![اضغط على الصورة لتراها بحجمها الطبيعي تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها](http://download.mrkzy.com/u/1513_e44bdec8a8bc1.jpg)
القانون والحب تعبران عن نوعين من الفعل البشري ، العقل القانوني هو عقل بعيد عن الحب ، والعقل المحب الذي هو أبعد ما يكون عن القانون .. التوجه القانوني هو محض سياسي ، بينما التوجه نحو الحب هو التوجه السماوي والغير سياسي ، رجل القانون يفكر بالعدالة وليس بالتسامح ، والعدالة بلا تسامح يستحيل عليها أن تكون عدالة ، وكذلك التسامح في غير موقعه ، وأهم ميزات التسامح هي الحق والعدل ، والعدالة تتبع التسامح كظله ، بينما التسامح لا يتبع العدالة ـ لأنه هو الأساس وكذلك الحب .
أهم اشكالية لبني البشر هي : هل الله محبة أم قوانين وتشريعات ؟ هل الله عدل أم تسامح وعطاء ؟ ،
القانونيون يقولون أن الله عدل ، ولكنهم لا يعرفون من يكون الله ، لأن الله هو الإسم الآخر للحب ، وهذا هو البعد الذي لم يتمكن القانونيون من التعرف إليه ، إلقاء المسؤولية على الآخر ليتحمل النتائج ، بينما المحب يلقي المسولية على عاتقه ، حين تعني أنك المسؤول تبدأ بالتزهر والتفتح ، الحب إحساس تسامح وعطاء ، الحب يقدم لك الحماية حتى لا تصبح بحاجة لحماية من أحد
يجب على المرء أن يكون راغباً بمعرفة ما هي الحياة ، ومستعداً لفعل كل شيء من أجل التعرف على الحياة ، أن يتقبل الموت من أجل الحياة ، فإن كان يخاف الموت ، فلن يعرف ماهية الحياة وقيمتها ، وإن لم يخشاه ومستعداً له ، سيعرف معنى الحياة الخالدة التي لا تنتهي أبداً ، الحياة التي لا موت فيها .
الخوف يكون حيث لا يكون الحب ، وإذا كان القانون سيد المجتمع ، فهذا يعني أن أعضاء المجتمع لا يعرفون إلا الخوف ، أما إذا كان الحب هو سيده ، فهذا يعني أن أعضاءه يعيشون مرتاحي البال ، القانون أوجد جهنم ليرمي بها المدانين والمعاقبين لأن القانون يقول : من يرتكب خطأ يعاقب ، ورجال الدين يقولون من ارتكب إثماً فجهنم مصيره ، فجهنم هذه من اختراع بشر ساديين ـ لإبقاء الإنسان خائفاً من ارتكاب إثم هم يعتبرونه كذلك ، العقاب لا يغير بالفرد ، بل يفسده ، نحن بحاجة لتوجه جديد كلياً ـ التوجه نحو الحب
الصلاة هي أن تحب الرب بكل أحاسيسك ، حين تكون كل أحاسيسك ومشاعرك مجتمعة لتؤلف وحدة لا تنفصل ، تكون الصلاة ، الصلاة من صميم القلب ، ومن كل فكرك ـ هذا هو معنى التأمل ، حين تصبح كل أفكارك واحدة ، حين تصبح كذلك لن تعود بحاجة للتفكير ولن تعود بحاجة للأحاسيس ، فالتضرع ليس عاطفة ، إنما هو تناغم الأحاسيس ووحدتها ، عند توحد الأحاسيس والمشاعر تماماً يأتي التحول ـ كمثل وصول درجة حرارة المياة لحالة التبخر صعوداً في الجو ، هذا يسمى الورع والتقوى في الأديان
الحب حدوث ، الحب عمل لا إرادي لا يمكن أن تأمر به ، أن تحب الرب إلهك ـ تعني حب الكل ، كل الوجود ، وتحب قريبك كنفسك ، أن تحب الله عليك أن تجد من خلقه أحد حولك لتحبه ، لكن الناس يتحدثون عن حبهم لله وفتكهم ببني البشر ـ هناك معبد أساسي واحد هو معبد الحب
الاختلاف بين بني البشر يعود إلى بيئتهم ، وكذلك الألوان ، أما الذات الداخلية فلا لون لها ، ألوان بني البشر هي انعكاس البيئة التي يعيشون فيها على بشرة وجوههم ، الانسان لا لون له ، الانسان ليس جسداً ولا عقلاً ولا قلباً ، حب الذات هي الأساس ـ
لنعد أطفالاً ونحب أنفسنا وهذا كل شيء ،
الحب هو الصلة بالوجود وفيه سر الصلة بكل الوجود
Nizar Shadid