لكل حاسة محسوسا يعمل فيه. ولكل محسوس حاسة تدركه ومع هذا ....

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

لكل حاسة محسوسا يعمل فيه. ولكل محسوس حاسة تدركه ومع هذا ....

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



يقول الامام الصادق عليه السلام في معرض كلامه للمفضل بن عمر حول حواس الانسان :

(... فانظر كيف قدر بعضها يلقى بعضا، فجعل لكل حاسة محسوسا يعمل فيه. ولكل محسوس حاسة تدركه، ومع هذا فقد جعلت أشياء متوسطة بين الحواس والمحسوسات، لا تتم الحواس إلا بها، كمثل الضياء والهواء، فإنه لو لم يكن ضياء يظهر اللون للبصر، لم يكن البصر يدرك اللون، ولم لم يكن هواء يؤدي الصوت إلى السمع، لم يكن السمع يدرك الصوت.
فهل يخفى عليه من صح نظره وأعمل فكره، إن مثل هذا الذي وصفت من تهيئه الحواس والمحسوسات بعضها يلقى بعضا، وتهيئة أشياء أخر بها تتم الحواس، لا يكون إلا بعمل وتقدير من لطيف خبير.
(فيمن عدم البصر والسمع والعقل وما في ذلك من الموعظة)

فكر مفضل فيمن عدم البصر من الناس. وما يناله من الخلل في أموره، فإنه لا يعرف موضع قدميه، ولا يبصر ما بين يديه، فلا يفرق بين الألوان، وبين المنظر الحسن والقبيح، ولا يرى حفرة إن هجم عليها ولا عدوا إن أهوى إليه بسيف، ولا يكون له سبيل إلى أن يعمل شيئا من هذه الصناعات مثل الكتابة والتجارة والصياغة. حتى إنه لولا نفاذ ذهنه لكان بمنزلة الحجر الملقى.
وكذلك من عدم السمع، يختل في أمور كثيرة، فإنه يفقد روح المخاطبة والمحاورة، ويعدم لذة الأصوات واللحون المشجية والمطربة، وتعظم المؤنة على الناس في محاورته. حتى يتبرموا به، ولا يسمع شيئا من أخبار الناس وأحاديثهم، حتى يكون كالغائب وهو شاهد، أو كالميت وهو حي.
فأما من عدم العقل، فإنه يلحق بمنزلة البهائم، بل يجهل كثيرا مما تهتدى إليه البهائم، أفلا ترى كيف صارت الجوارح والعقل، وسائر الخلال التي بها صلاح الإنسان، والتي لو فقد منها شيئا لعظم ما يناله في ذلك من الخلل، يوافي خلقه على التمام حتى لا يفقد شيئا منها، فلم كان كذلك؟ إلا أنه خلق بعلم وتقدير.قال المفضل: فقلت فلم صار بعض الناس يفقد شيئا من هذه الجوارح فيناله من ذلك مثل ما وصفته يا مولاي؟ قال عليه السلام:
ذلك للتأديب والموعظة لمن يحل ذلك به ولغيره بسببه كما يؤدب الملوك الناس للتنكيل والموعظة، فلا ينكر ذلك عليهم، بل يحمد من رأيهم، ويتصوب من تدبيرهم. ثم إن للذين تنزل بهم هذه البلايا من الثواب بعد الموت - إن شكروا وأنابوا - ما يستصغرون معه ما ينالهم منها، حتى أنهم لو خيروا بعد الموت لاختاروا أن يردوا إلى البلايا ليزدادوا من الثواب....)
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“