غفلتك عن أفعالك
غفلتك عن أفكارك
وغفلتك عن مشاعرك…
تخلق للروح ليلاً ظلامه شديد
مستويات وجودك الثلاث
الفكر أكثر سطحية
المشاعر أعمق من حيث النوعية
ثم الكيان…
ثلاث مستويات عليك بتقديمها قُرباناً للذات الإلهية
الشهادة هي لكل شيء مفتاح
شاهِد وراقِب أفكارك…
لا تحكُم عليها… لا تدِينها ولا تُقَيِّمها… دَعها وشأنها
لحظة اتخاذك موقفاً منها هي لحظة وقوفك معها أو ضدّها
أنت لست بشاهِدٍ عندها
وقتها أنت جزء من عملية التفكير نفسها
إبقَ صامتاً وانظُر لجميع ما يمُرّ على شاشة عقلك كما تمر الأحداث والمَشاهد في الأفلام
أذكُر أنك من يرى عبورك المستوى الأول سيكون جسرك لثاني المستويات…
مشاعرك. ومشاعرك أكثر شفافية
وحده من يرى أفكاره تجري أمامه فيبقى صامتاً دون أن يفعل شيء حيالها،
للخطوة الثانية يكون موعد انتقاله
قريباً سترى مشاعرك وأحاسيسك، أمزِجَتَك وعواطفك وانفعالك
عبورك المستوى الثاني سيكون جسرك لثالث المستويات
وثالث المستويات هو فيك أعمقها…
هو إحساسك بذاتك… إحساس نفسك بنفسها
نفْسك التي تفصل عن الذات الإلهية نفسها
لست مفصولاً حقيقةً ولا للحظة واحدة عن الألوهية وذاتها
ليس بإمكانك النجاة في غُربةٍ عنها
على ثالث مستوى… شاهِد هذا الوصل الصامت… الكينونة الإلهية
كلما تابعتَ مشاهدة الأفكار وجدْتَها تختفي
كلما تابعتَ مشاهدة المشاعر وجدْتها تختفي
كلما تابعتَ مشاهدة الكيان، فصْلك عن الذات الإلهية سوف ينتهي
لا يبقى في نهاية المطاف سوى الشاهِد. الشاهِد حقيقتك السرمدية الأبدية
والشاهِد ليس أنت. الشاهِد إلهي كوني
الشاهِد فيك والشاهِد فييَّ هما ذات الكينونة السرمدية
الشاهِد واحِد فينا أجمعين وفي كل مكان
الشاهِد إلهي لا يعرف زمان ولا مكان ولا مسافة ولا عنوان
قبل أن يصل بك ترحالك ومسيرك عند هذا النبع فأنت تحيا ليل روحٍ ظلامه شديد
وصولك حال الشهادة هذا إعلان بداية يوم روحك وبزوغ شمسه التي لن تغيب أبداً
سماعك لي أقول هذا الكلام لن يفيد
عليك بالتطبيق قدْر الإمكان
يومياً، فالتهاون وتمرير الأيام مرور الكرام، لن يفيد
إجلس في صمت وشاهِد
حتى وأنت تقوم بأيَ فعل… كُن الشاهِد
أنت تنظر إلى المغيب… ها هي الشمس تغيب.
لا تتوه في المغيب، تذكّر أنك من يراه ولا تغيب
ليل نهار، حالَك هو الشهادة دون أن يعلم أحد
الدين حال وليس أخبار توزّعها على الناس
الدين تحوُّل في لبّ الألباب
إبدء من الآن
آلاف الناس… لكن صمتك الداخلي مَهيب وكأن ما مِن أحد
ستنسى في بادىء الأمر عدة مرات
قد قضيتَ بعيداً عن حال الشهادة على كل شيء، حيوات
إنها عادة قديمة… ستموت رغم أنه ببطءٍ تموت العادات
الأمر معتمدٌ عليك
إن تعامَلتَ مع تطبيق الشهادة كما تتنفَّس…
تقوم بأي فعل ورغم هذا أنت تتنفَّس…
أنت لا توقف النَّفَس لأنك تحفر في الأرض حفرة
هكذا الشهادة، عليها أن تصبح كالنَّفَس فيك
الشهادة في الحقيقة هي الروح الإلهية تتنَفَّس فيك
فإنْ تذَوَّقتَ لحظة تكون فيها كونياً سرمدياً واحداً مع الله، فقد أتى الصباح
قد انتهى ليل الروح وبانَ نور الفجر ولاح
المُعَلِّم المستنير أوشو
احتفال من قلب بشار
