السيخية

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

السيخية

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

النشأة والتأسيس:

نشأت السيخية في شمالي الهند في إقليم البنجاب، في أجواء لم تكن منفصلة، ولا مغايرة لمفاهيم كثيرة تنتشر في بلد النشأة، والسيخية هي مزيجٌ من مؤثرات هندوسية ومؤثرات إسلامية، خاصة من قبل الصوفية.

المؤسس الأول لهذه الديانة هو «ناناك» المولود سنة 1469م، الذي عاش في ظلّ مناخ ديني هندوسي إسلامي، من أبوين هندوسيين وفي ظلّ جوّ إسلامي.

ولـم يكن ناناك هو أوّل من قام بمحاولات إصلاحية، بل سبقه إلى ذلك Kabir «كبير» (1440ـ1518) الذي تأثّر بالتراث الهندوسي وبالقرآن الكريـم.

ولعلّ ما حدا بكلّ من كبير Kabir، وناناك من بعده إلى طرح حركتيهما الإصلاحيتين، هو ذلك التعصب الذي وجداه في مجتمعيهما، ولهذا نجد ناناك قد أسس السيخية على أساس أنَّه لـم يلمس ثمة فارق بين اللّه اسم الجلالة عند المسلمين وفيشنو Vishnu الإله الحافظ عند الهندوس.

ولكنَّه كان ينكر الوحي، وعنده اللّه ينير الروح، ويحيط علمه بالملايين، وهو الخالق لملايين الأشكال والأجسام وهو ليس متجسماً، ومغاير لكلّ المخلوقات، وما هذا المفهوم إلاَّ ما نصّت عليه الآية الكريمة التي جاء فيها: ] ليس كمثله شيء وهو السميع العليم[ (الشورى:11).

المعلم ناناك (1469ـ1539م): Gourou Nanak:

يُعدُّ ناناك المؤسس الأول والحقيقي للسيخية في أواخر القرن الخامس عشر للميلاد، والسيخية لفظة هندية معناها تلامذة، اسم أمّة هندية أهم مواطنها البنجاب.

ولد ناناك في البنجاب من عائلة هندوسية وضيعة الشأن ضمن التصنيف الهندوسي للطبقات الاجتماعية، وطبقته كانت دون طبقة كشاتريا طبقة العسكر.

عمل ناناك في مطلع شبابه في خدمة حاكم سلطانبور Sultanpur، في المحاسبة مما أكسبه خبـرة في الحياة العملية، واغتنم وجوده في سلطانبور، وحصل ثقافة أولية في الهندوسية والاسلام، وتعرف على عامل مسلم يدعى ماردانا (Mardana)، وكان ماردانا هذا عازف ربابة، وبرفقته بدأ ناناك ينظّم بعض الأناشيد التي كان ينشدها على ألحان ربابة ماردانا، وأسسا معاً فرقة للإنشاد الديني، وتعاونا في إقامة مطعم صغير شعبي كان يقصده مسلمون وهندوس من مختلف الفئات، كلّ ذلك وفَّر للمعلم ناناك أوسع اتصال مع النّاس.

وعندما بلغ الغورو ناناك الثلاثين من العمر، اختفى عن الأنظار بعض الأيام ليظهر مدَّعياً أنَّه مكلّف بدعوة من الإله، «لقد زعم، وهو مقتنع بذلك بأنَّه، وبناءً لنداء إلهي علوي، بات الرسول المبعوث للمسلمين والهندوس ولكلّ الطبقات الاجتماعية وكذلك للفضلاء من النّاس والصالحين. ودعوته لها قواعد أساسية كالكد والعناء والتقشف، وممارسة الإحسان والبرّ، والتأمّل الذي تصدر عنه مدائح مؤلفه من قبل الغورو، وأهمية التأمّل لأنَّه يوفر للإنسان غذاءً روحياً مـمّا يمكنه من رؤية اللّه في وجوه كلّ أبناء الإنسانية، على حد تعبيرClarke .

وعلى هذا الأساس كما يقول بارندر جفري بدأ رحلته إلى البعيد، أهم الحواضر والبلدان كمكة، وبغداد والتيبت ومختلف أرجاء الهند وشرقي آسيا. ومن هنا اكتسب ناناك علومه من مشارب متعدّدة، وهو وإن لـم يكن في نيته بالأصل أن يؤسس ديناً أو مذهباً خاصاً به، إلاَّ أنَّه بعد فترة أصبح صاحب دين جديد، ولكنَّ الغزو المغولي لبلاد الهند دفعه لأن يوقف رحلاته، وقضى معظم سنوات حياته المتبقية في قرية كارتربور Kartur Pur إلى أن مات هناك قرب نهاية العقد الرابع من القرن السادس عشر حوالي شهر سبتمبر 1539»، وفي هذه القرية أقام ناناك أوّل معبد للسيخ والقرية تقع اليوم في باكستان.

ويذكر البستاني في دائرة معارف السلسلة الطويلة من الغورو أهم الحوادث في عهودهم فيقول : خلفه في زعامة الجماعة السيخية عدد من الأشخاص كان كلّ واحدٍ منهم يلقب بـ «غورو Gourou» أي المعلم، ويبدو أنَّ تحوّلاً حصل في نظرة السيخ إلى زعمائهم، حيث كان أتباع الغورو ناناك يدعون في البداية ناناك بنتيز (Nank Panthis)؛ أي المتحدون مع ناناك، وبعد مدّة أصبح الواحد منهم يُعرف باسم السيخ وتعني الكلمة: المتعلّم أو «المريد».

خلف ناناك في زعامة السيخ أنغاد Angad (1504ـ1552م)، فكتب على مذهب أبيه التفاسير، وخلف الغورو أنغاد، الغورو رامداس Amar Das (1479ـ1574م)، فبدأ بعملية بلورة الشخصية السيخية، مدخلاً بعض الطقوس الهندوسية إلى السيخية، كالاغتسال في الأعياد، والتركيز على زيارة الأنهار على طريقة الهندوس، كما أنَّه أحدث تطوّراً آخر حيثُ انتقل بالسيخ إلى الريف لينشر دعوته بين الريفيين بعد أن كانت محصورة، في عهد المؤسس وخليفته أنجاد، بين سكان المدينة.

وجاء دور الخليفة الرابع الغورو رامداس، وهو زوج ابنة رامداس Ram Das (1534ـ1581م)، ألّف أناشيد أضيفت إلى التراث السيخي، وقد أدخلت خمسة منها في نصوص كتاب السيخ المقدّس آدي غرانت Adi Granth، وما صاغه هو تأمّلات في اللّه تعالى الذي لا تدركه الأبصار ولا شكل له.

وهو الذي أسس مدينة أمريستار Amristar وهي تبعد 40 كيلومتراً عن جوندفال لجهة الشمال الغربي، وبعد هذا الإجراء باتت أمريستار مدينة السيخ المقدّسة، وفيها أهم معابدهم على الإطلاق، معبد الذهب Le Temple d’or، وإن كان بناء هذا المعبد قد تـمَّ من قبل الغورو الخامس أرجان Arjun.

أمّا الغورو الخامس أرجان Arjun، (1563ـ1606) ويُعتبر بحقّ من مؤسس السيخية الأساسيين، واستقر في أمريستار، وفي عهده وبإشرافه بنى السيخ معبدهم الرئيس المسمى معبد الذهب والذي لا يزال، حتّى يومنا هذا، الموقع الأكثر قداسة عند السيخ، كما أنَّ أرجان هو الذي جمع تعاليم السيخية في كتاب دعاه آدي غرانت Adi-Granth، أو غرانت صاحب Granth-Sahib، ومعناه الكتاب الأول، وعقد أتباعه محالفة سياسية تحت رياسته فنمت السيخية، وتعزز وجودهم ما أثار حفيظة المغول، فألقى حاكم المغول القبض عليه، وألقى به في السجن وقتله سنة 1606م، وقد كان لهذه الحادثة انعكاس قوي على مسار السيخ الأخلاقي، وانقلبت من محبة السلم والراحة إلى حبّ الحرب والانتقام، فاجتمعوا تحت قيادة هارغومند الغورو السادس، لمقاتلة المسلمين، ولكنَّ المسلمين ظفروا بالسيخ وطردوهم من جوار لاهور فلجأوا إلى الجبال الشمالية المجاورة، وكان هو أول الرؤساء السيخ الذي سمح لأتباعه بأكل لحوم الحيوانات إلاَّ لحم البقر.

وتوفي عام 1644 عن ولدين سورات سنغ وتغ سنغ وكانا وقتئذٍ فارّين من وجه المسلمين فخلفه حفيده هار راي Har Rai وسمي معلمهم سنة 1644م.

وجرى هارراي بخلاف سياسة سلفه، فآثر المسالمة مع المغول والعودة عمّا سنَّه سلفه، وكان عهده مرحلة سلام بالنسبة للسيخ. وهارراي هو حفيد الغورو السادس هارغوبند.

أمّا الغورو الثامن هاركريشان Har Krishan (1656ـ1664م) فقد سمّاه والده هار راي لمنصب الغورو، وآلت إليه الأمور وهو صغير السن سنة (1661م)، ولكنَّه لـم يعش طويلاً وأصيب بالجدري، وكانت وفاته عام (1664م)، أي عن عمر ثماني سنوات.

وأصبح الغورو التاسع تاج بهادور (Tegh-Bahadur) (1622ـ1676م)، وهو ابن هارغوبند الغورو السادس، وكان يميل إلى المسالمة وعدم اعتماد المواجهة والحرب. وآلت القيادة بعده إلى الغورو العاشر ابنه غوبند سنغ Ghobind Skngh (1666ـ1708م). وكان الغورو العاشر والأخير، تسلّم مهمته عام 1776م، وبالرغم من حداثة سنه عزم على الأخذ بثأر أبيه وإنقاذ أتباعه من يد المغول، فسنّ لهم قانوناً وألّف دولة مستقلة، وأضاف إلى كتابهم الأول تواريخ حياة أسلافه، وجعل لقومه ثوباً خاصاً وعادات خاصة كإطلاق شعر الرأس، واللحية وفرض عليهم أن يكونوا كلّهم جنوداً تحت السِّلاح وأسس الخلسا Khalsa (الطاهر) وتعرف عموماً عند السيخ بأنَّها (المخلصون للسيخية) ويوحد بين مختلف جوانب التزامات السيخي الدينية والاجتماعية والعسكرية، فحوّل بذلك السيخية إلى مؤسسة يحكمها نظام عسكري، وساوى بين الجميع وأطلق على أتباعه اسم سنغة ومعناه سباع وبدأ بمحاربة سلاطين المغول فلم يفلح وقتل أحد أخصامه وكان آخر أمراء السيخ فإنَّه وضع لهم قانوناً جعل به السيادة لمجلس وطني (غورو ماتا) مؤلف من رؤساء الأمّة.


8O 8O 8O
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“