لعبة المتناقضات المسيح مسيحين!! والمهدي مهديين

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

لعبة المتناقضات المسيح مسيحين!! والمهدي مهديين

مشاركة بواسطة sshibamy »

لعبة المتناقضات المسيح مسيحين!! والمهدي مهديين

انتابني شعور رائع وأنا أقرأ هذه السطور
هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يك شيئا مذكورا"

نعم لقد كان ذلك عندما توحد الإنسان مع نفسه

و الذي به يصبح وعي الفرد واحدا و بالتالي لا يوجد أنا و لا أنت و لا يوجد ملاك أو شيطان،
بل يوجد نحن جميعا بالله و من الله و إلى الله، و لكنها لعبة الحياة أو مشيئة القدر أن نظهر بتعددية الصور، و نفقد بريق الأحدية الخاص، فنركض خلف الظلال و نتهم الظلال بأنها سبب التعاسة و الشقاء، متناسين أننا الذين صنعنا واقعا ظلاليا ظلاميا بتركنا لحقيقة الالوهية فينا وبالله و بتخلينا عن حقيقة أننا و الإله واحد، فنصبح في عالم أرضي حسي مادي، نتقاتل على حبات الشعير باسم الله الواحد، و ننسى حقيقة الله الواحد في الجميع،
" فيا أيها الناس، ادخلو مدائن التوحيد كافة"
فمدائن التوحيد هي حقيقة الجنة على الأرض و التي لن نراها إذا لم تكن بداخلنا مشعة أولا فتنعكس بعد زمان بواقعنا المحسوس " و نضرب للناس الأمثال لعلهم يتذكرون"
أي تستمر لعبة المتناقضات حتى نعي أننا ما نرى بالآخرين و أن الواقع الذي نعيشه هو انعكاس عن حقيقة الوعي الداخلي، فمن الناس من يرى الأم الإلهية شخصية بشرية مادية محددة، و منهم من يراها صورة إلهية ناسوتية تؤنس الناس بوجودها فيما بينهم، و الكل ينظر للحقائق المتجلية من خلال منظاره الخاص معتقدا بنفسه أنه من الخواص، غافلا عن حقيقة أن الخواص حقا هم من استطاعوا رؤية الإلوهية في انفسهم، و من استطاعوا رؤية النور خلف الظلام و من استطاعوا الإيمان بالله الواحد عندما يظهر بصفات متعددة
"أوليس هذا الفلك الدوار، كإخوانه و أخدانه و ذويه دائب السعي، دائم الحركة، يوما من فوقنا و يوما تحتنا و يوما في الحضيض و يوما يسمو إلى أعلى عِليّين"

هل وُجد المسيح ليصلبنا أم ليصلب نفسه؟
إذا كان قد وُجد ليصلب نفسه و يعطي الدرس بحقيقة الخلاص من الشيطان الأكبر و هو المادة و الجهل بعالم الجسد و الصلصال فيقيم الصليب بإرادة مباشرة أو غير مباشرة رافعا شعاره فوق صليبه في " من أمات نفسه من أجلي فقد احياها" فإنه بذلك يقدم صورة رمزية لكيفية العمل من أجل الخلاص الأخير من أسر هذا العالم و الدرس دائما و أبدا بنفي الأنا و عدم تقديم الأذى- و هنا يكون المسيح مسيح حق والمهدي مهدي حق يعطي العِبرة ليذكرنا بضرورة التسليم في أعظم امتحانات العالم الأرضي على الصليب فيصلي " لتكن مشيئتك"
هذا من جهة،
و بالجهة الأخرى، فإن المسيح إذا وُجد ليصلبنا و هذا ما يحدث باسم الدين و المذاهب و السياسة و التجارة، فإنه بذلك شيطان أراد سلبنا أكناه أنفسنا لكي تحب – من يموت – أي تتعلق بالأنا و المادة و الشهرة و الطين، و هنا نرى الشعوب تتقاتل كثيرا باسم المسيح و على المسيح، فكيف يكون الحق بجهات متضادة؟
إذن المسيح مسيحين!! والمهدي مهديين

إما أن يكون مسيح حق فينفي الأنا و يقدم نفسه قربانا ليعطي المثال بضرورة الإتباع و ليس مجرد اعتقاد.
أو يكون مسيخا شيطانا يريد من الناس أن تعبده شخصيا وتتقاتل فيما بينها على اسمه فيصلبهم جميعا على مذبح الجهل معيدا التاريخ في كل مرة سيرة - أبي جهل - فيكتوي البشر من يدي- أبي لهب - من سوء أعمالهم و ظنونهم - و ما الله بظلام للعبيد - و ما ظلمناهم و لكن كانوا لأنفسهم يظلمون- و إنما أعمالكم ترد إليكم - .
فأيهم نحن كطوائف أو شعوب أو أمم؟
هل مسيحنا المسيح الحق؟
أم مسيحنا المسيخ الكذاب؟
و هنا لن يكون الجواب إلا بقلب كل فرد، فهو أدرى بنفسه و بتصرفه و اعتقاده و نواياه.

فإن كان الإنسان غيريا يريد الخير و السلام للجميع محبا متواضعا متسامحا فهو مع المسيح الحق الذي قال :
" كونوا ربانيين "
و " أحبوا بعضكم بعضا "
و " أحبوا أعداءكم و باركوا لاعنيكم "
أما إن كان أنانيا طماعا حاسدا حاقدا مغتصبا غضوبا معتقدا بنفسه فقط و مذهبه فقط و طائفته فقط فهو من فريق المسيخ الدجال و الذي لن يظهر بشخص واحد بل يظهر بملايين الأشخاص و الصور الذين يحبونه يسري بضديته في عروقهم و يحملون صفاته في نفوسهم وألسنتهم شتى و قلوبهم هواء.
فإلى الله المشتكى و إلى الله المآب!!
تحياتي
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
faisalsadry
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 112
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة faisalsadry »

الأخ المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا اشكرك على موضوعك معبر و فعلا فصيح جدا

و ثانيا يا اخي يقول الله عزوجل


بسم الله الرحمن الرحيم
(كل حزب بما لديهم فرحون)
صدق الله العظيم


فكل مذهب او طائفه يظن انه الافضل او انه على الحق ولكن الحقيقه ان الاعمال بالنيات ولكن هناك امور ثابته تختلف من اعتقاد الى اخر و من هنا ينجم الخلاف
ومع ذلك يجب ان نفهم ان الدين عند الله الاسلام و الاسلام دين واحد ولم يتعدد في زمن الرسول صل الله عليه واله فيجب ان يكون احد هذه المذاهب الكثيره الان هو الصحيح وربما الجميع على خطا فلا عالم الا الله و لكن يبقى كل طائفه فخوره بما لديها كما في الايه


وثالثا مولاي فقط طرح عرضي بخصوص الدجال

هناك اتجاهان في تفسير الدجال ، أحدها يؤكد أن الدجال هو ابن صائد الذي أكدته روايات أهل السنة وأيدته بعض المرويات الإمامية ، ولعلها مؤيدة لتلك الروايات العامية.
ثانيها : يذهب إلى أن الدجال رمزٌ يرمز إلى الظلم والكفر والطغيان و الحضارات الماديه الضاله البعيده عن الله كما وضح ذلك الامام الصدر رحمه الله في موسوعته بخصوص الامام المهدي عجل الله فرجه، ومع هذا الاتجاه يمكنك أن تجعل أي مصداق من مصاديق الكفر والضلال في نطاق مفهوم الدجال.

ولا عليك أيها الأخ العزيز أن تكلّف نفسك في البحث عن مصداق الدجال أهو الحقيقي الذين اسمه ابن صائد ، أو هو المجازي الذي يعني كل كفر وضلال ، فان تكليفنا جميعاً هو الاعتقاد الحق بوجود المهدي (عليه السلام) وولادته وهو ابن الحسن العسكري (عليه السلام) وظهوره بعد أن يأذن الله تعالى له بالظهور ، والتسليم لهذا الأمر والانتظار له وتهذيب النفس و تهيأتها لاستقباله (عليه السلام) ومعايشة فكرة الظهور في كل آن من أنات حياتنا ، هذه هي المطالب الشريفة التي يجب التمسك بها.

و اقول مره ثانيه (كل حزب بما لديهم فرحون)
فمن اي حزب نحن
نحن فخورون بما وصلنا اليه
وهذا حال الجميع
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة sshibamy »

نعم يا عزيزي بارك الله فيك ورعاك الحقيقة مداخلتك رائعة
نعم هكذا اصبح الامر للاسف
كلا يقول ويعتقد بان شيطانه هو القديس
و كل حزب بما لديهم فرحون
ولكن بمجرد ان تفتخر بما وصلت اليه ...فمعني هذا ان يصبح شيطانك هو ايضا القديس فقط
تنمو الأشجار وتلمع النجوم وتجري الأنهار
وباب الجنة هو: القدرة على الاستمتاع
أن تسبّح الله وتراه في كل شيء
أن تصلي على الحبيب أو على نفسك
أن تصلّب يدك على وجهك أو في قلبك
لكن بفرح ومرح وشعور لطيف
الناس المفتخرين لم يصلوا أبداً إلى نور الله
انظر كيف عاش الأنبياء والخلفاء وكيف نعيش نحن الآن في هذا البلاء
ليس الدين والإيمان يا عزيزي اعتناقاً لبعض المبادئ والنظريات أو قبولاً لبعض العقائد البعيدة عن حياة الإنسان.
إنما الإيمان خبرة حياتية تشمل نظرة الإنسان إلى الكون بأسره وإلى وجوده في هذا الكون.
فبالإيمان يدرك الانسان أن ما يشعر به من تغرّب ليس سوى غشاء يحجب الحقيقة الأخيرة، وانه بإمكانه الاتحاد بتلك الحقيقة، بالايمان يدرك الانسان ان ما يبحث عنه ليس مجرد سراب ووهم وخيال، بل هو كائن حقيقي، هو الكيان بالذات، أصل كل الكائنات ومبدأها وغايتها،
هو الموجود الأول الذي لولاه ما وُجد شيء لا مسيح دجال ولا مصلوب ولا مهدي منتظر ولا غائب.
تحياتي وحبي لك
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك اخي الشيبامي لهذا الموضوع المهم وفعلا للاسف عند البعض اصبح الدين مجرد اسم او غطاء او واجهة فخر مجرد من معناه السامي واشكر الاخ الفيصل للتعليق والتوضيح جزاه الله خيرا
كل الاديان هي مكملة لبعضها البعض الاخر ولا تتقاطع ابدا فالهدف والمبادئ واحدة
الدين هو ما شرعه الله على لسان الانبياء من الاحكام وهو الانقياد التام لسطة عليا لانها تعبر عن نظام متكامل للحياة

شكرا للجميع
صورة العضو الرمزية
بلديه
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 992
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بلديه »

مشكوووووور اخي الكريم
صورة العضو الرمزية
sshibamy
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 225
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة sshibamy »

بلديه كتب:مشكوووووور اخي الكريم
الاخت بلدية الشكر موصول لك ولمرورك الدائم علي كلماتي
كما وأهنئك علي بحثك عن النور المبين وربك منك إليك
عندما قرأت كلماتك وقف قلمي عن الكتابة وجف حبره عن مداعبة فكري فلم يعد يستطيع كتابة حروفه ولا يتراقص على السطور بعد ما كان عاشقاً لها ولي
لذلك لقد وجدتُ نفسي منك وفيك، ويبدو أنه لم يعد لديّ أي أسئلة، لكن هناك حاجة عميقة نشأت داخلي تقودني الي اللحظة التي نلتقي فيها بالمحيط ولكن إذا استطعتُ أن أفعلها في هذه الحياة وأصل إلى المحيط هل يعني ذلك حقاً أن علينا ان نصبح المحيط نفسة ما زلت لا اعرف
ربما أني متمرد على كل التقاليد البالية والأفكار والخرافات التي سمموا عقولنا بها ...
ولكن هذا لا يعني بأنني لن أصل إلي المحيط النقطة من المحيط والمحيط من النقطة
لذلك ولذلك فقط احببت ان اعبر عن مشاعري هنا بكل صدق
لن نخسر شيئاً حين نقول كلمة جميلة ونخسر كثيراً حين تفلت منا كلمه جارحة تحطم قلب وتؤذي نفس وتترك بصمه مؤلمه بـالذاكرة ومخزون قاسي من الذكريات و لك فائق التقديرات و الاحترامات
والي جميع الزملاء اعترافاتكم كانت رائعة وصادقة واحببتها جميع
واليكم هذا الاهداء

معاتبة النفس

ويحي , بأي شيء لم أعص ربي .
ويحي ! إنما عصيته بنعمته عندي .
ويحي ! من خطيئة ذهبت شهوتها وبقيت تبعتها
عندي كتاب كتبه كتاب لم يغيبوا عني .
واسوأتاه ! , لم استحيهم ولم أراقب ولم أراقب ربي
ويحي ! نسيت مالم ينسوا مني .
ويحي ! غفلت ولم يغفلوا عني , لم استحيهم ولم أراقب . واسوأتاه !
ويحي ! حفظوا ماضيعت مني
ويحي ! طاوعت نفسي وهي لم تطاوعني
ويحي ! طاوعتها فيما يضرني ويضرها .
ويحي ! ألا تطاوعني فيما ينفعها وينفعني , أريد إصلاحها وتريد أن تفسدني .
ويحها! إني لأنصفها وما تنصفني , أدعوها لرشدها وتدعوني لتغويني .
ويحها ! إنها لعدو لو أنزلته تلك المنزلة مني .
ويحها ! تريد اليوم أن تردني وغدا تخاصمني .
رب لا تسلطها على ذلك مني , رب إن نفسي لم ترحمني فارحمني , رب إني أعذرها ولا تعذرني , أنه إن يك خيرا اخذلها وتخذلني , و إن يك شرا أحبها وتحبني
رب فعافني منها و أعفها مني , حتى لا أظلمها ولا نظلمني ,
وأصلحني لها وأصلحها لي , فلا أهلكها ولا تهلكني , ولا تكلني إليها ولا تكلها إلي .


ويحي ! كيف أنساه ولا ينساني .
ويحي ! انه يقص أثرى فان فررت لقيتني , وان أقمت أدركني .
ويحي ! عل عسى أن يكون قد أظلني فمساني ؟
وصبحني! أو طرقني فبغتني ؟
ويحيّ أزعم أن خطيئتي قد أقرحت قلبي , ولا يتجافى حنبي , ولا تدمع عيني ولا تسهر لي .
ويحي ! كيف أنام على مثلها ليلي .
ويحي! هل ينام على مثلها مثلي .
ويحي! لقد خشيت أن لا يكون هذا الصدق مني ؟ بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي .
ويحي ! كيف لا تهون قوتي ولا تعطش هامتي , بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي .
ويحي! كيف لا يذهب ذكر خطيئتي كسلي , ولايبعثني إلا ما يذهبها عني . بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي .
ويحي ! كي لا تنكأ قرحتي ما تكسب يدي , ويح نفسي بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي .
ويحي! لا تنهاني الأولى من خطيئتي عن الآخرة , ولا تذكرني الآخرة من خطيئتي بسوء ما ركبت من الأولى , فويلي ثم ويلي ! إن لم يتم عفو ربي .

ويحي! لقد كان لي فيما استوعبت من لساني وسمعي وقلبي وبصري اشتغال , فويل لي إن لم يرحمني ربي .
ويحي ! إن حجبت يوم القيامة عن ربي لم يزكني ولم ينظر إلي ولم يكلمني
فأعوذ بنور وجه ربي من خطيئتي , وأعوذ به أن أعطى كتابي بشمالي أو من وراء ظهري , فيسود به وجهي , وتزرق به من العمى عيني . بل ويلي ! إن لم يرحمني ربي .

ويحي ! بأي شيء أستقبل ربي ؟ بلساني أم بيدي أم بسمعي أم بقلبي أم ببصري .
ففي كل هذا له الحجة والطلبة عندي
ويل لي إن لم يرحمني ربي , كيف لا يشغلني ذكر خطيئتي عما لا يعنيني ؟
ويحيك يا نفسي مالك لا تنسين مالا ينسى ؟ وقد اتيت مالا يؤتي , وكل ذلك عند ربك يحصى , كتاب لا يبيد ولا يبلى .

ويحيك ! لا تخافين أن اجزي فيمن يجزى يوم تجزى كل نفس بما تسعى , وقد آثرت ما يفنى على ما يبقى .
يا نفس ويحك ! ألا تستفيقين مما أنت فيه ؟ إن سقمت تندمين , وان صححت تأثمين , مالك إن افتقرت تحزنين , وان استغنيت تفتنين .
مالك إن نشطت تزهدين , فلم إن دعيت تكسلين ؟
أراك ترغبين قبل أن تنصبي , لم لا تنصبين فيما ترغبين .
يا نفس ويحك ! لم تخافين ؟ تقولين في الدنيا قول الزاهدين وتعملين فيها عمل الراغبين .

ويحك ! لم تكرهين الموت ؟ لم لا تذعنين وتحبين الحياة , لم لا تصنعين .
يا نفس ويحك ! أترجين أن ترضى ولا تراضين , وتجانبين تقترين ؟ أتريدين الحياة ؟ ولم تحذرين بتغير الزيادة , ولم تشكرين
تعظمين الرغبة حين تسألين , وتقصرين في الرغبة حين تعملين , تريدين الآخرة بغير عمل , وتؤخرين التوبة لطول الأمل.

لا تكوني كمن يقال هو في القول مدل , ويستصعب عليه الفعل , بعض بني آدم إن سقم ندم , وان صح أمن , وان افتقر حزن , وان نشط زهد , وان رغب كسل , يرغب قبل أن ينصب , لا ينصب فيما يرغب , يقول قول الزاهد , ولا يعمل عمل الراغب , يكره الموت لم لا يدع , ويحب الحياة لما لا يصنع .

إن سأل أكثر , وان انفق قتر , يرجو الحياة ولم يحذر , ويبغى الزيادة ولم يشكر , يبلغ الرغبة حين يسأل , ويقصر في الرغبة حين يعمل , يرجو الأجر بغير عمل .

ويح لنا ما أغرنا .
ويح لنا ما أغفلنا
. ويح لنا ما أجهلنا .
ويح لنا لأي شيء خلقنا ؟ للجنة أم للنار .
ويح لنا أي خطر خطرنا .
ويح لنا من أعمال قد أخطرتنا , ويح لنا مما يراد بنا . ويح لنا إن ختم على أفواهنا , وتكلمت أيدينا , وشهدت أرجلنا .
ويح لنا حيين تفتش سرائرنا .
ويح لنا حين تشهد أجسادنا .
ويح لنا مما قصرنا , لا براءة لنا , ولا عذر عندنا . ويح لنا ما أطول أملنا .
ويح لنا حيث نمضي إلى خالقنا .
ويح لنا ولنا ال
ويل الطويل ! إن لم يرحمنا ربنا , فارحمنا يا ربنا . رب ما أحكمك , وأمجدك , وأجودك , وأرأفك , وأرحمك , وأعلاك , وأقربك , وأقدرك , وأقهرك , وأوسعك , وأقضاك , وأبينك , وأنورك , وألطافك , وأخبرك , وأعلمك , وأشكرك , وأحلمك , وأحكمك , وأعطفك , و أكرمك .

رب ما أرفع حجاك , وأكثر مدحك , رب ما أبين كتابك , وأشد عقابك , رب ما أكرم مآبك , وأحسن ثوابك , رب ما أجزل عطاءك , وأجل ثناءك , رب ما أحسن بلاءك , وأسبغ نعماءك , رب ما أعلى مكانك , وأعظم سلطانك , رب ما أمتن كيدك , وأغلب مكرك , رب ما أعز ملكك , وأنم أمرك , رب ما أعظم عرشك , وأشد بطشك , رب ما أوسع كرسيك , وأهدى نهديك
رب ما أوسع رحمتك , وأعرض جنتك , رب ما أعز نصرك , و أقرب فتحك , رب ما أعمر بلادك , وأكثر عبادك , رب ما أوسع رزقك , وأزيد شكرك , رب ما أسرع فرجك , وأحكم صنعك, رب ما ألطف خيرك , وأقوى أمرك , رب ما أنور عفوك , وأجل ذكرك , رب ما أعدل حكمك , و أصدق قولك , رب ما أوفي عهدك , وأنجز وعدك , رب ما أحضر نفعك , وأتقن صنعك .

ويحي ؟ كيف أغل ولا يغل عني
أم كيف تهنئني معيشتي واليوم الثقيل ورائي
أم كيف لا يطول حزني ولا أدري ما يفعل بي ؟
أم كيف تهنئني الحياة ولا أدري ما أجلي ؟
أم كيف تعظم فيها رغبتي والقليل فيها يكفيني , أم كيف يشتد حبي لدار ليست بداري ؟
أم كيف أجمع لها وفي غيرها قراري ؟
أم كيف يشتد عليها حرصي ولا ينفعني ما تركت فيها بعدي
أم كيف أوثرها وقد أضرت بمن آثرها قبلي , أم كيف لا أبادر بعملي قبل أن يغلق باب توبتي , أم كيف يشتد إعجابي بما يزايلني وينقطع عني
أم كيف أغفل عن أمر حسابي وقد أظلني وأقترب مني , أم كيف اجعل شغلي بما قد تكفل به لي , أم كيف أعاود ذنوبي وأنا معروض علي عملي
أم كيف لا أعمل بطاعة ربي وفيها النجاة مما أحذر على نفسي ,
أم كيف تقر عيني مع ذكر ما سلف مني , أم كيف أعرض نفسي لما لا يقوى له هوائي , أم كيف لا يشتد هولي منه جزعي ,
أم كيف تطيب نفسي مع ذكر ما هو أمامي , أم كيف يطول أملي والموت أثري ,
أم كيف لا أراقب ربي وقد أحسن طلبي .

ويحي ! فهل ضرت غفلتي أحدا سواي , أم هل يعمل لي غيري إن ضيعت حظي , أم هل يكون عملي إلا لنفسي , فبم ادخر عن نفسي ما يكون نفعه لي .

ويحي ! كأنه قد تصرم اجلي ثم أعاد ربي خلقي كما بدأني , ثم أوقفني وسألني وسأل عني وهو أعلم بي ثم أشهدت الأمر الذي أذهلني عن أحبابي وأهلي , وشغلت بنفسي عن غيري , وبدلت السماوات والأرض ؛
وسيرت الجبال وليس لها مثل خطيئتي , وجمع الشمس والقمر وليس عليهما مثل حسابي ؛ وانكدرت النجوم وليست تطلب بما عندي , وحشرت الوحوش ولم تعمل بمثل عملي , وشاب الوليد وهو أقل ذنبا مني .

ويحي ! ما أشد حالي وأعظم خطري ,
فاغفر لي واجعل طاعتك همي ,
وقو عليها جسدي , وسخ نفسي عن الدنيا واشغلني فيما يعنيني , وبارك لي في قواها حتى ينقضي مني حالي ,
وامتن علي وارحمني حين تعيد بعد اللقاء خلقي , ومن سوء الحساب فعافني يوم تبعثني فتحاسبني ,
ولا تعرض عني يوم تعرضني بما سلف من ظلمي وجرمي ,
آمني يوم الفزع الأكبر يوم لا تهمني إلا نفسي , وارزقني نفع عملي يوم لا ينفعني عمل غيري .

الهي أنت الذي خلقتني , وفي الرحم صورتني , ومن أصلاب المشركين نقلتني , قرنا فقرنا حتى أخرجتني في الأمة المرحومة ,
الهي فارحمني الهي فكما مننت علي بالإسلام فامنن علي بطاعتك , وبترك معاصيك أبدا ما أبقيتني ولا تفضحني بسرائري ؛ ولا تخذلني بكثرة فضائحي .
سبحانك خالقي أنا الذي لم أزل لك عاصيا فمن اجل خطيئتي لا تقر عيني , وهلكت إن لم تعف عني ,

سبحانك خالقي بأي وجه ألقاك ؟ وبأي قدم أقف بين يديك ؟ وبأي لسان اناطقك ؟وبأي عين أنظر أليك ؟ وأنت قد علمت سرائر أمري , وكيف اعتذر إليك إذا ختمت على لساني , ونطقت جوارحي بكل الذي قد كان مني .

سبحانك خالقي فأنا تائب إليك , فاقبل توبتي , واستجب دعائي وارحم شبابي , وأقلني عثرتي , وارحم طول عبرتي , ولا تفضحني بالذي قد كان مني .

سبحانك خالقي أنت غياث المستغيثين , وقرة أعين العابدين , وحبيب قلوب الزاهدين , فإليك مستغاثي ومنقطعي , فارحم شبابي , واقبل توبتي , واستجب دعوتي , ولا تخذلني بالمعاصي التي كانت مني .
الهي علمتني كتابك الذي أنزلته على رسولك محمد صلى الله عليه وسلم . ثم وقعت على معاصيك وأنت تراني ,
فمن أشقى مني إذا عصيتك وأنت تراني ,
وفي كتابك المنزل قد نهيتني , الهي أنا إذا ذكرت ذنوبي ومعاصيي لم تقر عيني للذي كان مني , فأنا تائب إليك فأقبل ذلك مني , ولا تجعلني لنار جهنم وقودا بعد توحيدي , وإيماني بك . فاغفر لي ولجميع الموحدين ابناء النور برحمتك آمين يا رب العالمين
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“