التفكر

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »

اهلا بك عزيزتي
لقد نسيت الموضوع وانشغلت بامور اخرى
سوف ارجع لمواضيعي بالقريب العاجل ان شاء الله
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »


(مجاري التفكر في المخلوقات)
الموجودات باسرها مجارى التفكر و مطارح النظر، اذ كل ما في الوجود سوى واجب الوجود فهو من رشحات وجوده و آثاره فيضه وجوده، و كل موجود و مخلوق من جوهر او عرض مجرد او مادى، فلكى او عنصرى، بسيط او مركب فعل الله و صنعه، و ما من ذرة من ذرات العالم الا و فيها ضروب من عجائب حكمته و غرائب عظمته، بحيث لو تشمر عقلاء الاقطار و حكماء الامصار مدى الاعصار لاستنباطها، انقضت اعمارهم دون الوقوف على عشر عشيرها و قليل من كثيرها.

ثم ان الموجودات المخلوقة منقسمة الى ما لا يعرف اصله فلا يمكننا التفكر فيه، و الى ما يعرف اصله و مجمله من دون معرفة تفاصيله فيمكننا التفكر في تفصيله لتزداد لنا معرفة و بصيرة بخالقه. و هو الى ما لا يدرك بحس البصر و يسمى ب (الملكوت) ، كالملائكة و الجن و الشياطين و عوالم العقول و النفوس المجردة، و لها اجناس و طبقات لا يحيط بها الا موجدها، و الى ما يدرك به، و له اجناس ثلاثة: عالم السماوات المشاهدة بكواكبها و نجومها و دورانها في طلوعها و غروبها، و عالم الارض المحسوسة ببحارها و جبالها و وهادها و تلالها و معادنها و انهارها و نباتها و اشجارها و حيوانها و جمادها، و عالم الجو المدرك بسحبه و غيومه و امطاره و ثلوجه و شهبه و بروقه و رياحه و رعوده، و كل من هذه الاجناس الثلاثة ينقسم الى انواع، و يتشعب كل نوع الى اقسام و اصناف غير متناهية، مختلفة في الصفات و الهيئات، و اللوازم و الآثار و الخواص، و المعاني الظاهرة و الباطنة، و ليس شى‏ء منها الا و موجده هو الله سبحانه، و في وجوده و حركته و سكونه حكم و مصالح لا تحصى.

و كل ذلك مجارى التفكر و التدبر لتحصيل المعرفة و البصيرة بخالقها الحكيم و موجدها القيوم العليم، اذ كلها شواهد عدل و بينات صدق على وحدانيته و حكمته و كمال كبريائه و عظمته، فمن قدم قدم حقيقته، و دار عالم الوجود و فتح عين بصيرته، و شاهد مملكة ربه الودود، لظهر له في كل ذرة من ذرات الخلق عجائب حكمة و غرائب قدرة، بهر منها عقله و وهمه، و حسر دونها لبه و فهمه.

ثم لا ريب في ان طبقات العوالم المنتظمة المرتبة على النحو الاصلح و النهج الاحسن بامر موجدها الحكيم و مدبرها العليم، مبتداة في الصدور من الاشرف فالاشرف، حتى ينتهي الى اسفل العوالم و اخسها، و هو عالم الارض بما فيه، و كل عالم اسفل لا قدر له بالنسبة الى ما فوقه، فلا قدر للارض بالنظر الى عالم الجو، و لا للجو بالقياس الى عالم السماوات، و لا للسماوات بالنسبة الى عالم المثال، و لا للمثال بالنظر الى عالم الملكوت، و لا للملكوت بالقياس الى الجبروت، و لا للجميع بالنسبة الى ما لا سبيل لنا الى دركه تفصيلا و اجمالا من عوالم الالوهية، كما ظهر لعلماء الطبيعة و اهل الرصد و الهندسة، و وضح لارباب المكاشفة و العرفان و اصحاب المشاهدة و العيان.

ثم اخس العوالم الذى عرفت‏حاله-اعنى الارض-لا قدر لما على ظهرها من الحيوان و النبات و الجماد، بالنظر الى نفسها، و لذا يفسد من ادنى تغير لها جل ما عليها، و لكل جنس مما علهيا انواع و اقسام و اصناف غير متناهية. و اضعف انواع الحيوان البعوضة و النحل و اشرف انواعه الانسان فنحن نشير الى نبذة يسيرة من الحكم و العجائب المودعة فيها، و كيفية التفكر فيها، ليقاس عليها البواقي اجمالا. فان بيان مجارى التفكر باسرها في حين المحال، و ما يمكن منه خارج عن حيطة الضبط و التدوين، و لذا ترى ان البارعين من الحكماء و الفائقين من اجلة العرفاء بذلوا و سعهم في بيان مجارى التفكر و مطارحه و شرح بمجال النظر و مسارحه فسطروا فيه الاساطير و ملاوا منه الطوامير، و خاضوا في غمرات بحار الافكار و غاصوا في تيار لجج الانظار، و مع ذلك لم يعودوا بالنظر الى ما هو الواقع الا صفر اليدين و رجعوا آخر الامر (بخفي حنين) . و نحن لو تعرضنا لشرح ما يمكن لنا دركه من الحكم و الغرائب المودعة في عضو واحد من اعضائها على التفصيل لخرجنا عن وضع الكتاب، و ارتكبنا ما يعمل الناظرين من الاطناب، فنشير اجمالا الى بعض ما فيها من الحكم و العجائب، تنبيها للطالبين على كيفية التفكر في الصنائع الالهية، فنقول:
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
somat
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 159
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة somat »

:oops: :oops: بارك اللة فيكى اختى :oops: :oops:
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »

شكرا لك اخي somat
من مجاري التفكر (للنراقي)
اما (البعوض) -فانظر كيف خلقه الله على صغر قدره على شكل الفيل الذي هو اعظم الحيوانات، اذ خلق له خرطوما كخرطومه، و خلق له مع صغره جميع الاعضاء التي خلقها للفيل بزيادة جناحين، فقسم اعضاءه الظاهرة، فانبت جناحيه و اخرج يديه و رجليه، و شق سمعه و بصره و دبر في باطنه اعضاء الغذاء، و ربك فيها من القوى الغاذية و الجاذبة و الدافعة و الماسكة و الهاضمة ما ركب في الحيوانات العظيمة-كما ياتى في الانسان-ثم هداه الى غذائه الذى هو دم الانسان و غيره من الحيوانات، فانبت له آلة الطيران الى الانسان، و خلق له الخرطوم الطويل و هو محدد الراس، و هداه الى الامتصاص من مسام بشرة الانسان حتى يضع خرطومه في واحد من مسامه، و يغرز فيه و يمص الدم و يتجرعه، و خلق خرطومه-مع دقته-مجوفا حتى يجرى فيه الدم الصافي الرقيق و ينتهى الى باطنه و ينتشر فى معدته و في سائر اعضائه، و عرفه ان الانسان يقصده بيده فعلمه حيلة الهرب، و خلق له السمع الذى يسمع به حفيف حركة اليد مع كونها بعيدة منه، فيترك المص و يهرب، و اذا سكنت اليد عاد، و خلق له حدقتين حتى يبصر مواضع غذائه فيقصده مع صغر حجم وجهه. و لما كانت‏حدقة كل حيوان صغيرة بحيث لا يحتمل الاجفان لصغره، و كانت الاجفان مصقلة لمراة الحدقة عن القذى و الغبار، خلق للبعوض و الذباب و غيرهما من الحيوانات الصغيرة يدين ليمسح بهما حدقتيه و يطهرهما عن الغبار و القذى، اولا ترى الذباب انه على الدوام يمسح حدقتيه بيديه. و اما الانسان و غيره من الحيوانات العظيمة خلق لحدقتيه الاجفان حتى ينطبق احدهما على الآخر و اطرافهما حادة، فيجمع الغبار الذى يلحق الحدقة و يرميها الى اطراف الاهداب. فهذه لمعة يسيرة من عجائب صنع الله فيه، و فيها من العجائب الظاهرة و الباطنة ما لو اجتمع الاولون و الآخرون على الاحاطة بكنهها عجزوا عن حقيقتها.

اما (النحل) -فانظر كيف اوحى الله تعالى اليها حتى اتخذت!

«من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون‏» (72)

و استخرج من لعابها الشمع و العسل، و جعل احدهما ضياء و الاخر شفاء و انظر في عجائب امرها في تناولها الازهار و الانهار و اجتنابها عن النجاسات و الاقذار، و في طاعتها و انقيادها لواحد من جملتهم، و اكبرهم شخصا، و هو اميرهم. و انظر كيف علم الله اميرهم ان يحكم بالعدل و الانصاف بينهم، حتى انه ليقتل على باب النفذ كل ما وقع منها على نجاسة. ثم انظر الى بناء بيوتها من الشمع و اختيارها من جملة الاشكال المسدس، فلا يبنى مستديرا و لا مربعا و لا مخمسا، بل اختار المسدس لخاصية يقصر عن دركها افهام المهندسين، و هو ان اوسع الاشكال و اجودها المستدير، ثم ما يقرب منه، فان المربع تخرج منه زوايا ضايعة، و شكل النحل مسدير مستطيل، فترك المربع حتى لا تضيع الزوايا فتبقى فارغة، و لو بناها مستديرة لبقيت‏خارج البيوت فرج ضايعة، لان الاشكال المستديرة اذا اجتمعت لم تجتمع متراصة و لا شكل في الاشكال ذوات الزوايا يقرب في الوسعة و الاحتواء من المستدير ثم تتراص الجملة منه بحيث لا يبقى بعد اجتماعها فرجة الا المسدس، فهذه خاصية هذا الشكل. فانظر كيف علم الله النحل مع صغر جرمها لطفا بها و عناية بوجودها ليهنا عيشها، فسبحانه ما اعظم شانه. و ما ذكرناه قدر يسير من عجائب الحكمة المودعة فيها، و ما فيها من العجائب الظاهرة و الباطنة مما لا يمكن الاحاطة به.
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
أطالب
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 81
اشترك في: الخميس 13-1-2011 1:42 am
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة أطالب »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك اختي الفاضله ام خليل ....
الموضوع جميل جدا ورائع والكلام عن الرقائق لا ينتهي والتفكير والتامل اساس الدين الاسلامي ولننظر الي سيدنا ابراهيم صلي الله عليه وآله وسلم كيف عرف الله بالتفكر ولننظر الي أغلب آيات الله المذكورة في القرآن التي تتحدث عن القدرة والخلق نجد اغلبها يتبعها امر الله ودعوته الي التفكر .
بارك الله فيكم علي الموضوع القيم وجعله في ميزان حسناتكم .
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »

اشكرك اخي شهاب الحامد وبارك الله بك
وصحيح ان مجاري التفكر في خلق الله لاتحصى ولاتعد
انما وضع النراقي هذه الطرق وهي السبيل لكيفية التفكر في خلق الله
نكمل على بركة الله
قال النراقي في كتابه جامع السعادات الجزء الاول :-


و اما (الانسان) -فنقول: لا ريب في ان اول كل انسان قطرة من ماء قذرة، لو ليت‏بنفسها لانتنها الهواء و افسدها، و كانت متفرقة في جميع اجزاء بدن الذكر، فالقى الله بلطائف حكمته محبة بينه و بين الانثى و قادهما بسلاسل الشهوة الى الاجتماع، و استخرج هذه النطفة المنتنة بحركة الوقاع و اعطى لآلة الرجل قوة دافعة، و لرحم الانثى قوة جاذبة، حتى جذبتها من فم الاحليل الى نفسها، و امتزجت‏بمنى الانثى بحيث صارتا واحدة، و استقرت في الرحم، و جعل مبدا عقد الصورة في منى الذكر، و مبدا انعقادها في منى الانثى، فهما بالنظر الى الجنين كالانفحة و اللبن بالقياس الى الجبن، و الحق ان لكل من المنيين القوة العاقدة و المنعقدة، الا ان الاولى في الذكورى و الثانية فى الانوثى اقوى، و الا لم يتحدا شيئا واحدا، و لم ينعقد الذكورى حتى يصير جزا من الولد. فلو كان مزاج الانثى ذكوريا كما في النساء الشريفة النفوس القوية القوى، و كان مزاج كبدها حارا، كان المنى المنفصل عن كليتها اليمنى احر كثيرا من المنفصل عن كليتها اليسرى، فاذا اجتمعا في الرحم، و كان مزاج الرحم قويا في الامساك و الجذب، قام المنفصل عن الكلية اليمنى مقام منى الذكر في شدة قوة العقد، و المنفصل من اليسرى مقام منى الانثى في قوة الانعقاد، فيختلق الولد، و بهذا تتصحح ولادة مريم البتول-عليها السلام- حيث تمثل لها روح القدس بشرا سويا حسن الصورة، فمع تحقق ما ذكر لها تايدت به-اى بروح القدس-و سرى اثر اتصالها به الى الطبيعة و البدن و تغير مزاجها و مد جميع القوى في افعالها بالمدد الروحانى، فصارت اقدر على افعالها بما لا ينضبط بالقياس.

ثم ابتدا خلق الجنين في استقرار الماءين في الرحم، و شبه بالعجين اذا الصق بالتنور، فغيره الله تعالى سبحانه عن حاله قليلا، كالبذر اذا نبت من الارض، فصارت نطفة، فاستجلب دم الحيض من اعماق العروق اليها، حتى ظهرت فيها نقط دموية منه و صارت علقة. ثم اظهر فيها حمرة ظاهرة حتى صار شبيها بالدم الجامد، و هيج فيها ريحا حارة فصارت مضغة. ثم اظهر فيها رسوم الاعضاء و شكلها و صورها، فاحسن تصويرها، فقسم اجزاءها المتشابهة الى اجزاء مختلفة من العظام و الاعصاب و العروق و الاوتار و اللحم و الشحم.

ثم ركب الاعضاء الظاهرة و الباطنة من اللحم و العروق و الاعصاب، فدور الراس، و شق البصر و السمع و الفم و الانف و سائر المنافذ، و مد اليد و الرجل، و قسم رؤسها بالاصابع و قسم الاصابع بالانامل، و خلق كل واحد من القلب و الدماغ و الكبد و الطحال و المعدة و الرئة و الرحم و المثانة و الامعاء و غيرها من الاعضاء على شكل مخصوص، و جعل لكل واحد منها عملا معينا و فعلا مخصوصا، و جميع ذلك يحصل للجنين و هو في ظلمة الاحشاء محبوس و في دم الحيض مغموس، منضم في صرة، كفاه على خديه، و مرفقاه على حقويه، جمعت ركبتاه على صدره و ذقنه على راس ركبتيه، و هو كشبه نائم، سرته متصلة بسرة امه يمتص منها الغذاء، و وجهه الى وجهها ان كان انثى و الى ظهرها ان كان ذكرا. فتتوارد عليه تلك النقوش العجيبة و التصويرات الغريبة من غير خبر منها له و للرحم، و لا للاب و الام، و لا يرى داخل النطفة او الرحم و لا خارجهما نقاش يصل اليه اثر نقشه، فكان الجنين بلسان حاله ينادي قلوب العارفين بنغمات تهيجها و ترقصها: تصوروني فى ظلمة الاحشاء مغموسا بدم الحيض، كيف يظهر التخطيط و التصوير على وجهي، فينقش النقاش اجفاني و حدقتي، و يصور المصور خدي و شفتي، و لا يزال يظهر علي نقش بعد نقش و صورة بعد صورة، و لا ارى نقاشا و لا مصورا، او لا تتعجبون من هذا النقاش الذى لا يحتاج الى تماس و مزاولة و لا يفتقر الى آلة و مباشرة، او لا تنتقلون من عجيب صنعه الى عظيم قدرته و جسيم عظمته، او ليس لكم اعين بها تبصرون او قلوب بها تفقهون، فكيف تنظرون الى تكون اعضائى و عجائبها و لا تعتبرون؟ !
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
شعاع الشمس
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 155
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة شعاع الشمس »

:oops: :oops: :oops:
صورة العضو الرمزية
ام خليل
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 199
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة ام خليل »

شكرا لمرورك الطيب شعاع الشمس
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“