ورد اسم الحسين بن منصور في موضوع لي سابق وكيف اجتمع الفقهاء على تكفيره وقتله
الفقهاء من كلا الطرفين اولائك هم فقهاء السلطان والتسلط
فراسلني احد الاخوة عن طريق الفيسبوك يستفسر قائلا
فاجبته واحببت ان اضع جوابي في هذه الصفحة ايضاشكرا لك اخ محسن لهذه الكلمة الطيبة وجزاك الله خير ..لكن استوقفتني كلمة وهي (قد شارك بهذه الجريمة احد من يسمى بالسفراء الاربعة) فياليت لو تذكرالاسم وباركك الرب
كانت دعوة الحلاج قبل استلام السفارة من قبل السفير الثالث الحسين بن روح النوبختي
لذلك نجد كلمات من بعض الشيعة الكبار في وقته من انه يتمنى ان يقتل الحلاج بيده
ولكن لابد ان نعرف ان القوم نسجوا قصصا لتشويه سمعة الحلاج وقالوا انه ادعى السفارة في حين ان كل منهج الحلاج يخالف هذه الاكاذيب والدعاوي التي قالوها
لذلك تجد في منقولات الشيعة كما هائلا في ذم الحلاج
فقد ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة في المذمومين الذين ادعوا النيابة البابية. وهذا فيه نظر
واخرج السفير الثالث تواقيعا يدعو انها من الامام المهدي في تكفير وضلال الحلاج
تصور ان المهدي يترك كل الطغاة ويخرج توقيعا في رجل زاهد صوفي اعظم ما قيل فيه انه مشعوذ
ومن سخافتهم انه ذهب اليه احد اصحاب السفير الثالث وقال له انا كبرت في السن ولا يمكنني ان اصبغ لحيتي دائما فهل تصنع بي معروفا وتجعل لحيتي سوداء ويقول هذا الغبي ان الحلاج عجز عن ذلك وجاء الى سيده يستهزء ويضحك
ثم لابد ان نعلم ان السفراء الاربعة كانوا على علاقة وثيقة مع الخلفاء العباسيين المتاخريين
وكيف قتل احد الخلفاء العباسيين الشلمغاني الذي اتهمه احد السفراء بانه يدعي السفارة ويريد ان ياخذها منه
اقرأ ما جاء في رجال العلامة الحلي عن الشلمغاني
هو محمد بن علي الشلمغاني، ويعرف بابن أبي العزاقر، له كتب وروايات، كان مستقيم الطريقة، متقدما في أصحابنا، فحمله الحسد لابي القاسم ابن روح على ترك المذهب والدخول في المذاهب الرديئة، حتى خرجت فيه توقيعات، فأخذه السلطان، وقتله وصلبه.
(رجال العلامة الحلي: 254).
المهم نرجع للحلاج وقتله والقصة طويلة وسبب تاخر الخليفة في قتله هو ان ام الخليفة مرضت بحمى شديدة فعالجها الحلاج فكانت من انصاره ولكن كل هذا لم ينفع مع فقهاء السلطة
في زمن السفير الحسين بن روح النوبختي أجمع علماء بغداد على قتله، ووضعوا خطوطهم وهو يقول الله في دمي، فإنه حرام، ولم يزل يردد ذلك، وهم يثبتون خطوطهم وحمل إلى السجن، وأمر المقتدر بالله بتسليمه إلى صاحب الشرطة، ليضرب ألف سوط، فإن مات وإلا يضربه ألفاً أخرى ثم يضرب عنقه، فتسلمه فسلمه الوزير للشرطي وقال له: إن لم يمت فاقطع يديه ورجليه، وجز رأسه واحرق جثته، ولا تقبل خدعه، فتسلمه الشرطي وأخرجه إلى باب الطاق، يجر في قيوده واجتمع عليه خلق عظيم، وضربه ألف سوط، فلم يتأوه ثم قطع أطرافه وجز رأسه وأحرق جثته ونصب رأسه على الجسر وذلك سنة ثلاثمائة وتسع.
ومن هولاء الموقعين هو السفير الثالث الحسين بن روح
اذن السفير شارك عن طريقين الاول عن توقيعه مع الفقهاء لقتل هذا الشهيد والثاني قبل ذلك في كذبه واخراجه تواقيع ينسبها للمهدي
انظر ما جاء في مستدرك سفينة البحار جاء الاتي
وفيه في 23 ذي القعدة قتل حسين بن منصور الحلاّج اللعين الصوفيّ الّذي خرج التوقيع الشريف من الإمام بلعنه.
وفي مستدرك سفينة البحار أيضاً
قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة. منهم أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي وأحمد بن إسحاق وجماعة خرج التوقيع في مدحهم.
وذكر الشيخ في ست عبدالله بن جعفر الحميري ووثّقه وعدّ كتبه. ومنها كتاب المسائل والتوقيعات. ونحوه مع البسط في رجال النجاشي.
التوقيع الخارج بلعن الشلمغاني وارتداده ولعن الحلاّج.
وكلا الرجلين قتلهم السلطان العباسي المقرب من السفير الحسين بن روح
لكن مع كل ما قام به السفير واتباعه في المشاركة بسفك هذا الدم الطاهر نرى بعض علماء الشيعة يدافع عن الحلاج
منهم أمثال نصير الدين الطوسي ، والشيخ بهاء الدين العاملي والقاضي نور الله التسترى .
اذن تدبر ستجد انهم يكذبون دعاوي ودعوى السفارة وما يخرج من توقيعات ولكنهم يلوحون ويلمحون ولا يصرحون
واليك ما جاء في كشكول الشيخ البهائي عن الحلاج الذي قال علامة العارف أن يكون فارغا من الدنيا والاخرة .
جاء عن اخر لحضات حياة هذا الشهيد
لما تقدم الحلاج إلى القتل قطعت يده اليمنى، ثم اليسرى، ثم رجله فخاف أن يصفر وجهه من نزف الدم فأدنى يده المقطوعة من وجهه فلطخه بالدم ليخفي اصفراره.
وأنشد
لم أسلم النفس للأسقام تبلغها ... إلا لعلمي بأن الوصل يحييها
نفس المحب عل الآلام صابرة ... لعل مسقمها يوماً يداويها
لما قطعت أعضاء ابن المنصور الحلاج واحداً واحداً لم يتأوه ولم يتألم، وكان كلما قطع منه عضو يقول:
وحرمة الود الذي لم يكن ... يطمع في إفساده الدهر
ما قد لي عضو ولا مفصل ... إلا وفيه لكم ذكر
فلما صلب إلى الجذع قال:
يا معين الضنى علي ... أعني على الضنى
ثم جعل يقول:
مالي جفيت وكنت لا أجفى ... ودلايل الهجران لا تخفى
وأراك تمزجني وتشربني ... ولقد عهدتك شاربي صرفا
فلما بلغ به الحال أنشأ يقول:
لبيك يا عالماً سري ونجوائي ... لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي
أدعوك بل أنت تدعوني إليك فهل ... ناجيت إياك أم ناجيت إيائي
حبي لمولاي أضناني وأسقمني ... فكيف أشكو إلى مولاي مولائي
يا ويح روحي من روحي ويا أسفي ... علي مني فإني أصل بلوائي
هذا اخر ما يمكنني توضيحه لك
واهلا بك
واحببت ان اضع رابط ديوان الحلاج شهيد العشق الالهي الخالد
ديوان الحلاج
وهذا كتاب آلام الحلاج (الحسين بن منصور الحلاج) شهيد التصوف الاسلامي رحمه الله تاليف المستشرق لويس ماسنيون
آلام الحلاج تحميل مباشر من شبكة الحكمة
