لايمكننا أبداً اعتبار السماء مجرد فسحة للتأمل ، حيث البوح العاشق والشعر والخيال فهي التي لا تتوانى عن التدخل في حياتنا العامة والخاصة ، وغالباً ما نكون أمام تدخلها الدائم.
لقد انكب الإنسان منذ أقدم العصور على دراسة السماء ومحتوياتها، فاشتملت دراسته هذه على وصف حركة النجوم وأبعادها من جهة ووصف تأثير هذه الحركة ونتائجها من جهة أخرى. أي أن التميز بين علم الفلك وعلم التنجيم لم يكن موجوداً.
لقد اُستعمل هذا العلم منذ القدم وفي جميع الحضارات لفهم شخصية الإنسان، وكان بمثابة النظام الكامل لمعرفة الطبيعة الإنسانية، وقيادة الأشخاص إلى عدم ارتكاب نفس الأخطاء في أمورهم الحياتية.
كوكب القمر وعلاقته بالإنسان :
لقد اُثبت علمياً بأن هناك علاقة واضحة بين تغيرات طبيعة الإنسان ومواقع الأجرام السماوية وتأثيراتها( وخاصة القريبة منها ) وقد بيّن التنجيم وجود ارتباط بين أوضاع الكواكب وطبيعة الوليد ومهنته في المستقبل ، لذلك فإن دراسة أوضاع وحركة الأجرام السماوية في لحظة ولادة الإنسان تتيح الوصول إلى نوع من التنبؤ حول مستقبل الوليد وخصائص طبعه وسلوكه الاجتماعي . فقوى الجاذبية الشمسية لها تأثير كبير وواضح على الظروف الفيزيائية للأرض وبالتالي على طبيعة الإنسان والحيوان وحتى النبات. لنأخذ مثلاً ظاهرة
( المد والجزر ) التي هي عبارة عن ارتفاع وانخفاض دوري لكل مياه المحيطات بما في ذلك مياه البحار المفتوحة والخلجان وينتج المد والجزر بتأثير من جاذبية كل من القمر والشمس ( تأثير القمر أشد لقربه أكثر إلى الأرض ) على الأرض ذاتها وبصفة خاصة على الماء .
إن تأثير القمر على الإنسان ثابت على مر العصور ومعظم الحضارات تتضمن إشارات إلى هذا الموضوع وإن كانت تختلف حول الأهمية التي تضيفها عليه الكواكب وعلى تأثيره. لقد عرضت المجلة الأمريكية للطب النفسي في عام 1972 إحدى النظريات التي تؤكد على علاقة الجاذبية القمرية باضطراب المزاج وقد ذكر فيها مايلي : لقد بات ثابتاً أن القمر بتأثيره على الأرض هو المحرك الرئيسي للمدد والجزر.
فإذا نظرنا إلى جسم الإنسان على أنه (80% ماء و20% أملاح عضوية ومعدنية ) لأمكننا أن نقول إن قوى الثقالة القمرية قادرة على ممارسة تأثير مماثل على الماء المتضمن في جسم الإنسان . هكذا يستطيع القمر إحداث تبديلات دورية على الوسط السائل الذي تسبح فيه خلايا جسمنا بحيث نستطيع التكلم على مد وجذر يحدثان تبديلات في المزاج تظهر عند الشخص ذو الاستعداد للاضطراب السلوكي .
وفي إحدى الدراسات في فلوريدا تبين لهم بعد إحصاء كل الجرائم التي حدثت هناك بين عام 1956- 1970 وجود ذروة في عدد الجرائم عند اكتمال للقمر
( بدر ) .
لقد أطلق شكسبير على القمر في القرن السادس عشر ( سيد الحزن المطلق ) وأعلن أن القمر يجعل الأشخاص حمقى عندما يقترب من الأرض .
كذلك هناك ارتباط وثيق بين القمر والنزف الدموي بشكل عام ، حيث أجرى أحد الأطباء بحثاً على أكثر من ألف شخص ممن يتعرضون لنزف غير عادي أثناء العمليات الجراحية فوجد أنّ 82% من نوبات النزف الحاد تقع بين الربعين الأول والأخير للقمر ، مع ارتفاع هذه النسبة حتى أوجها عند اكتمال القمر في منتصف هذه الدورة .
وهناك ما يوحي بأن الليالي القمرية تكون ذات تأثير غريب على بعض الناس . ولفظ الجنون الانكليزي Lunacy مشتق من اسم القمر ( لونا ) Luna كما رأينا ، مما يوحي بصلة بين القمر والجنون .والدليل على أخذ هذا الأمر على محمل الجد أن إجازات العاملين والمشرفين في بعض المصحات العقلية العالمية تلغى عند اكتمال البدر توقعاً لتأثير القمر على المرضى.
![اضغط على الصورة لتراها بحجمها الطبيعي تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها](http://www.sowaar.com/wp-content/themes/Photoblog/scripts/timthumb.php?src=http://www.sowaar.com/wallpapers/3d_wallpaper/wallpapers_3d_art%20%28121%29.jpg&h=440&w=590&zc=1)