الزرادشتيه 3

كل ما يخص الاديان واساطيرها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

الزرادشتيه 3

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

الزرادشـتيـة

من أوائل الأمم التي قالت بالتناسخ والحلول هي المجوس التي قالت بالتثنية ومحصل قولها: إنها أثبتت مدبرين قديمين يقتسمان الخير والشر، والنفع والضر، والإصلاح والفساد، وهذان الأصلان هما (يزدان وأهرمن) وتعني (النور والظلمة). وكل شيء عندهم يدور وفق قاعدتين، الأولى كيفية امتزاج النور بالظلمة، هذا هو المبدأ والقاعدة الثانية سبب خلاص النور من الظلمة وهذا هو المعاد.

أصل النور والظلمة المزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة
الإصلاح الزرادشتي فلسفة زرادشت
زرادشت والقيم الأخلاقية قوانين زرادشت وتشريعاته
محاسبة النفس الزرادشتية دين رسمي

أصل النور والظلمة:

على أن المجوس فرق متعددة، فزعم بعضهم أن الأصلين النور والظلمة لم يكونا قديمين منذ الأزل، بل أحدهما قديم أزلي وهو (النور) والأصل الثاني (الظلمة) محدثة أي ليست أزلية، ولهذا اختلفوا في الأصل الثاني ومما تكون؟! لأن النور خير والخير لا يحدث شراً وهو الظلمة..

وهؤلاء يزعمون أن المبدأ الأول من الأشخاص هو كيومرث والمعني به آدم(ع) وبعضهم قال المبدأ الأول هو زوران الكبير ويعد أول معلم لهم، ثم النبي زرادشت.

وللكيومرثية مزاعم في خلق الظلمة وسيطرته على النور، وقد أثبتوا إلهاً قديماً وسموه يزدان ومعناه النور، يعنون به الله تعالى، وإلهاً مخلوقاً سموه أهرمن ومعناه الظلمة ويعنون به إبليس. ويزعمون أن سبب وجود أهرمن أن يزدان فكّر في نفسه أنه لو كان له منازع كيف يكون محدث، أهرمن مطبوعاً على الشر والفتنة والفساد والضرر والإضرار، فخرج على يزدان وخالف طبيعته فجرت بينهما محاربة، كان آخر الأمر فيها أن يكون العالم السفلي لأهرمن سبعة آلاف سنة ثم يخلي العالم ويسلمه ليزدان، ثم إنه أباد الذين كانوا في الدنيا قبل الصلح وأهلكهم وبدأ برجل يقال له كيومرث وحيوان يقال له الثور فكان من كيومرث البشر ومن الثور البقر وسائر الحيوان.

وقاعدة مذهبهم تعظيم النور والتحرز من الظلمة ومن هنا أبحروا إلى النار فعبدوها، لما اشتملت عليه من النور. ولما كان الثور أصل الحيوان عندهم المصادف لوجود كيومرث عظموا البقر فعبدوها لما اشتملت عليه من النور، ووصل بهم الأمر إلى أن يتعبدوا بأبوالها.

المزدية: النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة:

أما المزدية فكانت تقول إنّ هناك قوى متناقضة تسبّب تصادماً ونزاعاً يتجسد ألوهة منقسمة إلى ثنائية من نور وظلمة أو خير وشر، في نظام يحكم المسيرة الكونية، وقد تطورت فكرة النظام هذه إلى فكرة العدالة، التي اتخذت مظهراً إيجابياً بينت فيه المزدية أن النظام لا يتقوم إلاّ بالعدالة : إن عجلة الوجود التي تنظمها "أرتا" أو النظام، إنما تديرها وتحكمها "آث" أو "العدالة".

إن قانون العدالة يحتم حرية الاختيار لكل إنسان في اتباع أي الحزبين شاء، إما حزب "الإله الشر" أو حزب "الإله الخير"، ولكن لما كان كل من الإلهين يتحاربان والحرب بينها سجال ولا يباشرانها بأنفسهما وإنما بمخلوقاتهما، فإن الإنسان، وقد خلقه "مزدا" حر الإرادة، تتجاذب في حياته هاتان القوتان، فإن هو طهّر بدنه ونفسه وعمل صالحاً نصر خالقه وأضعف إله الشر، وبذلك يدين بدين "مزدا".

الإصلاح الزرادشتي:

ولكن المزدية لم تبق على حالها، وإنما تعرضت للإصلاح من جانب زرادشت الذي عاش من سنة 660 ـ 583 ق.م، وهو مدفون في ناخشي رستم، بالقرب من برسوبوليس. يعتبر كتاب"أفت" المصدر الأساسي والوحيد الذي يمدنا بالمعلومات عن طبيعة هذه الديانة ومؤسسها ، بينما يذكر المسعودي في كتابه الأشراف والتنبيه أنّ اسم ذلك الكتاب (الأيستا) وعدد سوره إحدى وعشرين سورة، تقع كل سورة في مائتي ورقة، وعدد حروفه ستون حرف، لكل حرف سورة مفردة فيها حروف تكرر وحروف تسقط، وزرادشت هو الذي أحدث هذا الخط والمجوس تسميه "دين تبره" أي كتاب الدين.

وكان زرادشت قد شرح "الأيستا" في كتاب سمّاه "بادزنده" وقد شرح علماء الزرادشتية الشرح المتقدم في كتاب أسموه "يازده".

ومن حيث اختلاف الناس في كتاب زرادشت المقدم ذكره هذا، هل نزل عليه أو أنه صنفه قال الفقهاء: إن للمجوس شبهة كتاب، لأنه غير مقطوع بكونه كتاباً منـزلاً.

تعتقد الزرادشتية أن الإله خلق في غابر الأزمان وفي ملكوته الأعلى خلقاً روحانياً، ولما مضت ثلاثة آلاف سنة أنفذ مشيئته في صورة من نور على تركيب صورة إنسان ثم أيده بالملائكة والكواكب والشمس والقمر، ثم جعل روح زرادشت في شجرة أنشأها في أعلى عليين وبعدها خرج شبح زرادشت بلبن بقرة فشربه أبو زرادشت والتي صارت منها نطفة زرادشت، وبعد أن ولد وبلغ من العمر ثلاثين سنة وبعضهم قال أربعين سنة بعثه الله نبياً.

فزرادشت لا يحيد عن مقالة الفرق المجوسية إذ يقر النور والظلمة، ويقول إنهما اصلان متضادان، وكذلك يزدان وأهريمان وهما مبدأ الموجودات وحصلت التراكيب من امتزاجهما، كما أن الخير والشر والفساد والصلاح والطهارة والخبث وكل شيء يضاد شيء آخر إنما حاصل ذلك كله من امتزاج النور والظلمة، وأن الله تعالى مزجهما لحكمة رآها في التركيب، وأنهما لو لم يمتزجا لما كان هناك وجود للعالم، وأن الامتزاج لا يزال قائماً حتى يغلب النور الظلمة ثم يخلص الخير في عالمه وينحط الشر إلى عالمه وحينئذٍ تكون القيامة.

8O
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••

صورة العضو الرمزية
بشرى سارة
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 795
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بشرى سارة »

جميل جدا هذا الموضوع
يعجبنى جدا فكرك واهتماماتك التى تؤكد انك متميز وذو ثقافة واسعة وعلم وفكر راقى لابعد الحدود
طريقة شرحك ممتازة والتسلسل به تشويق كما ان التوضيح يخاطب جميع مستويات الفكر
مما يدل على انك كاتب محترف واستاذ مبدع وبارع
هايل ورائع دائما يا ســــــــــمــــــــيــــر الـــــــــعــــــــــاشـــــــــــــــــــقــــــــــى
متقدم دائما بطل
لك تحياتى وسلامى وعميق شكرى

صورة

صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

ردودك الجميلة عامل دفع لي على التطور والتقدم مساندتك لي افضل دعم لي
تعليقاتك شمعة تنير بصيرتي كل الشكر والعرفان لكي مني

أضف رد جديد

العودة إلى ”الفرق والمذاهب والاديان“