هذيان في الباطن والظاهر

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
faraj
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 403
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

هذيان في الباطن والظاهر

مشاركة بواسطة faraj »

هذيان في الباطن والظاهر

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تعلمت من عزيز لي ذو بصيرة وحكمة شيخنا المحسن ابو شمس كلمات وايات بينات
و وجدت كلمات استوقفت نفسي عندها تقول
لا ظاهر بلا باطن ..... و لا باطن بلا ظاهر
والحقيقة انني ترددت كثيرا قبل أن أفكر في طرحي هذا لأنني أعلم انه في غاية التواضع بالمقارنة بما كتبة وذكرة غيري في موضوع الظاهر والباطن ولكنني عرفت بانه لا يجب علي المؤمن ان يتوقف عند القشرة من الأشياء بل ينفذ إلى لبّها وجوهرها، لا يكتفي بالنظر إلى سطحيات الأمور، بل يسبر غورها وعمق معناها ويسأل ويفهم ويعي
وبدايتا ارغب بان اقول ايضا بأنني لست بمذهبي ولا انتمي لاي مذهب ولا أي فرقة ولست ايضا بصوفي ولا سني ولا شيعي ولكني مسلم لله وعلي دين الحبيب المصطفي فالإسلام دين صفاء العقيدة ، ونقاء الاعتقاد ، دين بلا طرق ، دين بلا مذاهب والدين يقتضي البحث عن الحق والحقيقة ، وهو لا يمت بأية صلة إلى الاعتقاد المنظم والمؤدلج بمذهبيات متنوعه ومختلفة
و كل شيء لا قيمة له عند طالب الحق والعرفان... إلا الحقيقة التي عطشها يملأ الكيان ويبقيه في حال من البحث والبرهان
وانا ابحث وباحث عن النور وسأظل ابحث
ولكن العلم نقطة كثَّرها الجاهلون
وعندها فلا النور ينفع من غير عين تراه ولا العين ترى من غير نور يضيء بصرها
فهل فعلا يوجد ظاهر وباطن في الموجودات والآيات والنصوص والانسان وهذا الكون
يقال في البحر قطرة ويلحظ في القطرة إسرار البحر.
و إذا ما فلقت قلب ذرة
لرأيت في عمقها شمسا
إمام ظاهر مكشوف أو باطن مستور
ماذا يعني لنا هذا القول ... يقال بان الوعي هو النعمه الربانية ونبي الرحمن في الإنسان
وهدف منهج الوعي هو مساعدة الإنسان على معرفة نفسه ليعرف ربة وعندها يمكن الوصول إلى الكمال الإنساني المنشود في كل الاديان.
وهنا لابد من التفريق بين الفكر والعقل والوعي والبصيرة
وظيفة الفكر والعقل هي الشك والظن والرفض
العقل مشغول باستمرار، يحلل ويحرّم... يحسب ويحاسب.. يناقش... يجادل يرفض ولكن اتحاد الوعي والبصير مع القلب هو المطلوب وهو التوحيد الأصغر
بينما الوعي و القلب فيجمع ويّوحد... يلم ويضم
قد نتبع مذاهب بعينها، أو نتعبد لصور بعينها، أو نبتكر دين ، لكن من الواضح أن هذه الأشياء كلها ليست من الدين في شيء. ولا تمت للحقيقة ولا للوعي بشيء
لماذا نغرق بعض الأحيان في حالة من الحوار الذاتي الداخلي
لأن يوجد هنالك شيء ما في أعماقنا يريد أن يظهر، يريد أن يعبّر عن نفسه... لكننا لا نصغي إليه.. ولا نُبدي له اهتماماً ولا انتباهاً بل نتنازع ونتصارع معه باستمرار... وبذلك تقطع خيوط الاتصال الأولى بينك وبين نفسك...لمعرفة نفسك ومعرفة ربك وبلوغ الكمال
وبلوغ هذا الكمال يستدعي من الإنسان اتحاداً بين عقله النظري وعقله العملي وضرورة اتحاد باطنه وظاهرة وروحة ومادتة واهم ما في الموضوع هو اتحاد الوعي والبصيرة والاتحاد غير التوازن
وهذا ما يسمي اكتمال الدين والعقيدة حيث يجد الإنسان طريقه إلى إدراك الله وكلّ ما هو ضروري لجعله إنساناً كاملاً، وإنسان بحياة متكاملة كلياً، وإنسان بذكاء فائق وإبداع وحكمة وسلام وسعادة .
وعندما ندرك أن الله واحد أحد نعي معني التوحيد والاتحاد وانه (الله) موجود في كل شيء وليس كمثله شيء
عندها ندرك لماذا علينا أن نتصرف بالحسنة مع الكل (وانا هنا لا اقصد الحلولية او ما يقولة المتصوفة وحدة الوجود) بل اؤؤكد علي ان الله هو المحيط الذي يحيط بظاهرة وباطنه كحقيقة واحدة لا باطن ولا ظاهر فيها
لانه ببساطة في الكل لا بداية له ولا نهاية بل الحقيقة وحدها
حقيقة واحدة، سرمدية، هي الكل في الكل، وهي ماهية كل وجود، وكل حياة، وكل فعل، وكل ما يتجلَّى في تنوُّع لانهائي لأنه لا وجود له إلا بالحقيقة.
لانه الله موجود في كل عنصر من عناصر الوجود بل هو الوجود والواجد والموجود ومستل بذاته فهو مع الكل وبالكل ظهر ليس له اسم ولا رسم ولا صفة
وفي علوم الفيزياء، حقل الجاذبية هو أول حقل نبع من الحقل الموحد، وحقل الجاذبية هو الذي يجمع، والمحبة تجمع أما البغض فيفرّق، إذاً حقل الجاذبية هو حقل المحبة الإلهية. وبظهور حقل الجاذبية وجد الزمان والمكان وحتي الخلية والذرة
ربما الأشياء تبدو في ظاهرها ساكنة لا حراك فيها، بينما الحقيقة إنها تتألف من ذرات وهذا لا يعني بان لها ظاهر وباطن بل حقيقة واحدة انها هكذا
قيل يا إمام متى كان الله ؟ فقال الإمام علي ، ومتى لم يكن ؟ ..
يعني الله عز وجل كل شيء يدل عليه اذا هذة حقائق واضحة لا ظاهر ولا باطن فيها
ويقول الشيخ المحسن في فصوص حكة وجواهر بصيرتة لقد خلق الله كل الكائنات لتظهر آثار قدرته فيها ، وهو سبحانه وتعالى ظاهر عليها من جميع الجهات وهو محيط بها وخالقها وليس باطنها ولا يمكن ان يكون للظاهر باطن ولا للباطن ظاهر لان الكون كله بما فيه ومن فيه مظهر لمظاهر أسمائه وصفاته ولكننا لا نعي ذلك وما هو ظاهر لا يخفى على كل متأمل وواعي واي شخص أراد الحقيقة فالله يظهر له نورة
اما الباطن فلا وجود له لن ظاهرة محجوب عن اعمي القلب والبصيرة
والله هو الوحيد يعلم ما ظهر وما بطن لان من صفاتة الباطن وهو في حقيقة ذاته عن جميع مخلوقاته محتجب ولا نستطيع رؤيتة ولككنا نشعر به وبنور الكامن فينا نحن لاننا من روحة.
هوالاول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
سورة الحديد.
اذا
الوعي هو أنك تعرف نفسك اولا ، تعرف النور الداخلي وهو الذي سيضيء كل شيء من حولك، یمكنك أن تخترق الآخرين بهذا النور وتحصل علی نظرة شمولیة وكاملة لكل شيء وتفهمه وتحسه بتواصل وتناغم مع الوعي الداخلي.... حینما تحس أنك تعي ماذا يعني ظاهر ولا باطن
لقد تذكرت مقولة امام العالمين والنقطة الاولي بقولة:
يقول أمير المؤمنين وامام العالمين ونقطة الأولين (ع) في معنى كون الله جل وعلا جلياً دون تجلٍّ: (الحمد لله الذي بطن خفيات الأمور ودلّت عليه أعلام الظهور وامتنع على عين البصير فلا عين من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره، سبق في العلو فلا شيء أعلى منه، وقرب في الدنو فلا شيء أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شيء من خلقه، ولا قربه ساواهم في المكان به)
هذا التوجيه من لدن أمير المؤمنين (ع) يجعلني ايضا اتوقف قليلا
لأبحث عن الوعي الذي استطيع به ومنه ا ن أعي ما يقصدة امام العالمين
فهو يوضح بانه ليس هناك من فصل بين كل تلك الاشياء ولا تناقض ولكن توحيد، ما الجسم إلا روح مرئية، وما الروح إلا جسم غير مرئي.... هل يمكنك أن تفصل الرقص عن الراقص؟ الرسّام عن لوحته؟ أو المغني عن أغنيته؟.... لا يمكن لذلك أن يتواجد بانفراد، فهما تجلّي وتوحيد للظاهر والباطن معا وتعبير عن نفس الطاقة...
حينما تزيل الحدود الظاهرة والباطنة في خريطة قلبك بين روحك وجسدك، بين داخلك وخارجك، بين الأعلى والاسفل وتوحدهما ستصل لحقيقة الحقيقة...
الحقيقة على.. صدى الأخرة و الأولى.. لا يسع اللسان أن يضم الأحرف و يصوغها في كلمات و عبارات..
فهي استنارة تختبرها و تشهد عليها الذات .. حيث لا شهيد و لا رقيب عليك إلا نفسك.. في لحظة يعلو فيها الذكر و يدنو منها الفكر.. يسكر الكيان و يصمت اللسان و ينشي الوجدان بالرحمان..
لو حاول اللسان او العقل أن يصف تللك السكينة... سيلفق و يخلق الأكاذيب.. سيكون الوصف في صفا غريب.. يبعد عنك الحق القريب.. فالحق ينبثق نورا في كل قلب رقيب..
كل ما عظم شأنه في الحياة و كل ما عانقته روح الأحياء و حاولت ألسنتهم أن تصوغ العظمة في إناء يروح كله هباء..
كيف يمكن أن تأسر اللامحدود بالمحدود.. كيف يضم المطلق الحر
حالة الانسجام المطلق بين الروح والمادة في ضوء الفناء بالذات الإلهية
عروج إقبال وتوقه إلى مقام الشهود
رحلة تكمُن في عمق كل واحد منا
ولكن هيهات
فما زلنا مختلفين وسنظل كذلك منقسمين ومقتسمين الي ظاهريين وباطنيين او نقول لا ظاهر بلا باطن ..... و لا باطن بلا ظاهر
ولنفهم انه وحدة الله ظاهر بآياته باطن بذاته وذاته فينا نحن وبداخلنا فلا نبحث عن الماء في الصحراء
النور موجود في قلبك العابد... إذا لم تجده هناك فلن تجده في أيٍّ من المعابد...والمساجد

مولاي أنا أعلم أن مغفرتك لا حدّ لها. فإن عفوت عن جميع خلقك فإنك تعفو عن قبضة تراب…وها أنذا يا مولاي أسلم لك نفسي فتوكلني يا أرحم الراحمين

والسلام عليكم ورحمة الله
بعض ما ورد في هذا المقال مقتبس من مداخلات ابو شمس الشيخ المحسن
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

هذيان في الظاهر والباطن

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكرا لجميل طرحك الذي وهو نور لمن استوعب معناه

يقول السجاد عليه السلام
الحمدُ لله الذي تجلّى للقلوب بالعظمة ، واحتجب عن الاَبصار بالعزة ، واقتدر على الاَشياء بالقدرة ، فلا الاَبصار تثبُت لرؤيته ، ولا الاَوهام تبلغ كنه عظمته. تجبّر بالعظمة والكبرياء ، وتعطّف بالعز والبر والجلال ، وتقدّس بالحُسن والجمال ، وتمجّد بالفخر والبهاء ، وتهلل بالمجد والآلاء ، واستخلص بالنور والضياء. خالق لا نظير له ، وواحد لا ندّ له ، وماجد لا ضدّ له ، وصمد لا كفو له ، وإله لا ثاني له ، وفاطر لا شريك له ورازق لا معين له ، والاَول بلا زوال ، والدائم بلا فناء ، والقائم بلا عناء والباقي بلا نهاية ، والمبدئ بلا أمد ، والصانع بلا ظهير ، والرب بلا شريك.. ليس له حدّ في مكان ، ولا غاية في زمان ، لم يزل ولا يزول ولن يزال ، كذلك أبداً هو الاِله الحي القيوم الدائم القديم

فلو ادركنا المعاني الواردة في اعلاه لكان الباطن ظاهر والظاهر باطن

وقال عليه السلام واصفاً أهل الدنيا ، مصنّفاً لهم : « الناس في زماننا ستّ طبقات : أُسد وذئاب وثعالب وكلاب وخنازير وشياه : فأما الاُسد فملوك أهل الدنيا ، يحبّ كلّ واحدٍ منهم أن يَغلِب ولا يُغلَب ، وأما الذئاب فتُجّاركم يذمّون إذا اشتروا ، ويمدحون إذا باعوا ، وأما الثعالب فهؤلاء الذين يأكلون بأديانهم ، ولا يكون في قلوبهم ما يصفون بألسنتهم ، وأما الكلاب فيهرّون على الناس بألسنتهم ، فيكرمهم الناس من شرّها ، وأما الخنازير فهؤلاء المخنّثون وأشباههم لا يُدعون إلى فاحشةٍ إلاّ أجابوا... ، أما الشياه فهم المؤمنون الذين تجزّ شعورهم ، وتؤكل لحومهم ، وتُكسر عظامهم... » .

ثمّ يتساءل متوجّعاً متألماً مشفقاً على المؤمنين : « فكيف تصنع الشاة بين أسد وذئب وثعلب وكلب وخنزير...


نسال الله تعالى ان ينور قلوبنا
وشكرا لجميل مواضيعكم التي هي تذكرة لمن سمع حكما فوعى
يقول الامام علي عليه السلام((قد بُصّرتُم ان ابصرتم وقد هُديتم ان اهتديتم وأُسْمِعتُم ان استمعتم ))


نوجا
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 309
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجدي
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة نوجا »

صورة

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“