن تصاريف الامد فانا ذات روح وجسد وثمري مقطوفة دون يد حملت من ثمر العلوم والمعارف ,مالا تستقل بحمله العقول السليمة واسرار اللطائف .ورقي فُرش مرفوعة,وفاكهتي غير مقطوعة,ولا ممنوعة,وسطي هو المقصود,وفروعي في هبوط وصعود,ونشأتي كالفلك في الاستدارة,وفروعي منازل الارواح الطيارة,زهري كالكواكب السيارة تتكون المعادن عن سيرانها,انا شجرة النور والكلام وقرة عين موسى عليه السلام,لي من الجهات اليمين الانفس,ومن الامكنة الوادي المقدس ولي من الزمان الان,ومن المساكن خط الاستواء واعتدال الزمان في الدوام والبقاء,والسعادة دون الشقاء جنتي دان وفني عني كأنه نشوان له لطافة وجنان على جميع الحيوان,ولم تزل افناني للارواح اللوحية كدار داود,لها تاثيرات الشعاعات اليومية,ساترا ظلي وممدود لاهل العناية وجناحي منشور على اهل الولاية تهب الارواح باختلاف تصاريفها فتخرج اغصاني عن ترتيب تاليفها فتسمع لذالك التداخل نغمات توله العقول العلوية على سمو اوجها,فنها يسقي الحكمة ويزيل الهموم وبحسن ايقاع النغمة فانا الظل الممدود,والطلح المنضود والمعنى المقصود.كلمة جود.فاوجدني من اوجدك عند التقابل واظهرني من اظهرك عند التماثل فانا من قوتك وفوقك صادرة وبصورتك ظاهرة واودعتني حقيقتين:
حقيقة اعرف بها.
وحقيقة اكون ما شئت بسببها.
ورقيقة مني اليك تنزلني اذا اشتهيتك عليك وبها حضرت بين يديك فلما سمع بيني وبينه رقيقة ممتدة,وهو قد تحقق بحقائق المودة ووقع النكاح المعنوي واجتمع الماءان في الرحم الان فهو يتردد بين شوقي ,يغرب في غربين ويشرق في شرقين,فوجدت في ذاتي امتلاء لم اكن اعرفه قبل ذالك وسدت المجاري والمسالك فحركت الرقيقة الالهية فاجابني,.
فقلت :يا الهي ماهذا الذي اصابني.؟
فقال:تنفس بذكري لتظهر عنك كلمة امري.
ثم بعدها اشرت الشجرة وصرخت. اشارة اليك.!ّانا الحقيقة اللامعة لما عندي من السعة والمطاولة تلبس بكل حالية لبوسها اما نعيمها اوما بؤسها ولكنني وهب الي ان اهب العلوم ولست بعالمة وامسخ الاحكام ولست بحاكمة ولايظهر شيء لم اكن فيه ولايحصل له طالب مدرك ولا يستوفيه.
فبهذا القدر عظمت في اعين المحققين فها انا قد انبأت عن حالي واظهرت صدقي عن مجالي .
ومن الله التوفيق والسلام على من فك الرمز واخذ بالكنز ورحمة الله وبركاته وبركات نبيه واله وشفاعتهم.

خادمكم واخوكم الصغير الكناس في شارع الحكمة مدينة العلم.
نسألكم الدعاء