تحركوا ترزقوا
قيل للذئب يوما كفاك جريا وراء الغنم
و مهاجمة القطيع وابق في ظل شجرة
يأتيك رزقك بين يديك.أخذ الذئب بالنصيحة
ولبث ثلاثة أيام متوالية في ظل شجرة
ينتظر قدوم الخرفان بين يديه كما قيل له
والقطيع يأتي ويروح على بعد أمتار منه
فقط والجوع يقطع أمعائه وكلما فكر
في الوثوب على أحد الخرفان تذكر وعده
مع نفسه بتطبيق النصيحة وان الرزق يأتيه
لا محالة فلما أشتد جوعه وطال انتظاره
وتأكد بان الخرفان لن تدنوا منه أكثر مما هي عليه
وأن مصيره الموت بسبب الجوع قرر
أن يثب على خروف فأكله فعاتبوه
على عدم وفائه بالتزاماته فقال:
نعم الرزق مكتوب ولكن أعتقد انه
لا بد أيضا من قفزة للحصول على ما نقتات منه.
قال الشاعر :
ومن طلب العلى من غير كد سيدركها إذا شاب الغراب.
السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة
فلابد من بذل شيء من الجهد و الحركة و الاخذ بالاسباب لحصول البركات
حتى وإن لم يكن لهذا الجهد و حجمه
ارتباط كبير بالنتيجة المحققة،
أنظر إلى مريم عليها السلام عندما كانت تشكو
مرارة المخاض وهي في ضعف على ضعف
بجانب جذع النخلة وأراد الله أن يطعمها ويسقيها
فطلب منها أن تحرك فقط النخلة برجليها أو بيدها
لتسترزق من فضل الله فقال لها:
"وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا فكلي واشربي ".
تحركوا ترزقو ا
فالانسان وجب عليه التحرك والبحث عن رزقه لا أن ينتظر
ان تنزل عليه مائدة من السماء
و أيضا وجب عليه التحرك لتحقيق حلمه
و عدم الركون الى التخيل و الاماني .
قال رسول اللّه(*): "إنّ أصنافاً من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم:...رجل يقعد في بيته ويقول: ربّ ارزقني ولا يخرج ولا يطلب الرزق.
فيقول اللّه عزّ وجل: عبدي! ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب والضرب في الأرض بجوارح صحيحة؟..."
و قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم: رجل جلس عن طلب الرزق، ثمّ يقول: اللّهم ارزقني.يقول اللّه تعالى: ألم أجعل لك طريقاً إلى الطلب
![صورة](http://www.alhekam.net/images/goldboxsmiles/yahoo/41.gif)
![صورة](http://www.alhekam.net/images/goldboxsmiles/yahoo/41.gif)
{ اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } [ العنكبوت: 62 ].
ـ { إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ } [ سبأ: 39 ].
ـ { إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِساب } [ آل عمران: 37 ].
![صورة](http://www.alhekam.net/images/goldboxsmiles/yahoo/41.gif)
1
![صورة](http://www.alhekam.net/images/goldboxsmiles/yahoo/40.gif)
ومن هذا القبيل قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "إذا سبّب اللّه للعبد الرزق في أرض، جعل له فيها حاجة"
2
![صورة](http://www.alhekam.net/images/goldboxsmiles/yahoo/40.gif)
قال رسول اللّه(*): "أيّها الناس إنّ الرزق مقسوم، لن يعدو امرىء ما قسم له، فاجملوا في الطلب"
معنى الحديث :
أيّها الناس; إنّ اللّه تعالى وفّر لكم نطاقاً محدّداً من فرص الحصول على الرزق، فعليكم أن تعرفوا الحدود التي أتاحها اللّه لكم في صعيد كسب الرزق، لئلا تتجاوزوها، فترهقون أنفسكم من دون فائدة.
وليكن طلبكم للرزق منسجماً مع ما مكّنكم اللّه تعالى منه.
وليكن طلبكم للرزق متّزناً ومتصّفاً بما لا يتنافى مع المروءة.
قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق(عليه السلام): "من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همّه، جعل اللّه تعالى الفقر بين عينيه، وشتّت أمره، ولم ينل من الدنيا إلاّ ما قسم له...
إنّ الإنسان مهما يبذل الجهد لطلب الرزق، فإنّه لا يحصل من الرزق إلاّ ما مكّنه اللّه من الحصول عليه، ولهذا ليس للإنسان إلاّ الطلب في إطار ما وفّر اللّه تعالى له من فرص للحصول على الرزق.
وأمّا الهمّ والغمّ وغيرها من الحالات النفسيّة السلبيّة فإنّها لا تؤدّي إلى زيادة رزق الإنسان، والمتّصف بهذه الرذائل لا ينال من الدنيا إلاّ ما قُسم له، أي: لا ينال بطلبه إلاّ الرزق الذي وفّره اللّه تعالى له.