الاسترفاع – ج. كريشنامورتي
الاسترفاع – ج. كريشنامورتي
السائل:
هل لك أن تشرح لي كيف يتغلب الذهن على الجسم بحيث يستطيع أن يرتفع عن الأرض؟
كريشنامورتي:
هل أنت مهتم بهذا حقًّا؟ لا أدري لماذا تريد أن ترتفع عن الأرض؟ تعرفون، أيها السادة، أن الذهن يطلب دومًا شيئًا سريًّا، شيئًا خفيًّا، شيئًا لن يكتشفه أحد إلاك، ويمنحك ذلك إحساسًا هائلاً بالأهمية، بالغرور، بالنفوذ – تراك تصير "الصوفي"! غير أن هناك سرًّا حقيقيًّا، شيئًا قدسيًّا حقًّا، حين تتفهم كلية هذه الحياة، هذا الوجود بأسره. وفي ذاك جمال عظيم، فرح عظيم. ثمة شيء هائل يدعى اللامقيس. لكن عليك أن تتفهم المقيس [أولاً]. واللامقيس ليس ضد المقيس.
هناك صور متوفرة لأناس ارتفعوا عن الأرض. لقد شهد المتكلم ذلك وغيره من الأمور عديمة الأهمية. فإذا كنتَ مهتمًّا بالاسترفاع حقًّا – ولا أدري لماذا تهتم به أصلاً، لكنك إذا كنتَ مهتمًّا – لا مناص لك من أن تكون صاحب جسم عالي الحساسية: عليك أن تقلع عن الشرب والتدخين، عن تعاطي المخدرات وعن أكل اللحم. يجب أن تكون ذا جسم طيِّع تمامًا، جسم صحيح، يتحلى بذكائه الخاص، لا بالذكاء الذي يمليه الذهن على الجسم. فإذا قمت بذلك كلِّه، لعلك واجد عند ذاك أن الاسترفاع لا قيمة له على الإطلاق!
***
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة