عظه من أويس القرني

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
q8traveler
عضو
عضو
مشاركات: 12
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

عظه من أويس القرني

مشاركة بواسطة q8traveler »

منقول
يذكر الرُّواة لقاءً تمَّ بين أُويسٍ القرني وهَرم بن حيَّان ـ من الطبقة الأولى من زهَّاد عصره ـ والملفت للنَّظر، أنَّ الله تبارك و تعالى لم يَقضِ بهذا اللقاء إلاّ بعد جهودٍ مُضْنيةٍ قام بها هرم بن حيّان.
يقولون ، بأنّ هرم بن حيّان قصد مدينة قرنٍ باليمن للقاء أويسٍ. ولمّا وصل وَجَده قد غادرها واشتدّ الأسى بهرم بن حيّان، حتّى كاد صدره ينفجر، ووَجَد مرارةً طعمُها کكالعلقم!.. لقد أمضى أسابيعَ طوالاً مهاجراً ، من أجل هذا اللقاء..
ورجع هرم إلى مَكَّة يطلبه فيها، فلعل أُوَيساً يجاور حَرَم الله..
وفي مكَّة ، قيل له: إنّ أويساً قد يمّم وجهَه شَطْرَ الكوفة.
ويبلع هرم ريقه، فلا يستطيع ، لقد جفّ حَلْقُه ، وملّ من كثرة السّفر ، فقعد يستريح. ولا تطول استراحة هرمٍ. وها هو يستعدّ للسّفر إلى الكوفة ، فلن يَثنيه عن عزمه مانع ، أو يحول دون تنفيذ رغبته حائل!..
ويصل الرّجل الكوفة بعد مَشقّات ، يطلب أويساً فيها. إنّه ضالّته المنشودة، فلا يجده ، وکكأنّ الأرض قد انشقّت و ابتلعته ، وظلّ هذا الحال مدّةً ، وهو في أشدّ العذاب. وأخيراً ، يغادر هرم الكوفة إلى البصرة ، فلعلّ وعسى ..
وفي الطريق، يشاهد هرم رجلاً يتوضّأ على شاطئ الفرات، ثمّ أخذ يمشّط لحيته.
فلمّا اقترب هرم منه ، حيّاه ، فردّ عليه الرّجل:
ـ وعليك السلام، ورحمة الله وبركاته ، يا هرم بن حيّان!..
ويصيح هرم: وکكيف عَرَفَت بأنني هرم؟!..
فيجيبه : إن روحي هيَ التي عرفت روحكک ، فالأرواح جُنْد مجنَّدة. ما تعارف منها ائتلف ، وما تنافر منها اختلف ـ كما يقول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم.
ويعرف هرم بأنّه وقع على ضالّته المنشودة ، وقد لقيَ صاحبَه بعد عناءٍ شديدٍ ، وصبرٍ طويل.. فيُلقي بنفسه عليه مسلّماً، وکكأنّه قد وقع على كنزٍ ثمين!.
ويطلب هرم من صاحبه أن يَعِظه.
فيبادر أويس: والله ، إنّ خير الكلام وأصدقه وأحكَمَه ، هو کكلام الله. ثمّ تلا ( من سورة الدّخان ):
بِسمِ الله الرحمنِ الرحيمِ . وَمَا خَلَقنَا السَّماواتِ والأرضَ وَمَا بينَهُمَا لاَعِبين * مَا خَلَقنَاهُمَا إلاَّ بِالحَقِّ ولكِنَّ أكثَرَهُم لاَ ََيَعلَمُون * إنَّ يَومَ الفَصلِ مِيقَاتُهُم أجمَعِين َ* يَومَ لاَ يُغنِي مَولىً عَن مولىً شيئاً وَلاَ هُم يُنصَرونَ * إلاَّ مَن رَحِمَ اللهُ إنّهُ هُوَ العزيزُ الرّحيم .
ثمّ شهق أويس شهقةً ، قال عنها هرم : لقد خِلتُ واللهِ أنّ فيها نَفْسَه ( أي : حَسِبتُ أنّه مات ).
وأفاق بعد قليل، وأجال عينَيه في هرم، و أخذ ينصحه و يعظه:
« إنّ موعظةً ، تنطق بها هذه الآيات الشّريفة ، لَجديرٌ بالنّاس أن يترکكوا من أجلها الدّنيا وما فيها »..
ويذكر أويسٌ رسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو أشرف الخلق أجمعين ، وقد التحق بعالم الملكوت الأعلى ، ومن قَبلِه خليلُ الله إبراهيم عليه السلام ، وقبلَهما أبو البشر آدم عليه السلام.
فالدّنيا ممرّ لا مقرّ، ودارُ زوالٍ وفناء، إلى دار خُلْدٍ وبقاء، فلا کوكونَ إليها، ولا وثوق بها، ولا اغترار!... ويوصيه باتّباع الجماعة.. فيدُ الله مع الجماعة ، ثمّ يردف متابعاً:
« إجعل الموتَ نُصْبَ عينَيك ، ولا تنظُرنّ إلى صِغَر المعصية ، بل إلى عظمةِ مَن عصيتَه! ».
وهكذا كان أويس القرنيّ مثالاً فريداً للزهد والقناعة، في زمنٍ قلّ فيه الزّاهدون، وكثر فيه الطّامعون. ومناضلاً سلبياً ، يفعل دون تبجّح، بل دون كلام ، فمَن طلب الله هان عليه النّاس جميعاً، إنّه مثال قائم بذاته!... فتذکكَّروا يا أُولي الأباب
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

عظه من أويس القرني

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا لك اخي الكريم وكل واحد فينا له دةر في هذه الدنيا مادام يعيش فيها ومادامت هي باقية لحين زوالها والسعيد من ادى ماعليه من دور على النحو الحسن ..الامام علي عليه السﻻم يقول عن الدنيا من ابصر بها بصرته ومن ابصر اليها اعمته

أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“