رحلة روحية دائمة ومستمرة

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

رحلة روحية دائمة ومستمرة

مشاركة بواسطة sshibamy »

رحلة روحية دائمة ومستمرة
ان عالمنا المادي هذا ليس إلا مرحلة تجلٍ عابرة لرحلة روحية دائمة ومستمرة.
إن كل ما نراه أو نختبره في عالمنا المادي هذا ليس إلا شكلاً من أشكال الطاقة المكثفة المنبثقة أصلاً من الطاقة الروحية لهذا الوجود اللامحدود واللانهائي. وبما أن هذه العملية اللامرئية تغمر الكون بأكمله في كل لحظة وبدون توقف أو إنقطاع, فمن الطبيعي أن نشهد تحولاً دائماً ومستمراً في مجرى أمور حياتنا المادية والروحية على حدٍ سواء.
فعندما ننتقل مثلاً من مرحلة التجلي الى مرحلة اللاتجلي, لن نتوقف عن الحياة. لأن طاقة اللانهاية ستستمر بالتدفق لتكوننا مجدداً ومجدداً, حيث سنبدأ بالإتجاه الى مسارات وأبعاد آخرى.
لذا, يمكننا القول أننا ورثة هذا الكون بكل أبعاده ومراحله الوجودية بالرغم من إختلاف مستوى وعينا المادي والروحي. إلا أننا سنعود جميعاً في نهاية المطاف ونتحد تدريجياً مع طاقة اللانهاية حيث لن يكون هناك أي تجل, أو فردية, أو إختلاف - لن يكون هناك أنا أو أنت, لا رجل ولا إمرأة, لا أرض ولا سماء.
نعم, هذا هو آصلنا الكوني. فالمسار الأول هو وحدةً روحية متجسدة, أما المسار الثاني فهو وحدةً روحية غير متجسدة.
أما المحور الأساسي للمسار الأول فهو عندما تتم عملية إنصهار البويضة مع السائل المنوي في لحظة الحمل - في العمق الداخلي لهذا الإتحاد الكوني للطاقة حيث تتصادم طاقة الأرض مع طاقة السماء لنعود مجدداً ونستقر بشكل بويضة ملقحة تشكل بداية جديدة من النمو والتطور.
فمع عملية الإنصهار هذه, تبدأ البويضة بدوران لولبي سريع حول نفسها مولدةً حقلاً هائلاً من الطاقة الإليكترومغناطيسية, تماماً كالطاقة التي تولدها أمنا الأرض وهي تدور حول نفسها, حيث تعمل البويضة في هذه المرحلة بالذات على جذب كتلة من الذبذبات أو الوعي من إحدى المسارات أو الأبعاد, كلٍ حسب طاقته الروحية, لتتكثف مجدداً وتصبح طاقة روحية مكثفة, تماماً كالمرحلة التي مرت بها أمنا الأرض عندما بدأت تتكون فيها كل هذه العوامل الجيولوجية التي رأيناها واختبرناها.
يمكننا تسمية هذه المرحلة بالمرحلة الأولى من حياتنا الأرضية. إذ نتجه بعدها الى مرحلة أكثر تقدما حيث نمر عبر القنال الفالوبي لنصل في نهاية المطاف الى عالمنا المائي أو الرحم حيث نمضي فيه أولى مراحلنا التكوينية أو الجنينية. ثم ننتقل بعدها الى عالم أكثر تقدماً ووسعاً وهو العالم الهوائي, أي عالمنا الأرضي هذا حيث نبدأ باستعمال الرئتين وكل حواسنا وأعضائنا المادية بشكل إرادي وفعال.
لهذا, فمن الطبيعي أن تتبدل مفاهيمنا للحياة بشكل كبير ومستمر, إذ تزول من ذاكرتنا كل تلك المراحل التي أمضيناها في عالمنا المائي, ولن نستطيع حتى أن ندرك أنه كانت لنا تجربة حقيقية للحياة المائية في يوم من الأيام. فغالباً ما يصدم الكثيرون عندما يشاهدون أماً تضع طفلاً جديداً, هذا لأن وعينا الروحي الحدسي كان أنذاك متفوقاً على وعينا المادي الحسي.
وهكذا نكمل رحلتنا الروحية الى الأبدية لننتقل بعدها من العالم الهوائي ونعود مجدداً الى العالم الأسمى, أي عالم الذبذبات الذي يختلف إختلافاً كبيراً عن المراحل التي سبق وأن إختبرناها في عالمينا المائي والهوائي, فلن يكون لدينا أدنى فكرة عن حقيقة وجودنا في هذا العالم الروحي اللامحدود واللامتناهي. علماً, أننا كثيراً ما نتكلم عن العالم الأثيري أو الروحي, الأشباح والأرواح, إلا أننا لا نعرف عما نتكلم بالظبط... عملياً, كل منا كان هناك سابقاً, ولكن غالباً ما نفقد ذكراها بسبب تفوق وعينا المادي الحسي أنذاك على طبيعة وعينا الروحي الحدسي.
الوعي هو ثورة فردية
طريق فردي إلى الحق والحقيقة، لذلك سيظل الوعي دائما هو دين الله الحقيقي وهو مختلفاً تماماً ومميزاً عن أي دين منتشر أو طائفة أو أي نوع من التعاليم والقواعد والضوابط السائدة...
أصحاب المال وأصحاب السلطة والسياسيين قد سيطروا على الأديان وتحكموا بها منذ زمان... ولم يكن رجال الدين في كل التاريخ سوى خدم لهؤلاء المجرمين والتاريخ يكتبه المنتصرون... ولكن المؤامرة كبيرة وعالمية لدرجة أن لا أحد ينتبه إليها.
من البسيط والواضح جداً أننا منذ البداية ومنذ أول طفولتنا تتم برمجتنا، وهذه البرمجة تتم مع كل النوايا الجيدة الموجودة في العالم!
الأهل يحبونك، لكن حبهم غير واعي، مثلما هم غير واعيين... الأهل يريدونك أن تتبع نفس الطريق الذي تبعوه هم وأجدادهم... وطبعاً لم يصلوا فيه إلى أي حقيقة ولا أجدادهم... لكنهم يستمرون بتلقين الكلمات القديمة للأطفال الصغار، الضعفاء المحتاجين لرعايتهم وحمايتهم.
وأصبحنا جميعا بلا وعي
الوعي هو استنارة للعقل وتحرير للروح واختفاء للجسد
إن المادة والروح هما وجهان لحقيقة واحدة, فإذا لم نتفهم هذه الحقيقة الأسمى وتوازناتها الكونية لن نستطيع أبداً تحقيق ذاتنا. إذ أن الجهة اليسرى من عقلنا هي طاقة إستيعابية تحليلية ومنطقيه صرف, حيث يعمل هذا القسم بإنسجام وتناغم تام مع الجهة اليمنى التي هي طاقة إستيعابية واعية للمفاهيم الحدسية والروحية. قليلون هم الذين أدركوا هذه الحقيقة. فإذا كانت رؤيتنا واحدة وتفكيرنا موحد, سنتمكن من تحويل طاقتنا الى طاقة وعي وحكمة. فالعلم والدين هما جناحان لطير واحد...
لهذا نقول أن الخيار خيارنا والمسؤلية مسؤليتنا. فلن نستطيع تحقيق أي نمو وتطور في مستوى وعينا وفكرنا ما لم ننظر الى العالم المادي والروحي برؤية كونية واحدة موحدة.
تحياتي
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله
لايمكن ابدا ان تكون رؤية الجميع واحدة وتفكيرهم واحد ولا مسؤولياتهم حتى وان ادركوا هذه الحقائق
شكرا لكم
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“