ســـــوق الـــــــوطــــــن !!!

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

ســـــوق الـــــــوطــــــن !!!

مشاركة بواسطة السور الاعظم »


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سوق الوطن – بقلم ساخر
تحسين يحيى حسن أبو عاصي
فلسطين (( 13 / 5 / 2008 م ))


****************************
في يوم خماسيني عاصف وشديد السخونة ، مررت بسوق الوطن ، وهو يعج بالباعة ،
والمشترين ، والمتسولين ، والصارخين ، والغشاشين ، والكذابين ، والمتفرجين ،
والجالسين ، والواقفين ، والدجالين ، والمنتفعين ، والسماسرة ، وبداخل السوق
ألون وأشكال من المحال والبضاعة والعربات المتنقلة ، وكلها على شكل دكاكين
للبيع والشراء ، منها ما هو على شكل السوبر ماركت ، ومنها ما هو على شكل مسلخ
للذبح وبيع اللحوم ، ومنها على شكل بقرة حلوب ، ومنها على شكل حاكورة جدي
البائدة ، ومنها على شكل مزرعة عمي التي دمرها الاحتلال ، ومنها لبيع الدجاج
والبقر والحمير والخراف وغير ذلك .

دكاكين كثيرة قدراتها أكبر بكثير من القدرات الشرائية للمواطن العاجز المحتار
، كل ينادي على ليلاه وفق ما يحلو ويروق ويطيب له .

هذا ينادي بصوت العروبة ، وذاك ينادي بصوت القومية ، وثالث ينادي بصوت
العنجهية ، ورابع يتاجر بالقضية ، وخامس يبيع الهوية ، وسادس لا شرقية ولا
غربية ..... وحدة وحدة إسلامية ، ونسيت أن أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم ،
وأن أذكر الله تعالى بالذكر المعروف عند دخول الأسواق ، وتذكرت الحديث الشريف
(( السوق مرتع الشياطين ) .

تأملت بدقة في هذا الصخب السوقي المزعج ، والذي اقترب يومه من الأفول ، فوجدت
أن اللون الأحمر هو الغالب على صبغته ، متمثلا في الطماطم الحمراء والتفاح
الأحمر ومشروب التوت الوردي ، وغيره الكثير... الكثير ... بعدد سنوات وشهور
وأسابيع وأيام الحركة الوطنية الفلسطينية العريقة ، وبعدد عناصرها وكوادرها
وقادتها الميامين ، وبعدد الاجتماعات والقرارات الفاشلة ، والإدانات والشجب
والاستنكار على استحياء ، و بعدد الأوراق والمداد والأقلام ، والاحتجاجات
والإضرابات ، والمسيرات والمظاهرات ، وحتى اللاءات الثلاثة وفلسطين من البحر
إلى النهر، وتذكرت البرنامج المرحلي والنقاط العشر، وقوى الممانعة وعملية
التسوية ..... وحتى المطالبة إلى أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل تاريخ
سبتمبر 2000 م ، إلى المطالبة برفع حاجز هنا أو هناك ، سوق يعج بالبضاعة
والمتسوقين والتجار ، ولكنها جميعها بضاعة كاسدة للبعض ، وفاسدة للبعض الأخر،
وبوار وخسارة لكثير من أصحاب الدكاكين .

الحركة هي حركة ، وهي كلمة لها مدلولاتها المتنوعة ، منها حركة العمل الوطني
، ومنها حركة التجارة والبيع والشراء ، ومنها حركة الرقص على المسرح في ليالي
اللهو والسمر، ومنها حركة المصطافين على شواطئ تونس وبيروت وتل أبيب ، ومنها
حركة على أنغام الموسيقى الصاخبة في ملاهي أندية العراة بباريس ونيويورك
وغيرها ، وحتى الحركة الأسيرة الهامدة وراء قضبانها ، والتي تشتكي إلى الله
من قلة الحركة ومن يحركها ، ولو على خشبات تلك المراقص والملاهي والأندية ،
ولو حتى تحت أضواء مسارح الخطاب الدبلوماسي ، والعمل السياسي ومن تحت الطاولة
ومن فوقها .

إنه السوق ، يعج بالحركة ، والكل فيه يُدلل على بضاعته لترويجها ، والأسعار
متفاوتة ، والثمن يرتفع في كل يوم ، إلا ثمن الطماطم ذات اللون الأحمر ،
فسعرها بسعر الفجل – كما يقول المثل - .

دكاكين نشطة تتاجر باللون الأحمر، ولو حتى أصبح رخيصا ، ودكاكين أخرى كاسدة ،
ودكاكين أخرى تُجيد أسلوب الغش والخداع عند ترويج بضاعتها ، ودكاكين تحت
أسماء وهمية ، تملك رصيدا ضخما في بنوك الإفلاس السياسي التابعة لمجموعة بنوك
ومؤسسات حركات التحرر العربية والعالمية والعونطجية ، والقاسم المشترك بينها
جميعا هو الحركة ..... وهكذا اختلط الغث بالسمين ، والحابل بالنابل ، والصالح
بالطالح ، وصار الخائن وطنيا والوطني خائنا ، والخيانة وجهة نظر ووجهة النظر
خيانة ، والمساومة على الهوية والشعب شرعة ومنهاجا ، والشرعة والمنهاج هو إما
أن تكون معي أو ضدي في عولمة القطب الواحد ، فحركة السوق مرتع للشياطين .

تذكرت أنه من دخل السوق وقال :
(( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء
قدير)) ، وقاه الله من شر الشياطين
.
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“