الإيمان بالغيب

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

الإيمان بالغيب

مشاركة بواسطة sshibamy »

الإيمان بالغيب
يعد الإيمان بالغيب مثل البعث واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب من الركائز الأساسية لجميع الرسالات والأديان الإلهية وغير الالهية، ولكن تختلف كل رسالة في مدى دعوتها إلى بالغيب ، وأيضا تختلف كل رسالة عن الأخرى في كيفية عرضها لطبيعة ماهو الغيبي
وبما أن الثواب والعقاب يوم القيامة ومفاهيم الجنة هي من الغيبيات ولا يمكننا تصور ماهيته وحقيقته، كما أخبرنا الله بقوله: (وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً)، وقوله: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ). (35- الرعد). وقوله: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ)، فكان لكل رسالة تعبير وتصور خاص بالثواب والعقاب والجنة والنار في الحياة وبعد الموت، فمثلا نجد أن القرآن استخدم مصطلح الجنة للدلالة على ثواب المطيعين، بينما الإنجيل لم يستخدم مصطلح الجنة لثواب المطيعين في الدار الآخرة، وإنما استخدم بدلا منه مصطلح (ملكوت الله) بدلا من مصطلح الجنة الذي ورد في القرآن، وبدلا من مصطلح (الدار الآخرة) استخدم مصطلح (الحياة الأبدية)، وذلك وفق الثقافة السائدة لمجتمع المسيح بن مريم. إذن فاختلاف التصورات لما يجري في اليوم الآخر، واختلاف التعبيرات في الرسالات الإلهية لا ينفي الحقيقة المؤكدة وهي: أن معظم الرسالات الإلهية أقرت بوجود الغيبيات .. ربما قد خرجت عن الموضوع الرئيسي ولكنني ارغب بالإكمال وأحب ان ان اسمع ملاحظات استأذنا ابراهيم بن نبي حول ما سنطرحة
وعودتا للغيبيات ووجود الغيبيات فقد اكدت كثير من الاديان بأهمية العودة والحياة الأخرى بعد الموت مهما اختلفت التصورات والتعبيرات من رسالة لأخرى ومن دين لآخر حول نوعية وكيفية الثواب والعقاب وكيفية البعث بعد الموت، وقد أكد القرآن المجيد ذلك ايضا وربما سنورد لاحقا ما قالته بعض الاديان الاخري في هذا الموضوع
ومن هذا المنطلق ، فلا يمكن الجزم بأن ما ورد من أنواع الغيبيات مثل الثواب والعقاب في كل الرسالات الإلهية بما فيها القرآن، لا يمكن الجزم بأنه هو على حقيقته التي نعرفه بها في الدنيا.
نصوص القرآن في عودة ورجوع جميع المخلوقات إلى الله :
إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ. (4- يونس
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ. - يونس

فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ. (51- الإسراء.

مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى. 55- طه.

كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ. 104- الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ. 19- العنكبوت
(كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ). (29- الأعراف).
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ). (57- العنكبوت).
(اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ). (11- الروم).
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ* ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً). (27، 28- الفجر).
وقد جاء في سفر (الفيدانتا) ما يلي: (هذا الكون ليس كله إلا ظهورا للوجود الحقيقي الأساسي، وأن الشمس والقمر وجميع جهات العالم وجميع أرواح الموجودات أجزاء ومظاهر لذلك الوجود المحيط المطلق، إن الحياة كلها أشكال لتلك القوة الوحيدة الأصيلة، وأن الجبال والبحار والأنهار، تفجر من ذلك الروح المحيط الذي يستقر في سائر الأشياء).
و في النص ايضا : (إن روح كل كائن تعود في نهاية مطافها إلى مصدره الأول الذي نشأت منه وهو الله. والإنسان هو أحد هذه الكائنات، فيعرض له ما يعرض لها، وروحه قطرة من نور الله، انفصلت عن الله إلى أجل محدود، واتصلت به، ثم تتصل بعده بكائن آخر وأخر وهكذا على طريق التناسخ وتجوال الروح ، ثم تعود في النهاية إلى الله متى جاء الأجل ، كالقطرة من الماء العذب، تصعد بخاراً من البحر، وترقى في السماء، وتنتقل من جهة إلى جهة، وقد تتحول إلى قطع من الثلج أو البرد أو غير ذلك، ثم تسقط على قمم الجبال، وتجري في الأنهار، ثم ترجع في نهاية المطاف إلى البحر الذي انفصلت عنه في أول الأمر. أو كالهواء الحبيس في قدح مقلوب – حسب تشبيه أسفارهم نفسها – يظل منفصلاً عن الهواء الخارجي وإن كان منه، حتى يتحطم القدح، وحينئذ يزول الفاصل بينهما ويتحدان (
و عن مسلك الروح بعد الموت تحدثت ايضا معظم الديانات، ولكن هناك استحقاق هام يتوجب علينا أن نفهمه وهو اليوم الأخير، أي يوم اضمحلال الكون. إن لكل كائن مادي بداية ونهاية، وكذلك للكون بدايته ونهايته. وتقرر العقيدة أيضا في الديانة البرهمية أن الروح هي من الله وسوف تعود إليه، وهذا ما قررته نصوص القرآن والكتب المقدسة الاخري أيضا.
ومبدأ الايمان بالغيبيات مبدأ قديم رافق التدين منذ الأزل وكان يعتبر الحجر الأساس لأي دين كألية تضمن له الديمومة والتأثير .. الثواب والعقاب لايرتبط مع الحياة الدنيا ولكن يرتبط بقوة مع عالم أخر ينتظر البشر بعد مماتهم وهنا جاءت سر قوته وخلوده عبر التاريخ ، الثواب يعني الجنة وهي بلاد مجانية أباحية لا فيها سلطة أو قانون والعقاب هو الجحيم بلاد تشمل مرافق مختلفة لأنواع من التعذيب لاحصر لها ومن باب أخر الثوب هو نتيجة حسنات يقوم بها البشر في الحياة الدنيا والعقاب على العكس من الحالة الأولى نتيجة للسيئات التي يقوم بها البشر ، قبل الثواب والعقاب هناك عندنا مايعرف بالساعة وهو لحضة الحساب وفيها يقوم الرب ( الجليل العزيز ) بدور القاضي الكوني ليحكم بين ملايين المليارات من البشر في سرعة خيالية ويوزعهم بين الجنة والنار وبعدها يرجع الرب لعرشه ليأخذ أستراحة من تلك العملية المتعبة ؟؟!! هذا مختصر لاحد الغيبيات مثل يوم القيامة او البعث ومابعد هذا اليوم وأغلب الأديان ( القديمة والحديثة ) تتفق في الخطوط العريضة لدراما هذا اليوم ولكنها تختلف بشدة في التفصيلات والديكورات والملابس والأدوار.
ومثالا على ما سبق، المسيح عيسى بن مريم، لقد جاء إلى بني إسرائيل وكانوا جميعا يؤمنون بالله واليوم الآخر والبعث بعد الموت والثواب والعقاب، ولم يكن لدى بني إسرائيل أدنى شك في ذلك لأنهم كانوا يؤمنون برسالة موسى، وبالتالي لم تنصب دعوته لبني إسرائيل على الإيمان بالبعث واليوم الآخر وما يجري فيه من ثواب وعقاب، وإنما اتجه بدعوته إلى الانحرافات والأخطاء فكرية والسلوكية الأخرى، والتي لم يكن من بين موضوعاتها الدعوة إلى الإيمان بالآخرة، ومع ذلك كان المسيح بن مريم يذكر بني إسرائيل بثواب الله وعقابه في الآخرة، لكن لم يدعهم للإيمان به لأنهم كانوا بالفعل يؤمنون به
اعتذر لصاحب المقال لخروجي عن الموضوع ولكني احب ان أكمل
ولقد قال الفلاسفة قولهم في هذا الموضوع ، خاصتا في تفسير قضايا المعاد، ، فالجنة والنار وغيرهما هي تعابير يراد بها قوى الادراك المعرفي للانسان وما يترتب عليها من سعادة او حرمان. فمثلا ان ابن سينا فسر الصراط والجنة والنار وابوابهما وما اليها تبعا لقوى الادراك الحسية والخيالية والعقلية. فالجنة عنده هي العالم العقلي، والنار او الجحيم هي عالم‏الخيال والوهم، والقبور هي عالم الحس، ويتم تحصيل الجنة او السعادة القصوى من خلال المرور بالصراط الدقيق من‏الحس فالخيال والوهم ثم الى العقل. اي ان الجنة لا تتحقق الا عبر المرور بعالم العطب والجحيم.
وهناك من ذهب الى ان عالم الكون والفساد هو نفسه جهنم، وذلك في قبال الجنة المتمثلة بعالم الارواح المجردة، وان‏النفس التي تقصر عن الكمال تبقى في جهنم محرومة من العالم العلوي، ولا تفارق عالم ما تحت القمر. فالالام والاوجاع ‏لا تلوح الا للنفوس المتعلقة بالاجساد، اما تلك التي تتجرد منها وتلتحق في عالم الافلاك فانها تكون بريئة من هذه الالام.فالنفس اذا كان عشقها الكون مع الجسد الحيواني، وان معشوقها اللذات المحسوسة وشهواتها الجسمانية، فسوف لا تبرح‏هذا العالم الارضي ولا تشتاق الصعود الى الملكوت الاعلى، وبالتالي لا تدخل الجنة وتتحول الى النفوس الملكية في عالم‏الافلاك السماوية. وهذا هو راي اخوان الصفا الذين راوا ان النفس الاثمة الشريرة تظل معذبة نفسيا، ونادمة عمياء في‏جهالاتها، وسائحة في قعر الاجسام المدلهمة من دون فلك القمر، ذلك كله يجري لها بعد ان تفارق الجسد التي هي فيه من‏دون ان تصل الى عالم الاخرة ،؟ بل تبقى هائمة هاوية في عالم الكون والفساد بشكل ما يطلق عليه (..........) وذلك‏ حتى يتم تطهيرها، ومن ثم مفارقتها لهذا العالم الحسي.
وهم بذلك ينوهون بوجود العذاب النفسي من دون ان يعتقدوا بالنارالحسية كما هو مصور لدى النصوص الدينية. وارى ان هذا الراي لاخوان الصفا هو اقرب التصورات اتساقا مع المنظومة الفلسفية والعلمية للقرن الواحد والعشرون، وذلك لاعتبارين: احدهما ان حصرالعذاب والشقاء في عالم الاجسام الارضية يتسق مع طبيعة هذا العالم مقارنة مع العالم العلوي السماوي، وحيث لا يوجدغيرهما، لذا فمن المنطقي ان يعد الاول نار جهنم، ويعد الثاني جنة الخلد.
وذهب ابن عربي الى ان كل موجود عند ربه مرضي، سواء كان سعيدا ام شقي.ا
وفي لوح خطاب للزردشتيين:
" ان العقل والمعرفة صدقت الجنة والنار ، لان وجودهما مهم للعقل والمعرفة،ان الجنة في المقام الاول والرتبة الاولى هو رضاء الحق ، كل نفس فاز برضاءه فهومحسوب من اهل الجنة العليا وبعد عروج روحه يفوز بما ذكر والقلم عاجز عن ذكره، ان الصراط والميزان وكذلك الجنة والنار وكل ما هو مذكور ومسطور في الكتب الالهية ، مشهود ومعلوم عند اصحاب البصر وأناس المنظر الاكبر، حين ظهور وبروز انوار شمس المعاني، الكل يقف في مقام واحد ، والحق ينطق بما اراده ، وكل شخص فاز بسماعه وقبل فهو مذكور من اهل الجنة ، وكذلك يكون قد مر من الصراط والميزان ويصل الى كل ما ذكر عن يوم القيام ، يوم الظهور هو يوم القيامة الكبرى ، املي ان تفوز جنابك من رحيق الوحي الالهي وسلسبيل العناية الربانية ،وتفوز بمقام المكاشفة والشهود وان تشاهد ظاهريا وباطنيا كل ما ذكر."
وفي كتاب الحكمة للدروز : اصل النار هي انكار آيات الله والمجادلة بما ينزل من عنده والاعراض عنه والاستكبار عليه"
وفي لوح حضرة بهاء الله يقول :
" هل القيامة قامت بل القيوم بملكوت الايات... قال اين الجنة والنار قل الاولى لقائي والاخرى نفسك يا ايها المشرك المرتاب... هل سقطت النجوم قل أي اذ كان القيوم في ارض السر فاعتبروا يا اولي الانظار" (الجنة والنار في الحياة الظاهرة هي الاقبال والاعراض)

ومن نصوص حضرة الباب في رسالة بيان السلوك الى الله قوله:
" فان الدنيا والاخرة حالتان ان كان توجهك بالله تعالى فانت في الجنة وان كان نطرك الى نفسك فانت في النار وفي الدنيا".

ويشرح البيروني عقيدة البرهميين في الجنة والنار فيقول: المجمع ويسمى "لوك". والعالم ينقسم قسمة أولية إلى علوي وسفلي وواسطة، فيسمى الأعلى "سفر لوك" وهو الجنة، والعالم الأسفل "ناكلوك" أي مجمع الحيات وهو جهنم، ويسمى أيضاً "نرلوك"، وربما سموه "باتال" أي أسفل الأرضين، وأما الوسط الذي نحن فيه فيسمى "مادلوك" و "مانش لوك" أي مجمع الناس).
وسؤالي الجوهري فيما طرح اعلاة وموجه لجميع الزملاء هل يمكننا القطع أو الجزم بأن ما ورد في القرآن من ماهيات لألوان النعيم الموجودة في الجنة والتي يعلم جميعنا ماهيتها، لا يمكن القطع أو الجزم بأن ذلك النعيم هو على حقيقته التي نعلمها جميعا، أو هو نفسه الذي نعرفه في الدنيا، وإنما ذلك النعيم هو مثالا ومتشابها مع ما رزقنا الله به في الدنيا وليس هو على الحقيقة، وذلك لأن الله قطع بأن نفسا لا تعلم ما أخفاه الله لها من قرة أعين، وما ذكر الله ما ذكر من ألوان وأصناف نعيم الجنة التي ذكرها في القرآن إلا ليقرب لنا بقدر ما تدركه عقولنا في الدنيا من ألوان الملذات والنعيم.
تحياتي للجميع واعتذر عن الاطالة
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

بدلا من الاعتذار عن الاطالة لا تطيل لاننا مللنا مطولاتك
ممكن توضيح استفهامك قصر ذهني عن فهم ماذا تقصد لو وضحت لنا المقطع الاخير وتركت المقالة الطويلة لكان لك ولنا اجدى وانفع وهذه هي نصيحتي لك منذ البداية الرجاء ان كنت تريد ان نستمر معك ان تكتب رائك فقط ولا تستشهد باراء الاخرين الا عند الضرورة حتى لا يستشكل علينا الامر لانك ترد الاراء كلها فاذا حاججناك تملصت وقلت اني نقلتها ولم تكن مني
بدون مقدمات ولف ودوران اعرض ما عندك وستجد ما يرضيك
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة sshibamy »

يا أمة أقرأ لنقرأ
أقرأ قبل أن تحكم
لا تقل خطأ أو صواب
فطرتك ستوصلك للباب ... والبواب
تحياتي لكم
وعفوا للاطالة
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“