تكون حالة الاطمئنان من الصفات التجريدية ليست لها وعاء خارجي

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

تكون حالة الاطمئنان من الصفات التجريدية ليست لها وعاء خارجي

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته



العقل التأملي :

يصطدم العقل تارة بتصورات ساذجة غير مشبعة بافكار دقيقة و انما تأخذ علي
سلامتها لوضحها كتصورشروق الشمس المعبر عنه بالتصور الأولي.
و أخرى يصطدم برهانية يحتاج إلى امعان النظر و دقة التفكير و هو الّذي يعبر
عنه الفلاسفة بالتصور الثانوي و هو الّذي يعقب التصور الأولي حيث انه في حاجة
إلى أدلة برهانية و هي الّتي تتألف من مقدمات يقينية لكي تنتج أمراً يقينياً
بالذات اضطراراً واحدى المقدمات لا بد ان تخضع إلى البديهيات أو نظرية تنتهي
إلى البديهيات. و البرهان أمّا لمي أو اني و المقصود من البرهان اللمي هو العلية مصدر صناعي
ماخوذ من كلمة لم و يحتاج في البرهان إلى فرض حد أوسط يقع علة لليقين
بالنتيجة و يعبر عن الحد الأوسط الواسطة في الاثبات او يكون علة لثبوت الأكبر
للاصغر و هو المعبر عنه بالواسطة في الثبوت.و الّذي يلتقي ان يكون الحد واسطة في الثبوت و الاثبات معاً و هو الّذي يطلق
عليه البرهان اللمي و اما لو كان الحد الأوسط يتجه إلى ناحية الواسطة في
الاثبات خاصة فيسمي البرهان الآني و هو ما يفيد الانتقال من المعلول إلى
العلة. و هذا السير في ناحية العقل و تأمله في الوجودات الكونية المستند إلى برهان
لمي أو آني أو بتعبير آخر برهان عليّ و معلولي للوصول إلى امر يقيني فهو واقع
في شبكة الميتافيزيقا دون الاشارة الحسية ، و يتضح لديك ان طريقة العقل
التأملي في الحصول على المعرفه اليقينية من الادلة البرهانية و ان احتاج الى
مقدمات بديهية أو نظرية ترجع إلى البداهة.


ـ اللانهائية (التسلسل) :
بحث الفلاسفة عن موضوعية اللانهائية في اثبات التوحيد و ذلك عندما تتصور هذا
الوجود الكوني و تشكك باصل مبدع له يقع التساؤل من الّذي اوجد هذا العالم؟
تجيب لا بد من علة و اذا جئت إلى العلة ثانية تقول من الّذي أوجد العلة تقول
لا بد من استنادها إلى علة ثالثة و هكذا حتى يسير الرقم إلى عدد غير متناه و
يصطلح عليه الفلاسفة الالهيون دليل التسلسل فان رجعت العلة الثانية إلى
الأولي سمي دوراًيتوقف احدهما على الآخر.
و هكذا لو نظرنا إلى جانب العلوم الرياضية تجد بعض الأرقام لا توصلالي حد
معين كما لو اخذت عشرة دراهم من واحد إلى عشرة ووضعتها في حقيبة واردت ان
تخرجها على نحو التسلسل لما وقعت الارقام متناسقة من الواحد إلى العشرة و
كلما حاولت الوصول إلى تعديل الارقام بالترتيب ازادادت الاعداد وصارت في سير
لا نهائي.
و يتضح امامك ان اخذ هذه الصورة اللانهائيه‏تقع في التصورات لاذهنية وهي
كيفية منفصلة عن حلقة الحواس وصفحة التجربة.


ـ الترديد (الشك):
تطرأ للانسان حالة مستاوية الخطي لم يقدم جانبا على جانب حيث يراهما متساوين
في المصلحة و الغاية مثلاً و يعبر عن دور هذه الحالة بالتشكيك لعدم ترجيح احد
الطرفين على الآخر كالترديد بين العالم زيداً أو عمر و أو الشجاع علي أو عمر
و وصفة الترديد موطنها الذهن و إلا فالوجود الخارجي شيء واحد اما موجود أو
معدوم لانه لا ترديد في الامور الواقعية و كل ذلك فهي تجريدية فقد نهج
المشككون بهذه النظرية في تشكيك المعارف الحسية لانها تقع في محور المخادعة
لانها تصور الحق باطلاً و الباطل حقاً على خلاف ما ذهب اليه الطبيعيون من
استدلالهم على الجزئي من مبدأ كلي مفترض و انما اهتمام السوفسطائية اجراء
التجارب العملية من غير تركيزهم على الوصول إلى العلل الأولي لأشياء.
و بنوا على عدم استقرار الواقعية لغموضها واقعاً أو للتعميه أمام المخاطبين
على نسق اسلوب المحاورة بان تكون لدى المجادلة مجموعة من الشهوات بعد القدرة
على معرفة الالفاظ المشتركة المنقولة و المتواطئة و المترادفة و المشككة و
المتباينة وله القدرة على تميز الفصول و استئصال الحقائق عن الأمور المتشابهه
و التمييز بين الذاتيات و العرضيات و هكذا.
فاذا لم يتوصل إلى المعنى الحقيقي و كان اللفظ مجملاً من غير تقديم احد
الطرفين على الآخر لتساويهما في مقام التصور يكون مشككاً لعدم توصله إلى هدم
معين سواء كان من طرف المتكلم أو المخاطب.
و يقول الدكتور محمّد على ابوريان و كأن سير الجدل هنا انمايتمثل نوعاً من
التجريد الّذي يتقدم صاعداً بالتدرج متجهاً إلى الوجود في سعته و امتلائه و
تمام حيويته الدافقة
و يعزي مذهب التشكيك إلى (ديوجينز من انتستينز) و هو تلميذ سقراط و اسبق سناً
من افلاطون بمقدار عشرين سنه و ذهب إلى ان كل ضروب الفلسفة الّتي تدق معانيها
لا قيمة لها فما يمكن معرفته اطلاقاً لا بد ان يستطيع فهمه الرجل الساذج و آمن بالعوده إلى الطبيعة.
و هكذا صار هذا المذهب منتشراً في الاسنكدرية في القران الثالث قبل الميلاد
حتى جاء أول مبشر له (فيرو) المتولد عام 375 م) الّذي كان من رجال الاسكندر و
لم يكن في مذهبه جديد كثير سوى ما تناول به الشكوك القديمة من تنسيق و صياغة
فالتشكيك فيما تأتينا به الحواس من علم مذاق الفلاسفة اليونان منذ زمن بعيد
جداً لا نستثني من هؤلاء إلا (طائفة بارميندس) و (افلاطون) انكرت القيمة
الادراكية للحواس و اتخذت من انكارها هذا فرصة بتشريفها بمذهب عقلي جامد.
و أمّا السوفسطائيون خصوصاً (بروتا جوارس) و (جورجياس) فقد انتهي بهم ازدواج
معاني الإدراك الحسية و ما فيها من تناقض ظاهر إلى نزعة ذاتية نظير ما ذهب
اليه هيوم و اضاف فيرو التشكيك الاخلاقي و المنطقي إلى التشكيك الخاص بالحواس
و قال انه من المستحيل على الانسان ان يجد اساساً عقلياً يبرر به مسلكاً دون
آخر.
حتى قال احد المشككين و هو (يتمون) المتوفي عام (235 ق م) (ان الظواهر صحيحة
دائماً وقال أيضاً اني ارفض ان اثبت صدق قولنا ان العسل حلو حقاً اا كون
العسل يبدو حلواً في الذوق فذلك ما أسلم به تسليماً تاماً و قال في معارضته
(أرقيسلاوس ) معاصر (تيمون) المتوفي سنة (240 ق م) و قال بوجود عالم عقلي فوق
الحس تنفوق الروح الخالدة فيه على الجسد الفاني

و قد سار هؤلاء في اتجاهات ثلاث :
1 ـ انكار الوجود وقالوا لاشي موجود أصلاً و ما يظن وجوده فهو حقيقة و همية
أو خيالية و اطلق عليه بالعناد.
2 ـ لا شى‏ء¨ ثابت بنفسه و انما الأمور الكونية مرجعها إلى الاعتقاد فمن
اعتقد بان السماء تحت الأرض صح بحسب معتقده و من اعتقد بانها فوقه فكذلك و ان
العسل يكون مراً في مذاق و حلواً في مذاق آخر.
3 ـ اللاادري هو عدم ثبوت أي جانب سواء كان الطرف ايجابياً أم سلبياً فيكون
الشك في كل شيء و يشك بأنه شاك و لو علم انه شاك لناقض نفسه بنفسه لأنّ العلم
غير مسلم عنده و استدلوا على بطلان العلم بأنه اماان يحصل من الامور البديهية
و اما ان يوجد عن طريق الأمور النظرية و كلاهما محال لأنّ البديهية في معرض
الخطأ و النظر انما يقع حجة اذا انتهي إلى البديهة و البديهة كما ذكرنا قابلة
للخطأ اذا كانت مقدماتها غير صالحة.
و ذهب (باركلي) إلى ان مايدركه البشر يرتكز على الحس و إذا اختبرنا الحس
وجدناه مليئاً بالمتناقضات فالبصر يرى الشيء القريب كبيراً و إذا ابتعد عنه
حسبه صغيراً و الأذن تسمع الصوت ضعيفاً إذا كان بعيداً عنها و إذا اقترب
إليها سمعه عالياً و هكذا اليد تلمس الشيء الواحد حاراً مرة و بارداً أخرى
فمثلاً ان أخرجت يديك عن مائين بارد و حار و أعمستها في ماء دافي شعرت كل
واحدة بعكس ما كانت فيه و الماء واحد فإذا كان الاحساس يتناقض فكيف نطمئن
إليه.
و يستدل (باركلي) بمذهبه اللاادري انه لدي تحليل الاحساس نجده ليس سوى التصور
، و اتصور لا يعدو ان يكون فكرة تعيش داخل الشعور و لكن لدى التعمق نجد ان
هذه الفكرة قد لا تكون و ليدة واقع موضوعي بل وليده ها جسة نفسية أو قوة
علوية تبعثها في نفوسنا ألستم أيها الواقعيون تعترفون بوجود أفكارلا واقع
لها؟ فلماذا لا تجعلون كل الأفكار بعيدة عن الواقع؟ ،ثم قال و لندع التصورات
الساذجة لندرس المعارف البشريه هل هي ذات قيمة بعد التناقض الّذي نجده يبنها
فهي لا تقوم إلا لكي تنهار فكم من قضيه كانت من المسلمات أصبحت من الخرافات و
كم من فكرة أجمع عليها المفكرون و لم تمض عليها فتره حتى اغتدت مهجورة.
و سار علي ركاب نظرية اللاادري (دافيد هيوم) أيضاً إلاأن نظرية (باركلي)
مرتكزة على نقد الفلسفه الأرسطية بكون المعرفة هي صورة النفس المنعكسة على
الموجودات الخارجية ، و حيث ان الموجودات الخارجية قابلة للخطأ فالصورة
مثلها.
إلا ان الّذي نرتئيه ان المعرفة قائمة على التفتح العقلي و على القيم
الواقعية و مثل هذه النوعية غيرصالحة للخطأ ففي صورة انكشاف الخلاف لم يكن
الخطأ متوجهاً على الواقعية و إنّما كان الخلاف في ناحية الطريق دون المعرفة
الواقعية.
و الغرض من هذا العرض ان التشكيك بحسب واقعه يعطي صبغة ذهنية ليست تحت العامل
التجريبي و إنّما هوفي محور التصورات الذهنية ولو اخضعنا الشك إلى التجربة
لكان في كل وجود من التساوي المستمر و لزم عدم الانتقال من المجهول إلى
المعلوم.

ـ الاطمئنان :
حينما تعرض على الفكر عدة تصورات البسيطة منها و المركبة التصورية و
التصديقية لايخلو في تصوراته الذهنية للوصول إلى المعرفة بأحد الطرق الحسية
أو الحدسية فإذا وصل إلى الخط النهائي في المعرفة تستقر ذهنيته إلى نوع معين
عند تقديم الراجح على المرجوح بعد سقوط مرحلة الشك و الوهم بما تقتضيه طبيعة
الاطمئنان من حيث اليقين أو الظن المتاخم للعلم لقربه إلى صورة الانكشاف
الواقعي و بعده عن ساحة الجهل و عدم المطابقة للواقع.
و تكون حالة الاطمئنان من الصفات التجريدية و ليست لها وعاء خارجي و إنّما
الّذي يقع خارجاً المطابق لتلك الصورة لا حقيقة الصورة الذهنية.
_________________________________________


المصدر بحث رقم ( 214 ) السيد ال شبير الخاقاني
تحقيق الدكتور الشيخ سجاد
الشمري
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
الوقت المتبقي
عضو
عضو
مشاركات: 48
اشترك في: الاثنين 26-12-2011 12:50 pm
الجنس: اختار واحد

تكون حالة الاطمئنان من الصفات التجريدية ليست لها وعاء خا

مشاركة بواسطة الوقت المتبقي »

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفقكم الله أختي على

هذا الموضوع والجهود المبذولة
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

تكون حالة الاطمئنان من الصفات التجريدية ليست لها وعاء خا

مشاركة بواسطة السور الاعظم »

شكرا جزيلا واهلا بك ومرحبا
أضف رد جديد
  • المواضيع المُتشابهه
    ردود
    مشاهدات
    آخر مشاركة

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“