أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
صورة العضو الرمزية
الالهام
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 339
اشترك في: الاثنين 4-4-2011 5:55 pm
الجنس: اختار واحد

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة الالهام »

هذه قصة اعجبتني وذكرتني بما يحاول شيخنا الفاضل المحسن ان يوصلنا اليه في كثير من مواضيعه القيمة وافكاره النورانية فاردت ان تشاركوني قراتها والفائدة منها
والدعاء لصاحب هذا المقال بظهر الغيب

يحكى أنّ رجلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كلّ يوم… ودّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه… لكنّ الرجل الذي اعتاد أن يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد… وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق… لكن بعد عشرين عاماً سمعت زوجته طرقاتٍ على الباب عرفت منها أنّ حبيبها الغائب قد عاد… فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي غاب عنها عقدين من الزمان.. دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة… وألقى بجسده المتعب على أوّل كرسيٍّ أمامه… جلست زوجته على ركبتيها أمامه، ووضعت ذراعيها حول عنقه ثمّ همست في أذنه بصوتها الحنون: أين كنت يا حبيبي؟ تنهّد الرجل، سالت دمعةٌ من عينه، ثمّ قال… تذكرين يوم خرجت من البيت متوجّهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم… في ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء، أو ينتظر قدوم أحد، فلمّا رآني اقترب منّي، ثمّ همس في أذني تمتمات ما فهمت منها شيئاً، فقلت له: ماذا تقول؟ ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من عينيه، ثمّ قال: هذه تعويذة سحرٍ أسود ألقيت بها في أعماق روحك، وأنت اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً،
وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ فمزّقت جسدك
وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك
ما بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه… ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ بعيدة، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل…
فلمّا وصلنا إلى بلده التي جاء منها، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر، رأيت رجالاً كثيراً مثلي يخدمون الرجل،
وكان كلّ واحدٍ منهم يحمل في رقبته قلادةً بها مفتاح، فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام،
فصرت أفعل مثلما يفعلون، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح وأتذكّر وجهك الجميل وأبكي،
ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ أرحل إليك..
ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال… فهو لا يعرف الرحمة، ولا يكترث لعذاب البشر، وكم سمعت من كان معي من الرجال يبكون كالأطفال، ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر،
فكان يقول: أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص،
ولا ينجو أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راض…
ولقد كبر الرجل وهرم، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره،
فقلت له: يا سيّدي، أنت الآن تموت، ولا نعلم كيف يكون الخلاص من السحر الذي ابتلينا به…
ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته أوّل يوم،
ثمّ قال: يا أيّها الأحمق، أنا لا أعرف شيئاً من السحر،
وما تلك التمتمات التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ ابتدعتها،
لكنّ نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي، وخوفك من الهلاك جعل روحك سجينةً في زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك،
وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في عنقك،
ولولا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن الذي كنت تعذّب نفسك به،
وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل فأعجب من ضعف عقولكم وقلّة حيلتكم…
أسرعت إلى زنزانتي فالتقطتّ فأسي وعدتّ إلى الرجل أريد أن أقتله فوجدتّه قد فارق الحياة،
ثمّ أخبرت الرجال ما جرى فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه… ثمّ جئتكِ راكضاً، تكاد أرجلي تسبقني،
وأنا أسأل نفسي، أتنتظرني أم هي الآن قد نسيتني؟ نظرت زوجته في عينيه،
وقالت: أنا روحي كانت معك في سجنك،
وكنت في ليلي أنظر إلى القمر فيخبرني أنّك تنظر إليه، ولقد كنت أحسّ بالقيد الذي في يديك، فأرجوك أن تفتح القفل بالمفتاح..
لكنّ صوت بكاؤك وبكاء من حولك جعلك لا تسمع صوتي وأنا أهمس لك.
***
هذه القصة ذكرتني بمقولة أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.
و كما قال العارفون “الحرب تبدأ أولاً في الرأس” وهي مقولة لا تتعلق بالحرب فقط، بل تشمل كل حركة أو فعل.
الفكرة أولاً وقبل كل شيء. وبحسب الفكرة تكون النتائج و تكون حياتنا
هناك الكثير من الأفكار التي تسيطر على عقولنا و كل منا يؤمن بأفكاره و هذا طبيعي جداً
أن تؤمن بأفكارك فهذا من حقك و لكن الشيء الغير طبيعي هو أن تدعها تسيطر عليك
و تقودك بدون وعي منك
لأن هذا يجعلك تحرم نفسك الكثير و الكثير بسبب فكرة مسيطرة
هناك من عاش و لا زال يعيش في سجن الخوف أو حزن دائم أو مرض أو .. أو ..
انه سجن الوهم و السبب فكرة سمعها أو قالها ثم صدقها و عاشها فكانت له سجن العمر
إذن لابد أن تؤمن بقدراتك و أن لكل باب موصد مفتاح و أن عناية الله تحيطك من كل جانب
و تفتح لك الأبواب الموصدة
بل تقودك لأبواب مفتوحة تجعلك ترى النور في دربك و تسير حيث يجب أن تكون
فلست في حاجة إلى تمتمة كلمات ساحر أو تعويذة سحر
فكل ما تحتاجه
أن تكون يقظاً واعياً و مدركا لما يجري من حولك
و أين تقف و إلى أين تقودك أفكارك و أحاسيسك
لأن ما يحدث حينما تسيطر فكرة عليك أنك تكون تابعا لها تقودك كيفما تشاء
بينما يكون العكس في حال أن تكون أنت المسيطر على الفكرة
فهذا يعني أنه بإمكانك تغييرها و تعديلها بل بإمكانك البحث
عن طرق مختلفة للخروج منها و الحصول على فكرة مضيئة
فاحرص بماذا تفكر
و تذكر ما قاله د. هلمستتر: “إن ما تضعه في ذهنك سواء كان سلبيا أو إيجابيا ستجنيه في النهاية”.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

طرح راقي ورائع اختي الالهام بارك الله فيك ووفقك
والانسان احيانا عندما يخاف من شئ يبدا بتخيل مسلسل من اخراجه لماممكن ان يؤول اليه حاله نتيجة هذا الشئ الذي يخافه مثل العامل الذي اغلقت عليه باب غرفة تجميد اللحوم وبدا يشعر بالبرد والتجمد ومات اخيرا رغم انه التبريد لم يكن شغالا اصلا

صورة العضو الرمزية
الالهام
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 339
اشترك في: الاثنين 4-4-2011 5:55 pm
الجنس: اختار واحد

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة الالهام »

فعلا ياالغالية فقد عشنا زمنا في سجن افكارنا تقودنا كيف تشاء
اختي السور الاعظم جزاكي الله خيرا على مدخلتكي ومرورك الراقي
دوما تشرفني بصمتك في متصفحي

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
كاردينيا
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 76
اشترك في: الثلاثاء 12-3-2013 1:43 pm
البرج: الميزان
الجنس: اختار واحد

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة كاردينيا »

بارك الله فيك اختي الكريمة الالهام
على هذا الطرح الرائع
وفقك الله

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
ابو شمس المحسن
مدير الشبكة
مدير الشبكة
مشاركات: 9097
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: السرطان
الجنس: ذكر
Iraq
اتصال:

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة ابو شمس المحسن »

بارك الله فيك طرح رائع مميز مثمر له اثر على النفس
وينهض بها من قعودها في اغلالها لنور ربها وباريها حرة طليقة تسبح في افق سماء ايات الله
باركك الله نعم هذه هي الحقيقة
هكذا هم سجناء الاوهام معذبين الخيالات التي صنعوا وخلقوا بها صورا شتى اقعدتهم عن السير في طربق النور الحق موضوع جميل وقصة هادفة واختيار مميز

¤¤¤اعتذر عن عدم الرد على الرسائل الخاصة¤¤¤
قال الشيخ الرئيس بن سينا
دواؤك فيك وما تشعر *** وداؤك منك وما تبصر
وأنت الكتاب المبين الذى *** بأحرفه يظهر المضمر
وتزعمُ أنك جرمٌ صغيرٌ *** وفيكَ إنطوى العالمُ الأكبرُ

صورة
نوصي دائما بتطبيق قانون الجذب فدويهات رائعة
ونوصي بقراءة موضوع خلاصة قانون الجذب جواب سؤال مهم
وللأستئناس توقعات ومجربات صادقة بنور روح الحياة
صورة العضو الرمزية
jodaline
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 649
اشترك في: الأربعاء 18-5-2011 12:13 pm
الجنس: انثى

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة jodaline »

طرح قيم وهادف جزاك الله كل خير

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
ام حنين
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 244
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجدي
الجنس: انثى
Bahrain

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة ام حنين »

موضوع اكثر من رائع
جزاك الله خيرا

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
الالهام
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 339
اشترك في: الاثنين 4-4-2011 5:55 pm
الجنس: اختار واحد

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة الالهام »

كاردينيا كتب:بارك الله فيك اختي الكريمة الالهام
على هذا الطرح الرائع
وفقك الله
اشكر لك مرورك العطر اختي كردينيا

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
الالهام
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 339
اشترك في: الاثنين 4-4-2011 5:55 pm
الجنس: اختار واحد

أدونيس: أقسى السجون تلك التي لا جدران لها.

مشاركة بواسطة الالهام »

المحسن كتب:بارك الله فيك طرح رائع مميز مثمر له اثر على النفس
وينهض بها من قعودها في اغلالها لنور ربها وباريها حرة طليقة تسبح في افق سماء ايات الله
باركك الله نعم هذه هي الحقيقة
هكذا هم سجناء الاوهام معذبين الخيالات التي صنعوا وخلقوا بها صورا شتى اقعدتهم عن السير في طربق النور الحق موضوع جميل وقصة هادفة واختيار مميز
اللهم امين شيخنا الفاضل
اشكر لك دعاءك ومرورك الذي نور المتصفح واسعدني كثيرا
الله يجزيك عنا كل خير ويرحم والديك

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“