نظرية ديكارت

كل ما يخص علم الحكمة والفلسفة ومدارسها
أضف رد جديد
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

نظرية ديكارت

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

نظرية ديكارت:

اختار ديكارت (Descartes) "1596 - 1650 م" وأتباعه سبيل اليقين إقتداءً بأرسطو، مع بعض الاختلاف، وهو أن أرسطو وأتباعه يعتبرون المحسوسات والمعقولات معاً محصّلات لليقين، ويجيز المنطق الأرسطي استعمال المحسوسات والمعقولات في باب "البرهان"، أما ديكارت فهو يعتبر المعقولات وحدها محصّلة لليقين وأما المحسوسات والتجربيات فليس لها إلا قيمة عملية.

وضع ديكارت منطقاً في مقابل منطق أرسطو يعتمد فيه على المعقولات فقط ولا يذكر التجربيات فيه أبداً.


ومع أن ديكارت يولي التجربة أهمية وقد كان هو بنفسه أحد أصحاب التجربة إلى حدّ ما ولكنه كان يعدها وسيلة فحسب لارتباط الإنسان بالخارج للإفادة منها في الحياة وليس لها أي دور في كشف الحقيقة.

وهو يقول- حسب ما ينقل المرحوم فروغي-:

"إن المفاهيم التي ترد الذهن من الخارج بوساطة الحواس الخمس لا نستطيع أن نطمئن إلى أن لها مصدقاً حقيقياً في الخارج، وإذا كان لها مصداق فليس من المؤكد أن الصورة الموجودة في أذهاننا مطابقة للشيء الخارجي".

ويقول أيضاً:

" إني أدرك أن الحرارة تنبعث من بعض الأجسام وأظن أن الحرارة التي فيها تشبه الحرارة التي هي موجودة لدي، والحال أنني لا أستطيع إلا أن أعتقد بأن في ذات النار شيئاً يوجد الإحساس بالحرارة فيّ ولكنه لا ينبغي لي أن أتخذ من هذا الإحساس عقيدة فيما يتعلق بـ "حقيقة الأشياء" وذلك لأن الإدراكات الحسية في الإنسان ليست إلا لتمييز المفيد من المضر ولتعيين المصالح وليست هي وسيلة للظفر بالحقائق".

ويزعم ديكارت أن الشكل والبعد والحركة فقط هي الحقيقية من أحوال الجسم لأنها- حسب رأيه- وحدها المعقولة والفطرية التي لم تأت عن طريق الحس، أما سائر حالات الجسم التي يسميها بالخواص الثانوية فهو يعتبرها سلسلة من الصور الذهنية التي جاءت نتيجة لسلسة من الحركات المادية الخارجية ونتيجة لارتباط الإنسان بالخارج من قبيل اللون والطعم والرائحة وغيرها. وهو يقول:


"وفروا لي البعد والحركة وأنا أصنع لكم العالم".

ويقول المرحوم فروغي:

"لقد بيّن ديكارت- بطريق علمية- أن محسوسات الإنسان لا تطابق الواقع وإنما هي وسيلة فقط لارتباط الجسم بالعلم المادي وهي تقدم لنا صوراً من العالم لا حقيقة لها، والحقيقة شيء آخر، فمثلاً تسمع الإذن غناء اً ولكن الصوت لا حقيقة له، ولو كانت الإذن تدرك الواقع لاستطاعت أن تدرك فقط الحركات التي في الهواء أو في الأجسام الأخرى".

ويقول أيضاً:

"إن ديكارت يعتبر المفاهيم الفطرية فقط أساساً للعلم الواقعي".

ويقول ديكارت:

"إن الصور التي في أذهاننا على ثلاثة أقسام:

القسم الأول: الفطريات وهي تلك الصور المرافقة للفكر وللتحولات الفكرية أو هي القاعدة للتفكير.

القسم الثاني: المجهولات وهي الصور التي تخلقها قوة التخيل في الذهن.

القسم الثالث: الخارجيات وهي تلك الصور التي ترد إلى الذهن بوساطة الحواس الخمس.

فالصور التي تخلقها المخيلة لا اعتبار لها، أما المفاهيم التي ترد إلى أذهاننا من الخارج فلا نستطيع أن نطمئن إلى أن لها مصداقاً حقيقياً في الخارج، وإذا كان لها ذلك المصداق فليس من المؤكد أن

الصور التي في أذهاننا تطابق ذلك الأمر الخارجي، كما نلاحظ ذلك في صورة الشمس في أذهاننا فمن المقطوع به أنها غير مطابقة للواقع لأننا حسب المعلومات الفلكية المتوفرة نعلم أن الشمس تساوي آلاف المرات أرضنا التي نعيش عليها مع أن صورتها في أذهاننا لا تساوي حتى مساحة الكف الواحدة".

ويقول في شرح معنى الفطريات:

"أما الفطريات فهي التي تدركها عقولنا بالبداهة وهي صحيحة يقيناً ولا يتطرق الخطأ فيها إلى أذهاننا أبداً من قبيل الشكل والحركة والأبعاد (من الأمور المادية الصرفة) والعلم والجهل واليقين والشك (من الأمور العقلية المحضة) والوجود والمدة والوحدة (من الأمور المشتركة بين المادة والعقل).

ويتحدث أيضاً عن الفطريات فيقول:

"إن كل إنسان يحكم بوجود نفسه بالبداهة والوجدان وكذلك بالنسبة إلى إدراكه أن للمثلث ثلاث زوايا وأن الكرة ليس لها إلا سطح واحد وأن الشيئين إذا ساوى كل منهما شيئاً ثالثاُ فإنهما متساويان".

ويبني ديكارت أساسه في الإلهيات والطبيعيات على الفطريات والمعقولات الصرفة فقط ويسير حسب أسلوب منطقي خاص به وله آراء ونظريات خاصة في النفس والجسم وذات الله سبحانه وإثبات أن العالم غير متناه وغيرها من الأمور.

وقد اقتفى أثر ديكارت جماعة من الفلاسفة الذين جاءوا بعده من قبيل ليبتنس( Leibniz) ومالبرانش (Malabranche) واسبينوزا (Spinoza) وذلك في باب المحسوسات وفي عدم كون المحسوسات


من جملة الحقائق، وكذلك في رأيه في المعقولات والفطريات وفي كونها يقينية مع بعض الاختلافات اليسيرة.

ويطلق على هذه الجماعة اسم "العقليين" لأنهم يقولون بالمعقولات غير المعتمدة على الحس.

وتتلخص عقيدة هؤلاء العلماء في أن للمعلومات قيمة يقينية وعلمية، أما المحسوسات فليس لها سوى قيمة عملية
.

8O 8O 8O
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
خفايا الروح
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 1304
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الميزان
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة خفايا الروح »

نقل قيم ومميز ورائع
شكرا لك اخي العزيز :wink:
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

الفلسفة ام العلوم وابوها منها تعلمت الكثير واول ما تعلمت حبي لله ولديني ولنفسي والاخرين
ونعلمت منها كيف امنهج تفكيري واحاسيسي
اشكرك اخي العزيز ترانيم على تواجدك وتعليقاتك الطيبة والتي تنم عن مقدرة وحب للفلسفة
وحتما لدينا قاسم مشترك يجمعنا
شكرا لك اخي 3thab على تواجدك وردك
صورة العضو الرمزية
بشرى سارة
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 795
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة بشرى سارة »

اخى الفاضل / ســـــــــمــــــــــيــــر الـــــــــعــــــــاشـــــــــــــــقــــــــى
يعجبنى كثيرا جدا مواضيعك الهادفة فى الفلسفة
فهى ام العلوم حقا
وبرغم من انى كنت فى القسم العلمى اثناء دراستى الا انى كنت احب ان اقرأ جدا فى هذه العلوم
فهى علوم مفيدة ومتعة وتوسع المدارك
رائع ومتميز ومبدع دائما يا سمير
احييك على ما وهبك الله به من علو وسمو ورفعه وتفكير مستنير
وان شاء الله متواصلين دائما على كل خير
الى اللقاء والقادم اجمل
تحياتى وسلامى
صورة
صورة العضو الرمزية
سمير العاشقي
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 787
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
الجنس: اختار واحد

مشاركة بواسطة سمير العاشقي »

هلا ومية مرحبا بك بشرى اينما تواجدت تحل البركة والسرور وتملئين المكان بشذى اجمل وارق من كل شذى تعليقين على الفلسفة وتحبينها لانك فيلسوفة وخاصة بحبك للحكمة واهل الحكمة وما هي الفلسفة غير ذاك
أضف رد جديد

العودة إلى ”الحكمة والفلسفة“