الدليل على وجود الله ..؟

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
farajmatari

الدليل على وجود الله ..؟

مشاركة بواسطة farajmatari »

الدليل على وجود الله ..؟

يا أعزائي إن كل ما يحدث في هذه الكون لا يمكن أن يحدث سوى بإرادة الله. وهكذا إن جميع الاكتشافات العلمية هي بإرادة الله الذي يلهم عقل العالم والمكتشف، فيضع الله الإنسان أمام الامتحان في كيفية استخدام ما تم اكتشافه. وكلما استخدم الإنسان اكتشافاته لمنفعة الجميع، كلما ترقى الإنسان إلى مستويات أعلى من التطور. لقد أعطى الله الإنسان حرية الخيار ومقدرة الإدراك، وعلى الإنسان أن يساهم في تحقيق غاية الوجود في التقدم والتطور. وهكذا يبقى الله متدخلاً في الخليقة على مر الزمن، يمنعها عن الضياع التام في متاهات الجهل المظلمة، ويدفعها للاستمرار في التقدم لتحقيق غاية الوجود ومن هذا المنطلق وبعد المقدمة المختصر نعرض لكم ما جمعناه من فصوص الحكمة والذي سميناه من الإلف إلي الياء

إن الطبيعة الإلهية هي الظهور وعدم الظهور، فالله هو غير ظاهر ويظهر في خليقته كتعددية لا محدودة. يبدأ في الظهور ويتمدد ومن ثم يتقلص ويختفي ويعود غير ظاهر. هذا هو المجال الإلهي، من غير الظاهر إلى غير الظاهر مروراً بكل الظواهر.

تشبّه عملية الخلق والفناء بحلقة مستديرة، نقطة البداية هي بذاتها نقطة النهاية. في بدء الخلق هناك مراحل للتفتح، وهذه المراحل تشرح عملية ظهور الله في مادة كثيفة حيّة.
قبل البدء كان الفناء، الفراغ المطلق بلا حدود، حالة من الهمود التام، والسكون التام، التي كان فيها الوعي غير واعٍ وغير متفتّح. ومن ثم الحركة الأولى. ماذا يحتاج السكون التام كي يحرك؟ ماذا يحتاج الوعي كي يصبح واعياً؟ إنه لا يحتاج سوى لنبرة واحدة خفيفة لطيفة. ولنعتبر أن هذه النبرة هي أول نبرة صوتية في حروف الأبجدية؛ " أ "، وهذه النبرة تستمر لتكون " آ "، والاستمرار لا يمكن أن يكون إلى ما لا نهاية، عليه أن يتوقف ويعود ساكناً بحرف آخر فيه السكون، تماما كما أنزل الله أول نبرة صوتية على النبي محمد في أول سورة أنزلت علية في سورة العلق إذ تبدأ بكلمة "اقرأ" فالحرف "ا" في اقرأ يعبر تماماً عن انطلاق الصوت من السكون، ويأتي حرف "ق" الساكن كي يوقف استمرار السكون، بذلك يكون الله الواحد الأحد قد أظهر النواحي الثلاثية للوجود وهي الذات والفعل والصفة. بانطلاق حرف "ا" ظهرت الذات، باستمراريتها كان الفعل وبتوقفها تحدد الشكل الأول وأعطاها الصفة. وبذلك يكون قد تم التفتح الأول في الوجود؛ الانطلاق والاستمرار والعودة، وحول هذا التفتح الثلاثي الأبعاد تتمحور كل الخليقة الظاهرة وغير الظاهرة.
تفتّح الوعي:
فلنبسط هذه العملية، عندما يكون الوعي غير واعٍ، يكون حقلاً غير ظاهر، وبالتالي كياناً واحداً وحيداً ساكناً. وفي أول مرحلة من مراحل التفتّح، يصبح الوعي واعياً، وكونه وحيداً، لا يمكن إلا أن يصبح الوعي واعياً على ذاته. عندما كان الوعي غير واعٍ كانت الأحادية، وعندما أصبح الوعي واعياً ظهرت التعدّدية، والتعددية تبدأ بتحوّل الأحادية إلى ثلاثية الفاعل والفعل والمفعول به، الوعي هو الفاعل، وواعياً هو الفعل، وذاته هو المفعول به. هنا نرى أن الأحادية قد أصبحت ثلاثية، لكن أين الثنائية؟ إذا تعمقنا في الجملة التالية؛ الوعي واعياً على ذاته، نجد أن الوعي وذاته هما واحد، الفاعل والمفعول به هما واحد، وعندما لا يكون هناك أي تمييز بين الوعي وذاته، يكون الفعل غير فعّالاً. إلا أنه على الفعل أن يكون حاضراً في الفاعل لكي يصبح فعّالاً، لذلك الفعل هو ملازم للفاعل، على الفاعل أن تتضمن في داخلة المقدرة على الفعل كي يصبح فاعلاً، عندما يكون الفعل فعّالاً تكون تعددية الوجود، وعندما يكون الفعل غير فعّال تكون الأحادية.
الذكاء الخلاق:
الفاعل هو الوعي، والفعل هو ذكاء الوعي، وهكذا نقول عندما يكون الوعي واعياً، يصبح الذكاء ذكياً، وهكذا تبدأ عملية الخلق، فيصبح الذكاء خلاقاً. لنصغ الجملة مرة أخرى؛ يصبح الذكاء خلاقاً عندما يكون الوعي واعياً. والوجود كله هو تفاعل الوعي والذكاء معاً. وهكذا وعندما يكون الذكاء غير فعّال، تكون الثنائية في الأحادية. وعندما يكون الذكاء غير فعّال فلا يستطيع أن يميّز بين الوعي وذاته، فيكون الوعي والذكاء وذاته واحداً، وهكذا أيضاً تكون الثلاثية في الأحادية، وبما أن الثلاثية هي الوجود كله، يبقى الوجود كله وبشكل ثابت ودائم وأبدي ضمن نطاق الأحادية. لذلك نستطيع القول: في الأحادية توجد الثنائية دوماً، ومن الأحادية تنبع الثلاثية باستمرار واستمرار.
المفهوم العلمي للخلق:
في علم الفيزياء الحديثة، إن الحقل الموحد هو منبع الطاقة والذكاء والمادة، الطاقة هي التي تدفع المادة، والذكاء هو الذي يعطيها الاتجاه. قبل الظهور كانت الطاقة كامنة في الحقل الموحد، وكان الذكاء غير فعّال، وعندما أصبح الذكاء ذكياً، تفاعل مع الطاقة ما أدى إلى ظهور المادة، عندما يهمد الذكاء تفنى المادة وتصبح الطاقة غير ظاهرة، وعندما يتفاعل الذكاء بالطاقة مرة أخرى، تظهر المادة من جديد، وهكذا تظهر الخليقة كلها، مراراً وتكراراً إلى ما لا نهاية.
المفهوم الديني للخلق:
فلنأخذ وجهة نظر أخرى، ماذا تقول الديانات؟
قبل الخليقة كان الله وحيداً. وفي حقل فردوسه الإلهي هناك عنصران بارزان في رواية التكوين في كتبنا السماوية، آدم وحواء، خلق الله آدم، ومن ضلع آدم خلق الله حواء، وسمح لهما أن يأكلا من كل ثمار الجنة ما عدا شجرة المعرفة، ولكن الحيّة دفعت حواء إلى إغراء آدم وجعلته يأكل من هذه الشجرة. لولا وجود حواء لما كان آدم قد أكل من الشجرة المحرّمة، ولولا وجود الحيّة لما كانت حواء قد دفعت آدم للقيام بهذا العمل. آدم هو الفاعل، وقبل أن يأكل من شجرة المعرفة كان يرمز إلى الوعي غير المتفتّح، الوعي المطلق المجرّد. حواء هي سبب الفعل، حواء هي الذكاء الذي أعطى اتجاهاً للوعي. قبل أن تخلق حواء كانت هامدة بين ضلوع آدم، كما نقول كانت ذكاءً غير فعّال، وعندما خُلقت أصبح الذكاء ذكياً، وبدافع من الحية، حرّكت آدم باتجاه الشجرة المحرّمة كي يعرف ذاته، ويعرف الله الذي خلقه، وهكذا أصبح الوعي واعياً على ذاته.
الخلق في علم الفيدا:
وهناك رواية أخرى في علوم الفيدا لا تقل أهمية عن الرواية السابقة، وعلوم الفيدا هي المصدر الحقيقي للفكر الفلسفي والتراثي والديني والعلمي للحضارات الشرقية الآسيوية كافة. في رواية الفيدا هناك براهمان، الذي هو الوجود كله، الظاهر وغير الظاهر. وتأتي الخليقة كلها نتيجةً لتفاعل براهمان في داخل ذاته من خلال عنصرين أزليين يتضمنا فيه، وهذان العنصران هما بروشا وبراكريتي، بروشا هو المطلق الثابت غير الفاعل وغير المتحرّك ولكنه الشاهد والمشاهد لكل الخليقة، وبراكريتي هي الطبيعة الملازمة لبروشا، وتسمى براكرتي أيضاً بالأم الإلهية، كما تسمى حواء بأم الخليقة.
ظهور العقل :
إضافة إلى العنصر المذكر في آدم أو بروشا، والعنصر المؤنث في حواء أو براكريتي، هناك عنصر ثالث في رواية الخلق، يلعب دور الدافع لتفاعل بروشا وبراكريتي، إنه "مهات" الذي يجعل براكريتي تحوم حول بروشا وتتفاعل به وتسبب بظهور برهمان في الخليقة المادية، مهات هي قوة دفع التطوّر أي قوة العقل الكلي للكون. إنها أعلى مرتبة من مراتب الهيكلية الكونية، والتي بها البداية وفيها النهاية. عندما تهمد براكريتي في بروشا يكون الفناء، ويصبح برهمان غير ظاهر. وبتفاعل براكريتي ببروشا يظهر مهات، العقل الكلي كي يطلق براهمان للظهور. إن مهات هو العقل ظن إنه الفعل الكوني الأول أو نبضة الظهور الأولى أو الكلمة أو اللوجوس.
ظهور الأنا :
وبعد ظهور العقل الكلي وقوته الدافعة أصبح حتمياً متابعة عملية الظهور، بعد أن عاد الوعي إلى ذاته، وجد قوة تدفعه إلى الخارج من جديد، وهكذا تكرر الفعل الأول مرة ثانية، وبذلك أدرك الوعي أنه مدركاً لذاته، وبهذا الإدراك أصبح باستطاعة الوعي أن يميّز ذاته عن الوعي الكلي، وهنا ظهرت الأنا الأولى، أي الشعور بالفردية الأول أو النفس الكونية.
الأنا في الرواية الدينية:
في الرواية الدينية، أدرك آدم وحواء الاختلاف بينهما وسترا عريهما بورق التين. لقد فعلا ذلك لأنهما فقدا الشعور بالأحادية، لقد فقدا الشعور أنهما واحد وأن حواء هي من ضلع آدم، وأصبح لكل واحد منهما فرديته الخاصة وميزاته الخاصة، وبذلك أصبح الواحد يخجل ويخاف من الآخر، وخجلهما وخوفهما هو ما جعل كل منهما يتستر على ذاته.
الأنا في علوم الفيدا:
وفي علوم الفيدا، وبعد تفاعل براكريتي ببروشا بدافع من قوة مهات، يظهر أهمكار، وكلمة أهمكار تعني أيضاً الأنا، ووظيفة الأنا هي تفريق قوة التطور، وإظهار ميزاتها، فتنمو الأنا في كل المخلوقات.
ظهور قوة العقل الغريزي:
وبعد ظهور الأنا، وبعدما أدرك الوعي أنه واعياً على ذاته، ومميّزاً ذاته عن الوعي الكلي، أصبح قادراً على التعرف على كل ما حوله، وبالتالي أصبح قادراً على التفاعل مع كل ما حوله، وهكذا ظهر قوة الغريزة العقلية، وتسمي علوم الفيدا هذه القوة "مناس" إن العقل الغريزي للكون هو المنظّم لكل تفاعلات الخليقة. وكون العقل الغريزي هو المنظم لكل شيء تنبع منه كل الصفات مع أضدادها، منها أنماط العقل وهي: الصفاء والحماس والشك، وصفات الزمان وهي: الماضي والحاضر والمستقبل، وصفات المكان وهي: الأمام والوسط والمؤخرة، وغيرها من صفات الوجود.
تفتح العقل الغريزي عند آدم :
في الرواية الدينية بعد أن خالف آدم وحواء وصية الله غضب منهما وطردهما من الفردوس، وقال لهما عليكما أن تعملا لتحصيل معيشتكما. هذا القول لله يرمز إلى العقل من كونه عقلاً كلياً مجرداً، قبل أن يأكل آدم من الشجرة، إلى عقلاً مدركاً غرائزي، وبدفعٍ من العقل الغريزي أدرك آدم القانون الأول للحياة: "عليكما أن تعملا لتحصيل معيشتكما" وهكذا يكون العقل الكلي قد تحول كي يصبح عقلاً غرائزي مدركاً لجميع قوانين الطبيعة.
طبيعة العقل الكلي:
إن العقل الكلي هو أول ظهور للمطلق في الحقل المادي. وهكذا فهو يعمل ضمن ثلاثية العمل. العقل الكلي هو عقل براهما، وعقل فيشنو وعقل شيفا. وعلى مستوى الفرد للعقل الكلي ثلاثة صفات وهي الصفاء والحماس والشك، وبطبيعته أعتقد العقل أنه هو سيد كل شيء، وبدأ ينسج من ذاته أفكاره، وفقد مرجعيته في الوعي المجرد، وكون العقل ليس كاملاً، من غير الممكن أن يعطي ما هو أكمل منه.
غلطة العقل أو الخطيئة الأصلية:
وهنا نسأل السؤال المهم، لماذا حدث كل ذلك؟ لماذا أخطأ آدم وأكل من الشجرة المحرّمة؟ على من تقع المسؤولية؟ حواء هي التي أغرت آدم كي يأكل من الشجرة، والحيّة هي التي دفعت حواء إلى إغراء آدم، وما كان باستطاعة الحيّة أن تدفع حواء لولا وجود الشجرة المحرّمة، وهذه الشجرة هي من عند الله، إذاً الوصية هي التي أحيت الخطيئة، فبدّلت آدم وحواء من حالة الخلود إلى حالة الموت، هذه هي الخطيئة الأصلية. والوصية هي من عند الله، وكل شيء قد نبع من عند الله، فهل الخطيئة هي من صفات الله؟ من أجل الإجابة على هذا السؤال علينا أن ننظر مرة أخرى في الطبيعة الإلهية، إن الطبيعة الإلهية هي طبيعة لا محدودة، غير ظاهرة وتشمل كل الظواهر. عندما تكون غير ظاهرة يكون التوازن التام، والتناظر التام، هذا هو الكمال الإلهي، الله هو كامل بشكل تام وبشكل أزلي، ولكن عملية الظهور تتطلب أن يختل هذا التوازن، وأن ينكسر هذا التناظر، ولكن ومع اختلال التوازن وانكسار التناظر يبقى الله كاملاً، لأن الخليقة الظاهرة هي ليست نتيجة لتحول الله من حالة غير ظاهرة إلى حالة ظاهرة، بل هي انعكاس للمقدرة الإلهية في المادة، الخليقة الظاهر هي صورة الله، والله يشمل الخليقة الظاهرة وغير الظاهرة أيضاً، والخليقة الظاهرة هي الدنيا، أي التي هي على المستوى المتدني من الوجود لأنها وجدت بسبب الخطيئة، والخطيئة هي غلطة العقل الذي اعتقد أن باستطاعته أن يدرك كل شيء.
غلطة العقل في العلم:
هذه الخطيئة قد تم اكتشافها في العلوم الحديثة، وهي نظرية انكسار التناظر في علوم الفيزياء، وقد أظهرت هذه النظرية أن سبب الوجود هو انكسار التناظر في الحقل الموحد. ما هي نظرية انكسار التناظر؟ فلنأخذ مثلاً كرة صغير تامة التناظر، أي أن تكون جهاتها كلها متساوية، ولنضعها على الأرض ونعطيها طاقة كي تدور حول نفسها، وبسبب تناظرها التام، سوف تدور الكرة حول نفسها وعلى محورها دون حراك، بشكل دائم أبدي ما دام فيها قوة الدوران. أما إذا كسرنا التناظر، أي أن نجعل ثقباً صغيراً في مكان ما على الكرة، ونضعها على الأرض ونعطيها طاقة كي تدور حول نفسها، وبسبب هذا الثقب الصغير، سوف تدور الكرة حول نفسها ولكنها لن تستطيع أن تدور على محورها بشكل ثابت، بل ستوسع مجال محورها باستمرار، وسوف يتوسع مجال دورانها إلى ما لا نهاية، هكذا وبنفس الطريقة وجد الوجود الذي يتمدّد إلى ما لا نهاية. هذا هو مسبب الخليقة، إنه انكسار التناظر أي غلطة العقل أي الخطيئة الأصلية.
ظهور المادة:
وتتابع نظريات علم الفيزياء أن هذا التفاعل الديناميكي لعملية ظهور الوعي يستمر ويزداد تسارعاً، ويستقر بخمس مستويات تصاعدية من التسارع، تظهر من خلالها العناصر الرئيسة في المادة، ومستويات التسارع هذه، هي :
غرافيتون (المسئول عن قوة الجاذبية، والزمان والمكان).
غرافتينو (يظهر في محتوى نظرية التناظر الفائق).
حقول الطاقة.
حقول المادة.
حقول هيغس المسئول عن انكسار التناظر.
وبمستويات التسارع هذه تظهر عناصر المادة الرئيسية؛ الأثير في الغرافيتون، والهواء في الغرافتينو، والنار في حقول الطاقة، والماء في حقول المادة، والتراب في حقول انكسار التناظر.
الانفجار الكبير:
في هذه المراحل الخمسة تبدأ المادة الملموسة في الظهور. يأتي الصوت من الأثير، واللمس من الهواء والنور من النار، والذوق من الماء والشم من التراب. أما النار فهي المفصل الرئيسي في عملية الخلق، إنها نقطة تحول غير الظاهر إلى ظاهر. مع ظهور النار، أي حقول الطاقة، كان الانفجار الكبير "بيغ بانغ". فالنار هي المرحلة الأولى الملموسة التي بعدها ظهرت الخليقة المادية، لذلك ذكر في التوراة أن الله خلق النور في اليوم الأول، وأيضاً في علوم الفيدا، إن أول كلمة في الكتاب الأول من كتب الفيدا هي "أكني" وتعني النار. وتقول الفيدا أننا ندخل الوجود المادي في هذه الخليقة من باب النار.
عناصر الإحساس:
عندما تظهر المادة يكون العقل متحسساً لها لأنه وجد قبلها، وبما أن المادة تتكون من خمسة عناصر رئيسية فالعقل يتحسسها ويتفاعل معها بخمس قنوات رئيسية. وبتفاعل العقل مع كل من العناصر الخمسة يظهر كل من أعضاء الحواس الخمسة، وأعضاء العمل الخمسة، ووظائف الحواس الخمس. أعضاء الحواس الخمس هي الأذنين والجلد والعينين واللسان والأنف. وأعضاء العمل الخمسة هي الفم واليدين والقدمين والأعضاء التناسلية وأعضاء الإفراز. ووظائف الحواس الخمس هي السمع واللمس والنظر والذوق والشم. وكل من هذه المجموعات الخمس هي مرتبطة مع العناصر الخمسة الرئيسية بالتتالي؛ الأثير والهواء والنار والماء والتراب.
عناصر التكوين:
هكذا نكون قد كشفنا عناصر التكوين الأساسية كما وردت في العلوم الحديثة وفي الكتب الدينية وفي العلوم القديمة وهي:
الوعي المطلق، أو آدم، أو بروشا.
الطبيعة، أو حواء، أو براكريتي.
العقل الكلي أو قوة الدفع التطورية، أو الكلمة، أو مهات.
الأنا أو قوة التمييز، أو أهمكار.
العقل الغريزي أو قوة الإدراك أو مناس.
وظائف الحواس الخمس
أعضاء الحواس الخمس
أعضاء العمل الخمس
عناصر المادة الخمس
اللقاء الكبير:
هكذا نرى التشابه الكبير لمراحل التكوين كما وردت في العلم والدين والفلسفة، وقد تشابهت جميعها بالرغم من التفاوت الكبير في الزمان والمكان، من علوم الفيدا الآسيوية التي يعود تاريخها إلى أكثر من خمسة وعشرين ألف سنة إلى العلوم الحديثة الغربية في عصرنا الحاضر، مروراً بالمعرفة الدينية. وهذا اللقاء الكبير هو المدخل لكشف الحقيقة الأزلية.
زوال الوجود:
كما تكلمنا عن مراحل التكوين يمكننا أيضاً أن نشرح عملية الفناء للوجود، أو ما يعرف باليوم الأخير. كما أن الظهور قد حدث بطرفة عين، كذلك الفناء يكون بطرفة عين. عندما تتحقق غاية الوجود، تكون الرغبة الإلهية قد تحققت بشكل تام. وبذلك يصل الوجود الإلهي إلى اكتماله، ويتوقف التقدم والتمدد للحقل الإلهي في المادة، وفي تلك اللحظة وبعد أن يكون كل شيء قد تم، ينسحب الله من الوجود ويخفي المادة في طيات ذاته ويعود إلى ذاته في حالة الهمود التام، مستريحاً ومتهيئاً كي ينطلق من جديد. إن عملية الفناء هذه هي اليوم الأخير أي يوم القيامة. تتشابه عملية الفناء وعملية الانطلاق الجديد مع ما تشرحه علوم الفيزياء الحديثة عن الثقوب السوداء والسوبر نوفا.
مراحل الفناء:
تتم عملية الفناء بنفس التتابع لعملية الظهور ولكن بطريقة عكسية. ويبدأ الفناء بزوال المادة وتتفكك ذرات الوجود، فتزول العناصر الخمس بدءً بعنصر التراب ويزول معها أعضاء الشم وحواس الشم وكل الروائح، وتجف المياه ويزول معها أعضاء الذوق وحواس الذوق وكل مذاق، وتنطفئ الأنوار ويزول معه أعضاء البصر وحواس البصر وكل الأشكال، وتهدأ الرياح ويزول معها أعضاء اللمس وحواس اللمس وكل ملموس، وأخيراً تزول ظلمات الفضاء وتزول معها أعضاء السمع وحواس السمع وكل الأصوات، ومع زوال العناصر الخمس وآخرها الأصوات تزول الكلمة التي بها بدأ الكون المادي. ولحظة زوال الوجود المادي تنقطع الغريزة وتخضع للأنا الكونية، وتضيع الأنا وتخضع للعقل، ويتوقف العقل ويفنى في النفس الكونية، براكريتي، التي هي في الحضور الإلهي الذي لا يزول، فتهمد النفس في بحر الروح الكونية، بروشا، ويغوص بروشا ومعه براكريتي الهامدة في البحر الإلهي، بحر برهمان غير الظاهر. إن كل هذا الفناء يحدث في برهة الزمن الأخير. لا بل يحدث كل ذلك في لحظة زوال الزمن وكما يقال عندما ينقر الناقور. "فإذا نقر في الناقور، فذلك يوم عسير على الكافرين غير يسير" سورة المدثّر في القرآن الكريم. وأيضاً في الإنجيل: "في لحظة، بل في طرفة عين عندما ينفخ في البوق الأخير". لقد ورد شرح اليوم الأخير بشكل واضح في معظم الديانات القديمة والحديثة، في سورة القيامة في القرآن الكريم: "يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر" أما في الإنجيل في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنتوس في الفصل 15 تحت عنوان قيامة الأموات: "في اليوم الأخير سوف يخضع كل شيء لله، لكي يكون الله هو كل شيء في كل شيء".

كن يا صديقي قطرة من بخار ماء هذا البحر, و أهطل على الأرض العطشى, اسقِ الطيور و الأشجار, و سر عبر جميع أنواع و ألوان التربة و لا تتلون بها . و إياك إيّاك أن تسكن في البرك و المياه الضحلة, فتستنزفك الديدان والحشرات. و عد سريعاً إلى قلب الله الذي يفاخر بك سكان الأرض والسماء.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“