سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

خاص بالاسئلة الدينية والحكمية الموجه من والى الشيخ المحسن
قوانين المنتدى
تنبيه مهم : هذا القسم خاص بالشيخ المحسن يضع فيبه اجوبته الخاصة في الدين والحكمة.
وعليه لا يجوز وضع أي سؤال من قبل الأعضاء سواء كان كشفا او غيره
صورة العضو الرمزية
نرجس
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 293
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: العقرب
الجنس: انثى
Saudi Arabia

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة نرجس »

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و عسى ان يكون الجميع بأتم حال من الله
اود ان اوجه سؤالين ربما تساءل عنها اغلب الناس و بالتأكيد لن يشفي تساؤلاتهم الا عالم جليل متجلي مثل شيخنا الكريم .. فعسى ان يفيض علينا مما الهمه الله و اجتباه به
(قال اولم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئن قلبي)
و لك ان تعرف سيدي قليل علمنا و محدودية ادراكنا لما ورائيات الأمور ..
سؤالي الأول / بخصوص اقدار الناس , أليس امهاتنا و جداتنا يقولون لنا عند عدم اكتمال أمر لنا .. لو كان هذا الأمر من نصيبك لتم و لكن لم يكتبه الله لك !!
رغم اجتهادنا فيه و رغبتنا به و دعائنا بتمامه
و احيان أخرى يقولون .. خيره
و يقال ايضا لا يصيب الانسان الا الخير مهما اصابه من اذى و بليه
قد يتوظف انسان او يتزوج ثم تحدث مشاكل في وظيفته و ربما يطلق زوجته رغم انه استخار قبلها !
و قد يناله اذى يلحقه لمماته من تلك الأمور
فأين الخير المقصود ؟!
في كل مره لا يتم أمر يقال لو نصيبك تم رغم أي معوقات و تحت أي ظروف و قد تمتد تلك الامور الغير مكتمله طول العمر او تذهب بزهره العمر .. فمتى ندرك انه النصيب من غيره ؟
اليس يقال ان كل شئ مكتوب
مثلا فلان مكتوب منذ الأزل انه زوج فلانه
او فلانه مكتوبه على جبين فلان
ماذا عن اصحاب الكرامات الذين نسمع عنهم و يتنبأون بالمستقبل
لي صديقه فلسطينيه مغتربه بالسعوديه ذهبت لقارئة فنجال مشهوره جدا بفلسطين و ذكرت لها انها بعد عودتها ستتزوج بفلان و هو صديق اخوها و لكن قبلها ستحدث مشاكل و لن يوافقوا اهلها و قالت لها لا تقلق سيتم امرها معه
و فعلا هذ ما حصل معها تماما بعد سنه تقريبا من قراءه فنجالها و في نفس الوقت الذي حددته
و امثله اخرى لا تحضرني
ماذا عن الرؤى المبشره او المنذره فهناك اشخاص مثل خالتي مثلا قبل ان يموت شخص بعائلتنا ترى موته قبل ذلك بيوم او يومين و نخاف من احلامها فكثيرا ما تقع على ظاهرها ..
اليس هذا كأنه يبين لها ان كل شئ مكتوب في لوح القدر و لو اجتهدنا و لو لم نجتهد ؟ّ!!
و فعلا نرى احيان على سبيل المثال زواج تم رغم ان تعسر كثيرا و قيل بإستحالة حصوله وقد يتم رغم عدم موافقه اهل الطرفين فيقال تم فقط لأنه النصيب !!
سؤالي الثاني / بخصوص الطاقات السلبيه و الإيجابيه للإنسان فأنا قرأت كثير هنا و غير هنا و وجدت ان اغلب الأراء ان لم يكن جميعها تؤكد ان الأخلاق السيئه و اكل الحرام و فعله و ما شابه و عدم شكر النعم و حمل النوايا الشريره يجلب الطاقه السلبيه
بينما حسن الأخلاق و التورع عن الحرام و تطهير النفس و البدن من الأدران الروحيه و الماديه و الجسديه و التحدث بالخير و الشكر و الصلاه يجلب الطاقه الإيجابه
و لا أغفل جانب هام آخر يتعلق بنوع الأثاث و اللبس او بالأحرى المواد المصنع منها و مكان البيت و تصميمه ايضا !! و استخدام الكهرباء و اشياء كثيره أخرى لا مجال لذكرها .
الحاصل بصراحه و السواد الأعظم عكس ما نقرأ فحبذا لو اوضح لنا شيخنا الجليل سبب ذلك
فأنا اعرف ناس و الله لا يأكلون الا حراما و يظلمون و يبهتون ولا يعرفون للصلاه قبله و لا يلبسون و لا يجلسون الا على كل ما يذكر انه يسلب الطاقه الايجابيه و لا يعرفون هذه الامور اصلا و لا بالصدف حتى اقصد اهميه نوع الاثاث و اللبس وخلافه .. و مع ذلك فهم اصحاب طاقات ايجابيه على الأقل بنظر الناس و لا يطلبون امرا الا يتم و يتيسر بل قد يصل الأمر ان الناس يتفائلون بهم و يستبشرون
بينما اعرف اناسا آخرين من اهل الصلوات و العفاف و اجتناب المحرمات و بذل الخيرات و مع ذلك فهم اصحاب طاقات سلبيه جدا و كأنهم هالات سوداء بالكون و لا يتم لهم امرا و نحسهم يدركه الصغير قبل الكبير و قد يتشائم الناس منهم رغم طيبهم و طهرهم و قد تلاحقهم الامراض و العاهات و البلاءات لنهاية العمر !!
أدركنا بعلمك سيدي ؟؟
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

#)#
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

اهلا بك اختي الكريمة --- لحين ما يجيبك الشيخ المحسن انصحك بقراءة موضوع اسئلة عن التعاسة ضمن المواضيع في توقيع الشيخ المحسن لان له مدخلية للموضوع -وايضا له دخل بجواب السؤال الثاني -علما انه مسالة طاقة الانسان تتعلق بنمط تفكيره في شتى الامور مثلا الدراسة -النجاح -العبادة -العمل -التجارة الخ الانسان هو مصدر الطاقة وما حوله من ما ذكرتيه من ماديات او معنويات تزيد وتنقص من طاقته على حسب استعداده --مثلا ممكن انسان كثير الصوم وكثير الصلاة لكن هو كثير القلق والشك والخوف من كل شئ مثلا يخاف الفشل يخاف العقاب يخاف الفقر الخ بهذا الحال هو ما استفاد من الطاقة التي يمكن ان يستمدها من اجمل العبادات لان سلبيته غلبت على ما يحيطه من طاقات ايجابية وبقيت طاقة الصلاة والصيام راكدة وساكنة لانه هو لم يفجرها
وفي انسان مثلا غير متعبد لكن متفائل مجتهد طموح لايرضى الفشل يعمل طيب ويحترم غيره الخ فهذا اعتمد على اصل طاقة نفسه وممكن يتاثر اكيد بطاقات سالبة بالكر والفر وهو حال طبيعي

ويحضرني الان قول الامام علي عليه السلام

دواؤك فيك وما تشعر *** وداؤك منك وما تبصر
وأنت الكتاب المبين الذى *** بأحرفه يظهر المضمر
وتزعمُ أنك جرمٌ صغيرٌ *** وفيكَ إنطوى العالمُ الأكبرُايضا حتى تكون الصورة اوضح لا بد لنا ان نفهم فلسفة القدر ولماا قال الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده ام الكتاب
وباختصار الجواب ضمن هذه الرواية :::


روي عن الحسن بن محمد النوفلي انّه قال: قدم سليمان المروزي متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله ثم قال له : إن ابن عمي علي بن موسى الرضا عليهما السلام قدم عليّ من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته.


فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، إني أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم فينتقص عند القوم إذا كلّمني ولا يجوز الانتقاص عليه.


قال المأمون : إنما وجّهت إليه لمعرفتي بقوتك وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط.


فقال سليمان : حسبك يا أمير المؤمنين اجمع بيني وبينه وخلني والذم.


فوجه المأمون إلى الرضا عليه السلام فقال : إنه قدم إلينا رجل من أهل مرو ، وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام فإن خف عليك أن تتجشّم المصير إلينا فعلت.


فنهض عليه السلام للوضوء وقال لنا : تقدموني ، وعمران الصابي معنا فصرنا إلى الباب ، فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه اللّه تعالى ؟


قلت: خلّفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم ثم قلت : يا أمير المؤمنين ، إن عمران مولاك معي وهو على الباب.


فقال: ومن عمران ؟


قلت: الصابي الذي أسلم على يدك.


قال: فليدخل فدخل فرحَّب به المأمون ثمَّ قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بني هاشم.


قال: الحمد لله الذي شرَّفني بكم يا أمير المؤمنين.


فقال له المأمون : يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان.


قال عمران : يا أمير المؤمنين ، انّه يزعم واحد خراسان في النظر ، وينكر البداء.


قال: فلم لا تناظروه ؟


قال عمران: ذلك إليه.


فدخل الرضا عليه السلام فقال: في أي شيء كنتم ؟


قال عمران : يا ابن رسول الله هذا سليمان المروزي.


فقال له سليمان: أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه ؟


فقال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة أحتجُّ بها على نظرائي من أهل النظر.


قال المأمون : يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟


قال : وما أنكرت من البداء يا سليمان ، والله عزّ وجلّ يقول: ( أوَ لاَ يَذْكُرُ الاِِنْسَانُ أنَّا خَلَقْنَاه مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيئاً )(ويقول عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذي يَبْدَءُ الخَلْق ثُمَّ يُعِيدهُ )ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَواتِ وَالاَرْضِ )(4)ويقول عزّ وجلّ : ( يَزِيدُ في الخَلقِ مَا يشاءُ )ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الاِنسانِ من طِينٍ )ويقول عز وجل : ( وَآخَرونَ مُرجَونَ لاََِمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهم وإِمَّا يَتُوبُ عَلَيهمْ )(7)ويقول عزّ وجلّ: ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلاَ يُنقَصُ مِن عُمُرهِ إِلاّ في كِتابٍ )(8).


قال سليمان: هل رويت فيه من آبائك شيئاً ؟


قال: نعم رويت عن أبي عن أبي عبدالله عليه السلام أنّه قال: إنَّ لله عزّ وجلّ علمين علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء، وعلماً علَّمه ملائكته ورسله فالعلماء من أهل بيت نبينا يعلمونه.


قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عزّ وجلّ.


قال: قول الله عزّ وجلّ لنبيه صلى الله عليه وآله : ( فَتَوَلَّ عَنهُم فَمَا أنتَ بِمَلُومٍ )أراد هلاكهم ، ثمَّ بدا لله تعالى فقال: ( وَذَكِّر فإِنَّ الذِكرَى تَنَفعُ المؤُمِنِينَ )

قال سليمان: زدني جعلت فداك.


قال الرضا: لقد أخبرني أبي عن آبائه : عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله عزّ وجلّ أوحى إلى نبي من أنبيائه أنْ أخبر فلاناً الملك : أني متوفيه إلى كذا وكذا، فأتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير وقال : يا رب ، أجِّلني حتى يشبَّ طفلي وأقضي أمري ، فأوحى الله عزّ وجلّ إلى ذلك النبي أن أئت فلاناً الملك ، فأعلمه انّي قد انسيت في أجله وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة ، فقال ذلك النبي عليه السلام: يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: إنّما أنت عبدٌ مأمورٌ فأبلغه ذلك ، والله لا يسئل عمّا يفعل.


ثمّ التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب.


قال: أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود ؟


قال: قالت اليهود: ( يَدُ اللهِ مَغلُولةٌ )(يعنون أن الله تعالى قد فرغ من الاَمر فليس يحدث شيئاً ، فقال الله عزّ وجلّ : ( غُلَّت أيدِيِهم وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ))‌ ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسى بن جعفر عليه السلام عن البداء ، فقال: وما ينكر الناس من البداء ، وأن يقف الله قوماً يرجيهم لاَمره.


قال سليمان: ألا تخبرني عن ( إنَّا أَنزَلنَاهُ في لَيلَةِ القَدرِ )في أي شيء أنزلت ؟


قال: يا سليمان ، ليلة القدر يقدر الله عزّ وجلّ فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم.


قال سليمان : الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني.


قال الرضا عليه السلام : إن من الاَمور أموراً موقوفة عند الله عزّ وجلّ يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، يا سليمان إنَّ علياً عليه السلام كان يقول: العلم علمان فعلم عِلمه الله وملائكته ورسله فما علَّمه ملائكته ورسله فإنّه يكون ولا يكذب نفسه ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه ، يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ، ويمحو ما يشاء ، ويثبت ما يشاء.


قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين ، لا أنكر بعد يومي هذا البداء ولا أكذب به إن شاء الله.


فقال المأمون: يا سليمان ، سل أبا الحسن عما بدا لك ، وعليك بحسن الاستماع والاِنصاف.


قال سليمان: يا سيدي أسألك ؟


قال الرضا عليه السلام : سل عمّا بدا لك.


قال : ما تقول فيمن جعل الارادة اسماً وصفة ، مثل حي وسميع وبصير وقدير.


قال الرضا عليه السلام : إنما قلتم: حدثت الاَشياء واختلفت لاَنّه شاء وأراد، ولم تقولوا: حدثت الاَشياء واختلفت لاَنّه سميع بصير ، فهذا دليل على أنّهما ليستا مثل سميع ولا بصير ولا قدير.


قال سليمان: فإنّه لم يزل مريداً.


قال عليه السلام : يا سليمان فإرادته غيره.


قال: نعم.


قال: فقد أثبتَّ معه شيئاً غيره لم يزل.


قال سليمان: ما أثبتُّ.


قال الرضا عليه السلام : أهي محدثة ؟


قال سليمان: لا ، ما هي محدثة.


فصاح به المأمون وقال: يا سليمان ، مثله يعايى أو يكابر ؟ عليك بالاِنصاف أما ترى من حولك من أهل النظر ؟ثمّ قال: كلِّمه يا أبا الحسن فإنّه متكلم خراسان ، فأعاد عليه المسألة.


فقال: هي محدثة يا سليمان ، فإن الشيء إذا لم يكن أزلياً كان مُحدَثاً ، وإذا لم يكم محدثاً كان أزلياً.


قال سليمان : إرادته منه كما أن سمعه وبصره وعلمه منه.


قال الرضا عليه السلام : فأراد نفسه ؟


قال: لا.


قال: فليس المريد مثل السميع البصير ؟


قال سليمان: إنما أراد نفسه وعلم نفسه.


قال الرضا عليه السلام : ما معنى أراد نفسه ؟ أراد أن يكون شيئاً ، وأراد أن يكون حياً أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً ؟


قال: نعم.


قال الرضا عليه السلام : أفبإرادته كان ذلك ؟


قال سليمان : نعم.


قال الرضا عليه السلام : فليس لقولك أراد أن يكون حياً سميعاً بصيراً معنى ، إذا لم يكن ذلك بإرادته.


قال سليمان: بلى قد كان ذلك بإرادته.


فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا عليه السلام ، ثمّ قال لهم: ارفقوا بمتكلم خراسان ، فقال: يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها ، وهذا ما لا يوصف الله عزّ وجلّ به فانقطع.


ثمَّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان أسألك عن مسألة.


قال: سل جعلت فداك.


قال : أخبرني عنك وعن أصحابك ، تُكلِّمون الناس بما تفقهون وتعرفون، أو بما لا تفقهون ولا تعرفون ؟


قال: بل بما نفقه ونعلم.


قال الرضا عليه السلام : فالذي يعلم الناس أن المريد غير الاِرادة ، وأن المريد قبل الاِرادة ، وأن الفاعل قبل المفعول ، وهذا يبطل قولكم أن الاِرادة والمريد شيءٌ واحدٌ.


قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون.


قال الرضا عليه السلام : فأراكم ادَّعيتم علم ذلك بلا معرفة وقلتم: الاِرادة كالسمع والبصر ، إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جواباً.


ثمّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار ؟


قال سليمان: نعم.


قال: أفيكون ما علم الله تعالى أنه يكون من ذلك ؟


قال: نعم.


قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلا كان ، أيزيدهم أو يطويه عنهم ؟


قال سليمان: بل يزيدهم.


قال : فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون.


قال: جعلت فداك ، فالمريد لا غاية له.


قال: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما، إذا لم يعرف غاية ذلك، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون تعالى الله عزّ وجلّ عن ذلك علواً كبيراً.


قال سليمان: إنّما قلت: لا يعلمه لاَنّه لا غاية لهذا لاَن الله عزّ وجلّ وصفهما بالخلود وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً.


قال الرضا عليه السلام : ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لاَنّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم ، وكذلك قال الله عزّ وجلّ في كتابه : ( كُلَّمَا نَضِجَت جُلُودُهُم بَدَّلنَاهُم جُلُوداً غَيرَهَا لِيَذُقُوا العَذَابَ )وقال لاَهل الجنة: ( عَطَاءً غَيرَ مَجذُوذٍ )وقال عزّ وجلّ : ( وَفَاكِهةٍ كثيرَةٍ * لاَّ مَقطُوعةٍ وَلاَ مَمنُوعَةٍ )( فهو عزّ وجلّ يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة ، أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا ليس يخلف مكانه ؟


قال: بلى.


قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه ؟


قال سليمان : لا.


قال : فكذلك كلما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم ؟


قال سليمان: بلى يقطعه عنهم ولا يزيدهم.


قال الرضا عليه السلام : إذاً يبيد فيها ، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب ، لاَنّ الله عزّ وجلّ يقول: ( لَهُم مَّا يَشَاؤُنَ فِيهَا وَلَدينَا مَزِيدٌ ويقول عزّ وجلّ عَطَاءً غَيرَ مَجذُوذٍ ))ويقول عزّ وجلّ : ( وَمَا هُم مِّنهَا بِمُخرَجينَ )( ويقول عزّ وجلّ : ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبدَاً )(ويقول عزّ وجلّ : ( وَفَاكِهةٍ كثيرَةٍ * لا مَقطُوعةٍ وَلاَ مَمنُوعَةٍ ).


فلم يحر جواباً ؟!


ثمّ قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، ألا تخبرني عن الاِرادة فعل هي أم غير فعل؟


قال: بلى هي فعل.


قال عليه السلام : فهي محدثة لاَنّ الفعل كله محدث.


قال: ليست بفعل.


قال: فمعه غيره لم يزل.


قال سليمان: الاِرادة هي الاِنشاء.


قال: يا سليمان ، هذا الذي عبتموه على ضرار وأصحابه من قولهم: إن كُلَّ ما خلق الله عزّ وجلّ في سماء أو أرض أو بحر أو بر من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله ، وإن إرادة الله تحيى وتموت وتذهب وتأكل وتشرب وتنكح وتلد وتظلم وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك ، فيبرأ منها ويعاد بها ، وهذا حدها.


قال سليمان: إنها كالسمع والبصر والعلم.


قال الرضا عليه السلام : قد رجعت إلى هذا ثانية ، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع ؟


قال سليمان : لا.


قال الرضا عليه السلام : فكيف نفيتموه ؟ قلتم : لم يرد ، ومرة قلتم: أراد وليست بمفعول له.


قال سليمان: إنّما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم يعلم.


قال الرضا عليه السلام : ليس ذلك سواء ، لاَن نفي المعلوم ليس كنفي العلم ، ونفي المراد نفي الاِرادة أن تكون ؛ لاَن الشيء إذا لم يرد لم تكن إرادة ، فقد يكون العلم ثابتاً ، وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الاِنسان بصيراً وإن لم يكن المبصر ، وقد يكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم.


قال سليمان: إنّها مصنوعة.


قال: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر ، لاَن السمع والبصر ليسا بمصنوعين وهذه مصنوعة.


قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل.


قال: فينبغي أن يكون الاِنسان لم يزل ، لاَن صفته لم تزل.


قال سليمان: لا لاَنّه لم يفعلها.


قال الرضا عليه السلام : يا خراساني ، ما أكثر غلطك ! أفليس بإرادته وقوله تكون الاَشياء ؟


قال سليمان: لا.


قال: فإذا لم تكن بإرادته ولا مشيئته ولا أمره ولا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.


فلم يحر جواباً ؟!


ثمّ قال الرضا عليه السلام : ألا تخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَإذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا )


يعني بذلك أنّه يحدث إرادة.


قال له : نعم.


قال عليه السلام : فإذا حدث إرادة كان قولك إن الاِرادة هي هو أو شيء منه باطلاً، لاَنّه لا يكون أن يحدث نفسه ، ولا يتغير عن حالةٍ تعالى الله عن ذلك.


قال سليمان: إنّه لم يكن عنى بذلك أنّه يحدث إرادة.


قال: فما عنى به ؟


قال : عنى فعل الشيء.


قال الرضا عليه السلام : ويلك كم تردد في هذه المسألة ؟ وقد أخبرتك أن الاِرادة محدثة لاَن فعل الشيء محدث.


قال: فليس لها معنى.


قال الرضا عليه السلام : قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالاِرادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث بطل قولكم إن الله عزّ وجلّ لم يزل مريداً.


قال سليمان: إنّما عنيت أنّها فعلٌ من الله تعالى لم يزل.


قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولاً وقديماً وحديثاً في حالة واحدة ؟


فلم يحر جواباً ؟!


قال الرضا عليه السلام : لا بأس أتمم مسألتك.


قال سليمان : قلت إنّ الاِرادة صفة من صفاته.


قال: كم تردِّد عليَّ أنها صفة من صفاته فصفته محدثة أو لم تزل ؟


قال سليمان: محدثة.


قال الرضا عليه السلام : الله أكبر فالاِرادة محدثة وإن كانت صفة من صفاته لم تزل.


فلم يرد شيئاً.


قال الرضا عليه السلام : إنّما لم يزل لم يكن مفعولاً.


قال سليمان : ليس الاَشياء ارادة ، ولم يرد شيئاً.


قال الرضا عليه السلام : وسوست يا سليمان ، فقد فعل وخلق ما لم يزل خلقه وفعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل ، تعالى الله عن ذلك.


قال سليمان: يا سيّدي فقد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.


قال المأمون : ويلك يا سليمان ، كم هذا الغلط والتردّد ؟ اقطع هذا وخذ في غيره ، إذ لست تقوى على غير هذا الرد.


قال الرضا عليه السلام : دعه يا أمير المؤمنين ، لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجّة، تكلم يا سليمان.


قال: قد أخبرتك أنّها كالسمع والبصر والعلم.


قال الرضا عليه السلام : لا بأس أخبرني عن معنى هذه أمعنى واحد أم معانٍ مختلفة ؟


قال سليمان: معنى واحد.


قال الرضا عليه السلام : فمعنى الاِرادات كلها معنى واحد ؟


قال سليمان: نعم.


قال الرضا عليه السلام : فإن كان معناها معنى واحداً كانت إرادة القيام إرادة القعود، وإرادة الحياة إرادة الموت ، إذا كانت إرادته واحدة لم تتقدم بعضها بعضاً ولم يخالف بعضها بعضاً وكانت شيئاً واحداً.


قال سليمان: إن معناها مختلف.


قال عليه السلام : فأخبرني عن المريد أهو الاِرادة أو غيرها؟


قال سليمان: بل هو الاِرادة.


قال الرضا عليه السلام : فالمريد عندكم مختلف إذا كان هو الاِرادة.


قال: يا سيدي ليس الاِرادة المريد.


قال: فالاِرادة محدثة وإلا فمعه غيره ، إفهم وزد في مسألتك.


قال سليمان: بل هي اسم من أسمائه.


قال الرضا عليه السلام : هل سمَّى نفسه بذلك ؟


قال سليمان: لا ، لم يسمِّ نفسه بذلك.


قال الرضا عليه السلام : فليس لك أن تسميه بما لم يسمِّ به نفسه.


قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.


قال الرضا عليه السلام : ليس صفته نفسه أنّه مريد إخبار عن أنّه إرادة ولا إخبار عن أن الاِرادة اسم من أسمائه.


قال سليمان: لاَن إرادته علمه.


قال الرضا عليه السلام : يا جاهل ، فإذا علم الشيء فقد أراده ؟


قال سليمان: أجل.


فقال: فإذا لم يرده لم يعلمه.


قال سليمان: أجل.


قال: من أين قلت ذاك ؟ وما الدليل على إرادته علمه ؟ وقد يعلم ما لا يريده أبداً ، وذلك قوله عزّ وجلّ : ( وَلَئِن شِئنَا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذي أَوحَينا إِليكَ ) فهو يعلم كيف يذهب به وهو لا يذهب به أبداً ؟


قال سليمان: لاَنّه قد فرغ من الاَمر ، فليس يزيد فيه شيئاً.


قال الرضا عليه السلام : هذا قول اليهود ، فكيف قال تعالى: ( ادعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم )


قال سليمان: إنّما عنى بذلك أنه قادر عليه.


قال: أفيعد ما لا يفي به ، فكيف قال: ( يَزِيدُ في الخَلقِ مَا يشاءُ )(25)وقال عزّ وجلّ : ( يَمحُو اللهُ مَا يَشَاءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ )(26)وقد فرغ من الاَمر.


فلم يحر جواباً ؟!


قال الرضا عليه السلام : يا سليمان ، هل يعلم أن إنساناً يكون ، ولا يريد أن يخلق إنساناً أبداً ، وأن إنساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم.


قال سليمان : نعم.


قال الرضا عليه السلام : فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون ؟


قال: يعلم أنهما يكونان جميعاً.


قال الرضا عليه السلام : إذاً يعلم أن إنساناً حي ميت قائم قاعد أعمى بصير في حالة واحدة ، وهذا هو المحال.


قال : جعلت فداك ، فإنه يعلم انّه يكون احدهما دون الآخر ؟


قال : لا بأس ، فأيهما يكون الذي أراد أن يكون أو الذي لم يرد أن يكون؟


قال سليمان: الذي أراد أن يكون.


فضحك الرضا عليه السلام والمأمون وأصحاب المقالات.


قال الرضا عليه السلام : غلطت وتركت قولك: إنّه يعلم أن إنساناً يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم ، وأنه يخلق خلقاً وأنه لا يريد أن يخلقهم ، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم يرد أن يكون فإنّما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون.


قال سليمان: فإنّما قولي أن الاِرادة ليست هو ولا غيره.


قال الرضا عليه السلام : يا جاهل ، إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره وإذا قلت: ليست هي غيره فقد جعلتها هو.


قال سليمان: فهو يعلم كيف يصنع الشيء؟


قال: نعم.


قال سليمان: فإن ذلك إثبات للشيء.


قال الرضا عليه السلام : أحلت ؛ لاَن الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن ، ويحسن الخياطة وإن لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً، ثمّ قال له عليه السلام : يا سليمان هل تعلم أنّه واحد لا شيء معه ؟


قال: نعم.


قال الرضا عليه السلام : فيكون ذلك إثباتاً للشيء ؟


قال سليمان: ليس يعلم أنّه واحد لا شيء معه.


قال الرضا عليه السلام : أفتعلم أنت ذاك ؟


قال : نعم.


قال: فأنت يا سليمان أعلم منه إذاً.


قال: سليمان: المسألة محال.


قال : محال عندك أنّه واحد لا شيء معه ، وأنّه حي سميع بصير حكيم قادر؟


قال: نعم.


قال: فكيف أخبر عزّ وجلّ : أنّه واحد حي سميع بصير حكيم قادر عليم خبير وهو لا يعلم ذلك ، وهذا رد ما قال وتكذيبه ، تعالى الله عن ذلك.


ثمّ قال له الرضا عليه السلام : فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو ؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه فإنّما هو متحيّر ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.


قال سليمان: فإن الاِرادة القدرة.


قال الرضا عليه السلام : وهو عزّ وجلّ يقدر على ما لا يريده أبداً ولا بدَّ من ذلك، لاَنّه قال تبارك وتعالى : ( وَلَئِن شِئنَا لَنَذهَبَنَّ بِالَّذي أَوحَينا إِليكَ )(27)فلو كانت الاِرادة هي القدرة كان قد أراد أن يذهب به لقدرته.


فانقطع سليمان.


فقال المأمون عند ذلك: يا سليمان ، هذا أعلم هاشمي ، ثمّ تفرّق القوم

صورة العضو الرمزية
ام ساره 22
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 102
اشترك في: السبت 23-6-2012 7:24 am
البرج: الجدي
الجنس: اختار واحد

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة ام ساره 22 »

السلام عليكم

شكرا لسؤالك الطيب دلوعة خالتها ونحن معا في انتظار الجواب من الشيخ المحسن
شكرا لك عزيزتي السور الاعظم على نشر هذه المناظره للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام والتي تصادف ذكرى استشهاده هذه الايام، هذه المناظره الرائعه ضمن مناظرات اخرى له عن القرآن الكريم والعلوم الفقهيه، ارجو ان تزيدينا من هذه المعارف الطيبه لنستمتع بها ويقرأها الاعضاء، ففيها العلم النافع
بارككم الله رب العالمين
والسلام عليكم

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

اهلا بكم جميعا وان شاءالله يجيبكم الشيخ

صورة العضو الرمزية
جنة النور
عضو
عضو
مشاركات: 23
اشترك في: الثلاثاء 17-7-2012 9:50 am
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة جنة النور »

تحياتي( ان ليس للانسان الاما سعى وان سعيه سوف يرى)ان اختلاف اقدار الناس كاختلاف بصماتهم لماذا الزمن يدوروكل دقيقة يولد مولود جديد بتاريخ جديد ليحمل بصمته التاريخية التي استهدفته منذهذه اللحظة لماذا اوجد الله نظام الزمن وهو نفسه الصبور كل يوم هو في شأن واقسم بهذا النظام الكوني بالشمس وضحاها والقمر اذا تلاها ونفس وما سواها فالهمها فجورها وتقواها كناارواحا هائمة جئنا من البعد السابع وعند دخولنا البعد الرابع اصبحنا مؤسورين ومقيدين تحت نظام كوني يحكمه مسير الكواكب ولهذا ليس فلان مثل علان فكل واحد له مسيرته وما كتب وقدر الله له وعليه ورحمته في عباده التي وسعت كل شي فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون هذا من ما مر على خاطري والسلام عليكم

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا جزيلا اختي جنة النور شكرا لك وبارك الله فيك - الكون مسخر للانسان (وتحسب نفسك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر ) وكل ما يحصل للانسان هو جراء اعماله ,,الله سبحانه وتعالى يقدم ويؤخر يمحو ويثبت على ضوء هذه الظروف والاعمال والافعال لا يوجد انه فلان قدر الله له منذ الازل ان يكون كذا وكذا او يعمل كذا وكذا لان اذا سلمنا بهذا معناه الانسان يكون مسلوب الارادة وطبعا هذا منافي للمنطق فالله سبحانه وتعال عادل لايمكن ان يقدر لفلان ان يكون لص مثلا وفلان ان يكون حاكم الخ وانما هي افعال الانسان وارادته وطبعا كلما كان الانسان اكثر ارتباط بانسانيته وحبه لغيره وفعله الطيب يوفقه الله تعالى في دنياه

صورة العضو الرمزية
جنة النور
عضو
عضو
مشاركات: 23
اشترك في: الثلاثاء 17-7-2012 9:50 am
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة جنة النور »

تحياتي باركك الله اختي السور الاعظم وحماك ان الكون مسخر للانسان نعم لكن بحسب انظمة وقوانين تسيربحكمها جميع الطبيعيات والموجودات في هذا الكون وان ليس للانسان الا ماسعى فهذة هي الارادة الانسانية من سعي واجتهاد وان قدر الاله الاعظم هي ارادته ومشيئته سبحانه وان المؤمن الحق هوالذي تكن مشيئته من مشيئة الله تعالى قال نبي الله عيسى عليه السلام لتكن مشيئتك يارب وفينا انطوى العالم الاكبر هذا هو عالم الانسان الخاص انت تستطيعين ان تتخطي الابعاد المادية وتتصلي بصاحب الملكوت فقط بروحك ان تكون سعيدة فقط لانك اردتي ان تكوني سعيدة هذا اختيارك وعالمك لكن لاتستطيعين ان تغيري امرا كان مقضيا متلا انت قررتي ان تتزوجي في تاريخ كذا بارادتك وارادة نظام الزمني كان مقدر في يوم كذا اخر ومشيئة الله ان قدر شي اخر اذن اين هي ارادتك ؟ أيضاً لنفرض ان لي ارادة في ان افعل كذا وجاءت ارادة ابي ان لاتفعلي هنا اصبحت ارادتان متناقضتان يعني عائقا ولابد ان تتغلب واحدة على الاخرى
لاننا جميعا نتأثر ونؤثر في بعض والمسلم من سلم امره الى الله قال تعالى (الاالى الله تصير الامور) والحمد لله رب العالمين وشكرا من قلبي

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

نعم صحيح لكن قصدنا انه عندما يكون الامر محتوم اي انتقل من مرحلة المقدر المؤقت الى المحتوم الغير قابل للتغيير يكون عمل الانسان السبب والنتيجة لماقدره الله---أنّ الله تعالى قضى أن يخلق الخلق، وأن يكون الإنسان مختاراً في فعله (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) وأن يُدخل الجنّة من آمن وعمل صالحاً ويُدخل النار مَن كفر واقترف السيّئات، وأنّ الإنسان ينتقل من هذه النشأة إلى نشأة أخرى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )وأنّ مَن دخل الجنّة فإنّه لا يخرج منها، ومن القضاء الإلهي المحتوم أنّ الله كتب على نفسه الرحمة، وكتب على نفسه أن يكون عادلاً (وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ)
مثل هيك اقضية وما شابهها تحكي تقديراً إلهيّاً محتوماً لا يُردّ ولا يتبدّل، ولا يطاله التغيّر بالصدقة والدعاء والاستغفار، وهو ما يعبّر عنه القرآن بالسنن الإلهيّة (وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَبديلا ).
وهناك قضاء ثانٍ وتقدير إلهيّ آخر علّقه على شيء. على سبيل المثال قضى الله سبحانه بحقّ إنسان معيّن أن يموت في سنّ الثلاثين، بيدَ أنّه علّق موته على عدم دفع الصدقة، وعدم صلة الرحم، وعلى عدم دعاء والديه له أو دعاء الناس له لو قضى حاجاتهم، هذا هو القضاء الإلهي المُعلّق على شرط، فإن تحقّق الشرط لا يموت الشخص آنذاك.
مثال آخر هو دور المرض، فإنّ الله سبحانه إذا قضى على إنسان أن يموت إذا مرض بمرض معيّن في إطار النظام الوجودي، لكنه إذا عولج، فإنّ هذا العلاج يكون رافعاً للمرض، كما أنّ الدّعاء والصدقة ونحوهما مؤثّرة في تغيير هذا القضاء.

.
الامام الباقر قال «من الأمور أمور محتومة جائية لا محالة، ومن الأمور أمور موقوفة عند الله يقدّم منها ما يشاء ويمحو منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء، لم يطلع على ذلك أحداً ـ يعني الموقوفة ـ

- واذكر حديث للرسول صلى الله عليه واله يوضّح بمثال عمليّ ولغة تطبيقيّة تأثير بعض الأعمال الصالحة، التي يأتي بها كمصداق على القضاء المعلّق.::::المرء ليصِل رحمه وما بقي من عمره إلاّ ثلاث سنين فيمدّها الله إلى ثلاث وثلاثين سنة، وإنّ المرء ليقطع رحمه وقد بقي من عمره ثلاث وثلاثون سنة فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى».
قال الحسين: «وكان جعفر يتلو هذه الآية: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)
بيدَ أنّ للعمل صالحاً أم طالحاً حدوده في التأثير ومنطقته التي لا يتعدّاها، فتأثيره يبقى في نطاق لوح المحو والإثبات، حتّى إذا صار إلى أُمّ الكتاب فلا أثر.
«سُئِلَ الامام الحسين على ما اعتقد عن الاية (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)فقال نّ ذلك الكتاب كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت، فمن ذلك الذي يردّ الدعاء القضاء، وذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يردّ به القضاء، حتّى إذا صار إلى أُمّ الكتاب لم يغنِ الدعاء منه شيئاً»

صورة العضو الرمزية
نرجس
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 293
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: العقرب
الجنس: انثى
Saudi Arabia

سؤالين للشيخ المحسن بخصوص الأقدار و الطاقات

مشاركة بواسطة نرجس »

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و مرحبا بالجميع
اشكر أختي الغاليه عندي شخصيا السور الأعظم عظم الله لها القدر
و اثرائتها متميزه كما هي عاداتها
و اشكر مداخلة الأخوات ام ساره و جنة النور
مداخلات الأخوات ادخلت تساؤلات اخرى
مثل مقولات / أن مقادير الخلق قد كتبها الله قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة،ومنها نبوته صلى الله عليه وسلم، المكتوبة عند الله ضمن ما كتبه الله في الكتاب
ماذا عن حديث / رفعت الأقلام و جفت الصحف !!
نحتاج اجابات اشفى
انا لا أؤمن ان القدر مرتبط بالنوايا و لا بالأعمال ابدا ابدا ابدا !!
و طبعا الجميع متلهف لرد الشيخ المحسن فعنده ما يطمئن القلب و ينقحه

#)#
أضف رد جديد
  • المواضيع المُتشابهه
    ردود
    مشاهدات
    آخر مشاركة

العودة إلى ”أسئلةً في الدين والحكمة (خاص للشيخ المحسن)“