هل اقتبس محمد ممن سبقه او آيات قبل محمد

[ابو شمس المحسن]

هل اقتبس محمد ممن سبقه او آيات قبل محمد .
موضوع كتبته سابقا كردود على اجوبة الاعضاء في منتداي.
لكن قبل هذا لابد من ان اذكر اية قرآنية ثم اضع مثلها او احسن منها .
يقول محمد : إنَّ لَك أَلَّا تَجُوع فيهَا وَلَا تَعْرَى
واقول : ولك فيها ان لا تَجُوع وَلَا تَعْرَى
فاي الايتين اكمل نظما واجمل نغما ؟ مع وجود الشبه الكبير
واكمل قولي فاقول :
انا صببنا الماء صبا, فاسقينا به ارضا يابسة وغبا
فتفطرت الارض واخرجت نباتا وعنبا , واروينا به عطاشا سغبا
ان لكم في الماء لذكرى فمن شاء تدبر واستقرى ومن شاء كفر وتبرى
تلك هي جنة الارض فلك فيها ان لا تجوع ولا تعرى .
...................
معنى غبت غبا غَبَّتِ الْمَاشِيَةُ فِي الوِرْدِ : شَرِبَتْ يَوْماً وَتَرَكَتْ يَوْماً
الحلقة الاولى آيات قبل محمد
كل باحث محقق قرأ التاريخ قراْءة دراية وتامل عرف ان هناك كم هائل من آيات القران اقتبسها محمد حرفيا ممن سبقه , من شعراء وحكماء وكهان وقساوسة واحناف ومن كتب وحكايات متضاربة في القدم .
وسنضع في حلقتنا الاولى من هذا البحث بعضا من ذلك الذي اقتبسه محمد حرفيا.
ولربما سيصدم البعض من قراْءة موضوعي هذا وهذه هي غايتي فالصدمات تحفز الذهن للمعرفة والبحث عن الحق.
لقد سمع البعض عن نبي ضيعه قومه هكذا قد وصفه محمد ولقد ذكر هذا النبي العربي في فصوص الحكم للشيخ محي الدين بن العربي وقد ذكره الكثير غيره
بل قد ذكره الخميني وآمن به كما امن به عرفاء الشيعة ومتصوفوا السنة قاطبة كيف لا وقد ذكره نبيهم ووثق له شيخهم الاكبر محي الدين الطائي الاندلسي وقد افرد له الشيخ الاكبر فصلا كاملا في كتابه عنونه ب (فصُّ حكمة صمدية في كلمة خالدية) . ولقد كنت قديما ممن يتغنى به وبقصته الجميلة .
نعم انه خالد بن سنان بن غيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس العبسي وكان موحدا من الاحناف الذين تاثر بهم محمد .
كان حكيما مؤيدا زاهدا يعض قومه ويأمرهم بطاعة الله ويحثهم على توحيده .
وقد جاء في روايات الفريقين ان ابنته محياة ابنة خالد بن سنان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: قل هو الله أحد فقالت: كان أبي يقول: الله أحد. فقال فيه: ذاك نبي ضيعه قومه.

راجع اسد الغابة وانساب الاشراف وغيرها وقد اورد هذه الحديث مجموعة من المسلمين بقطع شطر( سمعته يقرأ ) حتى لا يسيؤون لنبيهم ولكتابهم.
نعم فسورة التوحيد هي اقتباس من سورة خالد بن سنان حتى ان محمدا لما كان يراها كان يستقبلها مبتسما ويناديها بابنة اخي النبي فهل هذه تغطية ام تمويها ام ماذا ياترى ؟

وهكذا اقتبس ايضا من الحنيفي الاخر الشاعر الموحد امية ابن ابي الصلت وكان اكبر سنا من محمد واكثر حكمة واعظم رحمة .
تاثر به محمد لدرجة الوله وكثيرا ما استمع لشعره وكان شاعرا بليغا وخطيبا موفها وموحدا من الاحناف الذي نسب محمد اليهم مع انه خالفهم وادعى النبوة ثم كفر من لم يتبعه من الاحناف. نعم انهم حكماء وموحدون كانوا يبحثون عن الخالق ويحدوه وقد سبقوا محمد باجيال وتاثر بهم لكنه بعدما اخذ عنهم انقلب ضدهم كعادته.

فمحمد قد تاثر بمن كانوا على الدين الحنيفي ومنهم جده عبد المطلب الذي اتبع هذا الدين اخر حياته بعد قصة استقسامه بالازلام في قضية ابنه عبد الله والد محمد نبي الاسلام ومع هذا مات عبد الله شابا وتحقق وعد الكهان ولم تنفعه تضحيته بالابل.
وقد اوضحنا بالدليل في مقالات سابقة وثنية اباء النبي واجداده. يمكن الرجوع لذلك

كما تأثر محمد بورقة والذي اصبح قسيسا نصارانيا يؤمن بان عيسى نبي بشري واصبح مترجما للكتب العبرية وزعيما لهذه الطائفة.
بل ان عبد المطلب وبعض من أصحابه كانوا يختلون بنفس الغار الذي اختلى به بعد ذلك محمد .
هكذا التحق محمد بمن سبقه وكلل ذلك بزواجه من خديجة النصرانية بمباركة القس ورقة والذي هو خال خديجة وهكذا تزوج محمد زواجا نصرانيا والا كيف لورقة القسيس ان يرتضي من يخالف عقيدته لقريبته التي هو مسؤول عنها ؟؟؟. بل ان ورقة باكر الزواج ووثقه وفق دينه وعقيدته .

ان محمدا قد تأثر بالكثيرين ومنهم أيضاً قس بن ساعدة الإيادي الذي مات سنة 600 ميلادية عندما كان محمد شابا وقد تاثر به وشهد هو بذلك نفسه لما سمعه يعض الناس في التوحيد ومخافة الله في سوق عكاظ بل انه اقتبس منه الكثير .
فمن كلماته مثلا كلا بل هو الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود ومن خطبه له :
(أيها الناس، اسمعوا وعوا، وإذا سمعتم شيئا فانتفعوا، إنه من عاش مات، ومن مات فات، وكل ما هو آت آت. إن في السماء لخبرا، وإن في الأرض لعبرا. ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج. ما لي أرى الناس يذهبون ولا يرجعون؟ أرضوا بالمقام فأقاموا أم تركوا هناك فناموا؟ تبا لأرباب الغافلة والأمم الخالية والقرون الماضية.)
وهو الذي قال أيضاً : البينة على مَنْ ادَّعَى واليمينُ عَلَى من أنكر.
وهو احد كبار الوعاض في زمانه والذين تاثر بهم محمد وابي بكر واقتبسا منهم الكثير.
بل ان محمدا سئل ابا بكر عن خطبة لقس بن ساعدة الايادي قالها قديما وحضراها معا عندما كانا شابين فقال له : اتتذكرها يا ابا بكر فقال له نعم وذكرها له .
نعم انه قد اقتبس من الكثيرين ومنهم كما ذكرنا الشاعر الموحد الحنفي امية ابن ابي الصلت والذي كان يكبر محمدا سنا وقد كان يستمع الى اشعاره وحتى اخر سنيينه في المدينة والروايات كثيرة في ذلك .
لكن هذا الحكيم لم يؤمن بمحمد وذلك لكونه قد صدم بما فعله محمد .
فقد ذكر المؤرخون انه لما كان امية عائدا من البحرين كانت معركة بدر منتهية منذ ايام وهي سطوة سطاها المسلمون على قافلة لقريش فاستنجد أبو سفيان بقريش فهرعوا اليه بدون عدة ولا ماء فكمن لهم محمد واصحابه فقتلوهم شر قتلة ورموا جثثهم بالقليب وهو بئر ماء بعد ان منعهم واصحابه من شرب الماء , فقال امية لما راى جثثهم كيف يكون نبيا وهو يقود حربا على قومه ويقتلهم عطاشا على الماء ثم يرميهم فيه ؟؟؟؟؟
وقد قتل بعضهم صبرا يعني مقطوع بعض الاعضاء ومتروكا بالشمس ينزف الى ان يموت لذلك لم يؤمن امية بمحمد بل شنع عليه وقال لا يمكن ان تكون هذه الفعال فعال نبي. بل انه قد رثى قتلى قريش وذم محمدا وله اشعار يمتدح بها بعض حكماء قريش الذين قتلهم محمد لان امية هذا كان يعرفهم وعلى علاقة وثيقة بهم وهم بخلاف ما يظنه اليوم المسلمون عنهم فقد كانوا حكمائا كرمائا اهل نخوة وخلة واخلاص كما يصفهم امية نفسه الذي يتغنى محمد باشعاره اللاهوتية.
نعم هكذا تعجب هذا الحكيم من فعال محمد وكيف اجاز لنفسه قتل حكماء كرماء ذوي سماحة وفضل لم يقتلوا احدا من اتباعه طيلة 13 سنة قضاها معهم واصحابه في مكة .
ثم ذهب امية بن ابي الصلت للطائف ومات فيها ولم يسلم فلما حاصر محمد واصحابه الطائف واجبر أهلها في الدخول الى الإسلام جائت ابنة امية هذا وتحدث معها محمد فقال لها كيف مات ابوك فقالت له انه كبر في السن فقال لها ماذا كان يقول من اشعار فقالت له كذا وكذا فقال لها محمد انما ابوك اسلم شعره ولم يسلم قلبه .
عجبت لنبي يقبل باشعار لاهوتية من رجل حكيم ثم يدعين بانه مات كافر وكل هذا لكونهه لم يؤمن بمحمد ودينه الجديد .
فاختلق اصحاب محمد اقوالا وتقولوا على هذا الحكيم وادعوا انه لم يسلم حسدا وهذه هي عادة المسلمين في كل من يخالف نبيهم .
لكن كيف اجاز محمد لنفسه ان يتعلم ويحفظ اشعار امية اذا كان فعلا امية حسودا حقودا ضالا بنظره ثم كيف اجاز لنفسه ان يعيد كتابتها في كتابه ..... تابع معي لترى ذلك جليا واضحا . لكن بعد تكرار ووصف لامية هذا كي يعي المسلم حقيقة الامر .
ان امية كان زاهدا ناسا حنيفيا حكيما ترك عبادة الاوثان واتجه للتوحيد قبل ان يشب محمد على التوحيد بل لم يجاهر محمدا بالعداء حتى بعد إعلانه النبوة فهل شفع كل ذلك لأمية في نظر محمد ؟ الجواب لا بل كفره .
فمحمد وبلا خجل ولا وجل كان يتعلم من اشعاره سرا وعلنا وقد طفحت كتب الاحاديث في تتبع محمد لشعر امية وسماعه حتى اخر ايامه في المدينة فهو لم يرتوي من هذه الاشعار فقد روي في صحيح مسلم وغيره من الكتب المعتبرة
عن عمرو بن الشريد عن أبيه قال : ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : هل معك من شعر أمية بن أبي الصلت شيئا ؟ قلت : نعم قال : هيه فأنشدته بيتا ، فقال : هيه ثم أنشدته بيتا فقال : هيه حتى أنشدته مائة بيت قال : إن كاد ليسلم ) وفي رواية : ( فلقد كاد يسلم في شعره ) .

ان محمدا كان يردد هذه الكلمات ( فلقد كاد يسلم في شعره ) مع كل من يقتبس منه هو حتى يرفع الحرج عن نفسه ولربما كان يرى في اعين من حوله تعجبهم مما يقتبسه فيحاول ان يغطي على مواقفه هذه بقوله انه كاد ليسلم وحتى لا يتعجب الناس من تشابه اقوال محمد لأقوال هولاء .

وهذه اليكم بعض الاقتباسات الحرفية
يمكن ان تقرأ بين الاسطر عقائد اقتبسها محمد حرفيا كقول امية
كل دينٍ يوم القيامة عند اللـه إلاَّ دين الحنيفة زورُ .

وكذلك
قصة لوط القرانية وكيف اخذت من هذا الشاعر تفصيلا مع قصة طوفان نوح والجودي

ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها

ثُمَ لوطُ أَخو سَدّومَ أَتاها إَذ أَتاها بِرُشدِها وَهَداها

عَرَضَ الشَيخُ عِندَ ذاكَ بَناتٍ كَظِباءٍ بِأَجزَعِ تَرعاها

غَضِبَ القومُ عِندَ ذاكَ وَقالوا أَيُّها الشَيخُ خُطبَةً نَأباها

أَجمَعَ القَومُ أَمرَهُم وَعَجوزٌ خَيَّبَ اللَهُ سَعيَها وَلَحاها

أَرسَلَ اللَهُ عِندَ ذاكَ عَذاباً جَعَلَ الأَرضَ سِفلُها أَعلاها

وَرَماها بِحاصِبٍ ثُمَّ طينٍ ذي حُروفٍ مُسَوَّمٍ إِذ رَماها

مُنجِ ذي الخَيرِ مِن سَفينَةِ نوحٍ يَومَ بادَت لَبنانِ مِن أُخراها

فارتَنَّوَرُهُ وَجاشَ بِماءٍ طَمَّ فَوقَ الجِبالِ حَتّى عَلاها

قِيلَ للعَبدِ سِر فَسارَ وَبِاللَهِ عَلى الهَولِ سِيرُها وَسُراها

قِيلَ فَاِهبِط فَقَد تَناهَت بِكَ الفُلكَ عَلى رَأَسِ شاهِقٍ مرساها

أَلا كُلُ شَيءٍ هالِكٌ غَيرَ رَبِّنا وَلِلَّهِ مِيراثُ الَّذي كانَ فانِيا

وَلِيٌّ لَهُ مِن دونِ كُلِ وِلايَةٍ إَذا شاءَ لَم يُمسوا جَميعاً مَوالِيا

وَإِن كانَ شَيءٌ خَالِداً وَمُعَمِراً تَأمَل تَجِد مِن فَوقِهِ اللَهَ باقِيا

لَهُ ما رَأَيت عَينُ البَصيرِ وَفوقَهُ سَماءُ الآِلَهِ فَوقَ سَبعِ سَمائِيا

أَلا لَن تَفوتَ المَرءَ رَحمةُ رَبِّهِ وَلو كانَ تَحتَ الأَرضِ سَبعينَ وادِيا

تَعالى وَتُدرِكُهُ مِن اللَهِ رَحمَةٌ وَيُضحي ثَناهُ في البَرِيَةِ زاكِيا

كَرَحمَةِ نُوحٍ يَومَ حَلَّ سَفينةً لِشيعَتِهِ كَانوا جَميعاً ثَمانِيا

فَلَمّا اِستَنارَ اللَهُ تَنُّورَ أَرضِهِ فَفارَ وَكانَ الماءُ في الأَرضِ ساحيا

تَرَّفَعُ في جَريٍ كَأَنَ أَطِيطَهُ صَرِيفَ مُحالٍ يَستَعيدُ الدَوالِيا

عَلى ظَهرِ جَونٍ لَم يُعَدَّ لِراكِبٍ سَراهُ وَغيمٍ أَلبَسَ الماءَ داجِيا

فَصارَت بِها أَيامُها ثَمَّ سَبعَةً وَسِتَ لَيالٍ دائِباتٍ عَواطِيا

تَشُقُّ بِهِم تَهوي بِأَحسَنَ إِمرَةٍ كَأَنَّ عَليها هادِياً وَنَواتِيا

وَكانَ لَها الجودِيُّ نِهياً وَغايَةً وَأَصبَحَ عَنهُ مُوجُهُ مُتَراخِيا

وَما كانَ أَصحابُ الحَمامَةِ خَيفَةً غَداةَ غَدَت مِنهُم تَضُمُّ الخَوافِيا

رَسولاً لَهُم واللَهُ يَحكُمُ أَمرَهُ يُبَيِّنُ لَهُم هَل يُؤنَسُ الثوبُ باديا

فَجاءَت بِقَطفٍ آيَةٌ مُستَبِيِّنَةً فَأَصبَحَ مِنها مَوضِعُ الطينِ جارِيا

عَلى خَطمِها وَاِستَوهَبَت ثُمَّ طَوقِها وَقالَت أَلا لا تَجعَلِ الطَوقَ بالِيا

وَلا ذاهِباً إِنّي أَخافُ نِبالَهُم يَخالونَهُ مالي وَليسَ بِمالِيا

وَزِدني عَلى طَوقي مِن الحُلِيِّ زينَةً تُصيبُ إِذا أَتبَعتُ طَوقي خِضابِيا

وَزِدني لِأَولاديَ جَمالاً وَزينَةً وَيَهوَينَ زَيني زينَةً أَن يَرانِيا




¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤



ومن اشعار امية في الله مثلا الاتي

إنَّ آيات ربنا باقياتٌ

ما يُماري فيهنَّ إلاَّ الكفورُ

خلق الليلَ والنهارَ فكلٌّ

مستبين حسابه مقدورُ

ثم يجلو النهار ربٌ كريم

بمهاةٍ شعاعها منشورُ

حبس الفيلَ حتى

ظلَّ يحبو كأنه معقورُ

لازماً حلقة الجران كما

قُطِّرَ من صخر كبكبٍ مجدورُ

حولـه من ملوك كندة أبطالٌ

ملاويثُ في الحروب صقورُ

خلَّفوه ثمَّ ابْذَعَرُّوا جميعاً

كلـهم عَظْمُ ساقِهِ مكسورُ

كل دينٍ يوم القيامة عند اللـه إلاَّ دين الحنيفة زورُ

وايضا قصيدة طويلة مهمة لفهم هذا الرجل
لَكَ الحَمدُ وَالنَعماءُ وَالمُلكُ رَبَّنا فَلا شَيءَ أَعلى مِنكَ مَجداً وَأَمجَدُ

مَليكٌ عَلى عَرشِ السَماءِ مُهيمِنٌ لِعِزَّتِهِ تَعنو الوجوهُ وَتَسجُدُ

عَلَيهِ حِجابُ النورِ وَالنورُ حَولَهُ وأَنهارُ نورٍ حولَهُ تَتَوَقَّدُ

فَلا بَصَرٌ يَسمو إِلَيهِ بِطَرفِهِ وَدونَ حِجابِ النورِ خَلقٌ مُؤَيَّدُ

مَلائِكَةٌ أَقدامُهُم تَحتَ عَرشِهِ بِكَفِيهِ لَولا اللَهُ كَلّوا وَأَبلَدوا

قيامٌ عَلى الأَقدامِ عانينَ تَحتَهُ فَرائِضُهُم مِن شِدَّةِ الخوفِ تُرعَدُ

وَسِبطٌ صُفوفٌ يَنظُرونَ قَضاءَهُ يُصيخونَ بِالإِسماعِ لِلوَحيِ رُكَّدُ

أَمينٌ لِوَحيِ القُدسِ جِبريلُ فيهِم وَميكالُ ذو الروحِ القَوِيُّ المُسَدَّدُ

وَحُرّاسُ أَبوابِ السَمَواتِ دونَهُم قيامٌ عَليهِم بِالمَقاليدِ رُصَّدُ

فَنِعمَ العِبادُ المُصطَفَونَ لِأَمرِهِ وَمِن دوُنِهِم حُندٌ كَثيفٌ مُجَنَّدُ

مَلائِكَةٌ لا يَفتَرونَ عِبادَةً كَروبِيَّةٌ مِنهُم رُكوعٌ وَسُجَّدُ

فَساجِدُهُم لا يَرفَعُ الدَهرَ رَأسَهُ يُعَظِّمُ رَبّاً فَوقَهُ وَيُمَجِّدُ

وَراكِعُهُم يَعنو لَهُ الدَهرَ خاشِعاً يُرَدِّدُ آلاءَ الآِلَهِ وَيَحمَدُ

وَمِنهُم مُلِفٌّ في الجَناحينِ رَأسَهُ يَكادُ لِذِكرى رَبِّهِ يَتَفَصَّدُ

مِنَ الخَوفِ لا ذو سأمَةٍ بِعِبادَةٍ وَلا هوَ مِن طولِ التَعَبُّدِ يَجهَدُ

وَدونَ كَثيفِ الماءِ في غامِضِ الهَوا ملائِكَةٌ تَنحَطُّ فيهِ وَتَصعَدُ

وَبَينَ طِباقِ الأَرضِ تَحتَ بُطونِها مَلائِكَةٌ بِالأَمرِ فيها تَرَدَّدُ

فَسُبحانَ مَن لا يَعرِفُ الخَلقُ قَدرَهُ وَمَن هوَ فوقَ العَرشِ فَردٌ مُوَحَّدُ

وَمَن لَم تُنازِعهُ الخَلائِقُ مُلكَهُ وَإِن لَم تُفرِّدهُ العِبادُ فَمُفرَدُ

مَليكُ السَمَواتِ الشِدادِ وَأَرضِها وَلَيسَ بِشَيءٍ عَن قَضاهُ تَأَوُّدُ

هواللَهُ باري الخَلقِ وَالخَلقُ كُلُّهُم إِماءٌ لَهُ طَوعاً جَميعاً وَأَعبُدُ

وَأنَّى يَكونُ الخَلقُ كَالخالِقِ الَذي يَدومُ وَيَبقى وَالخَليقَةُ تَنفَدُ

وَلَيسَ لِمَخلوقٍ مِنَ الدَهرِ جِدَّةٌ وَمَن ذا عَلى مَرِّ الحَوادِثِ يَخلُدُ

وَتَفنى وَلا يَبقى سِوى الواحِدُ الَذي يُميتُ وَيحيِي دائِباً لَيسَ يُهمَدُ

تُسَبِّحُهُ الطَيرُ الجَوانِحُ في الخَفى وإِذ هِيَ في جَوِّ السَماءِ تُصَعِّدُ

وَمِن خَوفِ رَبّي سَبَّحَ الرَعدُ فَوقَنا وَسَبَّحَهُ الأَشجارُ وَالوَحشُ أُبَّدُ

وَسَبَّحَهُ النَينانُ وَالبَحرُ زاخِراً وَما طَمَّ مِن شَيءٍ وَما هُوَ مُقَلِدُ

أَلا أَيُّها القَلبُ المُقيمُ عَلى الهَوى إِلى أَيِّ حينٍ مِنكَ هَذا التَصَدُّدُ

عَنِ الحَقِّ كَالأَعمى المُميطِ عَنِ الهُدى وَلَيسَ يَرُدُّ الحَقَّ إِلاّ مُفَنِّدُ

وَحالاتِ دُنيا لا تَدومُ لِأَهلِها فَبَينا الفَتى فيها مَهيبٌ مُسَوَّدُ

إِذا إِنقَلَبَت عَنهُ وَزالَ نَعيمُها وَأَصبَحَ مِن تَربِ القُبورِ يوَسَّدُ

وَفارَقَ روحاً كانَ بَينَ جَنانِهِ وَجاوَرَ مَوتى ما لَهُم مُتَرَدَّدُ

فأَي فَتىً قَبلي رأَيتَ مُخَلَّداً لَهُ في قَديمِ الدَهرِ ما يَتَوَدَّدُ

وَمَن يَبتَليهِ الدَهرُ مِنهُ بِعَثرَةٍ سَيَكبو لَها وَالنائِباتِ تَرَدَّدُ

فَلَم تَسلَم الدُنيا وَإِن ظَنَّ أَهلُها بِصِحَّتِها وَالدَهرُ قَد يَتَجَرَّدُ

أَلَستَ تَرى في ما مَضى لَك عِبرَةً فَمَه لا تَكُن يا قَلبُ أَعمى يُلَدَّدُ

فَكُن خائِفاً لِلمَوتِ وَالبَعثِ بَعدَهُ وَلا تَكُ مِمَّن غَرَّهُ اليَومُ أَو غَدُ

فإِنَّكَ في دُنيا غُرورٍ لِأَهلِها وَفيها عَدوٌّ كاشِحُ الصَدرِ يُوقِدُ

وساكِنُ أَقطارِ الرَقيعِ عَلى الهَوا وَمِن دونِ عِلمِ الغَيبِ كُلٌّ مُسَهَّدُ

وَلولا وِثاقُ اللَهِ ضَلَّ ضَلالُنا وَقَد سَرَّنا أَنّا نُتَلُّ فَنوأَدُ

تَرى فيهِ أَخبارَ القُرونِ الَتي مَضَت وَأَخبارَ غَيبٍ في القيامَةِ تَنجُدُ

وَلَيسَ بِها إِلا الرَقيمُ مُجاوراً وَصيدَهُمُ وَالقومُ في الكَهفَ هُمَّدُ

اطلع جيدا على ديوان امية لترى مقدار الاقتباسات التي اقتبسها محمد منه
http://www.poetsgate.com/poet_2308.html