مــــن أي طــــائـــــفـــــــــــــة مـــن هـــؤلاء أنت.؟!!

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مــــن أي طــــائـــــفـــــــــــــة مـــن هـــؤلاء أنت.؟!!

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



العذاب ليس له طبقة

الذي يسكن في أعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لأنه لا يجد الماء الصالح للشرب
و ساكن الحي الراقي الذي يجد الماء و النور و السخان و التكييف و التليفون و
التليفيزيون لو استمعت إليه لوجدته يشكو مر الشكوى هو الآخر من سوء الهضم و
السكر والضغط
و المليونير ساكن باريس الذي يجد كل ما يحلم به، يشكو الكآبة و الخوف من
الأماكن المغلقة و الوسواس و الأرق و القلق.
و الذي أعطاه الله الصحة و المال و الزوجة الجميلة يشك في زوجته الجميلة و لا
يعرف طعم الراحة.
و الرجل الناجح المشهور النجم الذي حالفه الحظ في كل شيء و انتصر في كل معركة
لم يستطع أن ينتصر على ضعفه و خضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين و انتهى إلى
الدمار.

و السيد أو الرئيس أو الملك الذي يملك الأقدار و المصائر و الرقاب تراه عبدا
لشهوته خادما لأطماعه ذليلا لنزواته.

و بطل المصارعة أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات.

كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربة برغم ما يبدو في الظاهر من بعد الفوارق.

و برغم غنى الأغنياء و فقر الفقراء فمحصولهم النهائي من السعادة و الشقاء
الدنيوي متقارب.

فالله يأخذ بقدر ما يعطي و يعوض بقدر ما يحرم و ييسر بقدر ما يعسر.. و لو دخل
كل منا قلب الآخر لأشفق عليه و لرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال
الموازين الظاهرية.. و لما شعر بحسد و لا بحقد و لا بزهو و لا بغرور.

إنما هذه القصور و الجواهر و الحلي و اللآلئ مجرد ديكور خارجي من ورق اللعب..
و في داخل القلوب التي ترقد فيها تسكن الحسرات و الآهات الملتاعة.

و الحاسدون و الحاقدون و المغترون و الفرحون مخدوعون في الظواهر غافلون عن
الحقائق.

و لو أدرك السارق هذا الإدراك لما سرق و لو أدركه القاتل لما قتل و لو عرفه
الكذاب لما كذب.

و لو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الأنفس و لسعينا في العيش بالضمير و
لتعاشرنا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا و لا مغلوب في الحقيقة و الحظوظ كما
قلنا متقاربة في باطن الأمر و محصولنا من الشقاء و السعادة متقارب برغم
الفوارق الظاهرة بين الطبقات.. فالعذاب ليس له طبقة و إنما هو قاسم مشترك بين
الكل.. يتجرع منه كل واحد كأسا وافية ثم في النهاية تتساوى الكؤوس برغم
اختلاف المناظر و تباين الدرجات و الهيئات

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. فهناك نفس
تعلو على شقائها و تتجاوزه و ترى فيه الحكمة و العبرة و تلك نفوس مستنيرة ترى
العدل و الجمال في كل شيء و تحب الخالق في كل أفعاله.. و هناك نفوس تمضغ
شقاءها و تجتره و تحوله إلى حقد أسود و حسد أكال.. و تلك هي النفوس المظلمة
الكافرة بخالقها المتمردة على أفعاله.

و كل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء
الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهل الرضا إلى النعيم و أهل الحقد إلى
الجحيم.

أما الدنيا فليس فيها نعيم و لا جحيم إلا بحكم الظاهر فقط بينما في الحقيقة
تتساوى الكؤوس التي يتجرعها الكل.. و الكل في تعب.

إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها و ما
تفاضلت إلا بمواقفها.

و ليس بالشقاء و النعيم اختلفت و لا بالحظوظ المتفاوتة تفاضلت و لا بما يبدو
على الوجوه من ضحك و بكاء تنوعت.
فذلك هو المسرح الظاهر الخادع.

و تلك هي لبسة الديكور و الثياب التنكرية التي يرتديها الأبطال حيث يبدو
أحدنا ملكاو الآخر صعلوكا و حيث يتفاوت أمامنا المتخم و المحروم.
أما وراء الكواليس.
أما على مسرح القلوب.
أما في كوامن الأسرار و على مسرح الحق و الحقيقة..
فلا يوجد ظالم و لا مظلوم و لا متخم و لا محروم.. و إنما عدل مطلق و استحقاق
نزيه يجري على سنن ثابتة لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفية يحنو بها
على المحروم و ينير بها ضمائر العميان و يلاطف أهل المسكنة و يؤنس الأيتام و
المتوحدين في الخلوات و يعوض الصابرين حلاوة في قلوبهم.. ثم يميل بيد القبض و
الخفض فيطمس على بصائر المترفين و يوهن قلوب المتخمين و يؤرق عيون الظالمين و
يرهل أبدان المسرفين.. و تلك هي الرياح الخفية المنذرة التي تهب من الجحيم و
النسمات المبشرة التي تأتي من الجنة.. و المقدمات التي تسبق اليوم الموعود..
يوم تنكشف الأستار و تهتك الحجب و تفترق المصائر إلى شقاء حق و إلى نعيم حق..
يوم لا تنفع معذرة.. و لا تجدي تذكرة.

و أهل الحكمة في راحة لأنهم أدركوا هذا بعقولهم و أهل الله في راحة لأنهم
أسلموا إلى الله في ثقة و قبلوا ما يجريه عليهم و رأوا في أفعاله عدلا مطلقا
دون أن يتعبوا عقولهم فأراحو عقولهم أيضا، فجمعوا لأنفسهم بين الراحتين راحة
القلب و راحة العقل فأثمرت الراحتان راحة ثالثة هي راحة البدن.. بينما شقى
أصحاب العقول بمجادلاتهم.

أما أهل الغفلة و هم الأغلبية الغالبة فمازالوا يقتل بعضهم بعضا من أجل
اللقمة و المرأة و الدرهم و أمتاراً من الأرض، ثم لا يجمعون شيئا إلا مزيدا
من الهموم و أحمالا من الخطايا و ظمأً لا يرتوي و جوعا لا يشبع.

فانظر من أي طائفة من هؤلاء أنت.. و اغلق عليك بابك و ابكي على خطيئتك.

---------------------------------------


الدكتور مصطفى محمود رحمه الله
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
ام ساره 22
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 102
اشترك في: السبت 23-6-2012 7:24 am
البرج: الجدي
الجنس: اختار واحد

مــــن أي طــــائـــــفـــــــــــــة مـــن هـــؤلاء أنت

مشاركة بواسطة ام ساره 22 »

السلام عليكم

الحمد لله أولا وآخرا، لقد قرأت مره أن الله سبحانه وتعالى جعل البشر كلهم متساوون، لذا لا يغرنك أن ترى أمرأه فائقة الجمال فلربما لم يعطها الخالق عفه او رزانه او ذكاءا او صبر، ولربما نرى رجلا ناجحا يملك الشهادات العليا والعائله والمال لكنه يعاني من بخل او جبن او حرص على الدنيا وغير ذلك فكل انسان اعطاه الخالق ميزة يستطيع بها تدبر اموره فلذا نحن متساوون كل له محاسنه ومساوئه فان الله جل جلاله اعطانا شئ لم يعطه لغيرنا ومنعنا من شئ وهبه لغيرنا وهذه كلها مقادير علينا أن نتقبلها، وليست الراحة في المال أو الجمال أو المكانة الاجتماعية فنعم كما تقولين عزيزتي الكل الى زوال، وهل نحن من أهل الله سبحانه وتعالى هذا مانتمناه أما اهل الحكمه فهذه درجة ليتنا نبلغنا فتهون علينا الدنيا كما كان يقول الزاهد ابا الحسنين عليه السلام " دنياكم عندي لا تساوي عفطة عنز" الكلام لا ينتهي ولكن الوقت تأخر وعلي أن أذهب الى النوم تصبحون على خير وبركه.
والسلام عليكم

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مــــن أي طــــائـــــفـــــــــــــة مـــن هـــؤلاء أنت

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

نعم الجميع متساوون ومانراه من فروقات ظاهرية فهي حكمة الله للتوازن الحياتي فلايعقل ان يكون الجميع يحملون نفس الشهادة او نفس العمل والا لما كانت هناك حياة فقد اقر الله حاجة الانسان لاخيه الانسان سلسلة بعضها من بعض وكل يؤدي دوره في هذه الحياة وخير الناس من نفع الناس ولو بالشئ البسيط فلايوجد شئ يضيع عند الباري عز وجل

أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“