نـــحــن نــؤثــــر عــلى الكــون -كما يؤثر الكـــون علـينا

كل ما يخص قانون الجذب والسر
أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

نـــحــن نــؤثــــر عــلى الكــون -كما يؤثر الكـــون علـينا

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يتفاعل الكون لنشاط الفرد



إذا قذفنا حجر في البركة، ينتج عنه الأمواج التي تنتشر في البركة بأكملها. تنتج كل
موجة تأثيرات في كل طرف من البركة. ما ينتج بعض التأثيرات على بعضها البعض. وبشكل
مشابه، تنتج موجة الحياة الفردية من خلال نشاطها تأثيراً في جميع حقول الكون.

إن الحياة هي استمرار واحد ووحدة كاملة متجانسة منها ترتفع أمواج الحياة الفردية
دون انقطاع حالة الاستمرارية والانتشار الكلي للكينونة المطلقة الأبدية. إن الخليقة
أجمع هي التعبير للحياة الكونية وجميع قوانين الطبيعة التي لا تحصى والتي تقود
عملية الخلق والتطور والفناء في الأرجاء المختلفة للكون هي كل التعبير المتنوعة
للقانون الكوني الواحد الأبدي.

عندما يتم اكتساب الفردية في النقاط المختلفة في الخليقة، لا تتبعثر استمرارية
وتجانس الحياة الكونية. تتواجد الحياة في الجسم، وجميع الأطراف المختلفة هي في أمرة
قوة الحياة للفردية الواحدة. لكن اليد بحد ذاتها، مثلاً، هي مكونة من ملايين
الأنسجة، ولكل منها لها حياته الخاصة ووظيفتها التي تؤديها. وبالرغم من أن حياة
خلية الأنسجة هي حياة بحد ذاتها ولها مجال لنشاطها وفرديتها، إلا أنها جزء من
الحياة الكاملة للفرد. تؤثر حياة الخلية على حياة الإنسان بأكملها. إذا حدث شيء ما
لخلية واحدة في إحدى أنسجة الجسم ينزعج الجسم كله. ينتج عن التفاعل السلس لخلايا
وأنسجة الجسم تأثيراً متناغماً وقوياً للحياة الفردية. ولكن أي خلل أو بؤس كسل أو
خمول في خلية واحدة من الأنسجة يمكنها أن تجلب تأثيراً متماثلاً في حياة الفرد
كلها. وعلى هذا النحو يتفاعل الكون لعمل الفرد.

من خلال كل فكرة وكل كلمة وكل عمل، نحن ننتج تأثيراً على كل محيطنا. لقد كشفت علوم
الفيزياء أنه في كل ما نفعله ننتج تذبذبات في الجو. تتكون أمواج النشاط في داخل
جهازنا الفردي وتشع من الجسم كي تصل إلى كل طبقات الجو. نحن نعرف أن معدات الأقمار
الاصطناعية التي تسير بسرعة مئات الكيلومترات في الساعة، تتلقى الأوامر من الأرض من
مسافة بعيدة جداً. هذه الآلات تتلقى الأوامر وترد المعلومات. وهكذا تكون استمرارية
الحياة وتفاعلها لأعمالنا في حقل الفضاء غير المحدود الذي هو خلف نطاق محيطنا
المباشر. ينتج عن كل ما نفعل من فكرة وكلمة وعمل، تأثيراً في المحيط، وتعتمد نوعية
هذا التأثير على نوعية الذبذبات التي تصدر عنا. إن كل شيء في الكون له تأثير على كل
شيء آخر. هذا ما يظهر مقدار استقلالية وقوة الحياة الفردية. قد يكون الفرد غير واع
على التأثير الذي ينتجه في المحيط، ولكن التأثير ينتشر بالرغم من ذلك. ينتج التعبير
الحسن والعذب والمحبب للطفل تأثيراً محبباً وداعماً للحياة في الكون كله. أما كلمة
واحد خشنة وقاسية للفرد في إحدى الزوايا سوف تعطي هذا التأثير من الخشونة والقسوة
عبر الخليقة.

أظهرت التجارب على النباتات بأن النبتة التي يتم العناية بها بمشاعر المحبة واللطف
تنمو بشكل قوي وبسرعة أكبر من النبتة التي تتلقى الإساءة والشجب.

نظرة لطيفة واحدة إلى طفل بريء تجذب الطفل نحوك. أما النظرة القاسية إلى الطفل قد
تجعله يبكي ويتوارى. هكذا وبكل سكون، ينتشر التأثير الواحد عبر الطبيعة كلها. قد
يصبح الفرد وبشكل بريء، ضحية لذبذبات جميع الناس الآخرين، قد يتعرض الفرد ويتأثر
بأفكار الأفراد الآخرين.

لا تعرف الحياة في طبقة الحيوان أنها تنتج التأثير الواسع من خلال كل عمل صغير، لكن
على الإنسان وبجهازه العصبي المتطور جداً، أن يعرف بتلك التأثيرات الواسعة.

إذا تحلى الإنسان بطبيعة لطيفة وحنونة، من الطبيعي أن ينتج تأثيراً جيداً في
الجوار. عندما يدخل الفرد بيت صديقة، قد يشعر عادة بالابتهاج أو بالحزن. إذا كان
الصديق فاضلاً وصاحب نوايا حسنة، وتفكير إيجابي وعمل حسن، من المؤكد أن يخلق جو
إيجابي جداً حوله. أينما يعيش أو أينما يذهب يحمل معه تأثير السعادة والتناغم. قد
يمر أحدهم بجانبك في الطريق وتشعر بانجذاب نحوه ويخالجك الشعور بالحب نحوه. وقد يمر
شخص آخر بجانبك ويصدك. إن كل هذا بسبب صفات الناس وتفاعلهم مع تذبذباتك الخاصة.

قد نشعر أن عدد من المنازل تجذب المارة؛ بمجرد النظر إليها نشعر بنبضات من التناغم
والسلام والسعادة. وبعض المنازل قد تعطي شعور الحزن والجفاء والبرودة، أي الشعور
بالاشمئزاز. إن كل هذا هو بسبب نوعية الناس القاطنين في البيت، أو إلى صفات الشخص
الذي بنا البيت أو نوعية المال الذي به بني البيت.

صورة
صورة
صورة


ماذا نقصد عندما نتكلم عن نوعية الثروة؟

إن النوعية الجيدة للثروة هي التي يجنيها الفرد بوسائل إيجابية ساعدت في رفع شأن
المجتمع وتحسين حياة الناس. أما النوعية الضعيفة للثروة هي التي يجنيها الفرد
بوسائل غير قانونية أو أثيمة أو من خلال نوع من العمل الذي يؤدي إلى انحطاط المستوى
الروحاني في المجتمع وتندي وعيه والذي يخلق بشكل مباشر أو غير مباشر وضعاً تتدنى
فيه القيم الوجدانية والأخلاقية والروحية والدينية عند الناس.

تتحدد نوعية الثروة بطريقة إيرادها، الطريقة الفاضلة أو الطريقة غير التقية، كذلك
بالتأثيرات التي تعطيها للآخرين. مثال على ذلك، إن الثروة التي تجمعت نتيجة للأعمال
التي ساعدت الناس في المجتمع على النمو والمحافظة على الحياة ورفع شأنهم من المؤكد
أن تعطي تأثيرات جيدة جداً. والبيت المبني من هذه الثروة، أو العمل المنجز بهذه
الثروة سوف يولّد تأثيراً إيجابياً في الجو.

إن الثروة المكتسبة من الأعمال غير الشرعية أو الأعمال التي تؤدي إلى انحطاط
المجتمع وتدني الوعي لها تأثير سيء جداً، وأي عمل ينجز بهذه الثروة، أو أي بيت يبنى
بها يكون له التأثير المحبط الشامل.

من الممكن أن نرى العقارات الكبيرة، المكتسبة من خلال نشاط أدى إلى تدني الوعي عند
الناس، أو تسبب في الضرر لحياة الناس، لا تعطي التأثيرات المزدهرة للورثة الذين
انتقلت إليهم. تكون النتائج بالأمراض والحالة المتدنية من الوعي والطرق المنحطة
للحياة والعقل الملبد بالأفكار التافهة والمنحطة. أضف إلى ذلك أن الفرد الذي وهبت
له هذه الثروة لا يعرف أن معاناته هي نتيجة للتأثيرات الفاسدة للثروة الموروثة.

يصبح هؤلاء الناس الأبرياء وربما غير المؤذيين ضحايا الأفعال السيئة التي قام بها
أبائهم أو أجداده في المجتمع.

هذه الثروة لا تعطيهم الشعور بمساعدة الآخرين، كما أنها لا تسمح لهم بالتمتع بصحة
جيدة وبمحيط جيد ومفيد. إن تأثيرها العام هو لقمع الوعي. أما طريقة الخروج من هذا
المأزق هو التبرع للأعمال المتخصصة بشكل مباشر لرفع وعي الناس. هذا العمل يعاكس
التأثيرات غير الملائمة التي نتجت عندما جنية الثروة. يجلب التبرع بنسبة مقبولة من
الثروة النتائج المرجوة بمقدار هام.

إن الحقول النسبية للحياة هي مكثفة جداً، وتأثير كل من نواحي في الحياة على بعضها
البعض في الكون معقدة ومنوعة، ما يجعل من المهم جداً إيجاد وضع في العالم يجعل كل
إنسان إنساناً صالحاً. على كل فرد أن يكون حنوناً ومحباً ومساعداً للآخرين، وتكون
أفكاره لطيفة ومحببة وفاضلة من أجل أن تنتج تأثيراً جيداً على المفكر في كل من
محيطه المباشر والخليقة أجمع.

من هذا المنظار للفرد وتأثيره على الكون، يمكننا أن نرى أهمية أن ينمي كل فرد وعيه
بطريقة يكون فيها مستقيماً وصالحاً دوماً. من خلال كل فكرة وكلمة وعمل عليه خلق
تأثيرات داعمة للحياة ومؤازرة لها من أجله ومن أجل الخليقة أجمع. يمكن إيجاد هذا
الوضع بواسطة كل فرد ومن أجله، بتحويل طبيعة عقله بطريقة ما، وإلى حد ما، كي يصبح
عقله بشكل طبيعي قادراً على انتقاء الأفكار الصحيحة فقط والانشغال بالكلام الصحيح
والعمل الصالح.

على كل إنسان أن يرتفع إلى هذه الحالة بذاته. لا يمكن لأي شخص أن يرفع مستوى الوعي
لشخص آخر. من الممكن أن يساعد البعض بطريقة المعلومات والإرشاد التي يقدما أولائك
الذين يعرفون الطريق، ولكن المسؤولية لرفع الوعي الفردي تقع على الفرد ذاته. على كل
فرد أن يحدد قدره، حتى ولو أن قدر الفرد له تأثير على قدر الآخرين وقدر الكون كله.
يوجد هناك اتصال حميم لا ينفصل بين الفرد والكون. قد يساعد البعض أنفسهم بكشف هذه
الحكمة العظيمة للحياة؛ ولكن على كل فرد في داخل ذاته أن يختار طريقه الخاص.

إذا قام كل من تصله هذه المعلومات بواسطة هذا الكتاب بإعلام جاره وشركائه وأصدقائه
بوجود طريقة لتحسين الوعي عند الفرد تحوّل طبيعة الفرد وتجعله يتصرف بشكل حسن
وتلقائي لمنفعته الخاصة ولكل الخليقة، سيكون ذلك مساعدة كبير للبشرية. هناك مسؤولية
كبيرة على كل فرد.

على كل فرد أن يعلم أنه جزءً من مجمل حياة الكون وأن علاقته بالحياة الكونية هي
شبيهة بعلاقة الخلية نسبة للجسم. إذا لم تكن كل خلية يقظة وحيوية وصحيحة، فسيعاني
الجسم بأكمله. لذلك ومن أجل حياة الفرد، وبصورة متساوية من أجل حياة كل شيء في
الكون أجمع، من الضروري أن يتمتع الفرد بصحة جيدة وبالتقوى والاستقامة وبالصلاح في
كل فكرة وكلمة وعمل. إنها حقيقة علمية أن الكون كله يتفاعل مع كل عمل فردي.

إن حدود الحياة الفردية ليست محصورة بحدود الجسم، وليس أيضاً بحدود العائلة أو
البيت، إنها تتخطى هذا المجال إلى آفاق لا حد لها للحياة الكونية.

يؤثر كل عمل للفرد على كل شيء آخر في الكون.

يؤثر الكون عل الفرد وكذلك يؤثر الفرد على الكون.

إنهما غير مستقلان، إنهما متصلان الواحد مع الآخر بشكل جوهري.

___________________________________________
بقلم المعلم الكبير
مهاريشي ماهش يوغي، مؤسس حركة التأمّل التجاوزي
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
خفايا الروح
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1304
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الميزان
الجنس: اختار واحد

نـــحــن نــؤثــــر عــلى الكــون -كما يؤثر الكـــون علـ

مشاركة بواسطة خفايا الروح »

دائما متميزه في مواضيعك القيمه
الله يعطيك العافيه اختي السور الاعظم

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

نـــحــن نــؤثــــر عــلى الكــون -كما يؤثر الكـــون علـ

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا جزيلا لردك الطيب وفقك الله

أضف رد جديد
  • المواضيع المُتشابهه
    ردود
    مشاهدات
    آخر مشاركة

العودة إلى ”قانون الجذب الكوني او سر نور التكوين“