الــــتــبــــرم وتــــلون الـــمــــزاج --ماذا تعرف عنه ؟؟

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

الــــتــبــــرم وتــــلون الـــمــــزاج --ماذا تعرف عنه ؟؟

مشاركة بواسطة السور الاعظم »


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/B]



ان للناس سبلا ثلاثة فى مواجهتهم لاية ازمة نفسية .. فالاول -
وهو الشائع منها - هوالاستسلام وعدم التحرك لمعرفة الاسباب
وعلاجها ، وبالتالى فهم يعيشون حالة من التاقلم مع الازمة على
مضض ، ومن الطبيعى! ان يصل الامر فى بعض الحالات الى حالة
الانهيار، عندما لا تقاوم سدود النفس ، تلك الامواج العاتية ..
والثانى : هى محاولة التظاهر بانه لا مشكلة فى البين ، ومن ثم
المبالغة فى اقتناء الملذات والانغماس فى الشهوات - ومنها
الادمان على الممنوعات - كل ذلك لكى ينسى الفرد ما هو فيه ..
والقسم الثالث : هو البحث عن الجذور ، والاعتقاد بان الحل هو فى
القضاء على الازمة لا فى تجاهلها .

ان من الامراض الشائعه والتى من الممكن القول فيها بانه لا يخلو
منه فرد - وان حاول البعض المكابرة وانكار ما هو فيه - الا وهى
حالة التبرم والضيق وعدم الاحساس بالانبساط النفسي ، ومن الطبيعى
ان تنعكس هذه الحالة حتى على البدن .. و من الممكن ان نفهم هذه
الحقيقة ، من خلال قوله تعالى : { يصعد فى السماء } لوضوح انه
كلما ارتفعنا فى طبقات الجو العليا ، كلما صعبت علينا عملية
التنفس .. وعليه فان الازمة لا تكون سببا لفوات المنافع الاخروية
فحسب ، بل سببا لمعيشة الضنك التى تنتظر المعرضين عن ذكر الله
تعالى .

ان الحياة الدنيا فى وا! قعها ضيقة جدا ، فان حدودها المادية
تجعل التحرك فيها محدودا ، اذ المجال غير مفتوح لان يحقق الانسان
كل طموحاته فى الحياة الدنيا ، ومن هنا يبتلى بنكسة بعد اخرى ،
عندما يخسر رغبة من رغباته ، اضف الى ان طبيعة المتاع الدنيوى
سرعان ما توجب الملل ، لانه لا تجدد فيه ، وهذا هو الذى يعترف به
المتوغلون فى عالم الاستمتاع الجسدى ، عندما يستنفدون كل الوان
المتع ، ويصلون الى طريق مسدود فى الحياة ، فانهم يعيشون حالة من
الارتداد على انفسهم ، والتبرم من واقعهم الى درجة يقدم احدهم
على انهاء حياته ، عندما لا يجد مبررا للاستمرار فى ذلك .

ان الله تعالى يدعونا الى الحياة السعيدة من خلال ما رسمه لنا من
خطة الحياة ، فاذا راى عبده عاكفا على طاعته ، فانه سيمنحه تلك
المنحة النادرة التى لا يصل اليها احد من عشاق الهوى : الا وهو
شرح الصدر ، والذى اذا وصل اليه العبد ، فانه سيرى كل ما فى
الوجود - الى جنبه تعالى - صغيرا وان كبر عند الناس ، اذ انه ليس
هناك شيئ فى عالم الوجود يستحق الالتفات اليه باستقلال ، اذ ان
ازمة الامور طرا بيده ، والكل مستمدة! من مدده .. اوهل يا ترى من
الممكن ان يستسلم من يعيش هذه الحالة من الترفع الباطنى لازمة من
الازمات ، وهو يعتقد ان الكاشف عن كربه ، هو من بيده مقاليد
السموات والارض ؟! .

ان من آثار انشراح الصدر هو: الاحساس بحالة التمدد فى خط الوجود
، بحيث يرى كل شيئ بمنظار الوقوع فى خط الابدية .. فكل ايجاب -
عاقبته السلب فى خط الزمن المستوعب للبرزخ والقيامة - لا يمكن ان
يعد ايجابا ، بل هوعين السلب .. فان من الغباء بمكان ، ان يكدس
الانسان موجبات الشقاء الابدى فى الحياة الخالدة ، مقابل سويعات
من الانس المحرم ، وهو يعلم بفنائية اللذة وبقائية التبعة !! ..
ومن هنا نعتقد ان تذكر الموقف المخجل مع رب العالمين حينما يقول
: { اخسئوا فيها ولا تكلمون } لهو نعم الرادع فى هذا المجال ،
وذلك عند الهم بارتكاب المعصية .

عندما سئل النبى (ص) عن شرح الصدر ، فانه لم يذكر الاسباب
الموجبة لذلك من جهة العبد ، فان سعى العبد - مهما كان جادا -
فانه لا يثمر هذه الثمرة الغالية ، والتى هى من نفائس هذا الوجود
، وانما يحيل الامر الى هبات الواهب المنان، و! ذلك حينما عبر
عنه قائلا : ( نور يقذفه الله فى قلب المؤمن فيشرح صدره وينفسح
)... فتامل فى كلمة ( النور) الدالة على ان هذه الاداة يرفع
التحير من حياة الانسان ، ذلك التحير الذى يقض مضاجع اغلب الخلق
، فانهم لا يعلمون الى اين يسيرون بشكل واضح ، لا فى دنياهم ولا
فى اخرتهم !! .. وتامل فى كلمة ( يقذفه ) الدالة على ان الامر
الهى لا بد وان يتحقق من جانب المولى ، وذلك حينما يرى قابلية فى
نفس عبده المؤمن ، لتلقى هذا الفيض الربوبى .

ان من بركات شرح الصدر ايضا هو : توفيق العبد لان يكون مرشحا فى
دائرة الدعوة الى الله تعالى ، فان شرف دلالة العبيد على الله
تعالى شرف عظيم .. ومن المعروف ان من اراد ان ياخذ المولى بيده ،
فليحاول الاخذ بايدي العباد من التائهين عن طريق العبودية ، فان
معظم التسديد ياتى فى عالم توسعه اثار الشريعه فى نفوس العباد ،
وتحكيم قواعد الحاكمية فى البلاد .. ومن هنا طلب الكليم (ع) من
ربه ان يمنحه شرح الصدر قبل ان يتوجه الى فرعون ، رغم ما اوتى من
الايات الباهرة .

ومن الاثار المهمة لشرح الصدر والتى يعشقها الكثيرون هى : حالة
المحبوبية فى نفوس الخلق ، فان منشرح الصدر موجود لطيف رقيق ، لا
يخرج عن طوره ، بل يعيد الخارجون عن اطوارهم الى نصابهم .. ومن
هنا صاروا مصدر خير فى الارض ، كما ذكر القران الكريم بالنسبة
الى المسيح (ع) حينما ذكر نعمة الله تعالى عليه قائلا : { وجعلنى
مباركا اينما كنت } .. اننا ندعو الذين يريدون محبة الخلق -
وخاصة الذين يشتكون من جفاء الخلق وخاصة فى الحياة الاسرية - الى
التامل فى هذه الاية : { ان الذين امنوا وعملوا الصالحات سيجعل
لهم الرحمن ودا }.. ولنتساءل اخيرا : ما قيمة ذلك الود الذى ياتى
من غير هذا السبيل ؟!.. وهل المتوادون هذه الايام اوفياء لهذا
الود ؟!.. ولو كانوا اوفياء ، فان احدهم يرى لوعة الفراق امام
عينه فى الدنيا قبل الاخرة !! .. واما فى الاخرة ، فهل تدع اهوال
القيامة لبا لذى لب ، كي يفكر فيمن كان يهواه قبل دهور غابرة ؟!.


 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
النور الزاهر
عضو متميز
عضو متميز
مشاركات: 74
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة النور الزاهر »

موضوع رائع وجميل سلمت يداك أخي على هذا الموضوع ووفقك الله لمزيد من العطاء
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا جزيلا بارك الله بك
zaynab
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1196
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة zaynab »

صورة
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا اختي الكريمة زينب اسعدني مروركي العطر
أضف رد جديد
  • المواضيع المُتشابهه
    ردود
    مشاهدات
    آخر مشاركة

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“