السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول العارف محمد شبستري : "إذا كانت الشمس في حالةٍ واحدةٍ، وتشرق بصورةٍ دائمةٍ ومستمرةٍ، لكان شعاعها على منوالٍ واحد، ولم يعلم أحدٌ بأنّ هذا شعاعها، ولم يكن هناك تفاوت بين الجلد والعقل
العالم كله فيض من فيوضات الحقّ، ولكن لكثرة ظهورِ الحقّ مخفيّاً.
وبما أنّ نور الحقّ ليس فيه انتقال وتحولْ، لذلك يلزم أنْ لايكون فيه تغيير وتبديل".
وهذا ما يعنيه قولهم: (تُعرفُ الأشياءُ بأضدادها)؛ فإنّ ذلك مختصٌّ بالأمور الخاضعةِ للحواسّ، والتي نتعرّف على وجودها بواسِطة الحواسّ.
وأهل العرفان يقولون: بأنّ الله أصبحَ خفيّاً، لِفرِطِ وجوده وكثرتِهِ، أي أنّ حيثية الظهور والخفاء واحدة فيه؛ هو خفي، لأنّه ليس له غياب وأفولٌ وغروب، ولا يخلو منه أيُّ مكان.
يا من اختفى لِفرط نورِه ... ... الظاهر الباطن في ظهوره
وفي الأدب يمثلون لهذه الفكرة بمثالٍ السمكة وحديثها عن الماء:-
(كانت سمكة تسبح في الماء. وكان فكرُها مثلي ناقصاً.
لم تعرف يوماً الخوف والقلق من الصيّاد، ولم تمر بأوجاع الشِباك وآلامه.
ولم تتألّم روحها من العطش، ولم يحترق قلبها من الشمس المحرقة.
وفي يومٍ ما، كانت مستغرقة بهذه الفكرة إنّ الناس يقولون دائماً: الماء، ولكن أين الماء؟
أين ذلك الإِكسير الذي يبعث الحياة في الطير والسمك؟
إذا كانت هذه الجوهرة الفريدة هي غذاء الحياة، فلماذا يا ربّ قد أخفيتها عن عيني؟
إنّ هذه السمكة لا يلوح لنظرها غير الماء في عمرها كله، وتعيش بسلامٍ في أحضانه، ولكن ليس هناك أيّ خبرٍ عن الماء.
فهل أنّها كانت غافلةً عن شكر النعمة، ليقذفها الموج من البحرِ إلى الساحل؟
وأخذت الشمس تلسعها، وأخذ البحر يمزّقها لفراق الماء.
وامتدّ لسانها، إلى شفتها من شدة العطش، وارتمت على التراب وخطر الماء في ذهنها.
وحين سمعت من بعيد أصوات البحر وهديره، ارتمت تتلوى على التراب وتقول:
الآن قد عرفتُ ما هي تلك الكيمياء، وذلك الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه؛ ولكن- للأسف- إنّني في هذا اليوم فحسب، قد أدركت قيمة الماء وأهميّته، حيث تقصر عن الوصولِ إليه).
فهذه السمكة، كانت تعيش في أحضان الماء، العمرَ كُلّه، ويحيطها الماء من كل جانب، فالشيء الذي لا تدركه ولا تعرفه، ولا تراه، هو الماء؛ ولكنها في اللحظة التي تخرج من الماء، وترى ما هو ضد الماء، وهو الأرض، حينئذٍ تشعر بوجود الماء وأهميّته لها.
إذن فالغيب، إنّما كان غيباً بالنسبة لنا، لقصور قُدراتنا الحسّية، والإدراكيّة، لا وجودِ حائلٍ وستارٍ، بين هذه القدرات وبين الغيب
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
-
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 5140
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- البرج: الجوزاء
- الجنس: انثى
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
-
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 5140
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- البرج: الجوزاء
- الجنس: انثى
- أم حمزه
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 501
- اشترك في: الأحد 8-1-2012 12:36 am
- البرج: الثور
- الجنس: اختار واحد
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
جزاكي ربي كل الخير اختي الكريمه السور الاعظم بارك الله فيكي علي الطرح الجيدالسور الاعظم كتب:السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول العارف محمد شبستري : "إذا كانت الشمس في حالةٍ واحدةٍ، وتشرق بصورةٍ دائمةٍ ومستمرةٍ، لكان شعاعها على منوالٍ واحد، ولم يعلم أحدٌ بأنّ هذا شعاعها، ولم يكن هناك تفاوت بين الجلد والعقل
العالم كله فيض من فيوضات الحقّ، ولكن لكثرة ظهورِ الحقّ مخفيّاً.
وبما أنّ نور الحقّ ليس فيه انتقال وتحولْ، لذلك يلزم أنْ لايكون فيه تغيير وتبديل".
وهذا ما يعنيه قولهم: (تُعرفُ الأشياءُ بأضدادها)؛ فإنّ ذلك مختصٌّ بالأمور الخاضعةِ للحواسّ، والتي نتعرّف على وجودها بواسِطة الحواسّ.
وأهل العرفان يقولون: بأنّ الله أصبحَ خفيّاً، لِفرِطِ وجوده وكثرتِهِ، أي أنّ حيثية الظهور والخفاء واحدة فيه؛ هو خفي، لأنّه ليس له غياب وأفولٌ وغروب، ولا يخلو منه أيُّ مكان.
يا من اختفى لِفرط نورِه ... ... الظاهر الباطن في ظهوره
وفي الأدب يمثلون لهذه الفكرة بمثالٍ السمكة وحديثها عن الماء:-
(كانت سمكة تسبح في الماء. وكان فكرُها مثلي ناقصاً.
لم تعرف يوماً الخوف والقلق من الصيّاد، ولم تمر بأوجاع الشِباك وآلامه.
ولم تتألّم روحها من العطش، ولم يحترق قلبها من الشمس المحرقة.
وفي يومٍ ما، كانت مستغرقة بهذه الفكرة إنّ الناس يقولون دائماً: الماء، ولكن أين الماء؟
أين ذلك الإِكسير الذي يبعث الحياة في الطير والسمك؟
إذا كانت هذه الجوهرة الفريدة هي غذاء الحياة، فلماذا يا ربّ قد أخفيتها عن عيني؟
إنّ هذه السمكة لا يلوح لنظرها غير الماء في عمرها كله، وتعيش بسلامٍ في أحضانه، ولكن ليس هناك أيّ خبرٍ عن الماء.
فهل أنّها كانت غافلةً عن شكر النعمة، ليقذفها الموج من البحرِ إلى الساحل؟
وأخذت الشمس تلسعها، وأخذ البحر يمزّقها لفراق الماء.
وامتدّ لسانها، إلى شفتها من شدة العطش، وارتمت على التراب وخطر الماء في ذهنها.
وحين سمعت من بعيد أصوات البحر وهديره، ارتمت تتلوى على التراب وتقول:
الآن قد عرفتُ ما هي تلك الكيمياء، وذلك الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه؛ ولكن- للأسف- إنّني في هذا اليوم فحسب، قد أدركت قيمة الماء وأهميّته، حيث تقصر عن الوصولِ إليه).
فهذه السمكة، كانت تعيش في أحضان الماء، العمرَ كُلّه، ويحيطها الماء من كل جانب، فالشيء الذي لا تدركه ولا تعرفه، ولا تراه، هو الماء؛ ولكنها في اللحظة التي تخرج من الماء، وترى ما هو ضد الماء، وهو الأرض، حينئذٍ تشعر بوجود الماء وأهميّته لها.
إذن فالغيب، إنّما كان غيباً بالنسبة لنا، لقصور قُدراتنا الحسّية، والإدراكيّة، لا وجودِ حائلٍ وستارٍ، بين هذه القدرات وبين الغيب
جعله الله في ميزان حسانتك ان شاء الله
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
-
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 5140
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- البرج: الجوزاء
- الجنس: انثى
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
اهلا اختي الغالية ام حمزة نورتي الموضوع
- سمير العاشقي
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 787
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- الجنس: اختار واحد
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
تمثيل ولا اروع وتداخل لمبان كلامية متناغم ومتسق ظهور قوي ودائمي اعمى ابصارنا عن ملاحظته الا ببصيرتنا فغطى على تلك واعطى تلك النعمة على التقرب اليه لان بالبصيرة يعمل العقل وبالعقل نعبد الله هذه الطريق سالكة للعارفين نعمة الظهور والاخباء
شكرا لك
شكرا لك
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
-
- عضو متميز فعال
- مشاركات: 5140
- اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
- البرج: الجوزاء
- الجنس: انثى
الإِكسير السحريّ، الذي لا أمل لي في الحياة بدونه
شكرا للمداخلة القيمة استاذ سمير العاشقي
-
- المواضيع المُتشابهه
- ردود
- مشاهدات
- آخر مشاركة
-
- 14 ردود
- 10238 مشاهدات
-
آخر مشاركة بواسطة رسالة
-
- 1 ردود
- 4298 مشاهدات
-
آخر مشاركة بواسطة ابو شمس المحسن
-
- 2 ردود
- 1717 مشاهدات
-
آخر مشاركة بواسطة الباحث عن الحكمة