رساله الصحف الاولى
مرسل: الثلاثاء 21-6-2016 7:40 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله وكفى وصلاه على حبيبه الذي اصطفى وعلى اله وصحبه أهل السيادة والوفا وبعد :
فهذه الصحائف الجفرية هي تطبيقات لأصول ومبادي طرحها الشيخ بنديدي عبد الحي في المنتدى العالمي لعلم الجفر والزايرجة جاءت من مصادر مختلفه , تناقلتها الالسن وتلذذت بالنظر لها الاعين .. وقد رأيت في وضعها إشارة أو صورة تذكاريه لبعض صحاح الصحائف الجفرية بنسيج خاص أحببت أن يصل لمريدي هذا العلم , وأسال الله عز وجل أن ينفع بها كل صادق صديق وكل باحث في علوم الحقيقة والتحقيق ممن سار على هذا الطريق. فعلم الجفر والزايرجة كما عرفهما شيخنا ببساطه :
علم الجفر : يبحث في الحروف والأرقام .. وعلاقتها .. أفراداً وتركيباً ، وغاية التصرّف بها على وجه ٍ يحصل به ِ المطلوب إيقاعاً وإنتزاعاً ، ومادته ُ الأوفاق والتراكيب ومرتبته ُ بعد الروحانيّات العُليا والفلك ومنازل النجوم .( وهو ما ذهب اليه داود الانطاكي في ذيل التذكره ). إذن .. هو علم ٌ" مرموز " مبني على أسرار الحروُف والأرقام .. ! .. ولا يستطيع تعلّمه ُ وحفظهُ تماماً ( بلا الرجوع إلى الجداول القديمة ).. إلا قلّة من الناس بالعالم و بعضهم يسميه علم يبحثُ فيه عن الحروف من حيث هي بناء مستقل بالدلالة ويسمى علم الحروف وعلم التكسير أيضاً وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم يستخرج منها بطرق مخصوصة، وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة تدل على معاني مستورة و حكم ملغوزة .
علم الزايرجة : هو علم القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب ، فرع من علم الحرف بواسطته يتم استخراج الجواب من ألفاظ السؤال ، وينسب هذا العلم الى أبي العباس أحمد ألسبتي من أعلام المتصوفة بالمغرب وهو من أعلام المائة السادسة.
يقول الاستاذ البنديدي علم الزايرجة (صحيح) :
علم الزايرجة علم صحيح يمكن عن طريق استعماله معرفة الأجوبة عن الأسئلة المختلفة و الاطلاع على بعض الأمور الخفية(و هو ما يسمى بالغيب النسبي و ليس غيبا عند عالم الحروف بل هو أمر معلوم لأن كل عالم خلقه الله له حدا من المعرفة و هنالك غيبا بطبيعة الحال لا يعلمه الا الله وحده) بالتناسب الحرفي و معنى ذلك طريقة الانتقال من السؤال الى الجواب عبر قواعد مضبوطة تربط بينهما تسمى بالقواعد السرية.
و ممن آمن بهذا العلم العلامة أبو سعيد السنوسي السوسي في رسالته حيث قال = ( أن هذا العلم ظاهر السر ينكره من لا يعرفه و من جهل شيئا عاداه).
وقد ظل هذا العلم محفوظا في قلوب اهل الله فتره من الزمن فهو السر المكتوم والدر المنظوم .. يقول الشيخ ابن عربي قدس الله سره بخصوص كتم القواعد السرية :
يـا طالبـا نـور الهدايـة راجيـا بهمتـه العليـاء يبغـي المعلـيـا
حليف اجتهاد فى الزيـارج قصـده جلـى بيـان بالاحـاطـة ثـاويـا
عليـك بعلـم أقـدسـي تركـبـت قوانينه من كـل مـا هـو خافيـا
صناعة تركيـب وتحليـل أحـرف وإسقاط مجمـوع واثبـات خافيـا
أشار إليها واضـع الجفـر مثلمـا بدأ البدر من سجف الغمام الغواديـا
وحققها الجمهور فى جمعهم ومـنأتى بعدهم والحـق بالحـق قاضيـا
تهنى بهـا عنـد التـزام اصولهـا وإيـاك فيهـا أن تشيـع المناديـا
وإياك والتصريح فالامر لـم يـزل يحـذر عـن افشائـه وهو ساريـا
جميعا تواصوا بعد حضرة هرمـس علي الكتم والإخفاء في كـل ناديـا
عليك سلام الله إن صنـت سرهـا وخالفت فـي إفشائهـا كـل قاليـا
وصلى الـه العـرش ربـي دائمـاعلي المصطفي خير الوري والأعاليا
ويورد الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي قدس الله سره أسماء بعض أئمة وعلماء هذا الفن حيث يقول :
معلومة تنبيك بالمجهول ... أثبتها السبتي في المنقول
ونبه الدوري وتلمساني ... كذا ابن سبعين وابن هاني
وشدد السودكي في كتم العدد ... وجملة الاشياخ في ستر المدد
و ممن أقروا بصحة علم الزايرجة :
العلامة المغربي الشهير : عبدالرحمن بن محمد بن خلدون (973–1057) في مقدمته الشهيرة حيث قال في الصفحة( 5 من 258 ) الجزء الأول :
(وكثيرمن الناس تضيق مداركهم عن التصديق بهذا العمل ونفوذه إلى المطلوب فينكر صحتها ويحسب أنها من التخيلات والإيهامات وأن صاحب العمل بها يثبت حروف البيت الذي ينظمه كما يريد بين أثناء حروف السؤال والأوتار ويفعل تلك الصناعات على غير نسبة ولا قانون ثم يجيء بالبيت ويوهم أن العمل جاء على طريقة منضبطة. وهذا الحسبان توهم فاسد حمل عليه القصور من فهم التناسب بين الموجودات والمعدومات والتفاوت بين المدارك والعقول. ولكن من شأن كل مدرك إنكار ما ليس في طوقه إدراكه. ويكفينا في رد ذلك مشاهدة العمل بهذه الصناعة والحدس القطعي فإنها جاءت بعمل مطرد وقانون صحيح لا مرية فيه عند من يباشر ذلك ممن له ذلك وحدس.
ويقول ايضا : وإذا تبين لك ذلك فالأعمال الواقعة في الزايرجة كلها إنما هي في استخراج الجواب من ألفاظ السؤال لأنها كما رأيت استنباط حروف على ترتيب من تلك الحروف بعينها على ترتيب آخر. وسر ذلك إنما هو من تناسب بينهما يطلع عليه بعض دون بعض. فمن عرف ذلك التناسب تيسر عليه استخراج ذلك الجواب بتلك القوانين.
ولقد أفاض ابن خلدون في مقدمته الكلام عن المدركات الغيبية ، ويعتبر كلامه نموذجا عن التفكير الإسلامي في هذه الناحية ، وخلاصة ما ذكره ابن خلدون في هذا الموضوع ما يأتي : ( إننا نجد في النوع الإنسان أشخاصا يخبرون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فهم يتميز بما صنفهم عن سائر الناس ) .
ويقول العلامة الشيخ البيضاوي صاحب تفسير البيضاوي :
إن الله تعالى تفرد بذاته بعلم الغيب ، فهو سبحانه وتعالى عالم كل غيب وحده ، فلا يطلع على خصوصية علمه أحدا من خلقه ، إطلاعا كاملا ليكون أليق بالتفرد ، وأبعد من توهم مساواة علم خلقه لعلمه سبحانه وتعالى ، وإنما يطلع من يشاء جل وعلا إطلاعه من ارتضى من رسول على بعض ما تقتضيه الحكمة التي هي مدار سائر افعاله عز وجل ، فيظهره على بعض غيبه حتى يكون إخباره به معجزة ، ومن ثم فلا يستدل من هذه الآية على نفي الكرامة ، إذ إن كرامات الأولياء في الاطلاع على الغيبيات إنما تكون تلقيا من الملائكة ، أي بالنفث في الروع ونحوه .
رأي الإمام أبي العزائم في الغيب :
الغيب غيبان : غيب الأقدار ، وهذا الغيب لا يطلع الله عليه أحدا على وجه الأكمل إلا ما يظهره الله تعالى على ألسنة المتوسمين ، أو ما تطمئن إليه قلوب أهل الإخلاص فيشيرون إليه ، أو يعلم الله به رسله الكرام عليهم السلام وورثتهم ، مما تدعو إليه ضرورة حفظ الدين أو حفظ المسلمين من كيد أعداء الله ، ويكون ذلك بالنسبة إلى الرسل معجزة ، وإلى أولياء الله كرامة
يقول الله تبارك وتعالى : " انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر " صدق الله العظيم
الجفرمن حيث النتائج احيانا يخرج الهاما واحيانا يخرج من عمل حرفي عددي مرتبط بمسيرة فلكية
اذ ان له تعلق زماني وان لكل زمان سر يجري بمقتضاه ويحكي عن حاله وفحواه وكما قيل ان لله في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لتلك النفحات ومن هذا التعرض يجب ان نفهم السر في كون ارتباط سوالنا بزماننا والسر المستبطن فيهما هو
جواب ما نسال عنه ونبتغيه ونشير ايضا ان كثيرا ما تعارف واشتهر ان الجفر اطلق على نتائجه لا على طرقه وان
كان في الاصل انه لم يكن هناك الا طريقا واحدا ولكنه ذو اوجه متعددة وكما قيل ان الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق
أقسام علم الزايرجة :
يقول الاستاذ البنديدي : الزايرجة حسب دراستنا و المعمول به عندنا و الصحيح أنها نوعان :
زايرجة عددية و زايرجة حرفية و منهم من يضيف الزيارج الرملية فهو نوع من الفال لا غير و ليس دقيق بالقدر الكافي للاعتماد عليه وبعض أنواع الزيارجة تضم هذه الأنواع الثلاثة كلها كزايرجة الرتقة المنسوبة لسهل بن عبد الله الاشبيلي و هي من بدائع الأعمال لكن مكمن ضعفها في اعتمادها على علم الرمل .
و كل زايرجة سواء كانت عددية أو حرفية لا بد لها ضابط علمي دقيق تسير عليه و تسمى عند القوم القواعد السرية و هي بمثابة الروح للجسم فبدونها لا تنطق الزايرجة و تكون لا فائدة منها. و في عرف القوم هذه القواعد لا تسطر في كتاب و لا تحفظ الا في صدور الرجال خوفا من شيوع هذا العلم بين الجهال و بين من لا يتق الله فتكون عاقبة المصرح بها الاثم و يكثر الفساد في الأرض فليس كل علم يصرح للعامة .
وبما ان مدار بحثنا هو نظام الترتيب الأبجدي وإعادة بناء هيكله وتوظيفه عقلا ونقلا بما ينسجم ورغبات العارفين في الحكمة الإلهية فان الله عز وجل " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " 269 سوره البقرة . كان من الضروري التعريف بالجداول الابجديه وصفتها :
نظام الترتيب الأبجدي الكبير
ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 20 30 40 50
س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ
60 70 80 90 100 200 300 400 500 600 700 800 900 1000
نظام الترتيب الأبجدي الصغير
ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14
س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ
15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28
المراتب الأبجديه
ا ب ج د ه و ز ح ط
ي ك ل م ن س ع ف ص
ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ
غ
1 2 3 4 5 6 7 8 9
جدول العناصر ( أبجد المراتب الطبائعيه )
نارية ترابية هوائية مائية
7 1 ب ج د مــرتبة
6 هـ و ز ح درجــة
5 ط ي ك ل دقــيقة
4 م ن س ع ثــانية
3 ف ص ق ر ثــالثة
2 ش ت ث خ رابــعة
1 ذ ض ظ غ خــامسة
الاسقاط 9 16 12 15
حيث سيتم توظيف هذه الصحائف في القراءات الجفرية وهذا لا يعنى ان هذه الجداول هي المستخدمة فقط لا بل ان لها اتصالا بجداول أخرى سيتم ذكرها في مواضعها
فان لكل مقام مقال ولكل مجال رجال وليس كل ما يعرف يقال.
بسم الله وكفى وصلاه على حبيبه الذي اصطفى وعلى اله وصحبه أهل السيادة والوفا وبعد :
فهذه الصحائف الجفرية هي تطبيقات لأصول ومبادي طرحها الشيخ بنديدي عبد الحي في المنتدى العالمي لعلم الجفر والزايرجة جاءت من مصادر مختلفه , تناقلتها الالسن وتلذذت بالنظر لها الاعين .. وقد رأيت في وضعها إشارة أو صورة تذكاريه لبعض صحاح الصحائف الجفرية بنسيج خاص أحببت أن يصل لمريدي هذا العلم , وأسال الله عز وجل أن ينفع بها كل صادق صديق وكل باحث في علوم الحقيقة والتحقيق ممن سار على هذا الطريق. فعلم الجفر والزايرجة كما عرفهما شيخنا ببساطه :
علم الجفر : يبحث في الحروف والأرقام .. وعلاقتها .. أفراداً وتركيباً ، وغاية التصرّف بها على وجه ٍ يحصل به ِ المطلوب إيقاعاً وإنتزاعاً ، ومادته ُ الأوفاق والتراكيب ومرتبته ُ بعد الروحانيّات العُليا والفلك ومنازل النجوم .( وهو ما ذهب اليه داود الانطاكي في ذيل التذكره ). إذن .. هو علم ٌ" مرموز " مبني على أسرار الحروُف والأرقام .. ! .. ولا يستطيع تعلّمه ُ وحفظهُ تماماً ( بلا الرجوع إلى الجداول القديمة ).. إلا قلّة من الناس بالعالم و بعضهم يسميه علم يبحثُ فيه عن الحروف من حيث هي بناء مستقل بالدلالة ويسمى علم الحروف وعلم التكسير أيضاً وضع الحروف الثمانية والعشرين على طريق البسط الأعظم يستخرج منها بطرق مخصوصة، وشرائط معينة ألفاظ مخصوصة تدل على معاني مستورة و حكم ملغوزة .
علم الزايرجة : هو علم القوانين الصناعية لاستخراج الغيوب ، فرع من علم الحرف بواسطته يتم استخراج الجواب من ألفاظ السؤال ، وينسب هذا العلم الى أبي العباس أحمد ألسبتي من أعلام المتصوفة بالمغرب وهو من أعلام المائة السادسة.
يقول الاستاذ البنديدي علم الزايرجة (صحيح) :
علم الزايرجة علم صحيح يمكن عن طريق استعماله معرفة الأجوبة عن الأسئلة المختلفة و الاطلاع على بعض الأمور الخفية(و هو ما يسمى بالغيب النسبي و ليس غيبا عند عالم الحروف بل هو أمر معلوم لأن كل عالم خلقه الله له حدا من المعرفة و هنالك غيبا بطبيعة الحال لا يعلمه الا الله وحده) بالتناسب الحرفي و معنى ذلك طريقة الانتقال من السؤال الى الجواب عبر قواعد مضبوطة تربط بينهما تسمى بالقواعد السرية.
و ممن آمن بهذا العلم العلامة أبو سعيد السنوسي السوسي في رسالته حيث قال = ( أن هذا العلم ظاهر السر ينكره من لا يعرفه و من جهل شيئا عاداه).
وقد ظل هذا العلم محفوظا في قلوب اهل الله فتره من الزمن فهو السر المكتوم والدر المنظوم .. يقول الشيخ ابن عربي قدس الله سره بخصوص كتم القواعد السرية :
يـا طالبـا نـور الهدايـة راجيـا بهمتـه العليـاء يبغـي المعلـيـا
حليف اجتهاد فى الزيـارج قصـده جلـى بيـان بالاحـاطـة ثـاويـا
عليـك بعلـم أقـدسـي تركـبـت قوانينه من كـل مـا هـو خافيـا
صناعة تركيـب وتحليـل أحـرف وإسقاط مجمـوع واثبـات خافيـا
أشار إليها واضـع الجفـر مثلمـا بدأ البدر من سجف الغمام الغواديـا
وحققها الجمهور فى جمعهم ومـنأتى بعدهم والحـق بالحـق قاضيـا
تهنى بهـا عنـد التـزام اصولهـا وإيـاك فيهـا أن تشيـع المناديـا
وإياك والتصريح فالامر لـم يـزل يحـذر عـن افشائـه وهو ساريـا
جميعا تواصوا بعد حضرة هرمـس علي الكتم والإخفاء في كـل ناديـا
عليك سلام الله إن صنـت سرهـا وخالفت فـي إفشائهـا كـل قاليـا
وصلى الـه العـرش ربـي دائمـاعلي المصطفي خير الوري والأعاليا
ويورد الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي قدس الله سره أسماء بعض أئمة وعلماء هذا الفن حيث يقول :
معلومة تنبيك بالمجهول ... أثبتها السبتي في المنقول
ونبه الدوري وتلمساني ... كذا ابن سبعين وابن هاني
وشدد السودكي في كتم العدد ... وجملة الاشياخ في ستر المدد
و ممن أقروا بصحة علم الزايرجة :
العلامة المغربي الشهير : عبدالرحمن بن محمد بن خلدون (973–1057) في مقدمته الشهيرة حيث قال في الصفحة( 5 من 258 ) الجزء الأول :
(وكثيرمن الناس تضيق مداركهم عن التصديق بهذا العمل ونفوذه إلى المطلوب فينكر صحتها ويحسب أنها من التخيلات والإيهامات وأن صاحب العمل بها يثبت حروف البيت الذي ينظمه كما يريد بين أثناء حروف السؤال والأوتار ويفعل تلك الصناعات على غير نسبة ولا قانون ثم يجيء بالبيت ويوهم أن العمل جاء على طريقة منضبطة. وهذا الحسبان توهم فاسد حمل عليه القصور من فهم التناسب بين الموجودات والمعدومات والتفاوت بين المدارك والعقول. ولكن من شأن كل مدرك إنكار ما ليس في طوقه إدراكه. ويكفينا في رد ذلك مشاهدة العمل بهذه الصناعة والحدس القطعي فإنها جاءت بعمل مطرد وقانون صحيح لا مرية فيه عند من يباشر ذلك ممن له ذلك وحدس.
ويقول ايضا : وإذا تبين لك ذلك فالأعمال الواقعة في الزايرجة كلها إنما هي في استخراج الجواب من ألفاظ السؤال لأنها كما رأيت استنباط حروف على ترتيب من تلك الحروف بعينها على ترتيب آخر. وسر ذلك إنما هو من تناسب بينهما يطلع عليه بعض دون بعض. فمن عرف ذلك التناسب تيسر عليه استخراج ذلك الجواب بتلك القوانين.
ولقد أفاض ابن خلدون في مقدمته الكلام عن المدركات الغيبية ، ويعتبر كلامه نموذجا عن التفكير الإسلامي في هذه الناحية ، وخلاصة ما ذكره ابن خلدون في هذا الموضوع ما يأتي : ( إننا نجد في النوع الإنسان أشخاصا يخبرون بالكائنات قبل وقوعها بطبيعة فهم يتميز بما صنفهم عن سائر الناس ) .
ويقول العلامة الشيخ البيضاوي صاحب تفسير البيضاوي :
إن الله تعالى تفرد بذاته بعلم الغيب ، فهو سبحانه وتعالى عالم كل غيب وحده ، فلا يطلع على خصوصية علمه أحدا من خلقه ، إطلاعا كاملا ليكون أليق بالتفرد ، وأبعد من توهم مساواة علم خلقه لعلمه سبحانه وتعالى ، وإنما يطلع من يشاء جل وعلا إطلاعه من ارتضى من رسول على بعض ما تقتضيه الحكمة التي هي مدار سائر افعاله عز وجل ، فيظهره على بعض غيبه حتى يكون إخباره به معجزة ، ومن ثم فلا يستدل من هذه الآية على نفي الكرامة ، إذ إن كرامات الأولياء في الاطلاع على الغيبيات إنما تكون تلقيا من الملائكة ، أي بالنفث في الروع ونحوه .
رأي الإمام أبي العزائم في الغيب :
الغيب غيبان : غيب الأقدار ، وهذا الغيب لا يطلع الله عليه أحدا على وجه الأكمل إلا ما يظهره الله تعالى على ألسنة المتوسمين ، أو ما تطمئن إليه قلوب أهل الإخلاص فيشيرون إليه ، أو يعلم الله به رسله الكرام عليهم السلام وورثتهم ، مما تدعو إليه ضرورة حفظ الدين أو حفظ المسلمين من كيد أعداء الله ، ويكون ذلك بالنسبة إلى الرسل معجزة ، وإلى أولياء الله كرامة
يقول الله تبارك وتعالى : " انا أنزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر " صدق الله العظيم
الجفرمن حيث النتائج احيانا يخرج الهاما واحيانا يخرج من عمل حرفي عددي مرتبط بمسيرة فلكية
اذ ان له تعلق زماني وان لكل زمان سر يجري بمقتضاه ويحكي عن حاله وفحواه وكما قيل ان لله في ايام دهركم نفحات الا فتعرضوا لتلك النفحات ومن هذا التعرض يجب ان نفهم السر في كون ارتباط سوالنا بزماننا والسر المستبطن فيهما هو
جواب ما نسال عنه ونبتغيه ونشير ايضا ان كثيرا ما تعارف واشتهر ان الجفر اطلق على نتائجه لا على طرقه وان
كان في الاصل انه لم يكن هناك الا طريقا واحدا ولكنه ذو اوجه متعددة وكما قيل ان الطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق
أقسام علم الزايرجة :
يقول الاستاذ البنديدي : الزايرجة حسب دراستنا و المعمول به عندنا و الصحيح أنها نوعان :
زايرجة عددية و زايرجة حرفية و منهم من يضيف الزيارج الرملية فهو نوع من الفال لا غير و ليس دقيق بالقدر الكافي للاعتماد عليه وبعض أنواع الزيارجة تضم هذه الأنواع الثلاثة كلها كزايرجة الرتقة المنسوبة لسهل بن عبد الله الاشبيلي و هي من بدائع الأعمال لكن مكمن ضعفها في اعتمادها على علم الرمل .
و كل زايرجة سواء كانت عددية أو حرفية لا بد لها ضابط علمي دقيق تسير عليه و تسمى عند القوم القواعد السرية و هي بمثابة الروح للجسم فبدونها لا تنطق الزايرجة و تكون لا فائدة منها. و في عرف القوم هذه القواعد لا تسطر في كتاب و لا تحفظ الا في صدور الرجال خوفا من شيوع هذا العلم بين الجهال و بين من لا يتق الله فتكون عاقبة المصرح بها الاثم و يكثر الفساد في الأرض فليس كل علم يصرح للعامة .
وبما ان مدار بحثنا هو نظام الترتيب الأبجدي وإعادة بناء هيكله وتوظيفه عقلا ونقلا بما ينسجم ورغبات العارفين في الحكمة الإلهية فان الله عز وجل " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ " 269 سوره البقرة . كان من الضروري التعريف بالجداول الابجديه وصفتها :
نظام الترتيب الأبجدي الكبير
ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 20 30 40 50
س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ
60 70 80 90 100 200 300 400 500 600 700 800 900 1000
نظام الترتيب الأبجدي الصغير
ا ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14
س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ غ
15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28
المراتب الأبجديه
ا ب ج د ه و ز ح ط
ي ك ل م ن س ع ف ص
ق ر ش ت ث خ ذ ض ظ
غ
1 2 3 4 5 6 7 8 9
جدول العناصر ( أبجد المراتب الطبائعيه )
نارية ترابية هوائية مائية
7 1 ب ج د مــرتبة
6 هـ و ز ح درجــة
5 ط ي ك ل دقــيقة
4 م ن س ع ثــانية
3 ف ص ق ر ثــالثة
2 ش ت ث خ رابــعة
1 ذ ض ظ غ خــامسة
الاسقاط 9 16 12 15
حيث سيتم توظيف هذه الصحائف في القراءات الجفرية وهذا لا يعنى ان هذه الجداول هي المستخدمة فقط لا بل ان لها اتصالا بجداول أخرى سيتم ذكرها في مواضعها
فان لكل مقام مقال ولكل مجال رجال وليس كل ما يعرف يقال.