اللهم صل على الحكماء والطيبين اجميعن وعجل فرجهم الشريف
أختي المؤمنة الإيمان نصفان نصف في الصبر ، ونصف في الشكر
ينقل الأصمعي قضية فيقول فيها : تهت في الصحراء حينما كنت ذاهبا للصيد وراء غزال أطارده ، وعندها وقعت عيني على خيمة ، فرأيت فيها امرأة شابة محجبة جالسة سلمت عليها فردت علي بأفضل سلام ، وقالت تفضل أيها الغريب .
جلست في صدر الخيمة ، وكانت جالسة في إحدى زواياها ، كنت قد بلغ بي العطش مبلغه ، فطلبت منها شربة من ماء ، فتغير لونه وقالت : لم أكتسب رخصة من بعلي كي أسقيك !!
ولكنها قالت : عندي مقدار من اللبن هو خاص بي للغداء ، وهذا لتشربه . فجائتني باللبن ، فشربته ، وجلست بعدها ساعة أو ساعتين ، فرأيت غبارا يعلوه سواد فقامت من مجلسها بشوق ومدت يدها نحو الماء الذي لم تعطني منه ، فغرفت غرفة ووقفت خارج الخيمة تنتظر القادم ، وإذا به رجل مسن ذو هيئة سوداء يركب جملا يصل قريبا من الخيمة ، ترجل الرجل المسن من دابته على صخرة ، فعجلت إليه لتناوله الماء ولتغسل رجليه بعد ذلك .
كان الرجل سيئ الأخلاق كثير الكلام ملحاحا لا يطاق وكانت زوجته تتبسم في وجهه ، وتستمع إليه ، وتحاول أن ترضيه بمعسول الكلام ، لكنه كان خشنا لا يفهم غير الإساءة والكلام البذئ .
وعندها _ والقول للأصمعي _ لم أتحمل جلوسي في الخيمة ، ففضلت أن أجلس تحت أشعة الشمس على أن أجلس مع هكذا إنسان ، قمت من مجلسي وسلمت مودعا ، فما اهتم الرجل بي أما المرأة ، فجاءت إلي ، وقالت : وداعا يا أخا العرب .
فقلت لها : يا امرأة من الهوان أن تكوني زوجة لهذا العجوز السئ الخلق وأنت الشابة الجميلة . فما الذي رأيت فيه وسط هذه الصحراء ؟ هل استأنست بأخلاق فاضلة فيه ؟ أو بجمال وشباب يتمتع فيه ؟ إنه فقير ولا أخلاق له ، فأجابتني والغضب يعلوها قالت : عجب لك تريد الإيقاع بين زوجين ألم تسمع .. (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )) .
قال الأصمعي : عندما رأت المرأة امتعاضي من جوابها قالت : ألم تسمع قول رسول الله (ص) : (( الإيمان نصفان فنصف في الصبر ، ونصف في الشكر )) .
فإذا سكنت الصحراء ، فالأمر يهون وينقضي الوقت ، وإذا سكنت القصور ، فأمرها ينتهي في يوم من الأيام ، أما الذي لا ينتهي ولا يمر ، هو الآخرة التي لا بد لنا من ورودها .
فالصبر قبالة المشكلات والشكر على نعماء الله ( جلت أسماؤه ) لنحظى بالآخرة إن شاء الله تعالى .
يقول أحد الكتاب : قال لي أحدهم لا أملك شيئا ! وعجيب أمره فهو يملك نعمة السمع ونعمة الحس ونعما أخرى كثيرة .
فيا أيها الإنسان عندما تمعن التفكير في النعم التي أنعم الله بها عليك يجب أن تشكره وتحمده وتستعين به . فالحمد له ، أنت الآن تنعم بنعم كثيرة منها نعمة الإسلام ونعمة حب أهل بيت الرسول الأكرم (ص) ناهيك عن النعم التي ذكرنا من عقل وعين وأذن وحواس ، وغير ذلك .
فهنيئا لتلك المرأة التي قالت للأصمعي : اسكن الصحراء مع انسان لا أخلاق له وأصبر على فقره وسوء خلقه واشكر الله على إنعامه علي وتفضله بنعمة الشباب والجمال التي وهبها لي وأحمده تعالى على أنني أتمكن من أن أقدم خدمة لهذا الزوج المسن ، والعمل من أجل تربية أبنائه .
المصدر كتاب تربية الطفل في الإسلام
للأستاذ مظاهري
مع خالص تحياتي
أختي المؤمنة الإيمان نصفان نصف في الصبر ، ونصف في الشكر
ينقل الأصمعي قضية فيقول فيها : تهت في الصحراء حينما كنت ذاهبا للصيد وراء غزال أطارده ، وعندها وقعت عيني على خيمة ، فرأيت فيها امرأة شابة محجبة جالسة سلمت عليها فردت علي بأفضل سلام ، وقالت تفضل أيها الغريب .
جلست في صدر الخيمة ، وكانت جالسة في إحدى زواياها ، كنت قد بلغ بي العطش مبلغه ، فطلبت منها شربة من ماء ، فتغير لونه وقالت : لم أكتسب رخصة من بعلي كي أسقيك !!
ولكنها قالت : عندي مقدار من اللبن هو خاص بي للغداء ، وهذا لتشربه . فجائتني باللبن ، فشربته ، وجلست بعدها ساعة أو ساعتين ، فرأيت غبارا يعلوه سواد فقامت من مجلسها بشوق ومدت يدها نحو الماء الذي لم تعطني منه ، فغرفت غرفة ووقفت خارج الخيمة تنتظر القادم ، وإذا به رجل مسن ذو هيئة سوداء يركب جملا يصل قريبا من الخيمة ، ترجل الرجل المسن من دابته على صخرة ، فعجلت إليه لتناوله الماء ولتغسل رجليه بعد ذلك .
كان الرجل سيئ الأخلاق كثير الكلام ملحاحا لا يطاق وكانت زوجته تتبسم في وجهه ، وتستمع إليه ، وتحاول أن ترضيه بمعسول الكلام ، لكنه كان خشنا لا يفهم غير الإساءة والكلام البذئ .
وعندها _ والقول للأصمعي _ لم أتحمل جلوسي في الخيمة ، ففضلت أن أجلس تحت أشعة الشمس على أن أجلس مع هكذا إنسان ، قمت من مجلسي وسلمت مودعا ، فما اهتم الرجل بي أما المرأة ، فجاءت إلي ، وقالت : وداعا يا أخا العرب .
فقلت لها : يا امرأة من الهوان أن تكوني زوجة لهذا العجوز السئ الخلق وأنت الشابة الجميلة . فما الذي رأيت فيه وسط هذه الصحراء ؟ هل استأنست بأخلاق فاضلة فيه ؟ أو بجمال وشباب يتمتع فيه ؟ إنه فقير ولا أخلاق له ، فأجابتني والغضب يعلوها قالت : عجب لك تريد الإيقاع بين زوجين ألم تسمع .. (( هن لباس لكم وأنتم لباس لهن )) .
قال الأصمعي : عندما رأت المرأة امتعاضي من جوابها قالت : ألم تسمع قول رسول الله (ص) : (( الإيمان نصفان فنصف في الصبر ، ونصف في الشكر )) .
فإذا سكنت الصحراء ، فالأمر يهون وينقضي الوقت ، وإذا سكنت القصور ، فأمرها ينتهي في يوم من الأيام ، أما الذي لا ينتهي ولا يمر ، هو الآخرة التي لا بد لنا من ورودها .
فالصبر قبالة المشكلات والشكر على نعماء الله ( جلت أسماؤه ) لنحظى بالآخرة إن شاء الله تعالى .
يقول أحد الكتاب : قال لي أحدهم لا أملك شيئا ! وعجيب أمره فهو يملك نعمة السمع ونعمة الحس ونعما أخرى كثيرة .
فيا أيها الإنسان عندما تمعن التفكير في النعم التي أنعم الله بها عليك يجب أن تشكره وتحمده وتستعين به . فالحمد له ، أنت الآن تنعم بنعم كثيرة منها نعمة الإسلام ونعمة حب أهل بيت الرسول الأكرم (ص) ناهيك عن النعم التي ذكرنا من عقل وعين وأذن وحواس ، وغير ذلك .
فهنيئا لتلك المرأة التي قالت للأصمعي : اسكن الصحراء مع انسان لا أخلاق له وأصبر على فقره وسوء خلقه واشكر الله على إنعامه علي وتفضله بنعمة الشباب والجمال التي وهبها لي وأحمده تعالى على أنني أتمكن من أن أقدم خدمة لهذا الزوج المسن ، والعمل من أجل تربية أبنائه .
المصدر كتاب تربية الطفل في الإسلام
للأستاذ مظاهري
مع خالص تحياتي