التناغم مع شمس الظهور

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
farajmatari
عضو
عضو
مشاركات: 8
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

التناغم مع شمس الظهور

مشاركة بواسطة farajmatari »

التناغم مع شمس الظهور

السلام علكيم
قال تعالى: (( ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا* ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا*)) 46 الفرقان

ألم تر إلى ربك :
دليل على خلقة النظام الكوني ضمن مفاصل زمنية و دورات كونية فيها مد و جزر كونيين ..
ففي فترة المد الكوني أي مد الظل أي طور الشرائع أي طور عبد مفصول عن المعبود ولا يتصلان إلا بالطقوس الظاهرية تكون الموجة مادية حسية ضمن شرائع تخفي الإلهية بباطنها و تتعمشق على اسمه لتشهر اسمها .
إن استخدام كلمة - ربك - في هذا المقام دليل على وجود منظومة مستقلة بذاتها - بعلم و قدر إلهي - و لها عقائدها الخاصة و نظامها المتمثل في هذا العالم المادي الذي يظهر مستقلا بذاته و لكنه مربوط بحبل سُري إلهي ضمن العوالم المتعددة الطبقات .
و تعود كلمة – ربك – علينا أيضا نحن مَن نصّبنا بأفكارنا الخاصة و أهوائنا أربابا غيره سبحانه و أصناما فكرية جعلته يخاطبنا بقوله – ربك –
ففي وقت المد الكوني أي فترة – يمهل و لا يهمل – التي انقضت منذ سنين كان وجود الطغيان العقائدي موجودا بقوة، أما بعد بزوغ شمس الحقيقة والتي فيها نستطيع وعي التوحيد فإن اضمحلالا و تلاشيا بدأ يدب و يحطم العقائد المادية و الدينية المتطرفة .

فلو شاء رب العالم المادي الذي هو أقنوم عقائدي صنمي إبليسي لجعل كل الكون مداً لظله و نسفَ الطرف الآخر،
فهو عجولٌ له خوار،
ضدٌ يريد مد ظله بتضخم أنانيته،
ماديُّ الطبع و الطباع
ويريد من بني البشر السكنى له و السكينة به و عدم الحركة و التطور و الانتقال و النمو و النماء لعالم أوسع من عالمه المادي المحدود القابع في قعر العوالم حيث الأودية المخيفة و الكهوف المظلمة..
هذه رغبة الضد أو ربك أو رب العالم المادي .. أما مشيئة الإله جل جلاله فقد جعلت للكون طوران متناغمان متكاملان ففي انقضاء طور مد الظل سيبدأ طور الجزر الكوني و الذي بدأ منذ سنوات قليلة و يصبح بهذا الطور هناك تنشيطا و تفعيلا لقانون الجزر الكوني أي – لا يهمل و لا يمهل – أي تفعيل قوانين الكارما في الفعل و رد الفعل أي ظهور شمس إمام الزمان القائم الحق، أي شمس العقل الكوني أي طور العقل النوراني بعد انقضاء فترة العقل الجزئي المادي الحسي الضدي الإبليسي الأرضي الظلامي أي نحن عندما نكون مجرد جسد بلا روح، و الروح الحقيقي وعي بزوغ شمسه من جديد بإعادة تجديد عهد التوحيد بأنه غير محصور سبحانه ببشر و لا باسم و لا بعقيدة و لا بمذهب و لا بدين بل دينه الدين الأبدي الكوني الواحد و طائفته كل البشر و لغته لغة القلب النقي التقي و صفاته سبحانه كلية وجوده في الطورين المادي و الروحي أي في الأرض إله و في السماء إله و لكن ظهر لنا اختلاف لنقص فينا و عدم تطور قدراتنا المعطاة لنا لنستلهم وجوده في طرفي العالم المتضادين .
و لقد جعلنا الشمس عليه دليلا كما أسهبنا أي لولا وجود النقيض في العالم النسبي لتفرد الضد بمد ظله على العالم و لما كان ليل و لا نهار و لا ثواب و لا عقاب و لا صحة و لا مرض و لا ولادة و لا موت بل كنا تأبدنا في حضن الإبليس و نرتقب مستقبلا قد لا يأتي لولا رحمة العزيز القدير الذي أحكم خلقه و جعلنا نعيش أطوارا مرة من فوقنا ومرة من تحتنا و مرة يسمو إلى أعلى عليين ..
ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا:
دليل على قوة الضد أي رب العالم المادي أي قوة الحواس بطغيانها على شمس الوعي الصافي في فترة مد الليل و كأن الشمس لن تظهر إذ يطول الليل على كل يقظان مرتقب لبزوغ فجر ليلة الوصول و التي بوصولها لن ننسجم معها بسبب سرنَمة أصابتنا من سحر هذا العالم المخادع و شعوذة من قبل أربابه لكثرة تمجيدهم بأسمائهم و معتقداتهم و كأن الإله غير موجود لديهم إلا بالظن و الهوى و الاسم و بذلك هاجت بهم رياح الغرور،
و على هذا فإن قفص الضد لفترة وجيزة لا بد منها أي حبس القوى الضدية و إظهار فسادها أمام الأعين لنتحرر و لو قليلا من سحرها فنحس طعم القربى الحقة من المولى سبحانه بعد أن غشّا على قلوبنا ما غشّاها و قالوا : إنا قوم مسحورون ألا إنهم السحرة و إنهم الكاذبون المدّعون بالإلهية عقائد صنمية و سياسة منافقة و مذهبية أنانية ..
ففي لحظة قبض الضد اليسيرة و التي تمتد لسنوات عديدة سيبطل مفعول السحر و الشعوذة و ترتد هذه الشعوذات على أصحابها و نتحرر منها و نحن في عالمها و تومض بنا برقة محبة إلهية نقية تجعلنا نفتخر بِخِلعة الغِنى لسمو الشرف و الانتساب لشمس الحقيقة التي أظهرت أننا كنا قوم مسرنمون بالمادة و الضد و أصبحنا من نور شمسه نرى بعين البصيرة و البصر و نحن بأم أعيننا عليهم شاهدون و هكذا سيرتقي من يستحق و سيتخلص من ربقة الضد الذي قال له في القرآن الكريم : قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار ..
أما من استهدى فلنفسه و كان قدرا مقدورا أي أن الإنسان هو الذي اجتهد خلال فترة وجوده الطويل في أجيال كثيرة على الأرض انتهت به بالنجاح في التناغم مع شمس الظهور أي وجود فرد الظهور الأحد سبحانه و تعالى في أرضه موجود وفي سمائه معبود، و بذلك اجتمع السالب بالوجود و الموجب بالتنزيه فتفاعل القطبان و تولد من تفاعلهما نورا خفيا أضاء لنا الدروب .
فسبحان من توع محبوه فيه .
أدعوه سبحانه أن يفك عن كل من يقرأ هذا المقال سحر الضد و أن يفهم حقيقة الحال و أن ينفي عن نفسه القيل و القال و الشك و الشرك و يحس القرب و الوصول لجني ثمر خير محصول ..
بوركتم جميعا و شكرا لمن سأل السؤال.

من روائع الدكتور نواف الشبلي
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
سمفونية السمو
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 226
اشترك في: الأربعاء 8-5-2013 7:16 am
البرج: الجدي
الجنس: انثى

التناغم مع شمس الظهور

مشاركة بواسطة سمفونية السمو »

طرح مسترسل وجميل

بارك الله بكم

تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“