سنتان مضت على الرحيل
مرسل: الاثنين 22-4-2013 3:13 pm
[align=center]منذ عامين , وفي مثل هذا الشهر , رحل الى الرفيق الاعلى صديق نبيل , وعالم جليل في الحرف والاوفاق والزايرجة هو الدكتور منير الهلالي
قمت آنذاك بما يمليه علي الواجب , وان كنت لذاك لست اهلا وحبر قلمي ناضب
والآن , تذكار أولئك الفضلاء فرض على النفس , إضافة لما تضفيه الذكرى على الصدر من ظلال المحبة والانس
ونظرا لتقدير هذا المنتدى المبارك للعلم والعلماء , والحكم والحكماء
أنشر هنا ما كتبته :
بســــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
إحياء لذكرى الأخ العزيز د. منير الهلالي , فالواجب يقضي إعطاءه حقه من بيدره قدر الامكان , وأداء الأمانة يفضي الى راحة الضمير والوجدان , قبل قيام القيامة ونصب الميزان , وذلك فرض على الأخوات والإخوان .
ففي هذه الذكرى العطرة , والمناسبة النضرة , نستذكر بعضا من أخلاقه النبيلة , وأعماله الجميلة , وصفاته الجليلة . إذا كان بعض الشعوب يقيّمون المرء بما يعلم , وينظرون لما يملك ويغنم , فإننا نقيّمه بما يعلم ويعمل , وبما بين دفتي العلم والعمل , من زبدة طرية , وثمرة شهية , وروح نقية . وما ينتج ذلك من غذاء وشبع , وحياة ومتع , وبقاء ومنع .
فكان فقيدنا الغالي , الذي أعطى وبذل , وتكرم وما بخل , وما شاء يوما أجرا وسأل , كان كالجوهر من كل شوب خالي , الناس تطلبه وهو لهم خادم ووالي , لما ضم بين أضلاعه من طيب وقيم , وحسن أخلاق وذمم , ونقاء صدر وشمم . لقد وعى مرامي الحديث القدسي (تواضع أرفعك كالبدر تراه الناس) فراح يعمل على حدادة نفسه لتذليلها وتنقيتها من الحرص والحسد , والكبر والحقد , والعجب واللدد . واستطاع تصويرها بالصالحات الباقيات , الطيبات المنعشات , وتلوينها بالمحبة والتواضع والزهد , والصبر والتحمل والجلد , والمروءة والفتوة والرشد .
توكل على الله فكفاه , وأسمى العلوم منحه وعطاه , وعلى طريق العمل الصالح وضعه وهداه , ومن أطيب الثمار أطعمه وغذاه , ثم برداء اللطف جلببه وكساه . فغدا بالفضائل مثلا ضاويا , وبالمكارم أملا ناديا , وبالمآثر جبلا عاليا .
لا أستطيع لك يا راحل باكرا وفاءَ , ولا أملك شيئا أجود به إيفاءَ . وأعيد قريضا رثاء :
أَسِفْتُ وفي الآمـــاقِ دمـعٌ غزيرُ ... وفي القلب غصَّـاتٌ وحـزنٌ كبيرُ
لموتِ صديقٍ عــالم متــــواضعٍ ... له في الرؤى بيتٌ رَحِيبٌ ونــورُ
قضى علمــاءٌ ما حزنتُ عليــهمُ ... وكــاد عليــه كلُّ عــزمي يَخــورُ
وكنت أظنُّ الصبرَ عنـــدي كأنه ... جبـــالٌ وإذْ تــلك الجبــالُ تمــورُ
حسبتُ ثباتَ القلبِ أنــــه راسخٌ ... فزلزلَهُ الخطبُ الجسيمُ الخطيــرُ
وكاد يهـــدُّ الراسياتِ مُصَدِّعــــاً ... وكل المـدى ينزاح منـه السرورُ
فيجْمُلُ صبرٌ في المصــائبِ إنما ... شنيـعٌ على فقــد الحبيب عسيـرُ
رحـلتَ أيــَا شيخَ المـــآثر إنمــا ... سيبقى نـــداك مــا السماء تدورُ
فكنتَ تنيرُ الصدرَ بالعلم والندى ... فمَنْ بعــدك للصــدر بــدرٌ ينيــرُ
فحطَّ أمام العين ليــلٌ وأصْبَحَتْ ... على غيرِ هَدْيٍ في الزمـان تسيرُ
تودِّعني والشوقُ يلْظى بخافقي ... وإنَّ وداعَ الخِــــلِّ صعبٌ مريرُ
وكمْ كنتُ فيـــك آمـــلاً بِتَعـــــلُّمٍ ... وأني إليــــك معْـــــوَزٌ وفقيـــــرُ
عرفتــك بحــراَ بعلـــمٍ وطيبـــةٍ ... وعنــد عطايـــــاك البحورُ تغورُ
ولست أغالي فيــك إن قلتُ أنك ... فريـــدٌ فـــلا نــــدٌّ لك أو نظيـــرُ
تحققْتَ بالإخلاص لا تعرف الخَنا ... وَفِيّـاً جليـلَ القـدرِ لا لا تجـورُ
محباً تريد الخيرَ للناس وزاهـدا ... بمــالٍ وجــاهٍ حيث ذاك غُــرورُ
فكل ذوي نفسٍ يمــوتُ وإنمــــا ... يُخــَـلَّدُ فِعْـــلٌ صـــالحٌ ونضيــرُ[/align]
قمت آنذاك بما يمليه علي الواجب , وان كنت لذاك لست اهلا وحبر قلمي ناضب
والآن , تذكار أولئك الفضلاء فرض على النفس , إضافة لما تضفيه الذكرى على الصدر من ظلال المحبة والانس
ونظرا لتقدير هذا المنتدى المبارك للعلم والعلماء , والحكم والحكماء
أنشر هنا ما كتبته :
بســــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
إحياء لذكرى الأخ العزيز د. منير الهلالي , فالواجب يقضي إعطاءه حقه من بيدره قدر الامكان , وأداء الأمانة يفضي الى راحة الضمير والوجدان , قبل قيام القيامة ونصب الميزان , وذلك فرض على الأخوات والإخوان .
ففي هذه الذكرى العطرة , والمناسبة النضرة , نستذكر بعضا من أخلاقه النبيلة , وأعماله الجميلة , وصفاته الجليلة . إذا كان بعض الشعوب يقيّمون المرء بما يعلم , وينظرون لما يملك ويغنم , فإننا نقيّمه بما يعلم ويعمل , وبما بين دفتي العلم والعمل , من زبدة طرية , وثمرة شهية , وروح نقية . وما ينتج ذلك من غذاء وشبع , وحياة ومتع , وبقاء ومنع .
فكان فقيدنا الغالي , الذي أعطى وبذل , وتكرم وما بخل , وما شاء يوما أجرا وسأل , كان كالجوهر من كل شوب خالي , الناس تطلبه وهو لهم خادم ووالي , لما ضم بين أضلاعه من طيب وقيم , وحسن أخلاق وذمم , ونقاء صدر وشمم . لقد وعى مرامي الحديث القدسي (تواضع أرفعك كالبدر تراه الناس) فراح يعمل على حدادة نفسه لتذليلها وتنقيتها من الحرص والحسد , والكبر والحقد , والعجب واللدد . واستطاع تصويرها بالصالحات الباقيات , الطيبات المنعشات , وتلوينها بالمحبة والتواضع والزهد , والصبر والتحمل والجلد , والمروءة والفتوة والرشد .
توكل على الله فكفاه , وأسمى العلوم منحه وعطاه , وعلى طريق العمل الصالح وضعه وهداه , ومن أطيب الثمار أطعمه وغذاه , ثم برداء اللطف جلببه وكساه . فغدا بالفضائل مثلا ضاويا , وبالمكارم أملا ناديا , وبالمآثر جبلا عاليا .
لا أستطيع لك يا راحل باكرا وفاءَ , ولا أملك شيئا أجود به إيفاءَ . وأعيد قريضا رثاء :
أَسِفْتُ وفي الآمـــاقِ دمـعٌ غزيرُ ... وفي القلب غصَّـاتٌ وحـزنٌ كبيرُ
لموتِ صديقٍ عــالم متــــواضعٍ ... له في الرؤى بيتٌ رَحِيبٌ ونــورُ
قضى علمــاءٌ ما حزنتُ عليــهمُ ... وكــاد عليــه كلُّ عــزمي يَخــورُ
وكنت أظنُّ الصبرَ عنـــدي كأنه ... جبـــالٌ وإذْ تــلك الجبــالُ تمــورُ
حسبتُ ثباتَ القلبِ أنــــه راسخٌ ... فزلزلَهُ الخطبُ الجسيمُ الخطيــرُ
وكاد يهـــدُّ الراسياتِ مُصَدِّعــــاً ... وكل المـدى ينزاح منـه السرورُ
فيجْمُلُ صبرٌ في المصــائبِ إنما ... شنيـعٌ على فقــد الحبيب عسيـرُ
رحـلتَ أيــَا شيخَ المـــآثر إنمــا ... سيبقى نـــداك مــا السماء تدورُ
فكنتَ تنيرُ الصدرَ بالعلم والندى ... فمَنْ بعــدك للصــدر بــدرٌ ينيــرُ
فحطَّ أمام العين ليــلٌ وأصْبَحَتْ ... على غيرِ هَدْيٍ في الزمـان تسيرُ
تودِّعني والشوقُ يلْظى بخافقي ... وإنَّ وداعَ الخِــــلِّ صعبٌ مريرُ
وكمْ كنتُ فيـــك آمـــلاً بِتَعـــــلُّمٍ ... وأني إليــــك معْـــــوَزٌ وفقيـــــرُ
عرفتــك بحــراَ بعلـــمٍ وطيبـــةٍ ... وعنــد عطايـــــاك البحورُ تغورُ
ولست أغالي فيــك إن قلتُ أنك ... فريـــدٌ فـــلا نــــدٌّ لك أو نظيـــرُ
تحققْتَ بالإخلاص لا تعرف الخَنا ... وَفِيّـاً جليـلَ القـدرِ لا لا تجـورُ
محباً تريد الخيرَ للناس وزاهـدا ... بمــالٍ وجــاهٍ حيث ذاك غُــرورُ
فكل ذوي نفسٍ يمــوتُ وإنمــــا ... يُخــَـلَّدُ فِعْـــلٌ صـــالحٌ ونضيــرُ[/align]