خــــــــطـــــبـــــة الاشــــــــبـــــاح

كل ما ليس له قسم خاص

المشرف: المشرفون

أضف رد جديد
السور الاعظم
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 5140
اشترك في: الأحد 16-7-2006 8:05 pm
البرج: الجوزاء
الجنس: انثى

خــــــــطـــــبـــــة الاشــــــــبـــــاح

مشاركة بواسطة السور الاعظم »


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خطبة الاشباح لامير المؤمنين(عليه السلام)

روى مسعده بن صدقة عن الصادق جعفر بن محمد(عليهما السلام) انَّه قال : خطب
أمير المؤمنين(عليه السلام) بهذه الخطبة على منبر الكوفة
وذلك انَّ رجلاً أتاه فقال له : يا أمير المؤمنين صف لنا ربنا مثلما نراه عياناً لنزداد له
حباً ، وبه معرفة
فغضب ونادى : الصلاة جامعة
فاجتمع الناس حتى غصّ المسجد بأهله
فصعد المنبر وهو مضغب متغير اللون فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبي
ثم قال :
الحمدُ لله الذي لا يَفرِه المنع والجمود( 3 ) ولا يكديه الاعطاء والجود ، إذ كل معط مُنتَقص سواه ، وكل مانع مذموم ما خلاه ، وهو المنّان بفوائد النِعَم ، وعوائد المزيد والقِسَم ، عياله الخلق ، ضمن أرزاقهم ، وقدَّر أقواتهم ، ونهج سبيل الراغبين اليه ، والطالبين ما لديه ، وليس بما سُئل بأجود منه بما لم يُسأل ، الاول الذي لم يكن له قبل فيكون شيء قبله ، والاخر الذي ليس له بعدٌ فيكون شيء بعده ، والرادع أناسيَّ الابصارِ عن أن تناله أو تدركه(4) ما اختلف عليه دهرٌ فيختلف منه الحال ، ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقالُ ، ولو وهبَ ما تنفَّسَتْ عنه معادن الجبال( 5 ) ، وضحكت عنه أصداف البحار من فلز اللُّجين والعِقْيان( 6 ) ونُثارة الدر وحصيد المرجان ما أَثَّر ذلك في جوده ، ولا أنفد سعة ما عنده ، ولكان عنده من ذخائر الانعام ما لا تنفدُهُ مطالب الانام( 7 )، لانـَّه الجواد الذي لا يغيضه سؤال السائلين ، ولا يبخله إلحاح الملحين( 8 ) ، فانظر أيها السائل فما دلَّك القرآن عليه من صفته فائتم به( 9 ) ، واستضىء بنور هدايته ، وما كلفك الشيطانُ عِلْمَهُ مما ليس في الكتاب عليك فرضهُ ولا في سنة النبي(*) وأئمة الهدى أثره فَكِلْ علمه إلى الله سبحانه ، فانَّ ذلك منتهى حقِّ اللهِ عليك ، واعلم أنَّ الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد المضروبة دون الغيوب ، الاقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب المحجوب(10) ، فمدح الله اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علماً ، وسمى تركهم التعمقَ فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخاً ، فاقتصر على ذلك ، ولا تقدر عظمة الله سبحانه على قدر عقلِكَ فَتكون من الهالكين ، هو القادر الذي إذا ارتمت الاوهام لتدرك منقطع قدرته(11) وحاول الفكر المبرَّأ من خطراتِ الوساوِس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوتِه(12) وتولّهت القلوب إليه(13) لتجرى في كيفية صفاته(14) ، وغمضت مداخلُ العقول في حيث لا تبلغه الصفاتُ لتناول علم ذاته(15)، ردعها وهي تجوب مهاوى سدف الغيوب ، متخلصة إليه سبحانهُ ، فرجعت إذ جبهت(16) معترفةً بأنه لا ينال بجورِ الاعتساف كنه معرفته(17) ، ولا تخْطُر ببالِ أُولى الرَّوياتِ خاطِرةٌ من تقديرِ جلالِ عزتهِ(18) ، الذي ابتدع الخلقَ على غيرِ مثال امتثلهُ(19) ، ولا مقدار احتذى عليه من خالق معهود كانَ قبلهُ ، وأرانا من ملكوتِ قدرتهِ ، وعجائِب ما نطَقتْ به آثارُ حكمته ، واعتراف الحاجَة من الخلْق إلى أن يُقيمها بمساك قدرته ما دلَّنا باضطرار قيام الحجة له على معرفته(20) ، وظهرت في البدائع التي أحدثها آثارُ صنعته وأعلام حكمته ، فصار كل ما خلق حجةً لهُ ودليلاً عليه ، وإن كان خلقاً صامتاً فحجته بالتدبير ناطقة ، ودلالته على المبدع قائمة ، وأشهد أن من شبَّهك بتباين أعضاءِ خلقكَ ، وتلاحم حِقاق مفاصلهم(21) المحتجبة لتدبير حكمتك ، لم يعقد غيب ضميره على معرفتك(22) ، ولم يباشر قلبه اليقين بأنه لا ندَّ لكَ ، وكأنـَّهُ لم يسمعْ تبرُّأ التابعين من المتبوعِينَ إذ يقولون : ( تاللهِ إن كنَّا لفى ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين )! كذب العادلون بك(23) ، إذ شبهوك بأصنامهم ، ونحلوك حلية المخلوقين بأَوهامهم(24) ، وجزءوكَ تجزئةَ المجسماتِ بخواطرهم ، وقدروك على الخلقةِ المختلفة القوى(25) بقرائح عقولهم ، وأشهد أنَّ من ساواك بشيء من خلقكَ فقد عدل بك ، والعادل بك كافرٌ بما تَنزَّلت به محكمات آياتك ، ونطقت عنه شواهد حجُجِ بيناتك ، وأنك أنت الله الذي لم تتناه في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفاً(26) ولا في رويات خواطرها فتكون محدوداً مصرفاً(27) .
قدَّر ما خلق فأَحكم تقديرهُ ، ودبَّرهُ فأَلطفَ تدبيرهُ ، ووجهَّه لوجهته فلم يتعدَّ حدود منزلتـه ، ولـم يقـصِّر دون الانتهـاء إلى غـايته ، ولم يستصعب إذ أُمِر بالمُضيَّ على إرادته(28) . وكيف وانَّما صدرت الامورُ عن مشيئتِه ؟ المنشئُ أصناف الاَشياء بلا رويَّة فكر آل إليها ، ولا قريحة غريزة أضمر عليها(29) ، ولا تجربة أفادَها من حوادث الدهور(30)، ولا شريك أعانهُ على ابتداعِ عجائبِ الاُمور ، فتم خلقه ، وأذعنَ لطاعته ، وأَجاب إلى دعوته ، وَلَمْ يعترض دونه ريث المبطئ(31) ، ولا أناةُ المتلكئ(32) فأقام من الاشياءِ أوَدَها(33)، ونهج حدودها(34) ، ولاءَم بقُدرتِه بين متضادِّها ، ووصل أسباب قرائنها(35) ، وفرقها أجناساً مختلفات في الحدود والاقدار والغرائز والهيئاتِ(36) ، بدايا خلائق أحكم صنعها(37) وفطرها على ما أراد وابتدعها ، ونظم بلا تعليق رهوات فرجها(38)، ولاحم صدوع انفراجها(39) ووشج بينها وبين أزواجها(40) وذلل للهابطين بأمرِه والصاعدين بأعمال خلقه حزونة معراجها(41) ، ناداها بعد إذ هي دخانٌ ، فالتحمت عرى أشراجها ، وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها(42) ، وأقام رصداً من الشهب الثواقب على نقابها(43) ، وأَمسكها من أن تمور في خراق الهواء بأيده(44) وأَمرها أن تقف مستسلمةً لامره وجعل شمسها آيةً مبصرةً لنهارها(45) وقمرها آيةً ممحوةً من ليلها(46) فأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر سيرهما في مدارج دَرَجِهِما . ليميِّز بين الليل والنهار بهما . وليُعلم عددُ السنين والحسابُ بمقاديرهما ، ثم علَّق في جوِّها فلكها(47) ، وناط بها زينتها من خفيات دراريِّها ومصابيح كواكبها(48) ، ورمى مسترقي السمع بثواقب شهبها وأجراها على إذلال تسخيرها من ثبات ثابتها ، ومسير سائرها ، وهبوطها وصعودها ، ونحوسها وسعودها(49)ثم خلق سبحانهُ لاسكان سمواته ، وعمارة الصفيح الاعلى(50) من ملكوته خلقاً بديعاً من ملائكته ملا بهم فروج فجاجها . وحشى بهم فتوق أجوائها(51) ، وبين فجوات تلك الفروج زجل المسبِّحين منهم في حظائِر القدس ، وسُتُرات الحجبِ ، وسرادقاتِ المجدِ(52) . ووراء ذلك الرجيج الذي تستك منه الاسماع ، سبحاتُ نور تردع الابصار عن بلوغها(53) ، فتقف خاسئةً على حدودها(54) ، أنشأهم على صور مختلفات ، وأقدار متفاوتات ، أُولى أجنحة تسبحُ جلال عزته ، لا ينتحلون ما ظهر في الخلق من صنعته ، ولا يدَّعون أنهم يخلقون شيئاً ممَّا انفردَ به ، بل عبادٌ مكرمون « لا يسبقونهُ بالقول وهم بأَمره يعملون » ، جعلهم فيما هنالكَ أهل الامانةِ على وحيه ، وحمَّلهم إلى المرسلين ودائع أمره ونهيه ، وعصمهم من ريب الشبهات ، فما منهم زائغٌ عن سبيلِ مرضاته ، وأمدَّهم بفوائد المعونة ، وأشعر قلوبهم تواضع إخباتِ السكينة(55) وفتح لهم أبوباً ذُلُلاً(56) إلى تماجيده . ونصب لهم مناراً واضحةً على أعلام توحيده(57) ، لم تُثقلهم موصرات الاثام(58) ، ولم ترتحلهم عُقَبُ الليالى والايام(59)، ولم ترم الشكوك بنوازعها عزيمة إيمانهم(60) ، ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم(61) ، ولا قدحت قادحة الاِحَن فيما بينهم(62) ، ولا سلبتهم الحيرة ما لاق من معرفته بضمائِرهم(63) ، وما سكن من عظمته وهيبة جلالته في أثناء صدورهم ، ولم تطمع فيهم الوساوس فتقترع برينها على فكرهم(64) ، منهم من هو في خلق الغمامِ الدُلَّحِ(65) ، وفي عظمِ الجبالِ الشمَّخِ ، وفي قترة الظلامِ الاَبهمِ(66) ، ومنهم من خرقت أقدامهم تُخوم الارضِ السفلى ، فهي كرايات بيض قد نفذت في مخارق الهواء(67) ، وتحتها ريح هفافةٌ تحبسها على حيث انتهتْ من الحدود المتناهيةِ ، قد استفرغتهم أشغال عبادته(68) ، ووصلت حقائقُ الايمان بينهم وبين معرفته . وقطعهم الايقانُ به إلى الوله إليهِ(69) ، ولم تجاوز رغباتهم ما عنده إلى ما عند غيره ، قد ذاقوا حلاوة معرفته وشربوا بالكأس الروية من محبته(70) ، وتمكنت من سويداء قلوبهم(71) وشيجةُ خيفته(72) ، فحنوا بطول الطاعة اعتدال ظهورهم ، ولم ينفد طول الرغبةِ إليه مادة تضرعهم(73) ، ولا أطلق عنهم عظيم الزلفة رِبَقَ خشوعهم(74) ، ولم يتولهم الاعجابُ فيستكثروا ما سلف منهم ، ولا تركت لهم استكانة الاجلال(75) نصيباً في تعظيم حسناتهم ، ولم تجر الفترات فيهم على طول دؤوبهم ، ولم تغض رغباتهم(76) ، فيخالفوا عن رجاء ربهم ، ولم تَجِفَّ لطول المناجاة أسلاتُ ألسنتهم(77) ، ولا ملكتهم الاشغال فتنقطع بهمس الجؤارِ إليهِ أصواتهم(78) ، ولم تختلف في مقـاوم الطاعـة مناكـبهم(79) ، ولم يثنوا إلى راحة التقصير في أمرهِ رقابهم ، ولا تعدو(80)عـلى عزيمـة جدهـم بلادة الغفـلات ، ولا تنتـضل في هممهـم خدائـعُ الشهـوات(81) ، قد اتخـذوا ذا العـرش ذخيـرةً ليوم فاقتهـم(82) ، وَيمَّـمُوه عند انقطاع الخلق إلى المخلوقين برغبتهم(83) ، لا يقطعون أمد غاية عبادته ، ولا يرجع بهم الاستهتار بلزوم طاعته(84) ، إلاّ إلى مواد من قلوبهم غير منقطعة من رجائه ومخافته(85) ، لم تنقطع أسبابُ الشفقةِ منهم(86) فينوا في جدهم(87) ، ولم تأسرهم الاطماع فيؤْثروا وشيك السعي على اجتهادهم(88) ، ولم يستعظموا ما مضى من أعمالهم ، ولو استعظموا ذلك لنسخ الرجاءَ منهم شفقاتُ وجلهم(89) ، ولم يختلفوا في ربهم باستحواذ الشيطان عليهم ، ولم يفرقهم سوءُ التقاطع ، ولا تولاهُمْ غلُّ التحاسد ، ولا شعبتهم مصارف الريب(90) ، ولا اقتسمتهم أحيافُ الهمم(91) ، فهم أسراءُ إيمان ، لم يفكهم من ربقته زيغ ولا عدولٌ ولا ونًى ولا فتورٌ(92) ، وليس في أطباق السموات موضعُ إهاب(93) إلاّ وعليه ملكٌ ساجدٌ ، أو ساع حافدٌ(94)، يزدادون على طول الطاعة بربهم علماً ، وتزداد عزةُ ربهم في قلوبهم عظماً .
كبس الارض(95) على مور أمواج مستفحلة ، ولجج بحار زاخرة(96) ، تلتطم أو أذى أمواجها(97) ، وتصطفقُ متقاذفاتُ أثباجها(98) ، وترغو زبداً كالفحولِ عند هياجها ، فخضع جماع الماءِ المتلاطم لثقل حملها ، وسكن هيج ارتمائه إذ وطئته بكلكلها(99) ، وذل مستخذياً(100) إذ تمعكت عليه بكواهلها(101) ، فأصبحَ بعد اصطخاب أمواجه(102) ساجياً مقهوراً(103) ، وفي حكمة الذل منقاداً أسيراً(104) ، وسكنت الارضُ مدحوةً في لجةِ تيارهِ ، وردَّتْ من نخْوه بِأْوِه واعتلائه(105) وشموخ أنفه وسموِّ غُلوائهِ(106) وكَعَمتْه(107) على كِظَّة جِرْيته(108) فهمد بعد نزقانهِ(109) ، ولبد بعد زَيفانِ وثباته(110) ، فلما سكن هياج الماء من تحت أكنافها(111) ، وحمل شواهق الجبال الشمَّخ البُذَّخ على أكتافها(112) ، فجر ينابيع العيون من عرانين أنوفها(113) ، وفرقها في سهوب بيدها وأخاديدها(114) وعدل حركاتها بالراسيات من جلاميدها(115) ، وذواتِ الشناخيب الشم(116) . من صياخيدها(117) ، فسكنت من الميدان(118)لرسوب الجبال في قطع أديمها(119) ، وتغلغلها متسربةً في جَوبات خياشيمها(120) ، وركوبها أعناق سهول الارضين وجراثيمها(121) ، وفسح بين الجو وبينها ، وأعد الهواء متنسماً لساكنها ، وأخرج اليها أهلها على تمام مرافقها(122) ، ثم لم يدع جرز الارض(123) التي تقصر مياه العيون عن روابيها(124) ، ولا تجد جداولُ الانهار ذريعةً إلى بلوغها(125) ، حتى أنشأ لها ناشئةَ سحاب تحيى مواتها(126) ، وتستخرج نباتها ، ألَّف غمامها بعد افتراق لمعه(127)، وتباين قزعه(128) ، حتى إذا تمخضت لجة المزن فيه(129) ، والتمع برقه في كُففه(130) ، ولم ينم وميضه في كنهور ربابه(131) ، ومتراكم سحابه ، أَرسلهُ سحاً متداركاً(132) ، قد أسف هيدبه ، تمريه الجنوب درر أهاضيبه(133) ودفع شآبيبه(134) ، فلما ألقت السحاب برك بوانيها(135)، وبعاع ما استقلت به(136) من العبء المحمولِ عليها(137) ، أخرج به من هوامد الارض النبات(138) ومن زعر الجبال الاعشاب(139) ، فهي تبهج بزينةِ رياضها(140) ، وتزدهى(141)بما ألبسته من ريط(142) أزاهيرها(143) ، وحلية ما سمطت به(144) من ناضر أنوارهـا ، وجعل ذلك بلاغـاً للانام(145) ورزقـاً للانعامِ ، وخرق الفجاج في آفاقها ، وأقام المنار للسالكين عـلى جـوادِّ طرقـها ، فلمـا مهـد أرضهُ ، وأنفذ أمرهُ ، اختار آدم عليه(عليه السلام) خيرةً من خلقه، وجعلـه أول جبلته(146) ، وأسكنهُ جنتهُ ، وأَرغد فيها أُكُله ، وأوعز إليه فيما نهاه عنه، وأعلمهُ أن في الاقدام عليه التعرض لمعصيته . والمخاطرة بمنزلته ، فأَقدم على ما نهاهُ عنه موافاةً لسابق علمه ، فأَهْبطـه بعد التوبـة ليعْمُرَ أرضهُ بنسله ، وليقيم الحجة به على عباده ، ولم يخلهـم بعد أن قبضه مما يؤكد عليهم حجة ربوبيته ، ويصل بينهم وبين معرفته ، بل تعاهدهم بالحُججِ على ألسن الخيرة من أنبيائه ، ومتحمِّلي ودائع رسالاته ، قرناً فقرناً حتى تمت بنبينا محمداً(*) حجته ، وبلغ المقطع عذره ونذره(147) ، وقدر الارزاق فكثرها وقللها ، وقسمها على الضيق والسعة فعدل فيها ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها ، وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها ، ثم قرن بسعتها عقابيل فاقتها(148) ، وبسلامتها طوارق آفاتها ، وبفُرج أفراحها(149) غُصص أتراحها(150) ، وخلق الاجال فأطالها وقصرها ، وقدّمها وأخرها ، ووصل بالموت أسبابها(151) ، وجعله خالجاً لاشطانها(152) ، وقاطعاً لمرائر أقرانها(153) ، عالم السرِّ من ضمائر المضمرين ، ونجوى المتخافتين(154) ، وخواطر رجم الظنون(155) ، وعقد عزيمات اليقين(156) ، وَمَسارق إيماض الجفون(157)، وما ضمنته أكنانُ القلوب وغيابات الغيوب(158) ، وما أصغت لاستراقه مصائِخُ الاسماع(159) ، ومصائف الذرِّ(160) ومشاتى الهوام(161) ، ورجع الحنين من المولهات(162) ، وهمس الاقدام(163) ، ومنفسح الثمرة من ولائج غلف الاكمام(164) ، ومنقمع الوحوش من غيران الجبال وأوديتها(165) ، ومختباء البعوض بين سوق الاشجارِ وألحيتها(166) ، ومغرزِ الاوراقِ من الافنانِ(167) ، ومحط الامشاج من مسارب الاصلاب(168) ، وناشئة الغيومِ ومتلاحمها ، ودرور قطر السحاب في متراكمها ، وما تسفى الاعاصيرُ بذُيولها(169) ، وتعفُو الامطارُ بسيولها(170) ، وعوم نبات الارض في كثبان الرمال(171) ، ومستقرِّ ذواتِ الاجنحةِ بذرى شناخيب الجبالِ(172) ، وتغريدِ ذوات المنطق في دياجيرِ الاوكارِ(173) ، وما أوعبتهُ الاصدافُ(174) ، وحضنت عليهِ أمواجُ البحارِ(175) ، وما غشيته سدفة ليل(176) أو ذرَّ عليه شارقُ نهار(177) ، وما اعتقبت عليهِ أطباقُ الدَّياجيرِ(178) ، وسبحاتُ النورِ ، وأثرِ كلِّ خطوة ، وحسِّ كلِّ حركة ورجعِ كلِّ كلمة ، وتحريكِ كلِّ شفة ، ومستقرِّ كُلِّ نسمَة ، ومثقالِ كلِّ ذرَّة ، وهماهم كلِّ نفس هامة(179) ، وما عليها من ثمرِ شجرة(180) ، أو ساقطَ ورقة أو قرارةِ نطفة(181) أو نقاعةِ دَم ومُضْغة(182) ، أو ناشئةِ خلق وسلالَة ، لم تلحقهُ في ذلك كلفةٌ ، ولا اعترضتهُ في حفظ ما ابتدعهُ من خلقه عارضةٌ(183) ، ولا اعتورتهُ في تنفيذ الامور وتدابير المخلوقين ملالةٌ ولا فترةٌ(184) ، بل نفذ فيهم علمهُ ، وأحصاهُم عدهُ ، ووسعهم عدلُهُ ، وغمرهُم فضلهُ مع تقصيرِهم عن كنْهِ ما هو أهلهُ .
اللَّهُمَّ أنتَ أهلُ الوصف الجميل ، والتعداد الكثير(185) ، إن تؤمَّل فخيرُ مؤمَّل ، وإن تُرج فأَكرَمُ مرجوِّ ، اللَّهم وقد بسطت لي فيما لا أمدحُ به غيركَ ، ولا أثني به على أَحد سوَاكَ ، ولا أُوجِّهه إلى معادن الخيبة ومواضع الريبةِ(186) ، وعدلتُ بلساني عن مدائحِ الادميين ، والثناءِ على المربوبينَ المخلُوقينَ ، اللَّهم ولكُلِّ مُثن على من أثنى عليهِ مثوبةٌ(187) ، من جزاء أو عارفةٌ من عطاء ، وقد رجوتك دليلاً على ذخائرِ الرحمةِ وكنوزِ المغفرةِ ، اللَّهم وهذا مقامُ من أفردكَ بالتوحيد الَّذي هو لكَ ولم ير مُستحقّاً لهذه المحامدِ والممادحِ غيرك ، وبي فاقةٌ إليكَ لا يجبر مسكنتها إلاّ فضلُكَ ، ولا ينعشُ من خلَّتها إلاّ منُّكَ وجودك(188) ، فهب لنا في هذا المقامِ رضاكَ ، وأغننا عن مدِّ الايدي إلى سواك ، إنَّك على كلِّ شيء قديرٌ .
--------------------------------------------------------------------------------

( 1 ) وردت الخطبة في نهج البلاغة / الخطبة 91
(2) الاشباح : الاشخاص ، والمراد بهم ها هنا الملائكة .
(3) لا يفرة لا يزيد ما عنده من البخل والجمود وهو أشد البخل ، ولا يكديه : أي لا يفقره .
(4) أناسي : جمع إنسان ، وإنسان البصر : هو ما يرى وسط الحدقة ممتازاً عنها في لونها .
(5) أبدع الامام في تسمية انفلاق المعادن عن الجواهر تنفساً فانَّ أغلب ما يكون من ذلك بل كله عن تحرك المواد الملتهبة في جوف الارض إلى الخارج وهي في تبخرها أشبه بالنفس ، كما أبدع في تسمية انفتاح الصدف عن الدر ضحكا .
(6) الفلز : بكسر الفاء واللام الجوهر النفيس ، واللجين : الفضة الخالصة ، والعقيان : ذهب ينمو في معدنه ، ونثارة الدر: بالضم منثوره ، وفعالة : بالضم فاش للجيد المختار كالخلاصة ، وللساقط المتروك كالقلامة ، وحصيد المرجان : محصوده، يشير إلى انَّ المرجان نبات ، وقد حققته كاشفات الفنون جديدها وقديمها .
(7) أنفده : بمعنى أفناه ، ونفد : كفرح أي فنى .
(8) يغيض : بفتح حرف المضارعة من غاض المتعدي : يقال غاض الماء لازماً وغاضه الله متعديا ، ويقال أغاضه أيضاً وكلاهما بمعنى أنقصه وأذهب ما عنده . ويبخله : بالتخفيف من أبخلت فلانا وجدته بخيلا ، أمّا بخَّله : بالتشديد فمعناه رماه بالبخل .
(9) ائتم به : أي اتبعه فصفه كما وصفه اقتداء به .
(10) السدد : جمع سدة باب الدار ، والاقرار فاعل أغناهم .
(11) ارتمت الاوهام : ذهبت أمام الافكار كالطليعة لها . ومنقطع الشي : ما إليه ينتهي .
(12) المبرَّأ الخ أما الملابس لهذه الخطرات فمعلوم أنه لا يصل إلى شيء لوقوفه عند وساوسه .
(13) تولّهت القلوب إليه : اشتد عشقها وميلها لمعرفة كنهه .
(14) لتجرى الخ لتجول ببصائرها في تحقيق كيف قامت صفاته بذاته أو كيف اتصف سبحانه بها .
(15) وغمضت الخ أي خفيت طرق الفكر ودقت وبلغت في الخفاء والدقة إلى حد لا يبلغه الوصف .
(16) ردعها الخ جواب للشرط في قوله إذا ارتمت الخ . وردعها كفها وردها ، والمهاوني المهالك ، والسدف بضم ففتح جمع سدفة وهي القطعة من الليل المظلم ، وجبهت من جبهه إذا ضرب جبهته والمراد ردت بالخيبة .
(17) الجور العدول عن الطريق ، والاعتساف سلوك على غير جادة وسلوك العقول في أي طريق طلبا لاكتناه ذاته وللوقوف على ما لم تكلف الوقوف عليه من كيفية صفاته يعد جوراً وعدولاً عن الجادة فان العقول الحادثة ليس في طبيعتها ما يؤهلها للاحاطة بالحقائق الازلية ، اللهم الاّ ما دلت عليه الاثار وذلك هو الوصف الذي جاء في الكتاب والسنه ، وكنه معرفته نائب فاعل ينال .
(18) الرويات جمع روية الفكر .
(19) ابتدع الخلق أوجده من العدم المحض على غير مثال سابق امتثله أي حاذاه ولا مقدار سابق احتذى عليه أي قاس وطبق عليه ، وكان ذلك المثال أو المقدار من خالق معروف سبقه بالخلقة أي لم يقتد بخالق آخر في شيء من الخلقه إذ لا خالق سواه .
(20) المساك كسحاب ـ ويكسر ـ وما به يمسك الشيء كالملاك ما به يملك « ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا » وقد جعل الحاجة الظاهرة من المخلوقات الى اقامة وجودها بما يمسكها من قوته بمنزلة الناطق بذلك المعترف به ، وقوله باضطرار متعلق بدلنا ، وعلى معرفته متعلق به أيضاً ، أي دلنا على معرفته بسبب أن قيام الحجة اضطرنا لذلك ، وما دلنا مفعول لارانا وظهرت في البدائع الخ معطوف على أرانا .
(21) الحقاق جمع حق بضم الحاء رأس العظم عند المفصل ، واحتجاب المفاصل استتارها باللحم والجلد وذلك الاستتار مما له دخل في تقوية المفاصل على تأدية وظائفها التي هي الغاية من وضعها في تدبير حكمة الله في خلقة الابدان ، والمراد من شبهه بالانسان ونحوه .
(22) غيب الضمير باطنه ، والمراد منه هنا العلم واليقين ، أي لم يحكم بيقينه في معرفتك بما أنت أهل له .
(23) العادلون بك : الذين عدلوا بك غيرك أي سووه بك وشبهوك به .
(24) نحلوك : أعطوك ، وحلية المخلوقين : صفاتهم الخاصة بهم من الجسمانية وما يتبعها ، أي وصفوك بصفات المخلوقين ، وذلك انما يكون من الوهم الذي لا يصل إلى غير الاجسام ولواحقها دون العقل الذي يحكم فيما وراء ذلك .
(25) قدروك : قاسوك .
(26) أي : لم تكن متناهياً محدود الاطراف حتى تحيط بك العقول فتكيفك بكيفة مخصوصة .
(27) مصرفا : أي تصرفك العقول بأفهامها في حدودك .
(28) إستصعب المركوب : لم ينقد في السير لراكبه ، وكل مخلوق خلقه الله لامر أراده بلغ الغاية مما أراد الله منه ولم يقصر دون ذلك منقادا غير مستصعب .
(29) غريزة : طبيعة ومزاج ، أي ليس له مزاج كما للمخلوقات الحساسة فينبعث عنه إلى الفعل ، بل هو انفعال بما له بمقتضى ذاته لا بأمر عارض .
(30) أفادها : استفادها .
(31) لم يعترض دونه أي دون الخلق وإجابة دعوة الله ، والريث : التثاقل عن الامر أي أجاب الخلق دعوة الخالق فيما وجهت إليه فطرته بدون جهل .
(32) الاناة : تؤدة تمازجها روية في أختيار العمل وتركه ، والمتلكئ : المتعلل ، يقول أجاب الخلق ربه طائعا مقهورا بلا تلكؤ.
(33) أودها : إعوجاجها .
(34) نهج عين ورسم .
(35) قرائنها : جمع قرينة وهي النفس ، أي وصل حبال النفوس وهي من عالم النور بالابدان وهي من عالم الظلمة .
(36) الغرائز : الطبائع .
(37) بدايا : جمع بدئ أي مصنوع .
(38) رهوات : جمع رهوة أي المكان المرتفع ويقال للمنخفض أيضاً ، والفرج : جمع فرجة . يقول قد فرج الله ما بين جرم وآخر من الاجرام السماوية ونظمها على ذلك بدون تعليق أحدها بالاخر وربطه به بآلة حسية .
(39) لاحم الخ ما كان في الجرم الواحد منها من صدع لحمه سبحانه وأصلحه فسواه ، وذلك كما كان في بدء خلقة الارض وانفصالها عن الاجرام السماوية وانفراج الاجرام عنها ، فما تصدع بذلك أصلحه الله « أولم ير الذين كفروا أن السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما » .
(40) من وشج محمله إذا شبكه بالاربطة حتى لا يسقط منه شيء ، أي انَّه سبحانه شبك بين كل سماء وأجرامها وبين أزواجها أي أمثالها وقرنائها من الاجرام الاُخرى في الطبقات العليا والسفلى عنها بروابط الماسكة المعنوية العامة ، وهي من أعظم المظاهر لقدرته .
(41) .الهابطين والصاعدين : الارواح العلوية والسفلية ، والحزونة : الصعوبة ، وقوله ناداها الخ رجوع إلى بيان بعض ما كانت عليه قبل النظم ، يقول كانت السموات هباء مائراً أشبه بالدخان منظراً ، وبالبخار مادة ، فتجلى من الله فيها سر التكوين ، فالتحمت عرى أشراجها ، والاشراج : جمع شرج بالتحريك هو العروة وهي مقبض الكوز والدلو وغيرهما . وأشار باضافة العرى للاشراج الى أن كل جزء من مادتها عروة للاخر بجذبه إليه ليتماسك به ، فكل ماسك ومموسك ، وكل عروة وله عروة .
(42) بعد أن كانت جسماً واحداً فتق الله رتقه ، وفصلها الى أجرام بينها فرج وأبواب ، وأفرغ ما بينها بعدما كانت صوامت أي لا فراغ فيها .
(43) النقاب : جمع نقب وهو الخرق ، والشهب الثواقب : أي الشديدة الضياء ، والرصد : القوم يرصدون كالحرس ، وكون الرصد من الشهب في أصل تكوين الخلقة كما قال الامام دليل على ما أثبته العلم من أن الشهب مقذيان لبعض أجرام الكواكب(*) ما نظمه لها من التفاتق فما نقب وخرق من جرم عوض بالشهاب ، وذلك أمر آخر غير ما جاء في الكتاب العزيز فما جاء في الكتاب بمعنى آخر .
(*) العبارة فيها تحريف في الاصل ، والمعنى انَّ كلام الامام دليل على ما أثبته العلم الحديث من انَّ الشهب جعلت لتسد ما يحصل في بعض أجرام الكواكب من خروق ، كما يدل عليه آخر العبارة .
(44) وأمسكها عن أن تمور : أي تضطرب في الهواء بأيده أي بقوته ، وأمرها أن تقف أي تلزم مراكزها لا تفارق مداراتها ، لا بمعنى أن تسكن .
(45) مبصرة : أي جعل شمس هذه الاجرام السماوية مضيئة يبصر بضوئها مدة النهار كله دائماً .
(46) ممحوة : يمحى ضؤها في بعض أطراف الليل في أوقات من الشهر ، وفي جميع الليل أياماً منه . ومناقل مجراهما الاوضاع التي ينقلان فيها من مداريهما .
(47) فلكها هو الجسم الذي ارتكزت فيه وأحاط بها وفيه مدارها ، وناط بها : أي علق بها وأحاطها ، ودراريها : كواكبها وأقمارها . والاذلال : جمع ذل بالكسر وهو محجة الطريق أي على الطرق التي سخرها فيها .
(48) نجومها الصغار .
(49) نحوسها وسعودها من أقفار بعضها في عالمه وريع بعضها على كونه (*).
(*) هذه العبارة طبق الاصل ، وهي غير واضحة ، وفي شرح ابن أبي الحديد ما يفيد أن النجوم تدل بنحسها وسعدها على أُمور عامة ، مما لا تخص أحداً بعينه ، كأن تدل على قحط عام أو مرض عام أو نحو ذلك .
(50) الصفيح : السماء .
(51) الاجواء : جمع جو .
(52) الزجل : رفع الصوت ، والحظائر : جمع حظيرة موضع يحاط عليه لتأوى اليه الغنم والابل توقيا من البرد والريح ، وهو مجاز هنا عن المقامات المقدسة للارواح الطاهرة ، والسترات : جمع سترة ما يستتر به ، والسرادقات : جمع سرادق وهو ما يمد على صحن البيت فيغطيه .
(53) الرجيج : الزلزلة والاضطراب . وتستك منه ، أي تصم منه الاذان لشدته . وسبحات نور : أي طبقات نور ، وأصل السبحات الانوار نفسها .
(54) خاسئة : مدفوعة مطرودة عن الترامي اليها .
(55) الاخبات : الخضوع والخشوع .
(56) جمع ذلول خلاف الصعب .
(57) قال بعض أهل اللغة أن منارة تجمع على منار وإن لم يذكره صاحب القاموس ، وأرى أن مناراً ههنا جمع منارة بمعنى المسرجة وهي ما يوضع فيه المصباح ، والاعلام ما يقام للاهتداء على أفواه الطرق ومرتفعات الارض ، والكلام تمثيل لما أنار به مداركهم حتى انكشف لهم سر توحيده .
(58) مثقلاتها .
(59) ارتحله : وضع عليه الرحل ليركبه ، والعقب : جمع عقبة هي النوبة . والليل والنهار عقيبان لتعاقبهما ، أي لم يتسلط عليهم تعاقب الليل والنهار فيفنيهم أو يغيرهم .
(60) النوازع : جمع نازعة وهي النجم أو القوس ، وعلى الاول المراد منها الشهب وعلى الثاني تكون الباء في بنوازعها بمعنى من .
(61)جمع معقد محل العقد بمعنى الاعتقاد .
(62)الاحن : جمع أحنة هي الحقد والضغينة .
(63)لاق : لصق .
(64)تقترع : من الاقتراع بمعنى ضرب القرعة ، والرين بفتح الراء الدنس وما يطبع على القلب من حجب الجهالة .
(65)جمع دالح وهو الثقيل بالماء من السحاب .
(66)القترة هنا : الخفاء والبطون ، ومنها قالوا أخذه على قترة أي من حيث لا يدري ، والابهم : بباء موحدة بعد الهمزة أصله من لا يعقل ولا يفهم ، وصف به الليل وصفاً للشيء بما ينشأ عنه ، فانَّ الظلام الحالك يوقع في الحيرة ويأخذ بالفهم عن رشاده .
(67)مواضع ما خرقت أقدامهم .
(68)جعلتهم فارغين من الاشتغال بغيرها .
(69)شدة الشوق إليه .
(70)الروية التي تروى وتطفئ العطش .
(71)محل الروح الحيواني من مضغة القلب .
(72)الوشيجة أصلها عروق الشجرة أراد منها هنا بواعث الخوف من الله .
(73) أي أن شدة رجائهم لم تفن مادة خوفهم وتذللهم .
(74) جمع ربقة بالكسر والفتح وهي العروة من عرى الربق بكسر الراء وهو حبل فيه عدة عرى تربط فيه اليهم .
(75) الاستكانة ميل للسكون من شدة الخوف ثم استعملت في الخضوع .
(76) دأب في العمل بالغ في مداومته حتى أجهده .
(77) لم تنقص . وأسلة اللسان طرفه أي لم تيبس أطراف ألسنتهم فتقف عن ذكره .
(78) الهمس الخفي من الصوت . والجؤار رفع الصوت بالتضرع أي لم يكن لهم عن الله شاغل يضطرهم للهمس والاخفاء وخفض جؤارهم بالدعاء إليه .
(79) المقاوم جمع مقام ، والمراد الصفوف .
(80) لا تسطو .
(81) انتضلت الابل ورمت بأيديها في السير بسرعة . وخدائع الشهوات للنفس بما تزينه لها . أي لم تسلك خدائع الشهوات طريقاً في هممهم .
(82) حاجتهم .
(83) يمموه : قصدوه بالرغبة والرجاء عندما انقطعت الخلق سواهم إلى المخلوقين .
(84) الاستهتار : التولع .
(85) مواد جمع مادة : أصلها من مد البحر إذا زاد ، وكل ما أعنت به غيرك فهو مادة ، ويريد بها البواعث المعينة على الاعمال، أي كلما تولعوا بطاعته زادت بهم البواعث عليها من الرغبة والرهبة .
(86) الشفقة : الخوف .
(87) ونى ينى : تأنى .
(88) وشيك السعي : مقاربه وهينه ، أي أنه لا طمع لهم في غيره فيختاروا هين السعي على الاجتهاد الكامل .
(89) الشفقات : تارات الخوف وأطواره ، وهو فاعل نسخ والرجاء مفعول . والوجل : الخوف أيضاً .
(90) شعبتهم : فرقتهم ، صروف الريب جمع ريبة وهي ما لا تكون النفس على ثقة من موافقته للحق .
(91) جمع خيف بالفتح هو في الاصل ما انحدر عن سفح الجبل ، والمراد هنا سواقط الهمم ، فان التفرق والاختلاف كثيراً ما يكون من انحطاط الهمة بل أعظم ما يكون منه ينشأ عن ذلك . وقد يكون الخيف بمعنى الناحة أي متطرفات الهمم .
(92) ونى مصدر ونى كتعب أي تأنى .
(93) جلد حيوان .
(94) خفيف سريع .
(95) كبس النهر والبئر : أي طمهما بالتراب وعلى هذا كان حق التعبير كبس بها مور أمواج لكنَّه أقام الالة مقام المفعول لانَّها المقصود بالعمل . والمور : التحرك الشديد . والمستفحلة : الهائجة يصعب التغلب عليها .
(96) ممتلئة .
(97) جمع أذى أعلى الموج .
(98) اصطفقت الاشجار : اهتزت بالريح ، والاثباج : جمع ثبج بالتحريك هو في الاصل ما بين الكاهل والظهر أو صدر القطاة استعاره لاعالي الموج ، والمتقاذفات التي يقذف بعضها بعضاً .
(99) هو في الاصل الصدر استعاره لما لاقى الماء من الارض .
(100) منكسراً : مسترخياً .
(101) من تمعكت الدابة أي تمرغت في التراب .
(102) اصطخاب افتعال من الصخب بمعنى ارتفاع الصوت .
(103) ساجياً : ساكناً .
(104) الحكمة محركة : ما أحاط بحنكى الفرس من لجامه وفيها العذاران .
(105) البأ : والكبر والزهو .
(106) بضم الغين وفتح اللام النشاط وتجاوز الحد .
(107) كعم البعير كمنع : شد فاه لئلا يعض أو يأكل ، وما يشد به كعام ككتاب .
(108) الكظة بالكسر : ما يعرض من امتلاء البطن بالطعام ، ويراد بها هنا ما يشاهد في جري الماء من ثقل الاندفاع .
(109) النزق والنزقان : الطيش .
(110) الزيفان : التبختر في المشية . ولبد كفرح ونصر : أي قام وثبت .
(111) نواحيها .
(112) البذخ : بمعنى الشمخ جمع شامخ ، وباذخ : أي عال ورفيع . غير أني أجد من لفظ الباذخ معنى أخص وهو الضخـامة= = مع الارتفاع . وحمل عطف على أكناف .
(113) عرانين : جمع عرنين بالكسر ما صلب من عظم الانف والمراد أعالي الجبال ، غير أن الاستعارة من ألطف أنواعها في هذا المقام .
(114) السهوب : جمع سهب بالفتح أي الفلاة . والبيد جمع بيداء ، والاخاديد جمع أخدود الحفر المستطيلة في الارض ، والمراد منها مجاري الانهار .
(115) الضمير للارض كما يظهر من بقية الكلام . والجلاميد : جمع جلمود الحجر القاسي .
(116) الشناخيب : جمع شنخوب وهو رأس الجبل . والشم : الرفيعة .
(117) جمع صيخود وهو الصخرة الشديدة .
(118) بالتحريك الاضطراب .
(119) سطحها .
(120) التغلغل : المبالغة في الدخول ، ومتسربة : أي داخلة . والجوبات : جمع جوبة بمعنى الحفرة ، والخياشيم : جمع خيشوم هو منفذ الانف إلى الرأس أو مارق من الغضاريف الكائنة فوق قصبة الانف متصلة بالرأس ، وضمير تغلغلها للجبال . وخياشيمها للارض والمجاز ظاهر .
(121) ركوب الجبال أعناق السهول استعلاؤها عليها . وأعناقها سطوحها وجراثيمها ما سفل عن السطوح من الطبقات الترابية ، واستعلاء الجبال عليها ظاهر .
(122) مرافق البيت : ما يستعان به فيه وما يحتاج إليه في النعيش خصوصاً ما يكون من الاماكن أو هو ما يتم به الانتفاع بالسكنى كمصاب المياه والطرق الموصلة إليه والاماكن التي لابد منها للساكنين فيه لقضاء حاجاتهم وما يشبه ذلك .
(123) الارض الجرز : بضمتين التي تمر عليها مياه العيون فتنبت .
(124) مرتفعاتها .
(125) ذريعة : وسيلة .
(126) الموات من الارض : ما لا يزرع .
(127) جمع لمعة بضم اللام : في الاصل القطعة من النبات مالت لليبس استعارها لقطع السحاب ، والمشابهة فيلونها وذهابها إلى الاضمحلال لو لا تأليف الله إياها مع غيرها .
(128) جمع قزعة محركة وهي القطعة من الغيم .
(129) تمخضت : تحركت تحركاً شديداً كما يتحرك اللبن في السقاء بالمخض . والضمير في فيه راجع إلى المزن أي تحركت اللجة التي يحملها المزن فيه ، ويصح أن يرجع للغمام في أول العبارة .
(130) جمع كفة بضم الكاف وهي الحاشية والطرف لكل شيء أي جوانبه .
(131) نامت النار همدت . والوميض اللمعان ، والكنهور كسفرجل : القطع العظيمة من السحاب أو المتراكم منه ، والرباب كسحاب الابيض المتلاحق منه ، أي لم يمهد لمعان البرق في ركام هذا الغمام .
(132) صباً : متلاحقاً متواصلاً .
(133) أسف الطائر : دنا من الارض ، والهيدب : كجعفر السحاب المتدلى أو ذيله ، وقوله تمريه : من مرى الناقة أي مسح على ضرعها ليحلب لبنها ، والدرر : كغلل جمع درة بالكسر اللبن . والاهاضيب : جمع هضاب وهو جمع هضبة كضربة وهي المطرة ، أي دنا السحاب من الارض لثقله بالماء وريح الجنوب تستدره الماء كما يستدر الحالب لبن الناقة ، فان الريح تحركه فيصب ما فيه .
(134) جمع شؤبوب ما ينزل من المطر بشدة .
(135) البرك : بالفتح في الاصل ما يلي الارض من جلد صدر البعير كالبركة . والبواني : هي أضلاع الزور . وشبه السحاب بالناقة إذا بركت وضربت بعنقها على الارض ولاطمتها بأضلاع زورها . واشتبه ابن أبي الحديد في معنى البرك والبواني فأخرج الكلام عن بلاغته .
(136) بعاع عطف على برك . والبعاع : بالفتح ثقل السحاب من الماء ، وألقى السحاب بعاعه أمطر كل ما فيه .
(137) العبء : الحمل .
(138) الهوامد من الارض : ما لم يكن بها نبات .
(139) زعر : جمع زاعر وهو من المواضع القليل النبات .
(140) بهج : كمنع سر وأفرح .
(141) تعجب .
(142) جمع ريطة بالفتح وهي كل ثوب رقيق لين .
(143) جمع زهار الذي هو جمع زهرة بمعنى النبات .
(144) سمط : من سمط الشيء علق عليه السموط وهي الخيوط تنظم فيها القلادة ، الانوار : جمع نور بفتح النون وهو الزهر بالمعنى المعروف أي حلية القلائد التي علقت عليها من أزهار نباتها . وفي رواية شمطت بالشين وتخفيف الميم من شمطه إذا خلط لونه بلون آخر . والشميط من النبات : ما كان فيه لون الخضرة مختلطا بلون الزهر .
(145) البلاغ : ما يتبلغ به من القوت .
(146) خلقته .
(147) المقطع : النهاية التي ليس وراءها غاية .
(148) العقابيل : الشدائد جمع عقبولة بضم العين . والفاقة الفقر .
(149) الفرج : جمع فرجة وهي التفصى من الهم .
(150) جمع ترح بالتحريك الغم والهلاك .
(151) حبالها .
(152) خالجا جاذباً لاشطانها جمع شطن كسبب : الحبل الطويل ، شبه به الاعمار الطويلة .
(153) المرائر : جمع مريرة الحبل يفتل على أكثر من طاق أو الشديد الفتل ، والاقران جمع قرن بالتحريك وهو الحبل يجمع به بعيران ، وذكره لقوته أيضاً . وإضافة المرائر للاقران بعد استعمالها في الشديدة بلا قيد أن تكون حبالا .
(154) التخافت : المكالمة سراً .
(155) رجم الظنون : ما يخطر على القلب أنه وقع أو يصح أن يقع بلا برهان .
(156) العقد : جمع عقدة ما يرتبط القلب بتصديقه لا يصدق نقيضه ولا يتوهمه، والعزيمات جمع عزيمة ما يوجب البرهان = = الشرعي أو العقلي تصديقه والعمل به .
(157) جمع مسرق مكان مسارقة النظر أو زمانها أو البواعث عليها أو فلان يسارق فلاناً النظر أي ينتظر منه غفلة فينظر إليه . والايماض : اللمعان وهو أحق أن ينسب إلى العيون لا إلى الجفون ، ونسبته إلى الجفون لانه ينبعث من بينها .
(158) ضمنته حوته : والاكنان : جمع كن كل ما يستتر فيه . وغيابات الغيوب : أعماقها .
(159) استراق الكلام : استماعه خفية ، والمصائخ : جمع مصاخ مكان الاصاخة وهو ثقبة الاذان .
(160) صغار النمل ، ومصائفها : محل اقامتها في الصيف ، وهو وما بعده عطف على ضمائر المضمرين .
(161) مشاتيها محل إقامتها في الشتاء .
(162) الحزينات ، ورجع الحنين ترديده .
(163) الهمس : أخفى ما يكون من صوت القدم على الارض .
(164) منفسح الثمرة : مكان نموها ، الولائج : جمع وليجة بمعنى البطانة : الداخلية . والغلف : جمع غلاف . والاكمام : جمع كم بالكسر وهو غطاء النوار ووعاء الطلع .
(165) منقمع الوحوش : موضع انقماعها أي اختفائها . والغيران : جمع غار .
(166) سوق : جمع ساق أسفل الشجرة تقوم عليه فروعها . والالحية : جمع لحاء قشر الشجرة .
(167) الغصون .
(168) الامشاج : النطف . سميت أمشاجا ـ جمع مشيج ـ من مشج إذا خلط ، لانها مختلطة من جراثيم مختلفة كل منها يصلح لتكوين عضو من أعضاء البدن ، ومسارب الاصلاب : ما يتسرب المني فيها عند نزوله أو عند تكونه .
(169) سفت الريح التراب : ذرته أو حملته . والاعاصير : جمع إعصار ريح تثير السحاب أو تقوم على الارض كالعمود .
(170) تعفو : تمحو .
(171) الكثبان : جمع كثيب : التل .
(172) الذرى جمع ذروة : أعلى الشيء . والشناخيب : رؤوس الجبال .
(173) تغريد الطائر : رفع صوته بالغناء وهو نطقه . والدياجير : جمع ديجور ، وهو الظلمة .
(174) أوعبته : جمعته .
(175) حضنت عليه : ربته فتولد في حضنها كالعنبر ونحوه .
(176) سدفة ظلمة .
(177) ذر طلع .
(178) اعتقبت : تعاقبت وتوالت ، والاطباق : الاغطية . والدياجير : الظلمات . وسبحات النور : درجاته وأطواره .
(179) هماهم : هموم مجاز من الهمهمة ترديد الصوت في الصدر من الهم .
(180) عليها أي على الارض .
(181) قرارتها : مقرها .
(182) نقاعة عطف على نطفة . ونقاعة الدم ما ينقع منه في أجزاء البدن ، والمضغة : عطف على نقاعة أي يعلم مقر جميع ذلك .
(183) هي ما يعترض العامل فيمنعه عن عمله .
(184) اعتورته : تداولنه وتناولته .
(185) المبالغة في عدِّ كمالاتك إلى ما لا ينتهي .
(186) هم المخلوقون .
(187) ثواب وجزاء .
(188) الخلة بالفتح الفقر . والمن الاحسان .
 تنبيه مهم : عليك ان تقرأ الشروط عند تقديم اي طلب جديد والا سيتم حذف موضوعك •• اقرأ الشروط ••
صورة العضو الرمزية
سمفونية السمو
عضو متميز فعال
عضو متميز فعال
مشاركات: 226
اشترك في: الأربعاء 8-5-2013 7:16 am
البرج: الجدي
الجنس: انثى

خــــــــطـــــبـــــة الاشــــــــبـــــاح

مشاركة بواسطة سمفونية السمو »

بوركتي حبيبتي
تبارك النور القدوس الذي انبثقت به الحياة
أضف رد جديد

العودة إلى ”مواضيع عامة ومتنوعة“