هل نحتاج القران
"و كذلك أوحينآ إليك روحا من أمرنا ، ما كنت تدرى ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نورا نهدى به من نشآء من عبادنا ، و إنّك لتهدى إلى صراط مستقيمـ "
الشورى :52
( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ) .المائدة 67
عندما تضل الإنسانية الطريق ، حين يصبح بعض من البشر إلهها ، حين يغيب وعيها في متاهات العبودية لمن هو مثلها يبقى القرءان كتابها الذي به تستطيع تدمير الأوثان و الاصنام و أرباب الكارتون.
حين يظّن الناس في فترات الأزمات القوّية ، في عواصف الحروب ، حين يعتاد الناس سفك الدماء و قتل اليتيم و إعدام المريض و رفص الضعيف ، ياتي القرءان ليقول أنّ منتهى حياتكم ليست في بقاء جسمكم البيولوجي ، أنّك أيهّا الإنسان تحمل روحا و أنت هنا ليسجد لك الكون بأجمعه، لست هنا للإستهلاك ، لست هنا للإستعباد لمن هو مثلك ، بل روحك أرقى و أعلى من أن تشرك غيرك في قناعتك و سيرك.
حين تهيج المجتمعات ، حين يضغط عليك أهلك لتلقي بقناعاتك في القبر، حين تدفعك زوجتك و أولادك للجريمة كي تُصلح حالهم المادي و توّفر لهم ما به يقفون دون حياء أمام الأهل و الجيران و ذوي القربى ، يأتي القرءان ليوقف العاصفة أمامك و أنت تنوي الإقدام على فعل الجريمة و ينبهك أنّ الحياة لحظات و أنّك إن بعت نفسك مرّة فستبيعها ألف مرّة.
حين يأتي القوّي بترسانته و عتاده و جنده و أسلحته ، يقتل و يدّمر و يخيف و تسجد له نخب البلاد و يركع له الملايين ، ياتي القرءان لينفض في الإنسان روح الكرامة و العزّة و الشهادة و يزيح عنه غيوم الذل و الهوان الكالحة .
وحدها الرسالة تفتح أفاق البحث حتّى يظن الإنسان أنّ الشك و الريب هو محور وجوده و أن لا شيء في الوجود يمكن الجزم بمعرفته ، حتّى كأنّ الحياة لغز كلّها ، في تفاصيلها و كل عناوينها.
و يجد من يقرأها نفسه تصارع أرباب الفيزياء و البيولوجيا و اللسانيات و الفلسفة و الشعر و الأدب و التاريخ و السياسة . يجد نفسه أمامها في علّو يصعب الهبوط منه و كأنّ رافعتها تدفع دائما إلى حيث منتهى الوجود.
وحدها الرسالة تنير درب العلماء و الأحرار و ترفع الإنسان و تهديه ليس لتستعمله لحاجات من صاغها و لا لتوصله لهدفها المصلحي بل لتبشرّه أنّه صاحب روح ، و أنّ نفخ الروح فيه لا يمكن لبشر و لا لقوّة مهما عظمت أن توقفه ، لتبشرّه أنّ حامل الروح سيصبح روحا .
وحدها الرسالة أتت لا لتصنع إسما إذ من صاغها يصعب معرفته ، أتت لا لتبيع نسخا محبّرة يقبض كاتبها أجر ما نسخ من بلاغة و فصاحة و معادلات، أتت للهداية المجانية المتعالية .
سنين الأزمات المقبلة ستجعل من قرأ الرسالة و حاول قراءتها يقتنع أن غيابها لا تعوّضه صحائف الارض كلّها فأنفاسها المنسوخة لا مثيل له و لكن هل فتح الناس الرسالة !!!!!
كيف ندخل النص ؟؟
يمكن للنص أن يكون منحطا في مجتمع متعالي و حينها فلن يقرأه أحد إلاّ للتندر و المزاح و يمكن للنص أن يكون متعاليا في مجتمع منحط و حينها فستحرقه أو ستغلقه و تقدسه و لكنّها في كل الأحوال لن تقرأه.
هل من الممكن التخلص من الإرث الماضي لندخل النص طاهرين ؟؟
لا اعرف مشكلتنا أنّنا عشقنا العبودية و لا زلنا
منقول
هل نحتاج القران
المشرف: المشرفون
هل نحتاج القران
-
- المواضيع المُتشابهه
- ردود
- مشاهدات
- آخر مشاركة
-
- 3 ردود
- 2502 مشاهدات
-
آخر مشاركة بواسطة ابو شمس المحسن