وكان جوابيالسلام عليكم ورحمة الله شيخنا العزيز هل صحيح ان يوم الجمعة كان يوما مسيحيا
سلام ومحبة ورحمة
ان يوم الجمعة هو المسمى بيوم العروبة وهي كلمة سريانية ولما نقول سريانية يعني ارامية قلبت العين الفا فيها كعادة العرب في اخذها من اللغة الارامية وغيرها
فاللغة العربية ذات لهجات متعددة بتعدد تاثرها باللغة الارامية ولهجاتها
فنجد لغة قريش وحمير وغيرها من اللهجات العربية المختلفة فباختلاف تاثر العرب تنوعت اللغة
اللغة الارامية هي التي اثرت وانتشرت وتنوعت بل هي اللغة التي فرقت بين الفعل والفاعل والمفعول والصفات والاسماء والحروف وعلى هذا المنهج كانت تكتب كتبهم والى اليوم وعلى هذا المسلك نفسه بين علي بن ابي طالب لابي الاسود الدؤلي كيفية الاشتقاقات النحوية في الحادثة الشهيرة فهو لم ياتي بها من جيبه الخاص بل من الارامية فاللغة الارامية هي التي انتشرت وتاثرت بها اللغات الاخرى واللهجات وايضا لانها لغة متينة وكل ما توارثه العرب من نحو وصرف كان اراميا بل اننا نجد ان اغلب التسميات ارامية فنجد مثلا تسمية قريش ماخوذة من هذه اللغة وكذا الطائف والبحرين والكثير من التسميات الاخرى بل حتى كلمة قرآن التي اختلف فيها المسلمون ولم يفهمونها
ولكن العرب يقلبون بعض الحروف كالالف مثلا ينطقونه عينا ويمكن لمن يقرأ عن تاريخ العرب وتاثرهم باللغات الارامية ان يرى المزيد من هذه الحقائق الثابتة
واللغة الارامية متنوعة ومرت بمراحل فكان منها الارامية القديمة والارامية الحديثة والارامية السريانية والارامية اليهودية والارامية السامرية
بل حتى الارامية الغربية والشرقية وقبلهن الارامية البابلة والمندائية والسريانية كما ذكرت سابقا وغيرهن الكثير مما انغرض واندثر
واما الارامية كلهجات فهي التي كانت متناثرة بين العراق وسوريا وما جاور هاذين البلدين العظيمين تاريخا ونشئة
وعليه فيوم الاروبة يعني يوم الغروب لذلك اطلقت لاحقا هذه التسمية على اوربا اي المناطق الغربية او البلدان الغربية
وسمي يوم الغروب اي غروب شمس المسيح من عالمنا يوم صلبه فهو اليوم الذي صلب فيه عيسى المسيح
ويوجد في بعض النصوص الانجيلية السريانية القديمة ان يوم الاروبة هو اليوم الذي خلق فيه ادم وصلب السيد المسيح
(( قولي لي ايتها الاروبة ما هو سر عظمة شأنك في كنائس الرب .. فاجابت لانه في يومي خلق الله ادم وفي يومي دخل ادم الجنة وسجدت له الملائكة وفي يومي صلب المسيح فادينا))
ويوم الاروبة يعتبر يوما مقدسا عند السريانيين والمسيح الكلدانيين وغيرهما لانه اليوم الذي صلب فيه المسيح وفق الوثائق التاريخية ووفق الاناجيل وقضية الصلب ثابتة تاريخيا حتى من قبل اعداء عيسى اليهود الذين يعتبرونه مجذفا
بل حتى من قبل المؤرخين الرومان
وكان يسمى من قبل اتباع ومحبين السيد المسيح بيوم الاروبة العظيمة وهو المسمى اليوم بالجمعة العظيمة وكان يصومون به والى الان
وبما ان العرب متاثرين بما حولهم من حضارات وما قام به المبشرون المسيح لذلك سمي هذا اليوم بيوم العروبة عند العرب اي الاروبة
واما متى تم استبداله بلفظ الجمعة فقيل انه بسبب اجتماع المسلمين الاوائل في المدينة قبل قدوم نبيهم محمد لها فهو اقر اليوم ولم يشرعه
وقيل أيضاً ان كعب بن لؤي هو اول من قال : أما بعد وهو اول من سمى الجمعة جمعة، وكان يقال له: يوم العروبة. هذه وفق النصوص التاريخية.
واما كيف اجتماع المسلمين فيه للصلاة فقبل دخول محمد للمدينة اجتمع فيه المسلمون وقد جاء في النصوص الاسلامية والتاريخية ما يلي:
قيل إن الأنصار قالوا ان لليهود يوم يجتمعون فيه كل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلمّوا نجعل لنا يوما نجتمع فيه فنذكر الله فيه
ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعوا إلى سعد بن زرارة فصلّى بهم يومئذ ركعتين وذكرهم فسمّوه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه فهي أول جمعة كانت في الإسلام .
وقد اقرها محمد وهي كعادة التشريع الاسلامي الذي يقر ما يفعله بعض المسلمين ويجعله تشريعا ودستورا فقد دلت الروايات ان اغلب التشريعات كانت تسن من النبي او يقع الاقرار لها من قبله
وهناك الكثير من الروايات الدالة على ذلك كرواية اتركوني ما تركتكم ورواية المسواك وصلاة التراويح التي خشي ان تسن من بعده فتركها وغيرهن الكثير.
اذن الترشيع ابدا لم يكن ابتدائيا من رب محمد بل كان رب محمد يقرأ او ينفذ او يسأله محمد فيجيبه .
اذن اقرها محمد لما سمع ان المسلمين هناك يقيمونها فلما جاء مصعب اوصاه نبيه ان يقيم الجمعة كما اقيمت ولما قدم محمد الى المدينة صلى الجمعة في اليوم الرابع وعندها انزل سورة الجمعة المعروفة لدى الكثير.
هذا هو جواب سؤالك عن يوم الجمعة واصله ومن اين جاء
