قصة الصفا والمروى في مناسك الحج:

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
ابو سيف
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 101
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

قصة الصفا والمروى في مناسك الحج:

مشاركة بواسطة ابو سيف »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


يروي المؤرخون أن نبي الله إبراهيم(ع) كان متزوجاً من سارة أخت نبي الله لوط(ع)، وهي ابنة خالته، وأنه لم يرزق منها بولد طوال أكثر من عشرين عاماً، فدعا إبراهيم ربَّه قائلاً: {ربّ هب لي من الصالحين}.
وكانت سارة تعلم برغبة إبراهيم (ع) في أن يصبح أباً ويكون له ولد يعينه في حياته ويرثه بعد مماته. وكانت لها جارية مصرية قبطية، اسمها هاجر، فوهبتها له، ليتزوجها عسى أن يتحقق له مايريد.
وهكذا حقق الله دعوة خليله إبراهيم(ع)، وحملت هاجر {فبشرناه بغلام حليم}، هو إسماعيل(ع).

ارتفعت نفس هاجر بعد حملها، وراحت تتباهى وتتكبر على سيدتها سارة، فاغتاظت سارة ولحقتها الغيرة، فكانت تدور بينها وبين هاجر خلافات كالتي تحصل بين الزوجتين في البيت الواحد، ولكن إبراهيم(ع) كان يوفق بينهما في كل مرة
وظلت الحال كذلك حتى ولدت هاجر إسماعيل(ع) وإبراهيم(ع) في السادسة والثمانين من العمر، وسارة قد بلغت سن اليأس من الإنجاب، فتعاظمت غيرة سارة، وبات إبراهيم(ع) في حيرة في أمره، كيف يستطيع التوفيق بينهما وهو في هذا العمر شيخ كبير.
وبدأ إبراهيم(ع) يناجي ربه، ويطلب إليه أن يعينه ويساعدهُ، فبشره الله سبحانه بولدين آخرين تنجبهما سارة: { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. قالت: ياويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا الشيء عجيب. قالوا أتعجبين من أمر الله؟ رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}.
بعد خمس سنوات على ولادة إسماعيل(ع) أنجبت سارة إسحاق(ع) وهكذا صار لإبراهيم ولدان: إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة... ولحكمة أرادها الله، وتحاشياً لما قد يقع بين الزوجتين وولديهما من الخلاف والمشاحنات أمر الله سبحانه خليله إبراهيم(ع) أن يخرج بإسماعيل وأمه هاجر، بوادٍ غير ذي زرع ويبتعد بهما عن سارة، التي اغتمت كثيراً وثقل عليها أمر هاجر وولدها إسماعيل، بعد أن صار لها ولد.
أذعن إبراهيم(ع) لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل، وهو لا يدري إلى أين يأخذهما، فكان كل ما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وزرع قال: إلى هنا يا ربّ؟ فيجيبه جبرائيل(ع): امض يا إبراهيم...
وظلَّ إبراهيم (ع) وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما الرضيع إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا زرع هناك ولا ماء، اللهم إلاّ دوحة ألقت عليها هاجر كساءً كان بحوزتها، ليظلهم من حرِّ الشمس .
أراد إبراهيم(ع) أن يترك هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، حيث لا دار ولا طعام فيه ولا شراب، إلاّ كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء كانوا قد حملوهما معهم عند بدء رحلتهم. فخافت هاجر على نفسها الجوع والعطش، وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم(ع) تريد ألا تتركه يذهب، وراحت تسأله: إلى أين تذهب ياإبراهيم وتتركني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا زرع ولا ماء ؟!.ألا تخاف أن نهلك أنا وهذا الطفل جوعاً وعطشاً؟!
رق قلب إبراهيم(ع) وتحير في أمره، ولكنه تذكر أمر الله له، فماذا يفعل وهو إنما ينفذ ما أمره به ربه؟
وأشاح بوجهه عنها.. ولكن هاجر ألحت في السؤال، وظل إبراهيم(ع) منصرفاً عنها يناجي ربه.. ويأتي الجواب، جازماً حاسماً لا تردد فيه ولا تراجع: إن الله هو الذي أمرني بترككم في هذا المكان، وهو لاشك سيكفيكم..
لاذت هاجر بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله ثم قالت: إذن لايضيعُنا..
ورفع إبراهيم(ع) يديه بالدعاء متضرعاً إلى الله وهو يهم بالعودة: { رب إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم. وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون}. ثم عاد إلى بلاد الشام حيث سارة، وقلبه يهوي إلى مكة.. إلى ولده وفلذة كبده إسماعيل الرضيع، ولا حيلة له إلاّ الدعاء والتضرع.
نفد التمر والماء من بين يدي هاجر... واشتدت الحرارة فعطش الرضيع وطلب الماء ليشرب.. وراح يتلوى من الجوع والعطش فلم تعد هاجر تطيق رؤية طفلها على هذه الحال، فراحت تنظر إليه وعيناها ممتلئتان بالدمع، لا تدري ماذا تفعل.. أتترك وليدها يقضي جوعاً وعطشاً؟ لا، لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المصير... فلا بد أنها ستجد الماء.. فالله لن يضيمها وطفلها..
وقامت هاجر في الوادي في موضع السعي أيام الحج، ونادت هناك: هل في الوادي من أنيس، فلم يجبها أحد.
بئر زمـــزم
انطلقت هاجر تبحث عن الماء في كل اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي كل ناحية فلاح لها على المروى سرابٌ طنت انه ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه المروى، ظنت أنها ستجد الماء.. و لكن لم تجد شيئاً، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سرابٌ في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً. وهكذا في كل مرة، حتى فعلت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها،
ولم تكن تطيق أن يغيب عن ناظريها.. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون أن تعثر على الماء.. نظرت إلى طفلها والدموع تنهمر من عينيها، فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تشرب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل ترضعه.. فإذا بها تسمع صوتاً يقول لها: لاتخافي الضيعة، فإن ها هنا سيكون بيت لله يبتيه هذا الغلام وأبوه، فقري عيناً، إن الله لايضيع أهله.

منقول
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
عيدراس
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 221
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة عيدراس »

رائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع

مشكووووووووووووووووووووووووووور أخي ابويوسف


صورة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“