جيل لن يتكرر

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
بلديه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 992
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

جيل لن يتكرر

مشاركة بواسطة بلديه »

[align=center]جيل لن يتكرر




أتى شابّان إلى الخليفة عمر بن


الخطاب رضي الله عنه وكان في


المجلس وهما يقودان رجلاً من


البادية فأوقفوه أمامه



‏قال عمر: ما هذا



‏قالوا : يا أمير المؤمنين ، هذا

قتل أبانا



‏قال: أقتلت أباهم ؟



‏قال: نعم قتلته !



‏قال : كيف قتلتَه ؟

‏قال : دخل بجمله في أرضي ، فزجرته

، فلم ينزجر، فأرسلت عليه ‏حجراً

، وقع على رأسه فمات...



‏قال عمر : القصاص ....

‏الإعدام

.. قرار لم يكتب ... وحكم سديد لا

يحتاج مناقشة ، لم يسأل عمر عن

أسرة هذا الرجل ، هل هو من قبيلة

شريفة ؟ هل هو من أسرة قوية ؟

‏ما مركزه في المجتمع ؟ كل هذا لا

يهم عمر - رضي الله عنه - لأنه لا

‏يحابي ‏أحداً في دين الله ، ولا

يجامل أحدا ًعلى حساب شرع الله ،

ولو كان ‏ابنه ‏القاتل ، لاقتص

منه ..

‏قال الرجل : يا أمير

المؤمنين : أسألك بالذي قامت به

السماوات والأرض ‏أن تتركني ليلة

، لأذهب إلى زوجتي وأطفالي في

البادية ، فأُخبِرُهم ‏بأنك

‏سوف تقتلني ، ثم أعود إليك ،

والله ليس لهم عائل إلا الله ثم

أنا



قال عمر : من يكفلك

أن تذهب إلى البادية ، ثم تعود

إليَّ؟



‏فسكت الناس جميعا ً، إنهم لا

يعرفون اسمه ، ولا خيمته ، ولا

داره ‏ولا قبيلته ولا منزله ،

فكيف يكفلونه ، وهي كفالة ليست

على عشرة دنانير، ولا على ‏أرض ،

ولا على ناقة ، إنها كفالة على

الرقبة أن تُقطع بالسيف ..





‏ومن يعترض على عمر في تطبيق شرع

الله ؟ ومن يشفع عنده ؟ومن ‏يمكن

أن يُفكر في وساطة لديه ؟ فسكت

الصحابة ، وعمر مُتأثر ، لأنه

‏وقع في حيرة ، هل يُقدم فيقتل

هذا الرجل ، وأطفاله يموتون جوعاً

هناك أو يتركه فيذهب بلا كفالة ،

فيضيع دم المقتول ، وسكت الناس ،

ونكّس عمر

‏رأسه ، والتفت إلى الشابين :

أتعفوان عنه ؟

‏قالا : لا ، من قتل أبانا لا بد

أن يُقتل يا أمير المؤمنين..



‏قال عمر : من يكفل هذا أيها

الناس ؟!!



‏فقام أبو ذر الغفاريّ بشيبته

وزهده ، وصدقه ،وقال:

‏يا أمير المؤمنين ، أنا أكفله



‏قال عمر : هو قَتْل ، قال : ولو

كان قاتلا!



‏قال: أتعرفه ؟



‏قال: ما أعرفه ، قال : كيف تكفله

؟



‏قال: رأيت فيه سِمات المؤمنين ،

فعلمت أنه لا يكذب ، وسيأتي إن

شاء‏الله



‏قال عمر : يا أبا ذرّ ، أتظن أنه

لو تأخر بعد ثلاث أني

تاركك!

‏قال: الله المستعان يا أمير

المؤمنين ...



‏فذهب الرجل ، وأعطاه عمر ثلاث

ليال ٍ، يُهيئ فيها نفسه، ويُودع

‏أطفاله وأهله ، وينظر في أمرهم

بعده ،ثم يأتي ، ليقتص منه لأنه

قتل ....



‏وبعد ثلاث ليالٍ لم ينس عمر

الموعد ، يَعُدّ الأيام عداً ،

وفي العصر‏نادى ‏في المدينة :

الصلاة جامعة ، فجاء الشابان ،

واجتمع الناس ، وأتى أبو ‏ذر

‏وجلس أمام عمر ، قال عمر: أين

الرجل ؟ قال : ما أدري يا أمير

المؤمنين!



‏وتلفَّت أبو ذر إلى الشمس ،

وكأنها تمر سريعة على غير عادتها

، وسكت‏الصحابة واجمين ،

عليهم من التأثر مالا يعلمه إلا

الله.

‏صحيح أن أبا ذرّ يسكن في قلب عمر

، وأنه يقطع له من جسمه إذا أراد

‏لكن هذه شريعة ، لكن هذا منهج ،

لكن هذه أحكام ربانية ، لا يلعب

بها ‏اللاعبون ‏ولا تدخل في

الأدراج لتُناقش صلاحيتها ، ولا

تنفذ في ظروف دون ظروف ‏وعلى أناس

دون أناس ، وفي مكان دون مكان...



‏وقبل الغروب بلحظات ، وإذا

بالرجل يأتي ، فكبّر عمر ،وكبّر

المسلمون‏معه



‏فقال عمر : أيها الرجل أما إنك لو

بقيت في باديتك ، ما شعرنا بك ‏وما

عرفنا مكانك !!



‏قال: يا أمير المؤمنين ، والله

ما عليَّ منك ولكن عليَّ من

الذي يعلم السرَّ وأخفى !! ها أنا

يا أمير المؤمنين ، تركت أطفالي

كفراخ‏ الطير لا ماء ولا شجر في

البادية ،وجئتُ لأُقتل..

وخشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء

بالعهد من الناس



فسأل عمر بن الخطاب أبو ذر لماذا

ضمنته؟؟؟

فقال أبو ذر :

خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من

الناس

‏فوقف عمر وقال للشابين : ماذا

تريان؟

‏قالا وهما يبكيان : عفونا عنه

يا أمير المؤمنين لصدقه..

وقالوا نخشى أن يقال لقد ذهب

العفو من الناس !

‏قال عمر : الله أكبر ، ودموعه

تسيل على لحيته .....



‏جزاكما الله خيراً أيها الشابان

على عفوكما ،

وجزاك الله خيراً يا أبا ‏ذرّ

‏يوم فرّجت عن هذا الرجل كربته

، وجزاك الله خيراً أيها الرجل

‏لصدقك ووفائك ...

‏وجزاك الله خيراً يا أمير

المؤمنين لعدلك و رحمتك....

‏قال أحد المحدثين :

والذي نفسي بيده ، لقد دُفِنت

سعادة الإيمان ‏والإسلام

في أكفان عمر!!. [/align][/color]
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
نور عيد
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 468
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد
اتصال:

مشاركة بواسطة نور عيد »

شكرا لك بلدية

موضوع اكثر من رائع و حكمته جميلة جدا و ما اجمل تلك الايام و ما ارحمها

اما الان الانسان ليس في قلبه رحمة

للنظر الى الخلفاء و الر رسول الله و نتشبه بهم

ما شاء الله
صورة العضو الرمزية
بلديه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 992
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بلديه »

هاد من ذوقك يا نور عبيد تسلميلي والله حبيبتي .
صورة العضو الرمزية
بنت النور
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 533
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بنت النور »

اختي الغالية سلمت اناملك

الله يرحم عمر بن الخطاب و كل الصحابة رضي الله عنهم و ارضاهم

و اللهم صلي على سيدنا محمد و اله الاخيار الاطهار و صحابته الابرار

لا تنسوا اخوانكم في غزة من الدعاء
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
بلديه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 992
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بلديه »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
شكرا لك عزيزتي بنت النور وشكرا لمرورك على هذا الموضوع .
صورة العضو الرمزية
ابو تريكه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1539
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ابو تريكه »

شكرا اختى الغالية بلدية على روائعك الجميلة دائما
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
بشرى سارة
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 795
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بشرى سارة »

:oops: :oops: :oops: لك يا اختى الغالية بلدية
دائما متميزة بمواضيعك
الله يزيدك من علمه اكثر واكثر
فى انتظار المزيد منك يا حبيبتى بلدية
لك حبى وودى
صورة
صورة العضو الرمزية
نائل البصري
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 62
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة نائل البصري »

شكــــــــــــــــــرا
والشـــــــــــــــــكر
قليـــــــــــــــــــــل
لشــــــــــــــــــــكركم
ولاكن ليس بيدنا الا
الشــــــــــــــــــــكر
لشــــــــــــــــــــــكركم
تحياتي الاخويه
نتمى الموفقيه
للجميع
اخوكم البصري
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“