سؤال: هل نحن عقلاء أم مجانين!!؟
يبدو أن السؤال مثير للاستغراب عند طائفة من الناس ومثير للحنق والغيظ عند طائفة أخرى, وإن من طبيعياً عند طائفة ثالثة ..
وذلك لأن أساس الخلاف آتٍ من تحديد معنى العقل؟ ومن هو العاقل؟
فمن كان يفهم بأن العاقل هو الذي يعرف كيف يختار له البيت والأنيق و السيارة الجميلة, ولبس آخر صيحة في عالم الأزياء والكماليات الأخرى...
أو هو الذي إذا سمع بأن قحط تمر ببلده سارع إلى مراكز التموين واشترى منها ما يكفيه لعام كامل أو أكثر..
فمن كان يفهم أن العقل هو من يملك هكذا صفات أو ما يقاربها فإن السؤال المطروح سيثير استغرابه أو حنقه وغيظه بلا أدنى ريب.
ولكن من كان يعلم بأن العقل هو من يحمل صفات مخصوصة لا توجد عند أكثر الناس, فإن السؤال لا يكون فقط طبيعياً عنده وإنما يكون طرحه ضرورة دينية..
ولكم الآن أن تسألوا.. ما هو العقل؟ ومن هو العاقل؟
العقل: يقابل الجهل والجنون,, ومعناه في الشرع: هو ذلك الشيء الذي يحفظ الإنسان من الردى ويأخذ بيده إلى طاعة الله, ومن ثم إلى النعيم الأبدي وهو الجنة..
قال أمير المؤمنين: ( العقل ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان) والعاقل هو ذلك الإنسان الذي عقل الحقائق وأطاع ربه فيما أمر ونهى.. فحينما نضيف إلى هذه المعاني ما ورد من تحذير للمؤمنين على لسان مولى الموحدين حين قال: ( لقد كان في الأرض أمانان رفع احدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به, أما الأول فهو رسول الله * وقد قبضه الله إليه, فدونكم الآخر فتمسكوا به, أما الأمان الآخر فهو الاستغفار فدونكم فتمسكوا به).
تكون النتيجة أن تاركي الاستغفار يعيشون بلا أمان, فلربما كانوا عرضة لموت الفجأة, أو زلزال مدمر يبتلعهم, مع أن مفتاح دفع البلاء بأيديهم وهو الاستغفار, فانظر كيف يلقونه جانباً, ويفتحون صدورهم إلى النقمة الإلهية.. فهل هؤلاء عقلاء؟
أن تارك الاستغفار أعظم خطراً وأخسر صفقة ممن يدخل الحريق دون لباس يقيه حرة, مع توفر ذلك البأس وقدرته عليه.
وإذا تعمقنا في المسألة أكثر وقلنا بأن من كان فيه خلل في أعصابه بحيث أصبح يمارس أعملاً اعتباطية مضحكة, لا يعدو كونه مبتلى وإن أسميناه مجنوناً تجاوزاً..
وإذا أطلقنا على أسرته شهواته, وغفل عن رشده وترك سبيل نجاته ومشى برجله إلى دماره إذا أطلقنا عليه لفظ مجنون وهو ذلك كما دلت الأحاديث الشريفة, فإن النتيجة النهائية أن أكثر الناس مجانين لا عقلاء وبالتالي من الحكمة بمكان أن يسأل كل إنسان نفسه ويقول: هل أنا عاقل أم مجنون!!
قال تعالى: ( أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إنهم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا)
والآية الكريمة هذه: تقودنا إلى الاعتقاد بأن أكثر الناس ليس فقط بمجانين وإنما لا يستحقون اسم الإنسانية أصلاً, بل هم إلى القردة أقرب إن أحسناً الظن فتأمل..
إن كل من يعصي ربه لا يسمى عاقلاً, بل هو بهيمة من البهائم, ولو التفتنا إلى الوراء قليلاً لرأينا بأن أصحاب السبت الذين عصوا ربهم واقترفوا المحرمات أعادهم الله إلى الشكل الذي يستحقونه كما قال تعالى: ( فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين) .
ولعلنا نسأل ونقول:
أن الكثير من أمة محمد * يرتكبون الجرائم والكبائر وقد أوقفوا أنفسهم حرباً لله ورسوله ولا نراهم مسخوا قردة أو خنازير فلماذا؟؟
والجواب: إن الأخبار الواردة عن الرسول * وأهل بيته دلت على أن المسخ الخارجي قد رفع عن أمة نبينا محمد * كرامة له وبقي المسخ الباطني فأنت ترى إنساناً يرتكب الكبائر ويجاهر بالفسق والعصيان وتحسب أنه لم يمسخ, ولقد أصابه المسخ الداخلي فلا يدري هل مسخ قرداً أو خنزيراً أو ثعباناً أو حماراً.
أما المسخ الخارجي فلم يصب به كرامة لرسول الله * من أمته كرامة له.. فتأمل.
هل نحن عقلاء أم مجانين!!؟
المشرف: المشرفون
- ريحان الجنة
- عضو متميز
- مشاركات: 181
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- الجنس: اختار واحد
هل نحن عقلاء أم مجانين!!؟
- المصباح السحري
- عضو متميز
- مشاركات: 94
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- الجنس: اختار واحد
- خفايا الروح
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 1304
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- البرج: الميزان
- الجنس: اختار واحد
- ريحان الجنة
- عضو متميز
- مشاركات: 181
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- الجنس: اختار واحد
- ريحان الجنة
- عضو متميز
- مشاركات: 181
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- الجنس: اختار واحد