ما الذّي يجعل القلب قاسيا ؟ !!

[ام الامين]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وسلم والحمد لله حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه. ما الذي يجعل قلوبنا قاسيه ؟ سوداء حاقدة ؟ سؤال قضّ مضجعي واقلقني كثيرا ان ارى

من احبّهم قساة القلوب عنيفين ! خلقنا الله تعالى فاحسن صورتنا ونفخ من روحه الطيبه الزكيه فينا وعلم ابانا ادم الاسماء كلها وعاتبته الملائكه في هذا المخلوق واتهمته بانه سوف يسفك الدماء . قال تعالى في سورة البقره الايه 30 قال تعالى : ( وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ، قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ، قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) البقرة/30 فاجابهم الله تعالى في تفسير ابن كثير (قال الله تعالى مجيباً لهم عن هذا السؤال : {إني أعلم مالا تعلمون} أي : إني أعلم من المصلحة الراجحة في خلق هذا الصنف ، على المفاسد التي ذكرتموها ، مالا تعلمون أنتم ؛ فإني جاعل فيهم الأنبياء ، وأرسل فيهم الرسل ، ويوجد منهم الصديقون والشهداء والصالحون والعباد والزهاد والأولياء والأبرار والمقربون والعلماء والعاملون والخاشعون والمحبون له تبارك وتعالى المتبعون رسله صلوات الله وسلامه عليهم .. ) تفسير ابن كثير (1/69) . ) فهل الانسان بن ادم فعلا قاسي لهذا الحد فها هي الدماء تسفك في سوريا وفي انحاء الكون ما الذي جعل الانسان قاسيا هل هي المعاصي والذنوب؟ مع العلم انه خلق صفحة بيضاء لا يشوبها شائبه فالعبد قلبه ابيض وكلما ارتكب ذنبا سجل في صحيفته نقطة سوداء فاذا عمل عملا صالحا ابدلها الله بياضا ونورا وكفّر هذه السيئه بحسنات كثيره واذا تمادى هذا العبد بفعل وارتكاب المعاصي فان النقطه السوداءتفوق البياض حتى تمحيه وتستولي على هذا القلب فيصبح اسودا قاتما قاسيا .فقال الله تعالى في كتابه((كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون)! فالابتعاد عن المعاصي وارتكابها والتعوّذ من الشيطان ورجزه ونفخه ونفثه والدعاء دائما والالحاح في ان يهدينا ولا يزيغ قلوبنا عن ذكره كفيله بان تجعل من قلوبنا رئيفه ورحيمه ويملؤها الود والرحمه والرافه بعضنا لبعض فالمؤمن الحق والمسلم الحق هو الذي يتعلق قلبه بالله وذكر الله !وقراءة القران الكريم وتلاوته جلاء للصدور ! من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن العبد إذا أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة سوداء فإذا هو نزع واستغفر وتاب صقل قلبه، وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه . وهو الران الذي ذكره الله: كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ {المطففين:14} وعن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء " قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : " كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن " روى البيهقي الأحاديث الأربعة في شعب الإيمان . استغفر الله لي ولكم واستودعكم الله واسئل الله العلي القدير ان يكون خالصا جهدي هذا لوجه الله تعالى.

[ام الامين]

نشر لي هذا الموضوع في موقع بانيت ..في 3 كانون اول ديسمبر 2012
في زاوية دين ودنيا امل ان ينال اعجاب الاعضاء والزوار هنا !!

[السور الاعظم]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

شكرا جزيلا بارك الله فيك

الحقد والحسد والكِــبــَر وحب الأنا السلبي من مغذيات القسوة الرئيسية

[ام الامين]

اختي الكريمه السور الاعظم
ان اجمل في الاسلام هو الاجتماع وقت الصلاة وقول امين بصوت متناغم جميل
والاجمل ان العالم الاسلامي اجمع يتوحد على مائده واحده وقت الافطار في رمضان
فكيف قست القلوب ؟ واصبحت شتى ؟ فقط بالكبر والحسد والانا السلبيه كما تفضلت وقلت !

[محب روحاني]

اختنا الفاضلة (ام الامين) بارك الله فيكم على هذا الموضوع الرائع

ما الذي يجعل القلب قاسيا ؟
من الضروري ان نعرف ان 80% من الناس في كل عصر وحين , اشبه مايكونون بكتلة من الطين , فهم بالهيئة والصورة آدميين , لكنهم فارغين من حيث الجوهر والمضمون , يعني لاتوجد لديهم مناعة ضد الشر والسوء , وسرعان ماينطبعون بصورة المجتمع والبيئة التي يعيشون فيها , وتظهر عليهم اخلاق واطباع الطبقة السائدة سلبا او ايجابا , ان خيرا بخير وان شرا فشر .
بمعنى ان عاشوا في زمن يحكمه طبقة الفراعنة والجبابرة , فسيتحولون الى فراعنة وطواغيت وجبابرة صغار قساة قلوب لايعرفون معنى الرحمة ,على مثال ومنوال امامهم ومقتداهم . وان كان الزمن زمن صلاح وتغلب عليه الفئة الصالحة المستنيرة , فستجدهم صالحين تغلب على افعالهم طابع الرحمة ومحبة الاخرين , كما نجد في اوربا , والكاميرا الخفية خير برهان نستدل به .
عامة الناس كل فرد منهم يشبه كتلة من الطين , لكن توجد طبقتين او فئتين من الناس وهم ال 20% الباقية , هؤلاء اصحاب نفوس وشخصيات قوية , قد محضوا في الشر او الخير محضا , هؤلاء يشبهون الجبال الرواسي يصعب ان لم يستحيل تزعزعهم , فاما قائد وامام وقدوة في الخير او الشر , ولكل منهما جنود , هؤلاء هم قادة البشرية نحو الخير والسعادة والنجاح او نحو الشر والشقاء والهلاك , هؤلاء هم ابراهيم عليه السلام يقابله ويقف بوجهه النمرود , وموسى عليه السلام مقابل فرعون , والمسيح عليه السلام مقابل الكهنة والاحبار المفسدين , ومحمد صلى الله عليه وسلم مقابل طواغيت قريش .
الانسان العامي كتلة من الطين , والامام (امام الخير او الشر) يصنعه , يخلقه , ينفخ فيه روح الخير والفضيلة والحكمة , او روح الشر واللؤم والجهالة .
حين يظهر الحكماء الصلحاء ويسودون في المجتمع , ترى 90% من المجتمع تحولوا صالحين رحماء اخيار , عمر ابن عبد العزيز رحمه الله بصلاحه صلحت امة بكاملها , وقبله حين حكم الرسول وصحابته وآل بيته الاخيار عليهم السلام , تحول الناس من حال الى حال , خرجوا من ظلمات القسوة والاحقاد والعداوة والبغضاء , الى نور التراحم والتحابب والتوادد , وهكذا الحال الى يوم الدين , بين الاخيار والاشرار , وتلك الايام نداولها بين الناس .

اما ان تكلمنا عن الذنوب , فكلمة الذنب لها مفهوم واسع , الذنوب قسمين مغفورة لاتستوجب العقاب , واخرى لاتغفر ابدا وتستوجب العقاب مالم يصلح الانسان ماافسد ويصحح اخطاءه .
الاولى ذنب يقترفه الانسان من باب الشهوة , بينه وبين ربه , فنحن اولاد آدم عليه السلام , ولايزكي الانسان نفسه , فكلنا نقص وعيوب , لدينا شهوات طاغية لانقدر العيش من دونها , لكن الانسان الفاضل الشريف لاتتغلب عليه شهوته فتدفعه للعدوان على الاخرين وانتهاك حقوقهم وحرماتهم , وان ماتت نفس ذلك الشخص بؤسا وحرمانا .
العدوان على الاخرين جريمة والحق تعالى توعد وتهدد المجرم (انا من المجرمين منتقمون) , ابونا آدم عليه السلام حين اكل من الشجرة لم يرتكب جريمة بحق احد , لكن ابليس حين كذب على آدم واغواه وخدعه , ارتكب جريمة بحق غيره , فاستحق اللعن والطرد والعقاب .
اليوم نرى ناس ضالين مضلين يعتدون على الاخرين ويصادرون حقوقهم ويحللون قتلهم , بدعوى الجهاد ونصرة الدين !؟ فاي دين ابليسي هذا ؟ هل هم يقتدون بجهاد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ الرسول جاهد الذين كانوا يغزون الناس فيقتلون الرجال ويسبون النساء ويسلبون الاموال والمتتلكات , والا فان حرية الدين والاعتقاد مكفولة في الاسلام حتى لو عبد الناس الاصنام , ناهيك لو عبدوا الانبياء والاولياء , لو عبدوا المسيح او الامام علي او الحسن والحسين عليهم السلام ف(لااكراه في الدين) و({لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ --فِي الدِّينِ--(مهم جدا) وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة : 8]
الدين رحمة وليست قسوة , ويجب ان نعرف الفرق بين القسوة والشدة , فلانتوهم (اشداء على الكفار) بمعنى قساة على الكفار لايرحموهم , القسوة تكون على الانسان , وانما الاديان رحمة للانسان وصون لكرامته وليست قسوة عليه واهدار لدمه وكرامته (قطرة دم انسان اكرم على الله من الكعبة الشريفة الف مرة) , اما الشدة فتكون على العمل , بمعنى ان نشتد على الظالم ولانتهاون معه حتى يترك ظلمه وعدوانه .
بالنسبة للذنب او الخطيئة ومعاودة تكرارها يقود الى الرين على القلب !
اختنا الفاضلة يجب ان يكون كلامنا واقعيا , فالانسان ان عاش في مجتمع تحرمه من الحد الادنى من حاجياته الفطرية المجبولة عليها النفس البشرية , هذا الانسان سيرتكب الذنوب ويكررها غصبا عليه , اللهم الا من عصم ربي (الا عبادك منهم المخلصين) وقلنا ان هؤلاء قلة نادرة , لكن الاغلبية الساحقة من الناس يصلحون ان صلح المجتمع الذي يعيشون فيه , ويفسدون بفسادها .
وصلاح المجتمعات او فسادها يتحمله طبقتين من المجتمع وهم العلماء والحكام , فان فسدوا فهم الجبت والطواغيت على مر الازمان , وان صلحوا فهم الانبياء والخلفاء , وحينها تتحول الحياة الى جنة ارضية .
اخيرا يجدر بنا ان نذكر هذا المثل , بلغة اياك اعني واسمعي ياجارة :
أيد وحده ماتصفق

[السور الاعظم]

اختي الكريمة انا قلت من مغذيات القسوة ولم اقل فقط بمعنى لايوجد شئ اخر ‏-لانه ماتبقى ناتج من هذه المغذيات ‏-
لناخذ مثال عن الذنوب ,, من يرتكب الانسان الذنب سواء بتعمد او بغفلة او اي سبب من الاسباب وتحت اي ظرف من الظروف ,, من يتوب ويلوم نفسه على الخطا ويستغفر ووو ماممكن يادي هذا الذنب الى القسوة لكن من يصر الشخص على الذنب اذن يؤدي الى القسوة -هذا الاصرار ينتج من احد المغذيات اعلاه

[ام الامين]

بارك الله فيك
حين كتبت هذا المقال او هذه الكلمات بالمعنى الاصح كان قلبي يعتصر حنقا وحقدا على اؤلئك الذين يدخلون البيوت وينتهكون العورات في حمص وحماه وحلب في سوريا لا حول لهم ولا قوة في بيوتهم امنين فجاءهم الموت على حين غفله صغارا وكبارا !
وحين رايت المشهد ولم اكمله هنا في الموقع كيف فعل به واستخرج قلبه فاني لم انم الليل واقول اي حيوان شرير هذا ولماذا فعل فعلته الشنعاء هذه فاجابوني بكل يقين بعض الاصدقاء (ان القلب القاسي يولّد القسوه ولا بد من ان القتيل كان ظالما )وحتى لو ظالم لماذا هذه البشاعه وهذا الحقد فللحرب اصول ووضع هذه الاصول الاسلام منها لا تقطع شجره ولا تنتهك حرمه والقتال مواجهه وليست كما نراها في سوريا !
او العراق او غيرها من الدول !اننا لا نجادل الله فيما ابتلانا به انما هو حسرة وضيق ونتمنى ونسئل الله تعالى ان يرفع غضبه عن الجميع !
اللهم ارفع عنا غضبك واستبدله امنا وامانا انك سميع قريب مجيب الدعوات اللهم امين !